الميثاق نت -

الجمعة, 27-نوفمبر-2009
الميثاق نت -
أدى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم الجمعة صلاة عيد الأضحى المبارك بجامع الصالح بصنعاء ومعه رئيس مجلس القضاء الأعلى - رئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون القضاء - رئيس جمعية علماء اليمن القاضي محمد بن إسماعيل الحجي والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية وجموع المصلين.

وتحدث فضيلة الشيخ ناصر الشيباني في خطبتي العيد عن فريضة الحج وأهميتها في حياة الإنسان باعتبارها من الأعمال التي تقرب العباد إلى الله تعالى عز وجل".

وقال:" إن فريضة الحج أوجبها الله تعالى على عباده مرةً في العمر على المستطيع كما قال عز وجل: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين".

واعتبر فضيلة الشيخ ناصر الشيباني العيد مظهرا من مظاهر الجمال والكمال، يظهر المسلمون شكرهم لله تعالى على نعمه العظيمة وآلاءه الجسيمة وذكرهم لخالقهم جل وعلا وكذا زيارتهم للأقارب والأرحام والأحباب حتى تتناسى الضغائن والأحقاد.

وقال:"لا يجوز إظهار العداء لأحد في يوم العيد، فالعيد يوم الأسرة الإسلامية الكبرى التي تكونت من أب و أم، هما إبراهيم وهاجر عليهما السلام اللذين كونا قمة الطاعة لله والانقياد لأوامره والخضوع لحكمه كما جاء في قوله تعال " يابُني إني أرى في المنام أني أذبحُك فانظر ماذا ترى ".

وبين أن جواب إسماعيل عليه السلام جسد الطاعة المطلقة التي لا تردد فيها ولا رعب ولا فزع.." يا أبتي افعل ماتُؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين". موضحا أن ذلك لا يتم إلا بأيمان مطلق وعزيمة وإرادة صلبة تجعل المؤمن يخضع لحكم الله تعالى دون تردد، مجسدا أروع صور التضحية والفداء والتقرب إلى الله تعالى بالدم إظهارا لنعمته عز وجل وتحقيقا للثناء عليه ثم إظهارا للتضحيات الكبار التي لا يراد منها إراقة الدم فحسب بقدر ماهي إراقة للإطماع والشهوات والأهواء.

وتساءل فضيلة الشيخ الشيباني كيف يضحي الإنسان بهذه الثلاث الخصال يضحي بأهوائه وشهواته ومطامعه ثم بعد ذلك تضحية في سبيل الله وفي سبيل الوطن والمبادئ والقيم. مذكرا بان إبراهيم عليه السلام كان اشرف من دعا ربه في مثل هذه الأيام المباركة كما قال تعالى " وإذ قـال إبـراهـيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام " أي جعل قلبه لله وحده لايتسلل اليه شيطان من الجن أو الإنس " واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ".

وبين أنه حتى لا يظل الطريق وتزاحم الأصنام " الاله الحق " دعا الله ان يجنبه وبنيه الاصنام والوثنية قديمها وحديثها، أصنام من البشر او أصنام من الحجر. " وإذ قال إبراهيم ربي اجعل هذا البلد آمناً " كان اول مطلب بقصد تحقيق الأمن والاستقرار والسكينة في الوطن حتى تعيش الامة في سكينة وامن وأمان لاخوف ولارعب ولافزع ".

وتساءل في خطبتي العيد ما بال أناس اليوم حولوا الأمن إلى خوف وبدلوا الصدق بالكذب والهداية بالظلالة والأمانة بالخيانة، فالأمن هو الذي نشده إبراهيم وناشد ربه لأجله " اجعل هذا البلد آمناً ". معتبرا أن لا امن ولا استقرار الا باقتصاد قوي راسخ كما قال إبراهيم " ربي اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الاصنام" وقوله عز وجل " رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر "لأن الأمن والاستقرار هو الذي يؤسس قواعد الاقتصاد والإدارة المنظمة للمال والإنفاق".

وأشار إلى المقصود بقوله تعالى :" واجنبني وبني أن نعبد الاصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ".. موضحا أن تلك الأصنام لايقضد بها أصنام الحجر والتمر أو الطين والهوى فقط بل صنم التشبث بالتقاليد الفاسدة والعادات القبيحة والعصبيات الجاهلية والطائفية والسلالية والمذهبية التي تفسد الأخلاق والذمم والأديان والعقائد.

وتابع فضيلة الشيخ الشيباني قائلا :" قد ينغص علينا العيد من افسد الدين والدنيا معا من آذى وطئ الأرض أفسدها وآذى لمس الأخضر جف لشؤمه ونكده. مذكرا بأن العيد يجمع العالم الإسلامي كله على صعيد واحد للتهليل والتكبير وأنه دعوة أكيده للاتفاق والوفاق والوحدة والوئام والانسجام".

ولفت إلى أن الله عز وجل نبه المسلمين إلى هذا المعنى فقال محذرا "والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفسادُ كبير " أي ان أهل الكفر يتفقون ويلتقون وينظمون حياتهم على هذا الأساس.

