حرف سفيان : بليغ الحطابي -
بشَّر الشيخ صغير حمود عزيز عضو مجلس النواب عن أبناء مديرية حرف سفيان محافظة عمران بانقشاع سحابة التمرد الحوثية عن مديرية حرف سفيان خلال الأيام القليلة القادمة..
مؤكداً أن معظم قيادة التمرد بالمديرية انتهت ولم يتبقَ الاّ القليل من العناصر المغرر بها المحاصرة في جحورها داخل المدينة.
موضحاً بأن الجيش ينفذ ضربات موجعة للإرهابيين أدت الى تهاويهم وانكسارهم. وأرجع عضو مجلس النواب تأخر الحسم الى صبر القيادة السياسية وحرص الدولة على أرواح المواطنين والمغرر بهم وحقناً للدماء..
المزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:
{ هل يمكن أن تعطونا صورة عن الأوضاع في مديرية حرف سفيان..؟!
- الحمد لله الذي أعاننا على إسقاط الكهنة المتمردين.. وأجزم القول: إننا حققنا نجاحات وانتصارات باهرة على الصعيد الميداني بفضل تعاون كل الشرفاء من أبناء مديرية حرف سفيان.. وأؤكد لكم أن معظم عناصر قيادة التمرد بالمديرية انتهت ولم يتبق سوى القليل منهم، وهم الآن محاصرون سواءً في المدينة (مدينة سفيان) أو غيرها من الأماكن.. فكل من حاول أو قام بأعمال قطع الطرقات أو الاعتداء على مواقع الأمن والمواطنين واجه مصيره المحتوم.. وهم الآن متواجدون في تحصيناتهم وقبورهم، فأي واحد منهم يتحرك يواجه مصيره.. أي أنهم - سواء أبناء القوات المسلحة والأمن أو الجيش الشعبي- يترصدون ويراقبون تحركات الارهابيين في مناطق المديرية.. وهم الآن يلفظون النفس الأخير لهم.. وأؤكد لكم أنه إذا استمر العمل الجبّار الذي يقوم به الجيش الآن يمكن أن نعدّ أياماً فقط وتنتهي الفتنة والتمرد وترتاح بلادنا من معاناة الدجل والكذب والخداع والتضليل، وإعلان النهاية الحتمية للإرهاب الحوثي.. ونهايتهم قريبة بإذن الله تعالى.
بقايا إرهاب
{ ذكرت أنه لم يتبقَ إلا القليل من عناصر التمرد.. كم بالضبط..؟
- من واقع النجاحات وعمليات التطهير للمناطق يمكن القول إنهم قلة مقارنة بما كانوا عليه بداية الحرب، لكن لا يمكن الاستهانة بهم نظراً لاستخدامهم الطرق الارهابية والدنيئة في القتال بشكل إجرامي مثل زرع المناطق والطرقات بالألغام واستخدام الاطفال والنساء كدروع بشرية واستخدام منازل المواطنين الآمنين العزل كمتارس، وهذه الأساليب لا يمكن الاستهانة بها خاصة وأن الدولة حريصة على أرواح الناس وحقن الدماء حتى دماء المغرر بهم مع المتمردين.
حنكة سياسية
{ الكثير يتساءل عن تأخر الحسم في سفيان.. من وجهة نظركم ما هي أسباب ذلك؟
- أعتقد أن عدم الحسم يرجع الى حلم وصبر القيادة السياسية رحمة بالضعفاء والمساكين وعدم الإضرار بممتلكاتهم الخاصة وايضاً عدم تدمير البنى التحتية في المديرية.. لأن الدولة من خلال الجيش حرصت كثيراً بكل ما يمكن الحفاظ على سلامة وأمن واستقرار وراحة المواطن .. وعدم إلحاق الأذى الجسماني أو المعنوي أو النفسي به.
استسلام
{ طبعاً كان لكم دور في الحوار وإقناع عدد من المغرر بهم لتسليم أنفسهم .. فهل لنا أن نحصل على الرقم الحقيقي؟
- هناك أعداد كبيرة سلمت نفسها وعادت الى صوابها بعد أن أدركت مدى الخطأ الفادح الذي ارتكبته قيادات التمرد في حق الوطن والمواطنين وارهابهم وإذلالهم.. لذلك فقد لجأوا الى اختيار الطريق الصواب ومساندة جهود الدولة في القضاء على التمرد المتمردين الخونة.. وبالتالي استطيع القول: إن أغلب أبناء سفيان مسالمون ومن كانوا في صفوف الحوثي معظمهم أيضاً استسلموا أو سالموا.. ولم يتبقَ إلا النادر القليل وبعضهم من مناطق أخرى غير سفيان.
