الميثاق نت- مهيوب الكمالي -
.. السقوط المروع لبعض السياسات والتدخلات في شؤون الغير وسيادة الدول هو المصير المحتوم تدونه سجلات التاريخ ونضال الشعوب من أجل تحررها وتقدمها واستتباب أمنها واستقرار حياة شعبها.
وما سمعناه عن (مؤامرة المريخ) ضد دول المنطقة ومنها اليمن لن تتحقق غاياتها طالما كانت النوايا خبيثة وسرطانية تبعث على الكراهية وتمجد أعمال العنف وتمزيق أواصر المجتمعات.
إننا في اليمن لا نخشى مؤامرة المريخ أو زحل ولا الحوزات أو النافخين في النار فسوف يكتوي هؤلاء بوعي الشعب اليمني وقوته وثوابته الوطنية ولن تكسر إرادة الجماهير اليمنية القوية والمحيطة ببواطن الأمور وخفاياها.
ونؤكد أن شعبنا اليمني الأصيل يتمسك بقيمه وعاداته وتقاليده ويعتبر وحدته الوطنية من الأهداف العظيمة التي ضحى من أجلها وجاهد لترسيخ دعائمها فهو صبور وعنيد يتحدى المخاطر ويجتاز الأزمات وقادر على مواجهة الخونة والمخربين والإرهابيين في الوقت الذي تستفحل فيه مخاطرهم.
وواهم من يدعي أن اليمن اليوم لا تستطيع المشي على قدميها ومن السخف أن يتحول المنظرون من أقصى تفكيرهم إلى أدنى أقدامهم للتآمر على الوطن اليمني العصي على (مؤامرة المريخ) وغيرها من الطبخات الإرهابية.
لقد ذهب زمن التآمر واندحر وانتصرت إرادة الجماهير أما فقاعات اليوم سوف تنتحر بمجرد أن تمسها الرياح الخفيفة ولن يكون لها في المستقبل القريب أي أثر ، مثلما انتهى النظام الملكي والاحتلال البريطاني وحصار السبعين الذي تبعثر تحت أقدام الشعب.
وليس خافيا على أحد مدى اقتناع شعبنا بثوابته الوطنية وحبه لوحدته ونبذه للفرقة والتمزق واستعداده للتضحية وتقديم الغالي والنفيس من أجل وحدته الوطنية والدفاع عنها وصونها فهي كرامة كل مواطن يمني شريف وغيور على دينه وقيمه وعاداته وتقاليده الأصيلة.
إن الشعب اليمني لا يقبل الكراهية ولا العنف وقطع الطرق وقتل النفس بالتقطع لهم وتحدي إرادة الدولة والقانون والنظام والأمن العام لأن زمن التشطير والفوضى قد انتهى يوم 22 مايو 1990م ، ومؤامرة المريخ لن تمر.
وهيهات لأولئك النفر من المتسكعين في بارات التنظير أن ينالوا من ثورة الشعب لإدراك الجماهير اليمنية لنواياهم الخبيثة ومفاهيم نظرياتهم الكلاسيكية التي انهزمت عند جدران برلين وطويت صفحاتها قرب الكرملين واختفت معها كل أبواقها النتنة.
إن الشعب اليمني يدرك مخاطر إثارة هؤلاء للفتنة في اليمن سواء لبسوا قميص الكراهية أو الطائفية وعملوا على دمغ أهدافهم بقتل الأبرياء وقطع الطرق إلا أن أحلامهم المريضة لم تتحقق لأن خططهم بانت ومراميهم الخبيثة فاحت منها روائح العمالة والخيانة وسعيهم التآمري مفضوح بوضوح ولو جاء عبر مؤامرة المريخ.
ومن المؤكد أن استنساخ ثورة مخملية في اليمن من المستحيل لأن زمن تلك الثورة قد ولى ولأن أبطالها الجدد غير مؤهلين لقيادة مديرية فما بالكم بقيادة وطن وشعب يمني موحد على أسس وثوابت وطنية لا تسمح باختراقها.
وفي عصر ثورة المعلومات والمعرفة لم يعد بإمكان أصحاب التفكير الجامد أن ينجحوا في ممارسة سلوكياتهم الشاذة عن قيم المجتممع اليمني، قيمه الأصيلة ، ومهما أنفقوا وخططوا لإثارة القلاقل هناك شعب واحد ارتضى بثورته ووحدته وهو يرفض الخوض في الثوابت واختراقها.
مرة أخرى ستجد العناصر الانفصالية الشاذة من أخلاقيات الشعب اليمني وأهداف الثورة أنها تسبح لوحدها في فلك الكراهية وأن معاول هدمها سوف تتعثر أمام إرادة الجماهير وقوة تلاحمها وتماسكها مهما كانت التضحيات في سبيل الوطن اليمني.
ومجددا ستنهزم تلك الأحلام المريضة وتتقهقر أمام قوة وصلابة إرادة الشعب اليمني وستجد عناصر الحقد والكراهية ذاتها تسبح في صف الشيطان وفي فضاء غير قانوني وعندئذ ستولي تلك العناصر الدبر وتختفي من صفحات شعبنا المكافح والعظيم.
ومن المؤكد هنا أن العالم لم يعد يقبل بالأشخاص الذين عبثوا بحياة الملايين حينما كانوا في السلطة واليوم كل الناس من الشرفاء يرفضون الوصاية عليهم فلديهم سلطة شرعية منتخبة وهم يتحدون التشرذم وأهدافه الموجهة ضد مصالح الشعب اليمني العليا.
لقد ولى زمن إثارة الفتن والكراهية وقريبا سيكون النصر حليف الشعب اليمني ومن ينظر خارج دائرة مصلحة الشعب الحقيقية سوف تقذف به الجماهير وأمواجها الهادرة إلى خارج التاريخ وتضعه في مزبلة المهملات دون رحمة أو تراجع.
إن على هؤلاء الذين يروجون لثقافة الكراهية والعنف أن يفهموا جيدا أن الشعب سيلاحقهم وأن المواطن قد بلغ سن الرشد ولا يحتاج إلى إرشاداتهم الملطخة بدماء الأبرياء ومن الأفضل أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال قبل أن يحترقوا بغضب الشعب اليمني.
والمؤكد أن كل انفصالي عميل لا يمثل شعبنا اليمني القوي بوحدته والفخور بانتمائه إلى وطن معافى موحد الأهداف والطاقات وموحد في الإيمان والعادات والتقاليد ، وعلى مر العصور كان وسيظل يمناً واحداً وشعباً واحداً.
*عن"الثورة" |