الإثنين, 21-ديسمبر-2009
المحرر البرلماني -
< لا تزال كتل المشترك البرلمانية تواصل غيابها وعدم حضور جلسات البرلمان في دورته الحالية احتجاجاً على الانتخابات التكميلية التي لم يخوضوها بحجة أنها غير شرعية -حد زعمهم- والتي فاز فيها مرشحو المؤتمر في 9 دوائر من قوام 12 دائرة إحداها لم تجرِ فيها انتخابات بسبب‮ ‬الحرب‮ ‬في‮ ‬صعدة‮ ‬واثنتان‮ ‬فاز‮ ‬فيهما‮ ‬مرشحان‮ ‬مستقلان‮ ‬أحدهما‮ ‬أعلن‮ ‬انضمامه‮ ‬الى‮ ‬كتلة‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮.‬
ويعكس هذا التغيب الحالة التي ألفها نواب المشترك للتعبير عن ولائهم الخالص لأحزابهم حتى لو كان ذلك على حساب الناخبين الذين منحوهم الثقة.. وبالتأكيد فليس هناك ما يبرر لنواب المشترك هذا الغياب الا إذا كانوا يرون أن تمديد فترتهم هي أيضاً غير شرعية في ظل تنصل أحزابهم‮ ‬عن‮ ‬اتفاق‮ ‬فبراير‮ ‬الماضي‮.‬
وكالعادة فأي خيبات أمل تحصل لأحزاب المشترك من الشعب فإن ردود أفعال هذه الاحزاب تخرج عن دائرة التحكم وتصل حد منع النواب من الحضور الى البرلمان وكأنه انتقام من الشعب كونهم ممثلين عنه.. وفي الانتخابات التكميلية خرجت الجماهير لتعبر عن رأيها وتتمسك بحقها الدستوري وتختار من تريد ممن تقدم ولا يهمها من قاطع أو من امتنع.. فالصندوق يظل لدى الجماهير هو الفيصل والحكم.. وهذا بالطبع ما أحرج أحزاب «المشترك» وما خيّب ظنها.. وكالعادة خلصت في ردود أفعالها الى منع نوابها من الحضور للجلسات وهذا -بحد قول النائب صهيب حمود الصوفي الفائز عن الدائرة «37» محافظة تعز- لا يعدُّ انتقاصاً للانتخابات التكميلية وإنما هو تعبير أو تغطية لعدم مقدرة تلك الاحزاب على خوض هذا الاستحقاق لافتقارهم للشعبية ولأسس التنافس وأيضاً للوضع المترهل التي وصلت اليه تلك الأحزاب.. مشيراً الى أن أية تصرفات من هذا القبيل فهي تعبر بالدرجة الأولى عن الاستخفاف بوعي الناخبين والانتقاص من إرادتهم وتمسكهم بحقهم الديمقراطي، وهذا يعكس التعامل الذي يستخدمه المشترك مع جماهير الشعب، وهو ما جعل تلك الجماهير ترد لهم الصاع صاعين عندما يكون هناك احتكام للصناديق..
ونوه صهيب الى أن توجهات قيادة المشترك لا تنسجم مع مواقف كافة عناصرها في الميدان، لأن كثيراً من عناصر المشترك مارست حقها الديمقراطي وشاركت في الانتخابات واعلنتها صراحة بأنها لا تستجيب لما لا يستقيم مع العقل والمنطق والمصلحة الوطنية.
الشعب‮ ‬لا‮ ‬ينسى‮!!‬
ويرى النائب عبدالحميد أحمد حريز الفائز في الدائرة «296» محافظة الضالع أن أي تصرفات تسعى للتشكيك في الانتخابات التكميلية لن تؤثر في شيء والعرس الديمقراطي تم على أكمل وجه.. ومن الطبيعي أن يتغيب نواب المشترك، فالآثار السلبية لهذا التغيب ستنعكس وستحسب عليهم في‮ ‬قادم‮ ‬الأعراس،‮ ‬فالشعب‮ ‬لا‮ ‬ينسى‮ ‬من‮ ‬يسيئ‮ ‬اليه‮ ‬أو‮ ‬يتجاهله‮ ‬أو‮ ‬يستخف‮ ‬به‮.‬
وأضاف حريز كان ينبغي على نواب المشترك أن يستشعروا مهامهم التشريعية والرقابية وليس انتماءاتهم الحزبية، وإذا كان لهم آراء مختلفة ومغايرة فلا اعتقد أن هناك مؤسسة أو منظمة قادرة على استيعابها أكثر من هذه المؤسسة البرلمانية وبإمكان أي رأي أن يرى طريقه الى النور‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬قبة‮ ‬البرلمان‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬مقرات‮ ‬الأحزاب‮ ‬أو‮ ‬من‮ ‬المنابر‮ ‬والمنصات‮ ‬الاخرى‮.‬
وقال‮: ‬البلاد‮ ‬اليوم‮ ‬بحاجة‮ ‬الى‮ ‬وقفات‮ ‬وطنية‮ ‬مسؤولة‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬المزايدات‮ ‬ودغدغة‮ ‬العواطف‮.‬
