الثلاثاء, 17-أكتوبر-2006
الزخم الجماهيري الكبير الذي شهدته الانتخابات الرئاسية والمحلية الثانية، اثناء الحملات الدعائية، والالتفاف الشعبي المنقطع النظير الذي شهدته محافظات الوطن قاطبة في المهرجانات الانتخابية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، وما شهده الشارع اليمني من جدل ديمقراطي حر ونزيه، حول من هو الرئيس الذي سيختاره الشعب لفترة رئاسية قادمة؟.. وما المزايا والصفات التي يريدها الناخب اليمني في الرئيس الذي سينتخبه؟ وما طفحت به البرامج الانتخابية للمرشحين من الوعود والالتزامات لاصلاح الحاضر ورسم معالم المستقبل؟..
كل هذه التساؤلات والحراك الديناميكي المتفاعل بشفافية مرهفة في مناخات واجواء آمنة ومستقرة، لقيت الجواب الشافي والتفسير المقنع لها في يوم الاقتراع الحر والمباشر، الذي قال الشعب فيه كلمته بكل قناعة ومصداقية، بل وبكل وطنية وحرص على المصلحة العليا للوطن، التي تمثلت في اختيار الرئيس الصالح الذي يمثل مصالح الشعب.. ويسعى نحو تحقيق الآمال والطموحات الهادفة الى تحسين مستوى الحياة المعيشية وتوفير فرص العمل وتأمين الضمانات الاجتماعية اللازمة لحياة آمنة ومستقرة تتوافر فيها الظروف الموضوعية المشجعة على المزيد من الحراك التنموي‮ ‬للدفع‮ ‬بعجلة‮ ‬التطورات‮ ‬في‮ ‬كافة‮ ‬ميادين‮ ‬الحياة‮.‬
أ‮.‬د‮.‬عبدالمجيد‮ ‬سعيد‮ ‬الخليدي
ففي ظل ذلك الزخم الشعبي، المشهود له اقليمياً ودولياً بالنبوغ والوعي السياسي لدى الناخب اليمني، بأهمية خوض مثل هذا المعترك السلمي لتأسيس قواعد تجربة ديمقراطية ذات هوية يمنية تستمد قوتها واصالتها وديمومتها من جذور التاريخ للحضارة اليمنية العريقة التي عرفت الشورى، قبل ان يعرف العالم الديمقراطية.. تعمد البعض ممن يدأبون على الاصطياد في المياه العكرة العزف على اسطوانة التفاعل الجماهيري والحراك الديمقراطي، والترويج لاشاعة انقسام الشارع اليمني، وميل كفة مرشح اللقاء المشترك نحو الفوز، تحت حجج ومبررات واهية ابرزها ما كان يروج له احزاب اللقاء المشترك بأن الشعب يريد التغيير وان ما يطرحه مرشح المشترك هو ما يريده الشعب.. و.. و.. ما الى ذلك من سفسطات المحبطين الذين لا يرون امامهم سوى هاوية السقوط الماضيون اليها، ويريدون ان يجروا الشعب وراءهم.. متجاهلين بغباء ان ابناء الشعب اليمني بمختلف فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية من سياسيين ومثقفين ومهنيين وعمال ومزارعين وعسكريين وامنيين قد اضحوا مدركين حق اليقين اين تكمن مصالحهم، ولم يعد بالسهل العزف على أوتار الوطنية لدغدغة مشاعرهم واستمالتهم الى التضحية بمصالحهم نظير شعارات ووعود كاذبة لا‮ ‬تملك‮ ‬الدليل‮ ‬ولا‮ ‬المؤشرات‮ ‬التي‮ ‬تؤكد‮ ‬ولو‮ ‬بقسط‮ ‬يسير‮ ‬من‮ ‬اليقين‮ ‬قدرتها‮ ‬على‮ ‬التحول‮ ‬الى‮ ‬افعال‮ ‬لافتقاد‮ ‬اصحابها‮ ‬للآلية‮ ‬والاجماع‮ ‬على‮ ‬تنفيذها‮.‬
القشة‮ ‬التي‮ ‬قصمت‮ ‬ظهر‮ ‬المشترك
وهذا هو حال المشترك الذي جاء ببرنامج واحد معلن للملأ، لاقناع جماهير الناخبين باختيار مرشحهم، في الوقت الذي كان يحتفظ فيه كل حزب ببرنامجه الخاص الذي يترجم مصالحه لتمريره من خلف ستار الرئيس المنتخب، الأمر الذي كان -لا سمح الله- سيدخل البلاد في دوامة صراع لا تحمد‮ ‬عقباها‮ ‬فيما‮ ‬بين‮ ‬اصحاب‮ ‬القرار‮ ‬الذين‮ ‬وقفوا‮ ‬وراء‮ ‬المرشح‮ ‬للرئاسة‮.‬
