الإثنين, 16-أكتوبر-2006
إعداد‮/ ‬بليغ‮ ‬الحطابي -
واحدية الثورة اليمنية تعني أن الشعب اليمني كله هو من صنع مجدها بأهدافها المفتوحة على كل الاتجاهات وعلى كافة الأصعدة.. والشعب نفسه هو من قاد عمليات التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي بدءاً من حركة 1948، 1955،62،63،67م وما تخللها من معمعات ومخاض عسير في جنوب وشمال الوطن اليمني والواحد.. لنفض غبار التخلف وبراثن العبودية الظالمة والاستعمار البغيض.. ثورات وثورات قادها أولئك الأبطال والشرفاء من أبناء هذا الوطن.. ونحن على اعتاب مرحلة جديدة ينبغي للأجيال القادمة التعرف والاعتراف بواحدية النضال وواحدية الهدف الذي‮ ‬تحقق‮ ‬لأبناء‮ ‬الشعب‮ ‬عبر‮ ‬الثورة‮ ‬التي‮ ‬هبت‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬سهل‮ ‬وجبل‮ ‬وواد‮..‬

فالحديث عن الثورة والتجارب التي مرت بها رغم اختلاف وتباين أحاديثها.. إلاّ أنه يحتم علينا أن نعرضها على الأجيال القادمة وبراعم المستقبل لننظر ماذا فعل جيل الستينيات من الثوار.. وكيف تحدى أبناء الشمال أعتى ترسانة إمامية ظالمة، وأبناء الجنوب في تحدي تلك الإمبراطورية‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬تغب‮ ‬عنها‮ ‬الشمس‮ ‬وكيف‮ ‬تحولت‮ ‬عدن‮ ‬إلى‮ ‬سجن‮ ‬لجنود‮ ‬وبراثن‮ ‬الانجليز؟‮!‬
انطلاق‮ ‬شرارة‮ ‬أكتوبر
> يقول عبدالقوي مكاوي- أحد الشخصيات السياسية المناضلة والتي لها باع طويل في الحركة السياسية وما شهده الوطن قبل عام 1967م.. حين اندلعت الانتفاضة من جبال ردفان التي أوقدت شرارة ا لثورة كان الانجليز لايعلمون ماذا يخفي لهم الشعب بعد ردفان.. قد عانى من ويلات الانفجارات‮ ‬المستمرة‮ ‬داخل‮ ‬المعسكرات‮ ‬البريطانية‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ‬بعد‮ ‬الثورة‮ ‬لتمتد‮ ‬إلى‮ ‬تفجير‮ ‬مشاريعهم‮ ‬لخط‮ ‬أنابيب‮ ‬البترول‮ ‬البريطاني‮..‬
ويضيف لم تكن الثورة 14 أكتوبر وليدة تذمر عفوي عن الأوضاع القائمة أو نتيجة مواقف مرتجلة لاتستند إلى أية قاعدة علمية أو موضوعية في فهم طبيعتها وفي توجيهها وقيادتها من قبل الثوار الذين تقاطروا من كل حدب وصوب.
وأشار‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬الثورة‮ ‬لم‮ ‬تنجح‮ ‬إلاّ‮ ‬بالذين‮ ‬هزوا‮ ‬التاج‮ ‬البريطاني‮ ‬واسقطوه‮ ‬من‮ ‬الجنوب‮.. ‬وهم‮ ‬من‮ ‬الثوار‮ ‬الذين‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬لهم‮ ‬هوية‮ ‬أو‮ ‬عقيدة‮ ‬سياسية‮.‬
ويؤكد أن الثورة المسلحة في ردفان وليدة تحليل موضوعي لطبيعة الاستعمار وطبيعة القوى الاجتماعية التي دعمها الوجود الاستعماري.. مشيراً إلى أنها هذه الثورة هي ثورة الجماهير وثورة الشعب.. وان الجماهير هي صاحبة الثورة.
الثوار‮ ‬المتمردون
> ورغم محاولة وسائل الإعلام البريطانية في لندن وعدن وصف أولئك الثوار بالمتمردين والخارجين عن القانون وانهم حفنة من الإرهابيين والمتمردين والعصاه على الإدارة البريطانية.. وسرعان، كما يقول مكاوي، ما تفاجأت بريطانيا بمالم تتوقعه عندما اثبتت لها طلائع القبائل الثورية في ردفان وعدد من مناطق الجنوب وقيادات القبائل أنها أكبر من تصورات الساسة البريطانيين.. لتجد بريطانيا نفسها أمام قوة لاتقهر رغم الهجمات الجوية والبرية.. فما كان من بريطانيا إلاّ تعزيز قواتها وغاراتها ضد مراكز تجمع الثوار..
ثورة‮ ‬الجنوب
> يروي الصحفي المصري مكرم محمد أحمد، الذي كان أحد من شاهدوا الاحداث عن قرب في ميدان المعركة.. ليكتب عن ثورة 14 أكتوبر ويقول: عندما انطلقت البداية من قمم ردفان إثر دراما استشهاد قائدها »راجح لبوزة« كان في ظن السلطات والجنوب البريطانيين أنها ردفان العاصية أدباً والتي لاتحمل أي هدف ولاغاية حقيقية.. وأن امر اخمادها، ربما يطول قليلاً هذه المرة، لأنها ستجد في وجود القوات العربية في اليمن سنداً، أي من ثوار الشمال..، غير أنها سوف تخمد، كما تعتقد، في النهاية..
ويضيف الصحفي المصري شدّت بريطانيا رحالها من قاعدة عدن والضالع إلى المنطقة وكان الثوار على قمم الجبال يحكمون الطريق جيداً ويسيطرون عليه وكان الطريق قد رصع بالألغام تحت الرمال وعلى أرض الذئاب الحمراء سالت دماء زرقاء كثيرة بلا أمل.. وكانت طبيعة الأرض بجبالها الشاهقة في صف الثوار وبعد ردفان، كما يقول الصحفي العربي، تخلت القوات البريطانية عن مداهمة الثوار في أماكنهم بحملات الجنود.. فطبيعة المنطقة في صف الثورة والجبال الموجودة يمكن لها أن تبتلع جيشاً منظماً بأكمله وان تفسد كل قدراته وتشل فاعليته في القتال بحرب العصابات‮ ‬المحدودة‮ ‬الأفراد‮ ‬وان‮ ‬تمزقه‮ ‬أوصالاً‮ ‬معزولة‮ ‬لأنه‮ ‬من‮ ‬فوق‮ ‬كمائن‮ ‬الجبال‮ ‬يسهل‮ ‬قطع‮ ‬طرق‮ ‬الإمدادات‮ ‬والتموين‮ ‬على‮ ‬مواقع‮ ‬هذه‮ ‬القوات‮.‬
الانجليز‮ ‬معتقلون
> وتجلت النتائج الأولية للثورة التي لم يكن قد مضى عليها أكثر من عام، في انتشار الرعب والفزع، كما يذكر عبدالقوي مكاوي، في صفوف القوات البريطانية ليبدأ (500) جندي بريطاني برفض أوامر قيادتهم الخروج لأعمال دورية.. لتبــــــدأ تلك القيــادة باعتقال أفرادها وإيداعهم‮ ‬السجن‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-سبتمبر-2024 الساعة: 11:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1312.htm