لا‮ ‬يوجد‮ ‬مبرر‮!!‬
واستغرب النائب فؤاد عبيد واكد الفائز عن الدائرة «145» محافظة حضرموت من مقاطعة كتل المشترك لجلسات البرلمان في دورته الحالية خاصة وأن البرلمان قد خطا خطوة دستورية مهمة تتمثل في ملء مقاعده الشاغرة وفقاً للدستور وللائحة الداخلية للمجلس .. منوهاً الى أن جدول البرلمان‮ ‬حافل‮ ‬بالمواضيع‮ ‬التي‮ ‬سيتم‮ ‬مناقشتها‮ ‬وهذا‮ ‬يتطلب‮ ‬من‮ ‬أحزاب‮ ‬المشترك‮ ‬ألا‮ ‬تعطل‮ ‬عمل‮ ‬أعضائها‮ ‬النواب‮ ‬في‮ ‬البرلمان،‮ ‬وألا‮ ‬تمرر‮ ‬آراء‮ ‬سياسية‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬أعمال‮ ‬تشريعية‮ ‬ورقابية‮ ‬منوطة‮ ‬بهؤلاء‮ ‬النواب‮.‬
سياسة‮ ‬الابتزاز
وإذا كان المشترك يمارس سياسته في الواقع بطريقته الخاصة جداً التي لا تخضع حتى لبرامجه الحزبية وتسخير إمكاناته وطاقاته وجهوده من أجل مصالح ضيقة وآنية، فليس بالضرورة ان تصل هذه السياسة الى كل تصرفاته وتحركاته ومواقفه -حسب رأي النائب ابراهيم المزلم الفائز عن الدائرة «223» بمحافظة ريمة والذي وصفها بسياسة الابتزاز السياسي ومحاولة الاصطياد في الماء العكر وهو اسلوب لسياسة أصبحت أوضح من الشمس -حد تعبيره.. وأضاف المزلم: مقاطعة هذه الاحزاب للانتخابات لم تثنِ جماهير الشعب عن نهجها الديمقراطي ولم تجد من يصغي لها.. وكذلك مقاطعة نواب المشترك للجلسات البرلمانية لن تثني المجلس عن أداء دوره ومهامه كما هو معتاد عليه.. كما أن هذه التصرفات ستعزز من العمل لدى النواب الجدد وستشعرهم بحجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم ورد الجميل لتلك الجماهير التي تحدّت كل التهديدات وداست على‮ ‬كل‮ ‬الظنون‮ ‬والأوهام‮.‬
كيان‮ ‬برلماني‮!‬
من جهته يرى النائب أحمد محمد قبوع الفائز عن الدائرة «272» محافظة الجوف أن النواب الجدد يعدون إضافة برلمانية الى جانب زملائهم النواب السابقين لتكامل الجهود ومساندة الآراء من أجل الوطن.. منوهاً الى أن مجلس النواب بدعوته للانتخابات التكميلية يكون قد جسد نجاحه‮ ‬في‮ ‬مهامه‮ ‬واستيعابه‮ ‬لحجم‮ ‬دوره‮ ‬الوطني‮.‬
وقال قبوع: كنت أتمنى على اخواننا نواب المشترك أن يقدموا لنا أنموذجاً برلمانياً يعمل لصالح الشعب بعيداً عن المهاترات الحزبية.. كان يفترض بهم أن يشعرونا بأنهم فعلاً يعملون من أجل المواطن الذي منحنا ثقته.. مضيفاً أن النواب جميعاً قادرون على تقديم الحلول الناجعة للكثير من القضايا المفصلية التي تشهدها الساحة .. منوهاً الى أن البرلمانيين هم ممثلو الشعب ويجب أن يكونوا كياناً مؤسسياً يقدم التوجه والرأي والعمل الصحيح، ويقود بأيدي الآخرين الى التوافق والتحاور والاصطفاف في وجه كل ما يضر بهذا الوطن.
الشعور‮ ‬بالحسرة‮!‬
أما النائب عبدالعزيز الواحدي الفائز في الدائرة «187» محافظة الحديدة فيرى بأن المشترك أفلس وفشل في مقاطعة الانتخابات وإفشالها وتأكد له يوماً بعد يوم حجمه لدى القاعدة الشعبية، لذا لجأ الى اختلاق أساليب جديدة تشعره بعدم تراجعه عن قراراته الخاطئة والتي لا تعود‮ ‬عليه‮ ‬الا‮ ‬بالحسرات‮.. ‬ومن‮ ‬هذه‮ ‬الاساليب‮ ‬مقاطعة‮ ‬أعضاء‮ ‬كتله‮ ‬البرلمانية‮ ‬لجلسات‮ ‬المجلس‮.‬
مشيراً الى أن هذه المقاطعة لن تزيد النواب الجدد الا اعتزازاً بجماهير الشعب التي أفشلت المشاريع التآمرية لقيادات المشترك .. كما أنها جعلت النواب الجدد أكثر تحفزاً لتقديم أنموذج برلماني قادر على رفد هذه المؤسسة بالرأي الثاقب والعمل الجاد..
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13048.htm