وهذه‮ ‬هي‮ ‬القشة‮ ‬التي‮ ‬قصمت‮ ‬ظهر‮ ‬بعير‮ ‬المعارضة‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬تدفع‮ ‬به‮ ‬للفوز‮ ‬في‮ ‬الانتخابات‮ ‬الرئاسية،‮ ‬حيث‮ ‬ادركها‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني،‮ ‬منذ‮ ‬الوهلة‮ ‬الأولى،‮ ‬وحرص‮ ‬على‮ ‬ألا‮ ‬تمرر‮.‬
وتجلى حرصه ذلك من خلال اعطائه صوته لمن يستحقه، الذي يرى فيه حاضره المشرق ومستقبله الاكثر اشراقاً وضياءاً وبهاءً.. وكان يوم العشرين من سبتمبر ٦٠٠٢م، اليوم الحاسم، لوضع النقاط على الحروف وتسمية الامور بمسمياتها، وافصاح الشعب عن قناعاته وارادته ورغباته.
وذلك باختياره مرشح الوطن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الزعيم الوحدوي الرمز وباني نهضة اليمن، صاحب الرصيد الضخم من الانجازات والمكاسب الوطنية العملاقة، التي حققها الوطن في مسيرة ٨٢ عاماً من العطاء والوفاء.
حيث جاء الاختيار بالاغلبية الساحقة، التي دحضت بقوة كل التخرصات البلهاء، بعيداً عن كل الادعاءات التي حاولوا عبثاً ان يطغوا بها على نزاهة الانتخابات ومصداقيتها ووضوحها، التي حظيت بالاحترام والتقدير واحيطت بالثناء والاشادة من قبل المراقبين المحليين والدوليين والمنظمات الداعمة للديمقراطية في البلدان النامية، ومن قبل الاعلاميين المحايدين، الذين تواجدوا اثناء سير العملية الانتخابية وتوزعوا على مراكز الاقتراع، وجسوا نبض الشارع اليمني وعرفوا ان الناخب اليمني كان جاداً الى حد لا يمكن المساومة فيه على صوته، الذي مثل قناعته‮ ‬واختياره‮ ‬لحاضره‮ ‬ومستقبله‮.‬
الأمر‮ ‬الذي‮ ‬تجلت‮ ‬فيه‮ ‬بوضوح‮ ‬معالم‮ ‬الصورة‮ ‬الحقيقية‮ ‬لواقع‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني‮ ‬الحديث،‮ ‬الذي‮ ‬جاءت‮ ‬فيه‮ ‬الديمقراطية‮ ‬كخيار‮ ‬وطني‮ ‬رديف‮ ‬لخيار‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية،‮ ‬للانتقال‮ ‬الى‮ ‬اطوار‮ ‬متقدمة‮ ‬من‮ ‬النماء‮ ‬والتطور‮ ‬والازدهار‮.‬
تحولات‮ ‬كبيرة
وهذا ما لا يستطيع ان يدحضه الاّ جاحد، حيث جاءت الشهادة من العدو قبل الصديق.. وكل ذلك طبعاً لا يمكن ان ننسى فيه فضل تلك السياسة الحكيمة والرشيدة التي انتهجها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، لاحداث التغييرات الايجابية الكبيرة، وتحقيق النقلات النوعية المتميزة في مختلف اوجه ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. حيث استطاع خلال حقبة زمنية بسيطة، لا يمكن قياسها في تاريخ تحول الامم، ان يحدث ما لم يكن متوقعاً، ويحقق ما لم يكن في الحلم، وبفضله وفي ظل قيادته استطاعت اليمن ان تتجاوز حواجز الانكسار وتعيد الثقة في ملكاتها ومؤهلاتها وقدراتها وطاقاتها، وامكاناتها للحاق بركب التطور وايجاد مكانة مرموقة لها بين الامم، تؤثر وتتأثر وتتفاعل بايجابية مع دول الجوار والعالم، حتى غدت رقماً مهماً في معادلة التوازنات التي في ضوئها تحدد معالم السياسة الدولية، التي لا يمكن لأية دولة ان تكون بمنأى عن تداعياتها.. والتزاماتها التي تفرضها تطورات الاحداث والمستجدات الخطيرة التي يشهدها العالم تباعاً، وتزداد حدتها يوماً عن يوم، وتجد فيها الدول الضعيفة المتشرذمة كياناتها مستهدفة في سيادتها وكرامتها وخيراتها، حيث استطاعت اليمن‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬هذه‮ ‬التحديات‮ ‬ان‮ ‬تتجاوز‮ ‬تحدي‮ ‬ان‮ ‬تكون‮ ‬او‮ ‬لا‮ ‬تكون‮.‬
