الثلاثاء, 17-أكتوبر-2006
عبدالرحمن الشيباني -
أدركت حركات التحرر العالمية مبكراً النتيجة من استمرار بقاء المستعمر جاثماً على صدر بلدانها، بسط نفوذه والنهاية المفجعة، التي يمكن ان يصل الحال اليها طالما ظل هذا السرطان يتغلغل في الجسد وهكذا كانت البداية لقيام الثورات ضد الظلم والاستبداد والقهر واستمرت الصرخات المدوية في ارجاء المعمورة احتجاجاً لكي لا يستمر الغازي في اختزال وطن وتكريس عبودية الانسان للانسان فالسجان لا يريد لضحيته ان ترى النور وان تتخلص من القيود وهكذا كانت الشعوب الحية وهي ترفض.
وكان الثمن غالياً ما دفعته بالدم والروح مازالت حتى هذه اللحظة شعوب اخرى تهدي فلذات اكبادها قرباناً من اجل التحرر والانعتاق.. وسيسجل التاريخ بأحرف من نور، وفي ابهى صفحاته هذه البطولات لتبقى وهجاً يسير عليه الآخيرون لمواصلة الكفاح.
اليمن كانت احدى تلك البلدان التي ظلت مسرحاً لاطماع المستعمرين وكان لهم ما ارادوا وكانت البداية ايضاً لرجال اليمن ان يصرخوا ملء الفم رافضين الظلم والعبودية والوصاية عليهم من قبل اعتى امبراطورية في ذلك الحين »بريطانيا« وقفوا رجالاً ونساء في ردفان وعدن، وصنعاء وكل شبر من الارض اليمنية رافعين السلاح يحملون ارواحهم على اكفهم وفي ظروف غاية الصعوبة في صورة رائعة جسدت واحدية النضال بين الشمال والجنوب آنذاك ومثلت رافداً قوياً لحركات التحرر في الوطن العربي التي شهدت زخماً قومياً من اجل التحرر والحرية في تلك الفترة التي‮ ‬واجهت‮ ‬محاولات‮ ‬عدة‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬الاجهاز‮ ‬على‮ ‬هذه‮ ‬الثورات‮.‬
ولكن كانت الشعوب بالمرصاد لكل هذه المحاولات والوعي الكبير الذي كان سائداً لدى هؤلاء برز خلال ذلك قامات نضالية وكفاحية عملاقة مازالت حاضرة في وجدان الشعوب العربية لم تمت وبقي ان يواصل الاحفاد الطريق لتحقيق الاهداف المنشودة وبناء الوطن اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وعلمياً وان اختلف العدو وتغير الزمن لكن الوطن هو من سيبقى وعليه ومن اجله يجب مواصلة العمل والنضال لرفعته مستلهمين مآثر هذه البطولات التي سطرت على ذرة من رمال هذا الوطن اليمني الحبيب.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1336.htm