الإثنين, 14-ديسمبر-2009
هناء الوجيه -
تنعقد المؤتمرات وتدور النقاشات مراراً وتكراراً للحديث عن قضية المشاركة السياسية للمرأة اليمنية، وفي ختام كل فعالية يؤكد المشاركون من الرجال قبل النساء على أحقية المرأة في مشاركة أخيها الرجل باعتبارها نصف المجتمع أو كما يصفها البعض بأنها كل المجتمع.. وما يقلق المرأة ان حصيلة تلك اللقاءات تبقى مجرد كلمات أو حبراً على ورق، لذا تشعر المرأة أن عليها أن تظل في عمل دؤوب ومطالبة حثيثة بحقوقها لعل ذلك يتيح لها فرصة تحقيق مطلبها العادل في المشاركة مؤخراً في مؤتمر زيادة المشاركة السياسية للمرأة اليمنية عن طريق الحوار والذي نظمه اتحاد نساء اليمن بالشراكة مع منظمة نادي مدريد والمنظمة الوطنية لتنمية المجتمع وبحضور السيدة جاكليني ويذرسبون مستشارة الرئىس الأمريكي باراك أوباما ورئىسة سيرلانكا السابقة شاندريكا كوما تنجاو..‮ ‬ناقشت‮ »‬الميثاق‮‮» ‬مع‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬الناشطات‮ ‬المشاركات‮ ‬في‮ ‬الموتمر‮ ‬هذه‮ ‬القضايا‮.. ‬فكانت‮ ‬هذه‮ ‬الحصيلة‮..‬

{ البداية كانت مع الدكتورة أمة الرزاق حُمد- الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل- والتي تحدثت قائلة: إن الحديث عن مسألة مشاركة المرأة هو كلام مكرر، ولن يتحسن وضع المرأة إلاّ بصدق وجدية التعاطي مع هذه القضية من قبل الأحزاب‮ ‬ومنظمات‮ ‬المجتمع‮ ‬المدني‮ ‬والجهات‮ ‬الرسمية‮ ‬الحكومية‮ ‬وغير‮ ‬الحكومية،‮ ‬ولكن‮ ‬للأسف‮ ‬توضع‮ ‬المرأة‮ ‬دائماً‮ ‬في‮ ‬آخر‮ ‬أجندة‮ ‬الحوار‮ ‬وأحياناً‮ ‬تُنسى‮..‬

ممثلة‮ ‬فعلية

وتواصل الأمين العام المساعد حديثها قائلة: ومع ذلك فعلينا أن نكون منصفين ومتفائلين وان ننظر دائماً إلى النقطة المضيئة، فما وصلت إليه المرأة اليوم هو نتاج لجهود لابد أن تذكر فالمرأة اليوم استطاعت أن تخوض مجالات كانت محظورة عليها في الماضي، فهاهي تعمل في سلك القضاء والسلك العسكري وفي الشرطة وهي كذلك في المجال الدبلوماسي، ناهيك عن الآلاف من النساء العاملات في الصحة والتعليم والمجالات الأخرى، ومن هنا لابد من التركيز على الجوانب الإيجابية ومن ثم نواصل العمل الجاد بكل اطيافنا السياسية لتصبح المرأة متواجدة في كافة مواقع‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮ ‬وممثلة‮ ‬فعلية‮ ‬في‮ ‬السلطات‮ ‬الثلاث‮ ‬التشريعية‮ ‬والتنفيذية‮ ‬والقضائىة‮.‬

تجارب‮ ‬ناجحة

{ ومن جانبها ترى الاستاذة رمزية الإرياني- رئيسة اتحاد نساء اليمن رئىسة الاتحاد النسائي العربي العام- ان هناك تجارب ناجحة لنساء في بعض الدول أتاحت لهن فرص الوصول إلى مواقع صنع القرار وعلى المرأة اليمنية الاستفادة منها..