ان تكون دولة قوية عصرية مواكبة لتطورات العصر تفرض احترامها على العالم بوحدتها الوطنية ونهجها الديمقراطي واحترامها لحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير وجعل الشعب هو صاحب السلطة والمصلحة الحقيقية فيها، ومحاربة كل مظاهر الفساد والارهاب والتخريب، والا تكون دولة ضعيفة مستهدفة من الداخل والخارج وتفقد زمام السيطرة على ارادتها السياسية في تقرير مصالح شعبها، وهذه حقيقة تضاف بايجابياتها الكبيرة الى رصيد صاحب العقل الرصين والحكمة الرشيدة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي استطاع ان يخرج اليمن من احلك المواقف التشاؤمية، التي كان يراد فيها زج اليمن في اتون صراعات دموية، لا قدرة لها على تحمل تبعاتها، من الاحتلال العسكري لجزيرة حنيش الى تفجير المدمرة كول بعدن وناقلة النفط الفرنسية بحضرموت، هذه المحاولات الدنيئة التي كان مراداً من ورائها وضع اليمن على رأس قائمة الدول المستهدفة من الحملة الدولية التي تتزعمها الولايات المتحدة لمحاربة الدول المتبنية للارهاب.. واستطاعت اليمن ان تغير الموازين وتتحول من دولة مستهدفة الى دولة داعمة لمحاربة الارهاب، واعادت بذلك النبال التي كانت مصوبة نحوها الى نحور اصحابها.
اجماع‮ ‬شعبي
لقد كان خيار واجماع الشعب اليمني بالاغلبية الساحقة في الانتخابات الرئاسية لشخص فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيساً لسبع سنوات قادمة.. هو الخيار الطبيعي الذي لابد منه، لاستمرار مسيرة الخير والعطاء في التواصل على طريق ترسيخ دعائم النهج الديمقراطي وارساء أسس مبادئ التداول السلمي للسلطة.. واكمال مشوار البناء التنموي الذي بدأه بوتيرة عالية من العمل الدؤوب والجاد لبناء المجتمع اليمني الحديث.. فباختيار الرئيس علي عبدالله صالح تكون اليمن قد دخلت منعطفاً جديداً من البناء والتحديث تجلت معالمه بوضوح في البرنامج الانتخابي للأخ الرئيس الذي حدد فيه كثيراً من الاولويات التي سيتم العمل بها ابتداءً من الحد من البطالة ومكافحة الفقر، والقضاء على ظاهرة الفساد، وجعل مشروع التنمية الوطنية الشاملة، مشروع المستقبل الذي ستكرس كل الامكانات والجهود والطاقات في سبيل انجاحه ووصول خيراته الى كل ابناء الوطن في الريف والحضر وعلى مستوى الداخل والخارج.. وهذا ما سنلمسه في القريب العاجل بفضل تفعيل آليات الاداء للحكومة في الترجمة الفعلية على ارض الواقع لكل ما جاء في البرنامج الانتخابي الذي سوف يتحول الى مشروع عمل خلال المرحلة الراهنة والقادمة، كونه قد جاء من وحي متطلبات الواقع اليمني، التي تمليها الجماهير اليمنية والتي وضعت ثقتها في فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي عرفته زعيماً وطنياً فذاً يحرص على الدوام على مبادلتها الوفاء بالوفاء.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 01:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1321.htm