الإثنين, 11-يناير-2010
الميثاق نت -   يحيى علي نوري -

أبدى مواطن عادي استغرابه الشديد للهالة الاعلامية التي مازالت مستمرة حول الارهابي »عبدالمطلب« الذي حاول تفجير طائرة امريكية خلال عطلة عيد الميلاد.. ومبعث الاندهاش هو ان هذه الهالة كُرس معظمها لتسليط الضوء على اليمن دون غيرها.. ووصفه بالملاذ الآمن للارهاب وبشكل مازال يشوه اليمن بل ويتجاهل دورها الفاعل مع المجموعة الدولية في مكافحة الارهاب.. وما حققته اجهزتها من نجاحات سواء على صعيد افشال عمليات ارهابية او على صعيد المعلومات التي افادت آخرين في اطار مكافحتهم للارهاب.
ولاريب ان هذا الشعور- النابع من احساس مواطن بسيط ليس له باع في التحليل السياسي ورصد المعلومات يعكس عن وعي لدى المواطن العادي حدا بآخرين الى القول صراحة ان الحديث عن الارهاب وربطه باليمن لايمثل من قريب او بعيد نظرة صائبة تعكس الحرص على القضاء على الارهاب بقدرما يمثل تفاعلاً سطحياً مع المشكلة في الوقت الذي يدرك الجميع ان ارهاب القاعدة بات يمثل منظومة دولية يستحيل على دولة بعينها القضاء عليه بمفردها دون ان يكون هناك تعاون فاعل من قبل المجتمع الدولي.
وهذا يحدونا هنا الى التأكيد ان مشاعر اليمنيين وازء الهالة الاعلامية التي اشرنا اليها والمتجهة صوب بلادهم قد جعلته يشعر بالقلق جراء هذه الحملة ومبعث القلق ايضاً مما قد تحمله من اهداف ومقاصد يحاول الاعلام العالمي التمهيد لها وهي أهداف كان المواطن البسيط قبل المثقف‮ ‬والمتابع‮ ‬قد‮ ‬تنبأ‮ ‬أو‮ ‬توقع‮ ‬لها،‮ ‬مثل‮ ‬ان‮ ‬يكون‮ ‬هناك‮ ‬طلباً‮ ‬للتدخل‮ ‬العسكري‮ ‬كما‮ ‬هو‮ ‬الحال‮ ‬في‮ ‬افغانستان‮ ‬وباكستان‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬البلدان‮ ‬الملتهبة‮ ