فيصل الصوفي -
قيل إن مسئولاً في المؤسسة العامة للكهرباء سيحاكم أمام محكمة الأموال العامة لأنه اختلس 600 مليون ريال فقط لاغير، وساعده على ذلك 19 موظفاً عاماً.. والاختلاس تم عن طريق تزوير سندات تسليم مادة المازوت لمحطة حزيز بينما الكمية غير حقيقية.. وكثيرة هي الأشياء غير الموجودة على الأرض والتي تصرف باسمها مليارات الريالات من الخزانة العامة، فقد أكد لي زميل من منطقة آل سالم في صعدة أن مناقصة أعلنت قبل سنوات لبناء سد في المنطقة وتم صرف تكاليف تنفيذ المشروع، وبعد ذلك أعلنت مناقصات لترميم السد وتم اعتماد تكاليف الترميم وصرفت فعلاً.. بينما على الأرض لايوجد سد في آل سالم إلى اليوم!
> نعود إلى الكهرباء.. فالمسئول الذي اختلس 600 مليون ريال فقط لاغير بمعاونة أصحابه في قضية المازوت هو مجرد حالة من حالات الفساد في وزارة الكهرباء ومؤسساتها والتي أوصلت الكهرباء في البلاد إلى الحالة التي عليها الآن، واللجنة العليا لمكافحة الفساد ينبغي أن تفتش في الأوراق القديمة لأن جرائم الفساد لاتفسد بالتقادم.. فالوضع الذي آلت إليه الامدادات بالطاقة الكهربائية يرجع إلى صفقات شراء لمحطات ومولدات مضروبة أو متهالكة بقيمة محطات ومولدات »جديد لنج« على الورق، ومواد أخرى بنفس الحالة والطريقة كما يقال..
بعد أكثر من خمسين سنة من الانفاق الباهظ والمستمر على الكهرباء نكتشف اليوم أننا بلا كهرباء، وهذا الاكتشاف ينبغي أن يقود إلى كشف الفساد ومعاقبة الفاسدين الذين جعلوا ليالينا مظلمة وأعمالنا في النهار نصف معطلة.. قبل خمسة أيام انقطعت الكهرباء في جزء كبير من حي مذبح أكثر من 24 ساعة ولو رأيتم ما حل بالبقالين وحدهم لأشفقتم عليهم وهم يخرجون المواد التي تلفت من ثلاجاتهم إلى القمامات.. فالفساد في الكهرباء يفسد أشياء كثيرة بما في ذلك الأدوية التي يستخدمها المرضى ولابد من حفظها في الثلاجات.
> السيدة بلقيس أبوأصبع قالت يوم الخميس الماضي إن هيئة مكافحة الفساد ستعلن عن استراتيجية وطنية يوم 9 ديسمبر القادم وسيكون عام 2010م مخصصاً لمكافحة الفساد، ولاندري ماذا ستفعل الهيئة عام 2010م، وكل ما نعرفه أنها لم تفعل شيئاً ذا قيمة كبيرة منذ نشأتها وحتى عام الناس هذا، ولكي تفعل شيئاً ذا قيمة يحتاج أصحابها أولاً إلى العمل بروح الفريق المستقل والشجاع، فالعمل في هيئة الفساد ليس أية وظيفة عامة بل مهمة نضالية تحتاج إلى تماسك وجراءة وصراحة.{
الفساد في الكهرباء مفسدة عامة