{ ماذا عن دوركم كمشائخ وأعيان في تأييد ومساندة جهود الدولة في التصدي لعناصر الارهاب؟
- دورنا هو دور أي مواطن حريص على استتباب الأمن والاستقرار في مديريته وفي منطقته وهو واجب ديني ووطني من أجل اليمن.. فنحن كمواطنين ككل المواطنين اليمنيين مسئولون جميعاً عن اليمن وأمنه واستقراره وليس من أجل مديرية أو قرية أو عزلة.
جيش غير نظامي
{ ما رأيكم فيمن يقول إن تجييش القبائل يعود لضعف في الجيش والدولة؟
- هناك مثل يقول: »أهل مكة أدرى بشعابها»، لذلك نحن كأبناء مديرية حرف سفيان وسيلة مساعدة للجيش، فالجيش لديه القدرة الكاملة والتأهيل العالي لحماية البلاد بشكل عام وليس سفيان وحدها.. والجيش اليوم يختلف عن جيش الأمس مابعد الثورة اليمنية.. وتعاون المواطن مع الجيش هو واجب لأنه المتضرر الأول من التمرد أو الاختلالات الامنية.. فإذا لم يتعاون فالضرر سيطاله.. لذا فالتعاون اليوم مع القوات المسلحة والامن شيء ضروري.. أضف الى ذلك أننا في اليمن لنا خصوصية هي أننا أبناء القبائل، نُـعتبر جيشا احتياطيا للأخ رئيس الجمهورية وللدولة يمكن أن تستنفرهم في أي وقت من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة.. ويعتبر أبناء القبائل الجيش غير النظامي في كل الظروف التي مرت بها البلاد، فقد كان لهم دور فعال في كل الأحداث الوطنية..
{ هناك من يشكك أو يتهم أبناء القبائل بأنهم وراء عدم حسم الحرب..؟!
- أنا على ثقة أن أي إنسان لديه إحساس وطني بأن أمننا واستقرارنا جميعاً لا تفريط فيه.. أما بالنسبة لمن هو مريض بداء التخريب والارهاب فهو واضح أمام الدولة والمواطن.. وتقريباً أن المراحل السابقة للحرب أظهرت كل الناس ومدى ولائهم لله ثم الوطن، وأظهرتهم على حقيقتهم وكل واحد أدين بما هو أصلاً مزروع بداخله.
أما فيما ذكرت بأنهم سبب في تأخر الحسم.. فأقول: كل إناء بما فيه ينضح، فلا يمكن أن نحمّل الآخرين بما هو فينا ونتهمهم جزافاً.
فراغ فكري
{ طبعاً لعب الفراغ الفكري لدى الشباب دوراً في انجرار الكثير من أبناء المديرية وغيرها من المديريات وراء أفكار المتمردين؟
- صحيح.. وأؤكد أن عدم الوعي الوطني أو ضعفه لدى شبابنا وحتى شيوخنا هو المشكلة الحقيقية التي جعلت لفكر التمرد مكاناً في سفيان أو في صعدة بطرق الدجل والخداع والتضليل والأوهام الإمامية المريضة.. ولكن مايزال هناك رجال صامدون واقفون وقفة جادة مع الوطن ووحدته وأمنه واستقراره في جميع مناطق صعدة أو مديرية سفيان وهم واعون ومدركون لخطورة الفكر الظلامي ، ونعول عليهم في مساندة جهود الدولة، ومن تعتمد عليهم الدولة ايضاً في مواجهة عناصر التمرد والارهاب.. وهؤلاء رجال شرفاء صادقون مع الله والوطن والشعب.
{ في اعتقادك كيف يمكن استئصال ذلك الفكر؟
- كما ذكرت أن الجيش قطع شوطاً كبيراً نحو الحسم وإنهاء التمرد، لذلك يجب الاستمرار في الحسم العسكري مع التحاور والتفاهم مع من لديه رغبة في أن يعود الى جادة الصواب وإعلان توبته، أما بالنسبة للمتمرد الحوثي فليس لديه استعداد للحوار، ولو كان لديه ذلك لما وصلنا الى ما وصلنا اليه.
واعتقد أن الناس اليوم بدأوا يصحون ويدركون خطورة ذلك الفكر الارهابي..
تشكيك
{ كعضو برلماني هناك من يشكك في جهود الدولة نحو الحسم.. ما رأيكم؟
- أنا كعضو برلماني المفروض أن أكون الى جانب إخواني في البرلمان .. لكن بما أني متلمس للوضع وحقيقة دور الجيش .. فإن الجيش والدولة طبعاً ليست لديهم نوايا لتأخير الحسم، فالجهود جميعها تسير نحو استئصال تلك الفتنة التي تهدد أمن اليمن واستقراره، لكن كما أشرت سابقاً أن الدولة حريصة على الحفاظ على أمن واستقرار المواطنين ودمائهم وعدم إلحاق الضرر بممتلكاتهم، وأيضاً مشاريع التنمية والخدمات في المديرية.. وبالتالي فإن من يقول غير ذلك فهو كاذب ومضلل.
