الميثاق نت/تحقيق - فيصل الحزمي -
تروي لنا الأيام قصصاً مأساوية متجددة في طريق الضالع - الحبيلين - العند.. هناك وجدت مليشيات الحراك الاجرامية بغيتها لسفك دماء الأبرياء من المواطنين المسافرين.
في ذلك الخط الاسفلتي تلتقي دماء شهداء ثورة 14اكتوبر المجيد مع دماء المواطنين الذين ينتصرون للمبادئ التي استشهد من أجلها الشهيد لبوزة وكل الذئاب الحمر..
في ردفان والملاح والضالع نستذكر من حكايات سائقي سيارات «البيجوت» قصص عملاء بريطانيا وأذيالها الأنجاس الذين كانوا يحاولون تمزيق أبناء شعبنا بمنشوراتهم ويدمرون قرى ردفان وحالمين لأنهم قبلوا بينهم «الزيود».. فعلاً ها هم عناصر الحراك القاعدي يعيدون نفس المخطط الإرهابي القذر.. ويمارسون القتل بالبطاقة.. كما حدث وأن دشنوا ذلك المشروع في 13 يناير6891.
"الميثاق" تستطلع آراء عدد من سائقي السيارات في خط صنعاء - عدن .. وتطالب وزير الداخلية أن ينقل مكتب وزارته الى منطقة الملاح طالما عجزت وزارته عن ضبط مليشيات القاعدة في ذلك الخط..
صراحة لقد تحفظ الكثير من السائقين عن الحديث معنا خشية على حياتهم..
خلاصة هناك عشرات الشهداء والضحايا الذين سقطوا في ذلك الخط العام، فجرائم الحراك القاعدي لا تخفى على أحد، فقد تناقلتها العديد من وسائل الاعلام .. ورغم تشابه تفاصيلها الا أن ضحاياها بسطاء من عامة الشعب لا ذنب لهم سوى أنهم مروا من تلك الطريق..
«الميثاق» التقت شهود عيان وأكثر الناس عرضة لتلك الجرائم «سائقي البيجوت» العاملين في وسائل النقل التي تقل المسافرين بين صنعاء وعدن .. فإلى الحصيلة:
{كانت البداية مع محمد عبدالله الرميم الذي قال: انه خلال عمله في خط صنعاء - عدن تعرض عدة مرات في منطقتي الضالع والحبيلين الى اعتداءات وتهديد وأعمال ابتزاز من قِبل قطّاع الطريق الذين يطلقون على أنفسهم «أصحاب الحراك الجنوبي» .. صمت قليلاً ثم اطلق نهدة كبيرة وقال: يقوم الخارجون على النظام والقانون بقطع الطريق العام وإيقاف السيارات وتفتيش الركاب المسافرين، ويأخذون ما بحوزتهم من أموال بالقوة ويضايقونهم بصورة استفزازية.
وأضاف: في كل رحلة سفر نتعرض لقطع الطريق والابتزاز نقوم بإبلاغ النقاط الأمنية، لكن للأسف الشديد وجدنا غياباً تاماً للسلطات الامنية، وأبلغنا النقابة وإدارة الفرزة، لكن النقابة لا حول لها ولا قوة أيضاً، وهي تقوم بإبلاغ السلطات الأمنية فقط باعتبار هذا الموضوع من اختصاصها.. لكن للأسف السلطات الامنية لا تحرك ساكناً وكأن الأمر لا يعنيهم .. لذلك تمادى قطّاع الطرق حتى وصل الأمر بهم الى قتل المسافرين ونهب سياراتهم.
وطالب الدولة أن تحل هذه المشاكل وتتعامل بحزم مع كل المخربين وقطّاع الطرق، فلو وجد الحزم فلن يجرؤ أحد من عناصر الحراك التخريبي على الاعتداء على المواطنين وزعزعة الأمن والاستقرار.
وأكد الرميم أن عناصر الحراك التخريبي في الضالع لا يفرقون بين سيارات تحمل أرقام فاصل (3) أو فاصل (1) وأنهم يستهدفون جميع حياة السائقين والمسافرين ولا يستثنون أحداً حتى أنهم لم يراعوا أصحاب العوائل ولا الأطفال وكبار السن.. مشيراً الى إقدام عناصر الحراك القاعدي مؤخراً للتقطع في نقيل الضالع لاثنين من سائقي البيجوت ومعظم الركاب كانوا من أبناء عدن إلا أنهم تهجموا واعتدوا عليهم، وقاموا بتفتيشهم وأخذوا ما بحوزتهم من أموال ومقتنيات ثمينة.. موضحاً أن مَنْ يدّعون أنهم أصحاب حقوق هم قطّاع إرهابيون، ولم يعد أبناء المحافظات الشمالية هم وحدهم المستهدفين، فقد طالت تلك المليشيات جميع أبناء الوطن بدون استثناء.
