الإثنين, 16-أكتوبر-2006
‮ «‬الميثاق‮»- ‬متابعات‮:‬ -
في‮ ‬اطار‮ ‬مسارها‮ ‬الاجتماعي‮ ‬والثقافي‮ ‬والتنموي‮ ‬الخيري‮ ‬وتواصلاً‮ ‬لأنشطتها‮ ‬التوعوية‮ ‬والخدمية‮ ‬سواءً‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬الوطن‮ ‬الكبير‮ ‬او‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬ابناء‮ ‬المديريات‮ ‬او‮ ‬المناطق‮ ‬الريفية‮.‬
نظمت جمعية الاصابح التنموية الاجتماعية الخيرية الجمعة الماضية امسية رمضانية حضرها كوكبة من مسئولي الدولة واجهزتها التنفيذية وعدد من اعضاء المجلس المحلي بامانة العاصمة وعدد من المثقفين والمهتمين وممثلي عدد من الجمعيات الاهلية الخيرية الاخرى.
وقد كرست الامسية الثقافية لمناقشة دور المجالس المحلية في تعزيز متطلبات التنمية المحلية على مستوى الوطن وعلى مستوى المجتمعات المحلية الريفية وتلبية احتياجات شرائح المجتمع.. اضافة الى كونه احد المقومات والأسس الرئيسية في منظومة العمل السياسي والاقتصادي في اليمن الذي أكد عليه الدستور والتي انعكست على واقع الحياة في التعددية السياسية والمشاركة الشعبية واللامركزية المالية والادارية وتوسيع مشاركة المجتمع المحلي في التنمية.. والتي تجسدت بحسب الدكتور مطهر العباسي، وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي، بحراك كل الفعاليات‮ ‬السياسية‮ ‬كي‮ ‬تعبر‮ ‬عن‮ ‬رأيها‮ ‬وقضاياها‮ ‬وطموحاتها‮ ‬والتي‮ ‬ترسخت‮ ‬في‮ ‬انتخابات‮ ‬شفافة‮ ‬وواضحة‮.‬
رعاية‮ ‬التجربة
الدكتور‮ ‬العباسي‮ ‬اكد‮ ‬في‮ ‬محاضرته‮ ‬ان‮ ‬الاخذ‮ ‬بهذا‮ ‬النظام‮ »‬المحليات‮« ‬كمشروع‮ ‬ورؤية‮ ‬تجسدت‮ ‬في‮ ‬اهتمام‮ ‬ورعاية‮ ‬القيادة‮ ‬السياسية‮ ‬ممثلة‮ ‬بالأخ‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬رئيس‮ ‬الجمهورية‮.‬
وفي دور الدولة في تعزيز الشراكة بين السلطات المحلية والاجهزة التنفيذية لتجسيد واقع عملي في خطط وبرامج الدولة وباعطاء صلاحيات اوسع، والتي من أهمها استراتيجية تحديث الخدمة المدنية، واستراتيجية دعم وتعزيز اللامركزية، واستراتيجية اصلاح الادارة المحلية والتي تشكل‮ ‬احد‮ ‬الاسس‮ ‬لمنظومة‮ »‬الحكم‮ ‬الجيد‮« ‬التي‮ ‬اعطت‮ ‬دوراً‮ ‬اكبر‮ ‬لتلك‮ ‬المجالس‮ ‬في‮ ‬اتخاذ‮ ‬اية‮ ‬قرارات‮ ‬في‮ ‬التوظيف‮ ‬والتعامل‮ ‬مع‮ ‬الموازنات‮ ‬الشهرية‮ ‬والسنوية‮ ‬والرقابة‮ ‬والاشراف‮ ‬على‮ ‬المشاريع‮ ‬والاجهزة‮ ‬التنفيذية‮.‬
ويمضي وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي للحديث عما حققته المجالس المحلي خلال السنوات الخمس الماضية.. وبالرغم من تفاوت نسب الانجاز من محافظة لأخرى إلاّ ان ما تم تنفيذه اعطى دلالة لمدى نجاح هذا النظام الذي لامس كل احتياجات المواطن وهمومه وتطلعاته من حيث الخدمات‮ ‬والمشاريع‮ ‬التنموية‮.‬
