الميثاق نت - فيصل‮ ‬الصوفي

الثلاثاء, 29-ديسمبر-2009
فيصل‮ ‬الصوفي -
المتمردون في صعدة أشاعوا من قبل أن طائرات أمريكية تضرب مواقعهم، يعني طائرات سلاح الجو الأمريكي بعينها، وليس طائرات صنعت في أمريكا، وقبل أن يدخلوا الحدود السعودية كانوا -أيضاً- يشيعون أن سلاح الجو السعودي يشارك اليمني في قصفهم، وعندما قصفت مواقع تنظيم القاعدة في شبوة وأبين وهوجمت أوكارهم في أرحب والعاصمة أشيع أن طائرات أمريكية هي من قامت بذلك، أوقال بعض المنجمين إن الضرب تم بصواريخ أطلقت من سفن أمريكية، وحلف آخرون بحياة القوات الخاصة أنهم رأوا جنوداً أمريكيين قرب تلك الاهداف، وأكد آخر أنه رأى طائرة أمريكية بلا طيار وهي ترمي بالصواريخ.. ومعروف أن تلك شائعات كاذبة ومتضاربة أيضاً، والعجيب أن يركن إليها كتاب وسياسيون كبار ويبنون عليها أحكاماً.. ويتخذون منها ذريعة للتباكي على السيادة الوطنية، ومدخلاً لشتم أمريكا والتشهير بأوباما، وإثارة النقمة ضد النظام.
< يحتار أحدهم في تلك الروايات والشائعات المتضاربة فيبذل جهداً كبيراً للجمع بينها ويخرج بمقال أو تقرير يضرب بعضه البعض الآخر، بينما النظام قد أعفاه من هذه المشقة وهذا التلفيق، وقال: إن الضربة يمنية وتمت بعد تلقي معلومات من السعودية والولايات المتحدة في إطار‮ ‬التعاون‮ ‬وتبادل‮ ‬المعلومات‮ ‬الاستخبارية‮ ‬حول‮ ‬الانشطة‮ ‬الارهابية‮.‬
إن استغلال الشائعات الكاذبة من أجل إثارة النقمة على أمريكا أو على السلطة في اليمن - رغم معرفة أنها شائعات - ينم عن الرغبة في الحصول على لذة آنية ليس غير.. وهذه اللذة تتحقق على حساب الحقيقة التي نحتاجها جميعاً ودائماً، ومصير الحقيقة أن تظهر ولو بعد حين!
< محاكاة الآخرين في إثارة الكراهية ضد الولايات المتحدة الامريكية غير مبرر بالنسبة لنا نحن اليمنيين، باستثناء تنظيم القاعدة، فليس لدينا مشكلة مع هذه الدولة التي تعد مهمة بالنسبة لنا كونها دولة داعمة للتنمية ودولة تحاول مساعدتنا للتخلص من شرور الارهاب بالتدريب والتسليح والمعلومات.. صحيح أن أمريكا تقوم بذلك آخذة في الاعتبار ضمان مصالحها، فماذا في ذلك.. فالعلاقات بين الدول منذ القدم هي قائمة على تبادل المصالح، وإذا كانت أمريكا أو غيرها تستخدم علاقتها معك من أجل تحقيق مصالحها فلا تُعبْ عليها ذلك، بل العيب ينبغي أن‮ ‬يتوجه‮ ‬إليك‮ ‬لأنك‮ ‬عجزت‮ ‬عن‮ ‬استغلال‮ ‬هذه‮ ‬العلاقة‮ ‬كما‮ ‬يجب‮.‬
إن‮ ‬تنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬الارهابي‮ ‬متضرر‮ ‬من‮ ‬الحرب‮ ‬على‮ ‬الارهاب‮ ‬وله‮ ‬مصلحة‮ ‬في‮ ‬انهيار‮ ‬أمريكا‮ ‬والغرب،‮ ‬بل‮ ‬والكون‮ ‬كله‮.. ‬لكن‮ ‬هل‮ ‬لنا‮ ‬أو‮ ‬لمجتمعاتنا‮ ‬مصلحة‮ ‬في‮ ‬معاداة‮ ‬أمريكا‮ ‬والغرب‮ ‬وتمني‮ ‬زوالهما؟‮
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13187.htm