وتضيف: في مجتمعنا العديد من الموروثات الفكرية والتقاليد المغلوطة التي تحول مابين المرأة والممارسة الحقيقية للديمقراطية، وكون تلك الموروثات بعيدة عن الدين الإسلامي الذي أنصف في اعطاء الحقوق لكل من الرجل والمرأة فإن المعركة مع تلك الموروثات المتراكمة مازالت طويلة وتحتاج إلى وعي وتكاتف وخاصة أننا مقبلون على ممارسة سياسية وديمقراطية متمثلة بإجراء انتخابات 2011م وهي مرحلة تقتضي من المرأة اليمنية ان تعي موقعها وطبيعة المرحلة وأن تكون مستقلة في قرارها وأن تختار التصويت للنساء وعليها ان تطالب وبقوة ان يكون لها على الأقل‮ ‬15٪‮ ‬من‮ ‬مقاعد‮ ‬البرلمان‮ ‬ومن‮ ‬مواقع‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮ ‬المختلفة‮.‬

إرادة‮ ‬سياسية‮ ‬داعمة

{ وتؤكد الأخت فاطمة الخطري- رئىسة دائرة المرأة بالأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام- على أن الإرادة السياسية موجودة وداعمة للمرأة بدليل تعديل العديد من القوانين المتعلقة بالتميز الإيجابي للمرأة في قانون الجنسية وقانون الأحوال المدنية والقوانين الأخرى..

مشيرةً إلى أن المرأة قد حققت خطوات متقدمة ووصلت إلى مواقع صنع القرار في ظل توجيهات واهتمام المؤتمر الشعبي العام الذي يولي المرأة الاهتمام والرعاية الجادة على حد قولها.. وتختتم الخطري حديثها بالتأكيد على أهمية توحد الحركة النسائية سواءً في اتحاد نساء اليمن والأحزاب‮ ‬السياسية‮ ‬وفي‮ ‬اللجنة‮ ‬الوطنية‮ ‬للمرأة‮ ‬واستكمال‮ ‬العمل‮ ‬من‮ ‬حيث‮ ‬انتهى‮ ‬الآخرون‮ ‬لمتابعة‮ ‬المشاريع‮ ‬الجيدة‮ ‬المقدمة‮ ‬والتي‮ ‬تخدم‮ ‬المرأة‮ ‬وتصب‮ ‬في‮ ‬صالحها‮ ‬وتحتاج‮ ‬إلى‮ ‬اهتمام‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬تحقيق‮ ‬أفضل‮ ‬النتائج‮..‬

أول‮ ‬الضحايا

{ أما الأخت وهيبة صبره- اللقاء المشترك- فقد بدأت حديثها بالقول: نحن لانريد مجرد وعود بل ان نلمس وجودنا على مستوى الواقع في مواقع صنع القرار السياسي وهذا لن يكون إلا بوجود تعديل دستوري قانوني يضمن وجود كوتا للمرأة بنسبة 30٪ حتى يتسنى لها الوصول الفعلي إلى مواقع‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮.‬

وتختتم صبرة حديثها بالقول: أتمنى أن تكون السلطة جادة في حوارها مع المعارضة وأن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن لمناقشة قضايا الوطن بأكمله ومن ضمن ذلك قضية المرأة، فبحجم اهتمامنا بقضيتها نهتم بقضايا الوطن ومشاكله والتي تنعكس على المرأة أكثر من الرجل فنحن النساء أول‮ ‬الضحايا‮ ‬في‮ ‬الحروب‮ ‬والأزمات‮ ‬ونحن‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬يستفيد‮ ‬من‮ ‬السلام‮..‬

حوار‮ ‬واسع

{ وتحدثت الأخت خديجة ردمان- وكيل وزارة الإدارة المحلية لشئون تنمية المرأة- قائلة: من أجل زيادة مشاركة المرأة سياسياً نحن بحاجة إلى حوار في إطار منظمات المجتمع المدني، فالمرأة الأمريكية وصلت إلى ما وصلت إليه بدعم منظمات المجتمع المدني، ونحن كذلك بحاجة إلى حوار‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬الأحزاب‮ ‬السياسية‮ ‬وفي‮ ‬إطار‮ ‬النساء‮ ‬أنفسهن‮ ‬ليكون‮ ‬هناك‮ ‬توافق‮ ‬وتوحد‮ ‬في‮ ‬الخطاب‮ ‬النسوي‮ ‬الذي‮ ‬تريد‮ ‬النساء‮ ‬توضيحه‮ ‬للقيادة‮ ‬السياسية‮..‬

