الإثنين, 14-ديسمبر-2009
‮ ‬استطلاع‮/ ‬محمود‮ ‬الحداد -
‮ ‬المتابع لما يقترفه الحراك الانفصالي إضافة الى جرائم المتمردين، يلاحظ مدى السقوط في وحل العنف والتخريب والقتل على أساس المناطقية والمذهبية وتدمير المنشآت العامة ومكونات البنية التحتية، وفوق ذلك تبني القضية الجنوبية تمهيداً للانفصال تحت شعار استعادة ما يسمونها‮ ‬بدولة‮ ‬الجنوب‮ ‬العربي‮ ‬من‮ ‬جهة،‮ ‬والعودة‮ ‬بالبلاد‮ ‬الى‮ ‬حكم‮ ‬الأئمة‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬أخرى‮..‬
ورغم ذلك فمعاناة المواطنين والمتضررين جراء أعمال التمرد وعنف جماعة »الحراك الانفصالي» لم تستحضرها أحزاب المشترك في أجندتها بل نراهم يدعون الى وقف الحرب على المتمردين وحل ما تسمى بالقضية.. وهذا ما اعتبره سياسيون سابقة خطيرة تهدد السلم الاجتماعي.. »الميثاق» دوَّنت‮ ‬قراءة‮ ‬موجزة‮ ‬لهم‮ ‬حول‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بالحراك‮ ‬والقضية‮ ‬الجنوبية‮ ‬ودعوة‮ ‬المشترك‮ ‬لتلك‮ ‬المصطلحات‮ ‬البغيضة‮ ‬وأثر‮ ‬ذلك‮ ‬على‮ ‬الهوية‮ ‬الوطنية‮:‬
< في البدء أكد الدكتور عبدالله الحامدي- نائب وزير التربية والتعليم- أن أحزاب المشترك وما يسمى بالحراك كل منهما يشكل كتلة من التناقضات فيما بينها، حيث بات من الثابت منطقياً أن اجتماعها لا يدوم وحتماً ستذوب اتفاقاتها تحت لهيب المكاسب الذاتية وستفوق خلافاتهم-‮ ‬في‮ ‬شدتها‮- ‬معارضتهم‮ ‬للنظام‮ ‬ذاته‮.‬
أشد‮ ‬خطراً
وأضاف‮: ‬صحيح‮ ‬قد‮ ‬تتفق‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬ودعاة‮ ‬الانفصال‮ ‬والمتمردون‮ ‬على‮ ‬مواجهة‮ ‬النظام،‮ ‬لكنها‮ ‬بالتأكيد‮ ‬سوف‮ ‬تختلف‮ ‬على‮ ‬مستقبل‮ ‬اليمن،‮ ‬لأن‮ ‬قياداتها‮ ‬يحملون‮ ‬نوازع‮ ‬الكراهية‮ ‬والشك‮ ‬المتبادل‮ ‬تجاه‮ ‬بعضهم‮ ‬البعض‮.‬
واعتبر نائب وزير التربية أحزاب المشترك أشد خطراً من المتمردين الحوثيين والأصوليين القاعديين كونها تقف حجر عثرة أمام الوصول لحوار وطني هادف يغلب مصلحة الوطن والثوابت على المصالح الذاتية والحزبية، وكذلك مواقفه الضبابية الباهتة تجاه الدعوات المضللة التي جاءت‮ ‬بمفهوم‮ ‬المناطقية‮ ‬والمذهبية‮ ‬والانفصالية،‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يجب‮ ‬عليها‮ ‬أن‮ ‬تطرح‮ ‬أفكاراً‮ ‬ورؤىً‮ ‬تتعلق‮ ‬بأمن‮ ‬واستقرار‮ ‬وتقدم‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني،‮ ‬وصياغة‮ ‬حاضره‮ ‬والاتفاق‮ ‬على‮ ‬مستقبله‮.‬
انفصال‮ ‬
وأردف قائلاً: أما أن تسعى أحزاب المشترك الى دعم مطالب مايسمى بـ»الحراك» والاعتراف بالقضية الجنوبية، بعد ما استبان جوهر هذه القضية وارتكازها على العنف والتخريب والانفصال والتشطير، فإن اعترافها وتبنيها لها رغم إدراكها وعلمها بحقيقة أهدافها الانفصالية وما يصاحب‮ ‬نشاطها‮ ‬من‮ ‬عنف‮ ‬وقتل‮ ‬وتخريب‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬الا‮ ‬اعتراف‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬المشترك‮- ‬بهذه‮ ‬الاصوات‮ ‬الارهابية‮ ‬وإيجاد‮ ‬الغطاء‮ ‬السياسي‮ ‬للخائفين‮ ‬منها‮.‬
مشيراً الى أنه في المحصلة النهائية سنجد أن المشترك من خلال مواقفه السلبية تجاه الافعال الاجرامية التي تقوم بها جماعات عناصر المتمردين يتبنى مقدمات الانفصال ويهيئ لأجواء ومناخات التشطير، بالقضية الجنوبية أو يطالب بوقف الحرب على المتمردين الحوثيين، مما يؤكد أنه‮ ‬يلتقي‮ ‬وبشكل‮ ‬طبيعي‮ ‬مع‮ ‬نتائج‮ ‬سلوكيات‮ ‬الحالمين‮ ‬بالعودة‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬المباركة‮.‬
استعداء
محذراً‮ ‬المشترك‮ ‬من‮ ‬استعداء‮ ‬الهوية‮ ‬الوطنية‮ ‬والخوض‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬من‮ ‬شأنه‮ ‬تفتيتها‮.‬
هوية‮ ‬واحدة
وفي سياق متصل أكد الدكتور حسن الكحلاني- استاذ الفلسفة المعاصرة في جامعة صنعاء: أن كل القوى السياسية في تاريخ الحركة الوطنية اليمنية وجموع الشعب ظلوا يرفعون شعار الوحدة حتى تحققت في مايو 1990م.
