كلمة الميثاق -
قمة دول مجلس التعاون الخليجي المنعقدة في دولة الكويت اليوم، ينبغي أن تكون فيما ستناقشه من قضايا وما ستخرج به من قرارات مستوعبة لمعطيات الأحداث ومستجيبة لما أفرزته من أوضاع تنبئ بمتغيرات سياسية واقتصادية وأمنية.. تعكس متطلبات مواجهة تحدياتها الراهنة واستحقاقات أخطارها في أبعادها المستقبلية ومجسدة للرؤية الجادة لقادة دول المجلس يحتل فيها اليمن موقعاً محورياً في الاستراتيجية المعبرة عن هذه الرؤىة بعد أن باتت حقيقة لا يرتبط فقط أبناؤه بوشائج القربى وصلات الرحم وقبلها الانتماء لعقيدة وأمة واحدة.. ولكن أيضاً للوجود المكاني والزماني الحضاري التاريخي أهميته الجيوسياسية كعامل حاسم يستوجب تعميق المصالح التي ينجم عنها تلقائياً ترسيخ الأمن والاستقرار في الحاضر والآتي لشعوب ودول منطقة الجزيرة الحيوية عالمياً..
وفي هذا السياق لابد من التأكيد على حقيقة أن استقرار وازدهار دول الجزيرة العربية كلٌّ لايتجزأ وهذا بات حقيقة ناصعة وجلية للجميع بعد تطورات أحداث صعدة والتي اتضح أنه تقوم بها عصابة من المرتزقة تنفذ أجندة خارجية لطرف إقليمي يسعى إلى الهيمنة على الجزيرة والخليج واستهدافه المباشر لليمن من خلال الحرب التي سعر لهيبها عبر عملائه ومرتزقته في محافظة صعدة هدفه الأبعد والاستراتيجي لكل الدول الشقيقة في هذه المنطقة وهو ما أضحى غير قابل للالتباس والتأويل بعد مد عناصر التخريب والإرهاب المواجهة إلى أراضي الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية مظهراً بذلك غايات مشروع الطموح الإيراني لإقامة الامبراطورية الفارسية الجديدة التي بات اليمن خط الدفاع المتقدم في التصدي لهذا المشروع الذي يتطلب افشاله واسقاطه جهداً جماعياً منبثقاً من منظومة واحدة في قدرتها المادية والبشرية يمتد من الطابع السياسي والعسكري والأمني إلى شراكة اقتصادية تنموية تكاملية تقوي وتعزز قدرة دول الجزيرة والخليج على مجابهة التحديات والأخطار والانتصار عليها وهذا يفرض على قمة الكويت الخروج بقرارات نوعية بخصوص اليمن الذي تقتضي حقائق التاريخ والجغرافيا ان يصبح عضواً كاملاً في هذه المنظومة فهو بما يملكه من موقع استراتيجي وثروة بشرية ومنتجة اقتصادياً لن يكون عبءاً على اشقائه بل رافداً جديداً للاستقرار والنماء والتطور والعزة والرفعة لهم..
لذا نقول إن ماهو منتظر من قمة الكويت يجب أن يتناسب مع التوقعات ويرتقي إلى مستوى التطلعات.