واضاف‮ ‬لقد‮ ‬قفزت‮ ‬معدلات‮ ‬الاداء‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬المحافظات،‮ ‬حيث‮ ‬لا‮ ‬يوجد‮ ‬حالياً‮ ‬محافظة‮ ‬من‮ ‬المحافظات‮ ‬يقل‮ ‬فيها‮ ‬معدل‮ ‬الاداء‮ ‬عن‮ ١٦‬٪‮ ‬لاسيما‮ ‬في‮ ‬السنوات‮ ‬الاخيرة‮ ‬خصوصاً‮ ‬في‮ ‬التعليم‮ ‬والصحة‮ ‬والطرقات‮.‬
مشيراً‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬جهداً‮ ‬متواصلاً‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الحكومة‮ ‬لايصال‮ ‬التعليم‮ ‬الفني‮ ‬والمهني‮ ‬الى‮ ‬جميع‮ ‬محافظات‮ ‬الجمهورية‮ ‬وايضاً‮ ‬الى‮ ‬المديريات‮.‬
وقال‮ ‬صحيح‮ ‬ان‮ ‬هناك‮ ‬عقبات‮ ‬وسلبيات‮ ‬ونزوات‮ ‬شخصية‮ ‬لدى‮ ‬البعض‮ ‬تعيق‮ ‬التجربة‮ ‬الاّ‮ ‬انه‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬نعرف‮ ‬انه‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬تأخذ‮ ‬مداها،‮ ‬فهناك‮ ‬دول‮ ‬عريقة‮ ‬لاتزال‮ ‬تعاني‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬العراقيل‮ ‬في‮ ‬نظام‮ ‬السلطة‮ ‬المحلية‮.‬
مشيراً الى أن التجربة في حد ذاتها تحد.. وتواجه تحديات جمة، كونها تنتزع من أناس دورهم ووظيفتهم اعتادوا عليها طوال سنين ماضية.. واليمن بذلك قفزت الى مصاف الدول المتقدمة بشهادة الخبراء ومثلت حالة نموذيجة باعطائها الصلاحيات للمجالس.. كما انها اصبحت حالة للدراسة والتحليل كون خطوات تعزيز اللامركزية تسير بشكل متسارع على عكس الدول الاخرى التي اخذ بهذا النظام، وفيما يتعلق بضعف الكوادر والقدرات وغياب البيانات والاحصاءات أكد مطهر العباسي ان هذا هم مركزي، وهو هم الدولة بشكل عام.
ترسيخ‮ ‬مبادئ‮ ‬اللامركزية
بدوره استعرض وكيل وزارة الادارة المحلية المساعد الأخ امين المقطري الدور الرقابي والاشرافي للمجالس المحلي وفقاً لما نص عليه القانون.. وتوضيح ملابسات معنى السلطة المحلية، والحكم المحلي الذي يحتمل كل منهما معنى مخالف للآخر.. وواجبات المجلس المحلي على صعيد المديرية‮ ‬وعلى‮ ‬صعيد‮ ‬المحافظة‮ ‬وعلاقته‮ ‬بالأجهزة‮ ‬التنفيذية‮.‬
وأكد‮ ‬وكيل‮ ‬الادارة‮ ‬المحلية‮ ‬المساعد‮ ‬في‮ ‬محاضرته‮ ‬اثناء‮ ‬الامسية‮ ‬التي‮ ‬نظمتها‮ ‬جمعية‮ ‬الاصابح‮ ‬الخيرية‮ ‬الجمعة‮ ‬الماضية،‮ ‬ان‮ ‬مشوار‮ ‬اللامركزية‮ ‬مشوار‮ ‬طويل‮ ‬جداً‮ ‬ويتطلب‮ ‬جهداً‮ ‬وصبراً‮.‬
معتبراً ان هذا النظام في بلادنا هو التجربة الأولى من حيث اعطاء الشخصية الاعتبارية للمجالس وايضاً اعطائها الصلاحيات.. مشيراً الى أن مثل هذه الامور لم ترسخ في دول اوروبية إلاّ بعد نحو ٠٢ عاماً على الأقل.