وبذلك‮ ‬عاد‮ ‬اليمن‮ ‬موحداً‮ ‬يدفعه‮ ‬الى‮ ‬ذلك‮ ‬واحدية‮ ‬الارض‮ ‬واللغة‮ ‬والدين‮ ‬والانسان‮.. ‬وأشار‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬من‮ ‬يزعمون‮ ‬أن‮ ‬للمحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬هوية‮ ‬هم‮ ‬واهمون،‮ ‬لأن‮ ‬الهوية‮ ‬تعني‮ ‬إما‮ ‬ديناً‮ ‬مختلفاً‮ ‬أو‮ ‬لغة‮ ‬مختلفة‮.‬
معتبراً‮ ‬دعواتهم‮ ‬واهية‮ ‬وزائفة‮ ‬لا‮ ‬تستند‮ ‬الى‮ ‬عقل‮ ‬أو‮ ‬منطق،‮ ‬وما‮ ‬يجري‮ ‬الآن‮ ‬من‮ ‬اختلافات‮ ‬وصراعات‮ ‬أسبابها‮ ‬سياسية‮ ‬بالدرجة‮ ‬الاولى‮ ‬وليست‮ ‬مرتبطة‮ ‬بالهوية‮.‬
«‬عليَّ‮ ‬وعلى‮ ‬أعدائي‮»‬
مشيراً إلى أن رفض الشعب للأحزاب التي يهمها مصالحها الذاتية فقط دون مصلحة الشعب مقابل ما حظي به حزب الشعب المؤتمر من التفاف واسع نحوه، بعد أن خسرت تلك الأحزاب مقاعدها ومكانتها بين نفوس الشعب عادت تحيك المؤامرات الى أن أفصحت عن عدائها للحزب الحاكم كأن تقول:
»عليّ وعلى أعدائي» ثم مضت في سبيل محاولة تفكيك الدولة عبر وسائل وطرق شتى كالتشجيع على العنف ولغة الكراهية والمناطقية والمذهبية، وقد تحركت في اتجاهين: الأول دعم المتمردين الحوثيين والثاني دعم الانفصاليين في جنوب الوطن.
مرتزقة
وأشار‮ ‬الكحلاني‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬المتمردين‮ ‬ودعاة‮ ‬الانفصال‮ ‬ليسوا‮ ‬إلا‮ ‬مرتزقة‮ ‬يحاولون‮ ‬عبثاً‮ ‬بتفكيرهم‮ ‬العقيم‮ ‬العودة‮ ‬بالبلاد‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬الثورة‮ ‬والوحدة،‮ ‬ومهما‮ ‬ادَّعوا‮ ‬ليس‮ ‬لهم‮ ‬ما‮ ‬يبرر‮ ‬أفعالهم‮ ‬الاجرامية‮ ‬والارهابية‮.‬
مؤكداً: أن غالبية أبناء الجنوب وحدويون وهم موجودون في جميع مؤسسات الدولة، والاصوات النشاز لا تمثل الشعب، وتحركهم قوى خارجية بالمال والسلاح..مطالباً الدولة أن تتعامل معهم كمجرمين وقطاع طرق وقتلة ويجب محاكمتهم لينالوا عقابهم.
كما طالب أحزاب المشترك أن تفرق بين المعارضة وبين تدمير الدولة، وإذا كانوا يعتقدون أن إضعاف الدولة سيمهد لهم الطريق لأن يكونوا البديل فإنهم بذلك يحطمون البيت الذي سيسكنون فيه، خاصة حين تقف معهم قوى مشبوهة في أهدافها.