لا يوجد لديهم أوامر.
من جانبه قال السائق علي جبران محمد : كثيراً ما يتعرض زملائي السائقون العاملون في خط صنعاء- عدن في منطقتي الضالع والحبيلين كما تُرجم سياراتهم بالأحجار، وأحياناً يقومون بتفتيش السيارات والركاب ويأخذون فلوساً على المسافرين ويعتدون على الركاب، ويرددون شعارات تمجد الانفصال.
وأضاف: الاسبوع الماضي تعرض سائق «بيجو» وهو من أبناء عدن الى تقطع في الحبيلين، حيث خرج عليه عدد من عناصر الحراك القاعدي راكبين دراجات نارية وكانوا ملثمين أوقفوا السيارة تحت تهديد السلاح وقاموا بتفتيش الركاب ، واستولوا على ما لديهم من أموال، وبعد أن وصلوا الى النقطة العسكرية أبلغوا الجنود بما تعرضوا له من عدوان، لكنهم لم يتفاعلوا معهم وردوا عليهم بالقول: إنه لا يوجد لديهم أوامر.
هيبة الدولة
الى ذلك قال السائق الخضر: أنا اشتغل على خط صنعاء - عدن وقد تعرضت لعمليات تقطع أكثر من مرة وخاصة عندما نسافر بالليل وننجوا من أولئك المجرمين بأعجوبة.
وعن دور نقابة السائقين وإدارة الفرزة في حل المشكلة قال الخضر: النقابة تعتبر وسيلة لتنظيم الفرزة فقط.. وحماية السائقين والركاب المسافرين والمواطنين بشكل عام مسؤولية الدولة، وإذا وجدت هيبة الدولة فإنها ستفرض نفوذها ولن يجرؤ أي شخص على ابتزاز المسافرين أو إثارة الفوضى أو الاعتداء علينا.
لم يعودوا أصحاب قضية
أما السائق رأفت عبدالغفور من أبناء عدن يعمل على خط صنعاء - عدن فقد رفض في بداية الأمر التحدث عن الموضوع مبرراً ذلك بقوله: «أخاف أن يشاهدونا في التلفزيون وينتقموا مني»، وبعد أن تبين له أن اللقاء سينشر في الصحيفة وبدون صورة اطمأن وحدثنا عن بعض المواقف التي يتعرضون لها من قِبل مليشيات الحراك القاعدي أو من يعرفون بـ«الحراك الجنوبي» قائلاً: «أحياناً نجي على تقطع في منطقتي الضالع والحبيلين حيث يخرج بعض الشباب ويقومون بإطلاق الرصاص صوب السيارات ورمي المسافرين بالأحجار وإحراق الإطارات وعمل نقاط وغيرها بهدف إثارة الفوضى، ولا ندري ماذا يريدون بالضبط.
وأضاف: كانوا يدعون أنهم أصحاب قضية ثم بدأوا يستهدفون حياة الجميع ويقطعون الطريق لساعات طويلة تصل الى خمس وأحياناً عشر ساعات ويفتشون السيارات ويثيرون الفوضى، وكم سمعنا من قصص تعرض لها سائقو «البيجوت» وسيارات خصوصي بين فترة وأخرى..
وقال: لابد من فرض النظام والقانون لأن تلك العناصر التخريبية ليسوا بصراحة أصحاب قضية بعد أن دخلوا في هذا المجال الارهابي.
مؤكداً أن من يطلقون على أنفسهم «أصحاب الحراك الجنوبي» عندما تحولوا الى إرهابيين قتلة وقطّاع طرق استثاروا الناس وأن أبناء عدن أنفسهم استاءوا منهم خاصة عندما وصلت الامور الى قتل الأبرياء وإثارة الفوضى.
مؤكداً أنه مهما فعلته عناصر الحراك القاعدي فلن يتوقفوا عن عملهم لأنه مصدر رزقهم ، واختتم حديثه بالقول: إذا توقفنا عن العمل فمن الذي سيصرف علينا، قد نضطر بعض الاحيان الى تغيير الطريق ونستخدم طريق تعز، لكننا لن نتوقف أبداً وما يقلقنا هو ما حدث مؤخراً في لحج بسبب قضية الدراجات النارية عندما أرادوا أن يفرضوا جمارك عليها.
| 
سائقو"البيجوت" يبحثون عن هيبة الدولة في طريق الضالع- الحبيلين