جدل‮ ‬توجيهات‮ ‬الرئيس
وفيما يخص توجيهات رئيس الجمهورية بانتخاب المحافظين ومديري المديريات قال الأخ امين المقطري ان المسألة تحتاج وقت لاحداث تعديلات في قانون السلطة المحلية مشيراً الى أن الوزارة ستبدأ بعد اجازة عيد الفطر المبارك باجراء الانتخابات الداخلية لانتخاب امناء عموم المجالس‮ ‬المحلية‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬والمديريات‮ ‬وايضاً‮ ‬انتخاب‮ ‬اللجان‮ ‬المختصة‮ ‬ورؤسائها‮.‬
مؤكداً‮ ‬ان‮ ‬الجدل‮ ‬حول‮ ‬توجيهات‮ ‬رئيس‮ ‬الجمهورية‮ ‬ستحسمها‮ ‬التعديلات‮ ‬الجارية‮ ‬حالياً‮.. ‬متوقعاً‮ ‬ان‮ ‬تجرى‮ ‬تعديلات‮ ‬كثيرة‮ ‬على‮ ‬القانون‮.‬
ثورة‮ ‬التغيير
وللثورة فعلها حيث واننا نعيش حالياً افراحها بالذكرى الـ٤٤ لثورة سبتمبر، والـ٣٤ لثورة اكتوبر المجيدتين.. ووحدتيهما كحركة تغيير اجتماعي واقتصادي وتنموي وثقافي وغيره.. تحققت على ايدي اولئك الابطال الثوريين الاحرار.
هذا ما اشارت اليه كلمة الدكتور احمد الاصبحي عضو مجلس الشورى، والذين ابوا العيش في ظل الحكم الكهنوتي الظالم والاستعماري البغيض.. فكان لنا اليوم ان نتلمس نتاج ما حصدوه وما ارادوه لنا من مصير.
مؤكداً‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬نلمسه‮ ‬اليوم‮ ‬وننعم‮ ‬به‮ ‬هي‮ ‬نتاج‮ ‬فعلي‮ ‬لنضال‮ ‬اولئك‮ ‬الابطال‮ ‬الذين‮ ‬ارادوا‮ ‬الانعتاق‮ ‬الى‮ ‬بناء‮ ‬دولة‮ ‬المؤسسات‮ ‬والقانون‮ ‬والنظام‮.‬
واضاف‮: ‬وعلى‮ ‬الشباب‮ ‬ان‮ ‬يعلموا‮ ‬ذلك‮ ‬وعلى‮ ‬واحدية‮ ‬النضال‮ ‬الوطني‮ ‬وواحدية‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮.‬
خلاصة
الحاضرون من المهتمين والقانونيين وممثلي منظمات المجتمع المدني اثروا الامسية بعدد من النقاشات والمداخلات الشفافة والصريحة عن تأثيرات نظام الادارة المحلية واهمية ومدى اتصاله وارتباطه بحياة المواطن وتلمس احتياجاته كعامل مساعد للدولة وجهودها التي تبذل من اجل الارتقاء‮ ‬بالوطن‮ ‬والمواطن‮.‬
اضافة الى القضايا التي تعزز من نظام السلطة المحلية والتحديات والصعوبات التي تواجهه والعلاقة بين الاجهزة التنفيذية والسلطة المحلية، والاشكاليات التي تؤدي الى عرقلة العمل التنموي حيث انتهى المشاركون على ان ما تحقق في ظل هذا النظام يعد ثورة ادارية وتنموية في نفس الوقت بدليل ما تحقق وما اصبحت عليه المناطق المستفيدة.. وبالرغم من انها متدنية الاّ انها تجربة اثبتت نجاحها من خلال ارتباطها بالمجتمعات المحلية وتلبية احتياجاتهم.. مشيرين الى الدور الذي ينبغي ان تضطلع به المجالس الجديدة المنتخبة من ادوار على صعيد معركة التنمية‮.‬


تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 26-نوفمبر-2024 الساعة: 02:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1311.htm