أمين الوائلي -
«الانتخابات هي الحل»، يشدد الرؤساء والمعارضون والأحزاب السياسية وقادة الرأي في البلدان العربية وغير العربية.
>.. والانتخابات هي الحل، بحسب توصيات ونصائح الدوائر الغربية والمراقبين الدوليين والحكومات بغض النظر عما يحدث لاحقاً ويتواطأ عليه هؤلاء جميعاً ـ كما حدث في أفغانستان مؤخراً، وقبلها في الأراضي الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني.
>.. الإخوان المسلمون يتمسكون بالشعار الأثير: «الإسلام هو الحل» ولكنهم أيضاً يقبلون، أو صاروا يقبلون بتمرير المقولة الأخرى وأن الانتخابات هي الحل، أما هل هي حل نهائي ووحيد؟
>.. فهذا ما لا يقال هنا، ويكفيهم في هذه المرحلة النزول عند رغبة وشروط الرعاة الدوليين، حتى لا يُقال بأن الجماعة تنكر الديمقراطية وتطلب السلطة والحكم من طريق آخر!
>.. ولكن الواقع يشهد بأن الانتخابات هي المشكلة في كل بلد عربي! فليس هناك قطر عربي واحد أوصلت الانتخابات إلى مرافئ السلام والاستقرار السياسي؛ لأن ملف الانتخابات هو أم الأزمات، ولا يكاد المرء يحصل على حالة عربية واحدة لم تكن الانتخابات فيها سبباً رئيساً ومستمراً للأزمات الداخلية والمشاكل السياسية والاجتماعية الطاحنة.
>.. في لبنان ـ مثلاً ـ وهو البلد العربي الأقرب من جيرانه وأشقائه العرب إلى الحالة المدنية والتواصل الحضاري والمجتمعي والثقافي مع المجتمع الأوروبي، لم تكن الانتخابات هي الحل، بل التوافق والصفقات والمقايضات وكواليس ما بعد الانتخابات.
>.. أفرزت الانتخابات النيابية برلماناً لبنانياً بأكثرية وأقلية، فيهما شيء من كل شيء من الطوائف والأحزاب والديانات، ولكن لا الأكثرية تمكنت من تشكيل الحكومة، ولا الأقلية قبلت أن تراقب أداء الأكثرية من موقع المعارضة.. وليس في لبنان اليوم معارضة، إلا إذا كانت الأقلية ستلعب الدورين معاً.. تحكم وتعارض؟!
>.. وفي العراق الملف الانتخابي هو المشكلة والعقدة، ولا يطوي الفرقاء السياسيون والطائفيون والمذهبيون والعشائريون والقوميون ورقة في سجل القانون الانتخابي إلا وفتحت غيرها.
>.. وهكذا فإن الخيار العملي الوحيد هو اللجوء إلى التوافق والصفقات، وليس الاحتكام إلى قانون مدني انتخابي صارم ومحل احترام والتزام من الجميع، بل قانون على مقاس التوافقات الآنية لتمرير الاستحقاق، ليس أبعد من هذا!
>.. واستطراداً يمكنك ملاحظة الأزمات المقترنة بالملف والقضية الانتخابية عموماً، في اليمن والسودان ومصر وفلسطين والجزائر وتونس ...إلخ.
>.. قياساً إلى هذا وذاك، يلزم إدخال تعديل طفيف على الشعار ليصبح «الانتخابات هي المشكلة»!!
شكراً لأنكم تبتسمون
[email protected]
عن صحيفة الجمهورية