إلى‮ ‬العنف‮ ‬أقرب
من جانبه قال الدكتور محمد الريمي- عميد كلية التربية بمحافظة عمران: مهما كانت حدة الخلافات بين الحزب الحاكم وأحزاب المشترك فإن ذلك لا يبرر سكوتها الداعم للأفعال الاجرامية التي يقترفها كل من المتمردين الحوثيين وأتباع ما يسمى بـ»الحراك» في حق المواطنين..ويأسف‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬قد‮ ‬نهجت‮ ‬هذا‮ ‬النهج‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬تعي‮ ‬مخاطره‮ ‬في‮ ‬حق‮ ‬الوطن‮ ‬والمواطن‮ ‬على‮ ‬حد‮ ‬سواء‮.‬
وأضاف: لقد تسبب المتمردون في نزوح أكثر من 250 ألف مواطن، إضافة إلى العديد من المأسي وتدمير البنى التحتية والحال نفسه بالنسبة لما يسمى بالحراك وتبنيه مشروعاً انفصالياً عدوانياً وحشياً ذهب ضحيته عدد من المواطنين مما يؤكد حقيقة مفادها: أن أحزاب المشترك تخضع لإملاءات‮ ‬إقليمية‮ ‬ودولية‮ ‬تسعى‮ ‬الى‮ ‬زعزعة‮ ‬أمن‮ ‬واستقرار‮ ‬ووحدة‮ ‬اليمن‮.‬
غرس‮ ‬القيم‮ ‬النبيلة
‮ ‬الدكتور‮ ‬بدر‮ ‬سعيد‮ ‬الأغبري‮- ‬رئيس‮ ‬الجمعية‮ ‬اليمنية‮ ‬للعلوم‮ ‬التربوية‮ ‬والنفسية‮- ‬وصف‮ ‬من‮ ‬يدعون‮ ‬الى‮ ‬العودة‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬22مايو‮ ‬بالأصوات‮ ‬الارتدادية‮ ‬والضلالية‮..‬
وقال: إن ما يجري في بعض المحافظات الجنوبية تحت مسمى »الحراك» ومطالبتهم الاعتراف بالقضية الجنوبية أسفر عن الكثير من الاعتداءات على المواطنين الآمنين وعمليات قطع الطرق العامة ونهب الممتلكات وعرقلة التنمية، وغير ذلك من الأعمال الفوضوية التي لاتخدم سوى أعداء الوطن‮.‬
مطالباً‮ ‬الدولة‮ ‬مواجهة‮ ‬تلك‮ ‬الأعمال‮ ‬بقوة‮ ‬وفقاً‮ ‬لما‮ ‬تؤكده‮ ‬الشريعة‮ ‬الاسلامية‮ ‬والدستور‮ ‬والتشريعات‮ ‬القانونية‮ ‬للجمهورية‮ ‬اليمنية‮.‬
وقال: علينا كآباء ومربين وعلماء وخطباء مساجد وأساتذة أن نحاول توضيح هذه الحقائق لجيل الوحدة، الذين تتجاذبهم الآن جماعة من الشرذمة الحاقدة التي لا تعرف الحق من الباطل وتسعى الى شق الصف الوطني بمزيد من تعميق الولاء الوطني..
مؤكداً على أهمية المحافظة على السلم الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد ونبذ الكراهية والأحقاد التي ينادي بها دعاة الانفصال، وغرس المحبة والتعاون والإخاء بين الشباب وحل مشاكلهم بمصداقية وشفافية ووضوح.
داء‮.. ‬ودواء
الدكتور خالد الفهد- رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة صنعاء- قال: لا ضير أن تتبنى أحزاب المشترك أو غيرها القضية الجنوبية ولكن شريطة أن تكون في إطار الجمهورية والثورة والوحدة والدستور والنظام والقانون.
مشيراً إلى أن التاريخ يخبرنا بأن داء اليمن الفرقة والتشرذم والانقسام وأن دواءها الوحدة.. إذ أن الألفي سنة الماضية عانى فيها اليمنيون من التفرقة والانقسام وانعكس ذلك على حياتهم ومصالحهم وكانوا دوماً عرضة للغزو والاحتلال الخارجي، وداعياً الى التنبه لهذا الامر‮ ‬لاسيما‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬أحزاب‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮ ‬التي‮ ‬تتبنى‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬القضية‮ ‬المشبوهة‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬استبان‮ ‬لنا‮ ‬جوهرها‮ ‬وارتكازها‮ ‬على‮ ‬العنف‮ ‬والتخريب‮ ‬والانفصال‮ ‬والتشطير‮.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-12914.htm