وقال فضيلة الشيخ الشيباني :" أنتم ايها المؤمنون أولى منهم بالوحدة والاتفاق والانسجام والوئام " الا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادا كبير".

وأكد أن ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الوحدة والتوحد وينهانا عن التشرذم والتفكك والانقسام.

ولفت إلى أن غير المسلمين يدركون أهمية وعظمة الوحدة والتوحد والتكتل ولهذا نرى بلدان أوروبا تتكتل كما شاهدنا عبر وسائل الإعلام الأوروبيين يحتفلون بذكرى توحيد الألمانيتين بعد تدمير سور برلين ويحتفون بالوحدة والتقاء أجزاء الشعب الألماني, في حين أننا ومع الأسف مازلنا نسمع بين الحين والآخر في العالم العربي أصواتا نشاز تدعو إلى الفرقة والتشرذم والشتات الأمر الذي يصيب المتابع بالحسرة. معتبرا تلك الأصوات نقضا لأسس الحياة والاجتماع وصدا لله وأنظمة الكون.

وقال:" اننا نختلف عن العالم كلية احدنا يرتكب القبائح والكبائر دون ان تهتز له شعرة .. وهل هناك كبيرة اشد من الانفصال وأعظم من إذكاء نار الفتنة والصراع بين أبناء الشعب الواحد وتخريب العامر وتدمير كل شيء تأتي عليه النيران .. اليس هذا قبح ان غيرنا يرتكب الخطأ وسرعان مايشعر بالأسى والخجل ويسعى للاعتذار عن خطأه ويحاول إصلاحه إذا ما كان الأمر متاحا لذلك ونحن فينا من يرتكب كبائر وأخطاء فادحة ويصر على مواصلتها والاستمرار في غيه ويكابر في خطأه سعيا نحو مصالحه الشخصية حتى وأن كانت على حساب مصالح وطنه وشعبه ".

وأردف قائلا " إن الفتن اختبار للأمة والشعوب تصهر في بوتقة الإيمان وبوتقة التجارب حتى تنضج فإذا نضجت عرفت قدر الحياة وعرفت كيف تذود عن قيمها وأخلاقها وثرواتها و شعوبها ".. مشيرا إلى انما يحزن ويفزع ان هناك من يشمت بنا ويضحك منا بل ويسخر حين أصابتنا الأقدار بالمحنة التي نحن فيها وهذه المحن درس قوي للأمم كي تتعلم منه.

وأكد الشيخ الشيباني أن الحياة شدائد ومحن وأحداث لا يثبت عندها إلا الأقوياء وتفرق بين الإبطال والأنذال، بين الثبات على المبادئ والقيم وبين من يخرب بيته بيده ويسعى لتدمير الوطن فهذا فسل ليس ببطل ونذل غير شريف.

وقال:" نحن نقول لهؤلاء الناس المردفون الذين ينشرون الشائعات هنا وهناك ليفسدوا علينا الحياة ومعانقة أشواقها والعمل فيها بما يرضي الله ويرضي الضمير ويرضي النفس نقول لهم كما قال الله عز شانه " لئن لم ينتهي المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ".

ولفت الشيخ الشيباني إلى أن قوله تعالى عن الحج في عرفة " ثًم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم " دعوة للتحرر العقلي والفكري وترك العصبيات الجاهلية الجامحة. مستشهدا بأن نفر من قريش كانوا لا يقفون بعرفة تعففا وازدراء بالأمم والشعوب الأخرى فيقفون بمزدلفة ويقولوا نحن لانقف مع الأوباش والسوقة وما دروا ان هذه العصبية هي قمة الحقارة والدناءة.

وأكد أن الإسلام لا يعرف العنصرية والطائفية والعصبية، تعصب لدينك ووطنك ومبادئك وصناعتك الوطنية وثروتك وأمتك لا أن تتعصب ضد الناس وتفسد حياتهم وأخلاقهم.

وقال:" إن هذا القرآن يقول ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس" لم ينص أن هناك فرق من ذهب وأخرى من فحم فلا عصبية أو جاهلية ولا قبلية ولا طائفية ولا عنصرية فهذه الآيات تحذير من الله عز وجل من الاغراء في الكلام والحديث والسم والموت الزؤام والكلام المعسول كما قال تعالى " ومن الناس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام .. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد".

ولفت إلى أنه مهما حلت بالبلاد النكبات والأزمات والفتن فإنه لا يعني ذلك اقتراب الساعة وقيام القيامة لان بعض الناس اذا رأى فتنة او حادث معين هز كتفيه وقال اقتربت الساعة وستقوم القيامة والساعة.. مؤكدا أن يوم القيام يوم محددا ومعروفا ليس بهذه الطريقة، وان الدين يدعوا إلى بناء الحياة وإقامتها بأركانها لا يعني ان تعطل حياتك لان القيامة ستقوم او الفتن العمياء ستفسد الحياة كلها.