مؤكدةً‮ ‬ضرورة‮ ‬الاهتمام‮ ‬والتركيز‮ ‬على‮ ‬المرأة‮ ‬الريفية‮ ‬وتلمّس‮ ‬احتياجاتها‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬المرأة‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬سيعزز‮ ‬دعم‮ ‬المرأة‮ ‬للمرأة‮ ‬وتشجيعها‮ ‬بأن‮ ‬تعطي‮ ‬صوتها‮ ‬للمرأة‮.‬

{ ومن جانبها ترى الدكتورة أمة السلام أحمد رجاء- رئيسة دائرة المرأة، التجمع اليمني للإصلاح- أن الاهتمام بالتعليم والصحة من أهم المقومات التي تضمن تعزيز المشاركة الفعلية للمرأة، بالإضافة إلى إصلاح المنظومة الانتخابية وإيجاد إطر قانونية تضمن وجود ومشاركة فعلية‮ ‬للمرأة‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬السياسية‮.‬

حزب‮ ‬ديمقراطي

{ وتؤكد الاستاذة فوزية نعمان- وكيل قطاع تعليم الفتاة بوزارة التربية والتعليم- على أهمية التعليم ودوره في تعزيز مشاركة المرأة ونشر الوعي المجتمعي ونبذ الموروثات المتراكمة والمجحفة والتي تعطي الرجل كافة الحقوق وتحرم المرأة من أبسط حقوقها- من ذلك ان الرجل يمكنه‮ ‬الوصول‮ ‬إلى‮ ‬كافة‮ ‬المواقع‮ ‬بغض‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬مستواه‮ ‬العلمي‮ ‬أو‮ ‬المؤهلات‮ ‬التي‮ ‬يحملها‮ ‬بينما‮ ‬تُطالَب‮ ‬المرأة‮ ‬بأعلى‮ ‬المؤهلات‮ ‬لكي‮ ‬تنال‮ ‬أبسط‮ ‬الحقوق‮ ‬على‮ ‬حد‮ ‬تعبيرها‮..‬

متمنية‮ ‬ان‮ ‬تكون‮ ‬قضية‮ ‬مشاركة‮ ‬المرأة‮ ‬جادة‮ ‬لدى‮ ‬قيادات‮ ‬الأحزاب‮ ‬وألا‮ ‬تستخدم‮ ‬المرأة‮ ‬لمجرد‮ ‬القول‮ ‬إن‮ ‬هذا‮ ‬الحزب‮ ‬أو‮ ‬ذاك‮ ‬ديمقراطي‮ ‬يدعم‮ ‬مشاركة‮ ‬المرأة‮.‬

كفى‮ ‬مزايدة

{ أما الأخت جوهرة حمود- الأمين العام المساعد في الحزب الاشتراكي- فقد بدأت حديثها بالقول: كفانا مزايدة بقضايا المرأة، فلابد ان تُناقش قضيتنا بصدق وجدية في التعاطي لماذا لم يتم تنفيذ الاتفاقيات السابقة المتعلقة بقضايا المرأة؟.. على جميع النساء المطالبة وبقوة‮ ‬بتخصيص‮ ‬كوتا‮ ‬تضمن‮ ‬وصول‮ ‬المرأة‮ ‬إلى‮ ‬مواقع‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮ ‬ولابد‮ ‬من‮ ‬متابعة‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬يطلقون‮ ‬الشعارات‮ ‬والأقوال‮ ‬ومطالبتهم‮ ‬بتنفيذ‮ ‬كافة‮ ‬الوعود‮ ‬وتحويلها‮ ‬إلى‮ ‬أفعال‮ ‬تنعكس‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬الواقع‮.‬

رأس‮ ‬الحربة

{ وفي ذات السياق تحدثت الدكتورة بلقيس الحضراني- حزب البعث العربي الاشتراكي القومي- والتي طرحت العديد من التساؤلات حول أسباب تراجع المرأة من مقاعد البرلمان وكذلك تراجعها كمرشحة مع الزيادة في أعداد النساء الناخبات، إضافة إلى عدم تواجد المرأة في مواقع صنع القرار رغم الكفاءة التي تتميز بها والزيادة في عدد المتعلمات والخريجات المؤهلات في كافة التخصصات.. وتمنت الحضراني في ختام حديثها ان تتبنى الأحزاب مبادرة الأخ رئيس الجمهورية فيما يخص تخصيص 15٪ للنساء من المقاعد في مواقع صنع القرار بمصداقية وجدية في التعاطي.. واصفة‮ ‬المرأة‮ ‬بأنها‮ ‬رأس‮ ‬الحربة‮ ‬التي‮ ‬تشق‮ ‬الفساد‮ ‬والتخلف،‮ ‬وتحدث‮ ‬التغيير‮ ‬في‮ ‬المجتمعات‮ ‬المتطورة‮.‬

عادات‮ ‬مجحفة

{ أما الأخت أحلام عون- المسؤول التنفيذي لدائرة المرأة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري- فتقول: المرأة اليمنية مازالت تعاني من موروثات ثقافية وعادات وتقاليد وقيم اجتماعية سائدة ومجحفة ولاتمت للإسلام بصلة ولكنها تعوق مسألة تفاعل المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية، وأدت إلى تجاهل حقوقها وتحجيم أدوارها، ولتمكين المرأة لابد من توعية اجتماعية توضح أهمية تفعيل أدوار المرأة وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومن أجل مشاركة جادة لابد من إصلاح في النظام الانتخابي وإيجاد آلية فاعلة ومضمونة لضمان مشاركة المرأة في البرلمان‮ ‬ومواقع‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮ ‬وان‮ ‬يكون‮ ‬هناك‮ ‬قرار‮ ‬سياسي‮ ‬أو‮ ‬مادة‮ ‬قانونية‮ ‬تضمن‮ ‬نجاح‮ ‬المرأة‮ ‬في‮ ‬الانتخابات‮ ‬القادمة‮..‬

هيئة‮ ‬استشارية‮ ‬

{ ودعت الأخت جميلة علي رجاء- مستشارة وزارة الخارجية- أحزاب اللقاء المشترك وكذلك حزب المؤتمر الشعبي العام عند القيام بتحديد موعد للحوار من أجل التعديلات الدستورية أو القانونية المتعلقة بالانتخابات ان تكون للنساء ممثلات في هذا الحوار، موضحة انه تم مؤخراً تبني ما يسمى بالهيئة الاستشارية لوصول النساء إلى برلمان 2011م، هدفها كيفية تحويل المبادرات الكلامية إلى مبادرات فعلية، وسوف تقدم الهيئة الاستشارية في حوارها إلى الأحزاب مصفوفة تضم كل القوانين والتعديلات المطلوبة والتي تضمن وصول المرأة إلى البرلمان سواءً باختيار القائمة النسبية أو الأنظمة الأخرى.. واختتمت رجاء حديثها بالرد على كل من يقول إن المرأة غير قادرة على خوض معترك الحياة السياسية حتى تستقر الساحة، فهذا لايجوز فالرجل يدخل في خضم كل الأوضاع والمرأة قادرة على ذلك.

ديكورات‮!!‬

{ ونختتم حديثنا مع الأخت نجوى عبدالله العاضي- الإدارة العامة للمرأة في رئاسة الوزراء- والتي ترى ان الأحزاب والقيادات السياسية لاتتعامل مع النساء كشقائق للرجال ولكن مجرد ديكورات ليقال ان هناك مشاركة وديمقراطية، مؤكدة على ان الرجال في الأرياف أكثر تفهماً وإدراكاً لدور المرأة وأهمية مشاركتها، من الرجال الذين يعيشون في المدن ويتمتعون بالثقافة والتعليم والتطور.. داعيةً الأحزاب والقيادات السياسية أن تكون لديهم نوايا صادقة ورؤى جادة وعملية تغيير واضحة تعزز من وجود المرأة فعلياً في مواقع صنع القرار.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-12918.htm