والقيادة السياسية بزعامة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله جادة في تخليص البلاد من هذه الفتنة وشرورها والفكر الضال.. فقد عانى المواطنون كثيراً، وبدأوا يعرفون أن ما روج له الحوثي هو فكر ضال دعا لقتل الابن والاب.
{ مساندة أحزاب المشترك للتمرد وعدم إدانة جرائمهم ومن يقف وراءه.. في رأيكم؟
- أنا دائماً أوجه اللوم للأخوة في المشترك بأنهم ليسوا جادين في مواقفهم.. لأن الاحزاب تتنافس من أجل استقرار الوطن وما هو في صالحه.. لكن بعض الاخوة في المشترك يقول إن الموقف الفلاني هو ضد الحزب الحاكم نستغله من أجل كذا.. وكنا ننتظر على أقل تقدير أن يقولوا »الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»، وأن اليمن فوق كل اعتبار بعيداً عن المكايدة السياسية والاختلاف في الآراء.
{ وماذا عن موقف أحزاب المشترك في المديرية؟
- مثل شعبي يقول: »العرق من الوظرة» يعني العرق واحد وكلٌ ينفذ برنامجه الحزبي والسياسي لأن القضايا الوطنية والحفاظ على مصالح المواطن والامن والسكينة العامة والثوابت الوطنية ليست في برامجها.. فبرامجهم التي دخلوا بها المعترك السياسي هي من أجل خدمة مصالحهم الشخصية وليس لمصالح البلد.
وأنا هنا لا أنكر جهود الجميع بل هناك شخصيات تنتمي الى المعارضة جاءوا بصفة شخصية لا حزبية، وهؤلاء لديهم حس وطني.
دعم إيراني
{ من أين يحصل المتمردون على الدعم..؟
- الواضح أن المتمردين كانوا معدين لتنفيذ هذا الدور الذي كشف انه يخدم مصالح أطراف في المنطقة مثل »ايران» وهذا تدخل سافر وغير اخوي ولا اسلامي، لكن اليمن دائماً منتصرة بأبطالها ومواطنيها وقيادتها مهما سعى أي طرف لزعزعة أمنها واستقرارها ، فهي منتصرة وفتنة التمرد الحوثي سحابة ايرانية زائلة كغيرها من بقية السحب التي واجهها وتصدى لها شعبنا عبر الزمن.
أطراف أخرى
{ دخول السعودية كطرف في الحرب .. ماذا يعني في اعتقادكم؟
- الارهابي الحوثي عندما لم يحصل على فائدة من أعمال التخريب والارهاب في البلاد لجأ الى السعودية للحصول على مال ودعم أكثر..
{ من أين هذا الدعم؟
- من إيران كما قلت.
{ مؤخراً اتجه المتمردون لفتح جبهة جديدة في الجوف.. لماذا من وجهة نظركم؟
- أولئك شرذمة مسعورة سواءً بقيادتها أو عناصرها وبالتالي يسعون الى نشر المرض في أكثر من منطقة، أما بالنسبة للهدف الاساسي فهو الهروب الى خارج اليمن عبر الصحراء الى جهات تنتظرهم أو الى دول لديها الاستعداد لإيوائهم مثلما حصل في حرب صيف 1994م.
{ ماذا عن النازحين..؟!
- بالنسبة للذين نزحوا الى المناطق الآمنة التي لا يدور فيها قتال وضعهم لا بأس به.. فالدولة قدمت لهم كل الدعم والمساعدة ووفرت المتطلبات الضرورية للحياة كما هو في مخيم خيوان، إنما هناك كثير من المواطنين في بعض المناطق لم يستطيعوا الوصول الى المناطق الآمنة وهم الآن محاصرون، كما هو في العمشية نظراً لتخريب عناصر التمرد للطرقات وتفجير جسور الطريق والعبارات والكباري الموصلة الىها، وأيضاً التضاريس الجبلية، فالبعض يفضل البقاء في منزله على الخروج والنزوح.
{ كم عدد المناطق الآمنة؟
- خيوان، وجزء كبير من العمشية، تقريباً ربع المديرية، والوضع فيها مستتب وآمن.. وما أثر على الناس هو فقط الحصار على المدينة كونها الطريق الرئيسية لكافة المناطق كون المواطنين يرفضون التعاون مع المتمردين.