وقال فضيلة الشيخ ان بلادنا بالرغم من الكوارث التي نزلت بها الا ان الله لطف بنا ولطف بهذه البلاد.. مؤكدا أن اليمن بتوفيق الله ناجية من كل أزمة . مشيرا إلى ثبات الجيش اليمني وانتصاراته البطولية في عدد من المواقف والأحداث التي مرت بها اليمن مؤخرا.

ولفت إلى عدد من المواقف البطولية للجيش أمام دعاة الغدر والإجرام ممن أفسدوا الحياة وأماتوا الفرح في القلوب.

وأضاف: هؤلاء مجرمون ثبت أمامهم جنودنا الأبطال وليس الأنذال قواتنا المسلحة الأبية ورجال امنها وقفوا أمام هذا التيار المظلم أمام هذا التيار المنحرف أمام هذا التيار الأهوج واستطاعوا ان يضربوا أرقى الأمثال وأعظمها، جنودنا الأبطال هم الذين ضحوا بحياتهم وأنفسهم وتركوا بيوتهم وأمنهم وأولادهم للدفاع عن الوطن والذود عن حياضه حتى لا يلوثه هؤلاء المجرمون والأفاكون.

وذكَر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "الايمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا اله الا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق". مبينا أن ليس هناك أذى أكثر من هذا الشر الذي ابتلي به الشعب المتمثل بالدعوات الضالة الرامية إلى تمزيق الوطن والزج به في أتون المحن.

وأشار إلى ما ابتلي به الشعب اليمني وما شهده من مواقف حرجة جراء النظرات الضيقة لبعض الاتجاهات الفكرية اليسارية والدينية المتشددة والمتطرفة.

وأكد أن اليمن تجاوزت تلك المحن كون المجتمع في طبيعة تكوينه يرفض كل ما لا يتناسب ومعتقداته وقيمه النابعة من الدين الإسلامي الحنيف دين الوسطية والاعتدال.

وأوضح أنه مهما كثرت المحن والفتن فإننا ناجون بعون الله من هذه الشرور كلها، مذكراً بقول صلى الله عليه وسلم "عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله".

وهنأ القوات المسلحة لثبوتها البطولي في مواقف النزال والفداء دفاعا عن أمن الوطن واستقراره.

ونبه إلى ضرورة تحصين الشباب من الانحراف الفكري والطائفي. مبينا أن اليمن عاشت قرونا في سلام ووئام لا يأت الفرد فيها بشيء منكر أو مجهول في دينه أو عقيدته حتى ظهرت بعض الدعاوى من أصوات نشاز للسير في طريق منحرف بعيدا عن أخلاق المجتمع وقيمه وتطلعاته لمستقبل هانئ. واصفا أياها بأنها أعمال لاتدل على عقل ولا على دين ولا علم. مؤكدا أنها ستنهار بإذن الله تعالى في القريب العاجل وستبقى اليمن وشبابها وشيوخها ورجالها وقبائلها على قلب رجل واحد لا فرقة ولاخلاف.

وحض جموع المصلين على ضرورة العمل لحفظ البلاد وحماية الشباب من الانحراف الفكري والطائفي ودعاة الحزبية الجائرة والجاهلة.

سائلا الله العلي القدير أن ينصر الحق وأهله وان يخذل الباطل وحزبه وان يوفق قائد البلاد ورئيسها ومرؤوسيها إلي ما فيه صلاح الأمة والبلاد والعباد وان يحقق الله به الآمال ويخمد به الفتنه ويقضي على الظالمين والضالين والمنحرفين وتابع الدعاء بالقول : اللهم خذ بيده إلى ما يرضيك اللهم إكلأه بعين عنايتك وأحطه بجميل رعايتك واحرسه بعينك التي لا تنام وركنك الذي يضام .

وتابع: اللهم أرشدنا إلى كل خير ووفقنا إلي صواب اللهم ردنا إليك رن جميلا أهدنا إليك صراطا مستقيما اكفنا شر الضالين والظالمين والشواذ والمنحرفين ارزقنا فكرا سديدا وعقلا رشيدا وصوابا مستقيما اللهم وفقا لما تحبه وترضاه اللهم أصلح بلادنا وبارك فيها واقتصادها وثرواتها وغازها ونفطها وزراعتها اللهم ارزقنا كل خير فيها واغننا عن سواك يا ذا الجلال والإكرام.

وابتهل إلى الله أن يوفق القوات المسلحة ويثبت إقدامهم ويسدد رميتهم وأن يجعل النصر حليفهم ويخذل عدوهم ومن عادى المسلمين.

وتوجه إلى الله با لقول: اللهم من أراد بنا شرا فاقصم ظهره واكفنا شره وحل بيننا وبينه أحفظ اليمن من الفتن والمحن اللهم أحفظ وحدتنا وشعبنا شمالا وجنوبا شرقا وغربا الله اكفنا شر دعاة الانفصال ودعاة الظلال ودعاة الانحراف الفكري والانحراف السلوكي ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وحياكم الله إلى كل عام وكل عام وانتم بخير وصحة وعافية وسلامة وسكينة وهدوء واستقرار وانسجام ووئام.

* سبأ



تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 11:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-12761.htm