حسين اللسواس - في اللحظة التي كتب فيها لفرقاء الأمس أصحاب الأيديولوجيا المتقاطعة والمتنافرة الالتقاء على طاولة واحدة تحت مظلة كوكتيل "مشترك" يومها اعترى بعض (القرطاسيات) هوس التهليل وانتابت الأقلام الدائرة في فلكها نوبات من الايقاع الراقص المشيد بذلك الالتقاء الهلامي الذي جمع بين الشمس والنجمة في مضاجعة غريبة تعج بشتى مفردات التعجب والاستفهام والسخرية..!!
.. ولم يقف الأمر عند هذا فحسب..، لقد أصرت القرطاسيات إياها على أن تجعل يوم القارئ (كئيباً) كالعادة عندما قدمت فاصلاً مضحكاً من الكتابات التي وصفت لقاء (المتناقضات) بأنه تكتل المستقبل وأمل المواطن في حياة أفضل!!
> .. وعلى طريق ذلك الذي أشاع بين الناس كذبة مالبث أن صدقها راحت تلك القرطاسيات تصف لقاءها المشترك بالإطار البديل للمؤتمر الشعبي العام في قيادة دفة الوطن..!!
> .. في تلك الفترة لم يدر بخلد (الأيادي) التي حركت قطع الشطرنج باتجاه (الالتقاء المشترك) أن تأتي رياح الانتخابات بغير ما تشتهيه أشرعة السفن..، حيث كان الظن حينها سائداً بأن الالتقاء يولد القوة ويحقق السؤدد المنشود..
> .. ولأن الأمر برمته كان أساساً عبارة عن (كذبة) سرعان ما حولتها الأقلام البهلوانية إلى واقع وحقيقة بفضل المساحيق والرتوش التجميلية..، فقد فجعت (قطع الشطرنج) بسرعة التبخر القياسية التي أعادت الكذبة إلى أصلها وفصلها.. إذ لم يزد التقاء تلك الأحزاب إلاّ خذلاناً وإنكساراً واندحاراً..
> .. لقد تهاوى البنيان (الهلامي) على وقع الصهيل المدوي الذي علا صخب ضجيجه الآفاق معلناً اكتساحاً مؤتمرياً بالطول وبالعرض وبالارتفاع..!
> .. كسوف (الشمس) وأفول (النجمة) وخسوف (الهلال) بات يطرح تساؤلات عدة حول مستقبل ذلك الالتقاء وبالتالي عودة (الكتاكيت) كل إلى عشه القديم..!!
> .. لقد أثبتت نتائج الانتخاب واقعية التقاطع والتناقض الذي يعشيه الكوكتيل المشترك ذلك المولود الذي ولد مصاباً بالعاهات والعلل السبع..!
> .. سقوط التحالف المشترك في أول تحد فعلي له منذ توقيع الهدنة بين أقصى اليمين مع أقصى اليسار وميلاد لحظة الالتقاء الغريبة والعجيبة أكد واقعية (اللاجدوى) من استمرارية (عقد القران) العرفي بين المتناقضات.
>.. حيث بات الجنوح لفض المولد المشترك بديهياً.. ولم يعد هنالك مجال للاستمرار في مسرحية المكابرة وإدعاء الود والألفة بين (الإنياب) التي تتأهب كل منها للانقضاض على الآخرى..
> .. لقد أعلن المخرج عن نهاية المسرحية التي كشفت الأقنعة عن وجوه الممثلين، وبانتهاءها آن الآوان لقطع الشطرنج ذات الألوان المتقاطعة والأيديولوجيا المتنافرة ان تعود إلى مربعات الأمس لتستهل رواية جديدة من مسلسلها (المكسيكي) الممل الذي تدور أحداثه حول سلحفاة (مشتركة) ترنو إلى (معجزة) تمكنها من تجاوز (الحصان) في مهرجان قادم من السباق نحو صناديق الاقتراع..!!
ترى لمن ستكون الغلبة..؟!! عفواً على هذا السؤال المضحك.. وشكراً لأنكم تبتسمون..!!
|