أضرار جسيمة
{ وبالنسبة لخسائر المديرية في المشاريع والخدمات وايضاً الارواح؟
- بالنسبة للخسائر كبيرة جداً، ومعظم المشاريع الخدمية التي حصلت عليها المديرية من التنمية والخدمات خلال (20) عاماً دمرت.. فقد كان فيها نهضة تنموية في المدارس ومشاريع المياه والمراكز والوحدات الصحية والطرقات، لكن الجماعات المتمردة الحاقدة تمترسوا في المباني العامة الحكومية ودمروا المشاريع الخدمية.. إنه الحقد بكل ما تعنيه الكلمة على كل ما هو مفيد للبلد.
أما بالنسبة للخسائر البشرية فأغلب الاسر في المديرية راح منها شخص أو اثنان سواءً من قبل المتمردين أو المغرر بهم الذين انضموا الى صفوف الارهابي الحوثي وقتلوا على يد الارهابيين من أجل إذلال الناس ومساندتهم، لكنهم رفضوا .. فكان أي شخص يقف أمامهم ليتحدث معهم يقتلونه مباشرة أو بالغدر، وكل ما أساليب الاجرام والانتقام والممارسات الفوضوية مورست ضد أبناء سفيان والشرفاء والوطنيين من قبل تلك العناصر الارهابية.
تحالف شيطاني
{ مؤخراً برزت علاقة وصفت بالوثيقة بين التمرد الحوثي والحراك الانفصالي .. كيف تنظرون إليها؟
- هذه علاقة مصلحة على طريقة »دهن لي أدهن لك».. وما يربطهم هو المصالح الشخصية، فمثل هذه الامراض موجودة في بعض الاشخاص الحزبيين والانفصاليين وغيرهم.. كما هي موجودة في مصلحة بعض الحزبيين في المشترك مع المتمردين.
{ ما الذي ينبغي على الدولة فعله لعدم تكرار الفتنة؟
- على الدولة إعداد خطة للإعمار وتلبية احتياجات المواطن وتعويضهم عما لحق بالخدمات والممتلكات من تخريب وتدمير لعودة واستتباب الأمن، وهناك ايضاً عمل مهم وهو التوعية الفكرية التي تلغي الفكر الحوثي.
{ وماذا عن الثارات؟
- إذا اهتمت الحكومة بالتوعية وإخراج الناس من أزمة الفقر والحاجة التي وصلوا اليها، والأهم هو التوعية الفكرية الصحيحة المعتدلة سيكون المواطن حريصاً على أمن واستقرار بلاده.
وأنا على يقين أن الناس تعلموا دروساً كثيرة وأن أمن واستقرار أي بلد مسؤولية الجميع وليس الحكومة أو الرئيس، وبالتالي سيحرص الجميع على ذلك.. ولابد أن تقوم الوزارات المعنية بالفكر والاعلام والتوجيه والارشاد بوضع برنامج خاص لهذه المناطق لمحو الأفكار الخاطئة وغير الوطنية، واستئصال ذلك السرطان الخبيث عبر نشر الفكر المعتدل والبحث عن حلول مجدية وجدية لعدم تكرار مثل تلك المأساة والمعاناة التي ألحقت الضرر الكبير والبالغ بالوطن والمواطن، وممكن لأي شخص من أجل مصلحته أن يتحالف حتى مع الشيطان.. وهؤلاء مرضى وحاقدون على أنفسهم ووطنهم.
قصور توعوي
{ ذكرت أن هناك تقصيراً في عمل بعض الجهات والمؤسسات الحكومية؟
- للأسف الشديد هناك بعض القصور سيما من قبل تنظيمنا »المؤتمر الشعبي العام» كحزب حاكم وتنظيم رائد يقود البلاد ويتمثل ذلك في القصور في توعية المواطن عبر القنوات الموجودة في المراكز والعزل والمحافظات .. فلابد من مواجهة الفكر الخاطئ للمحافظة على أمن واستقرار مناطقهم والبلاد.. وللأسف الشديد أنه لم يستفحل الفكر الارهابي الحوثي الا لوجود ساحة مفتوحة وقصور كبير، ونحن في المناطق التي وصلت اليها الفتنة نحتاج الى توعية وطنية مستمرة وعمل حزبي مستمر في كل المراكز والمديريات من أجل توعية الناس بما يخدم مصالح البلاد وتقدمه ونمائه.
{ كلمة أخيرة؟
- لابد من عمل جاد من قبل كل مؤسسات الدولة والمنظمات المدنية والاحزاب السياسية والمواطنين.. عمل جدي كفريق واحد لمعالجة المشاكل بما يتناسب ومصلحة البلاد بعيداً عن المصالح الشخصية التي يسعى اليها البعض من الموهومين.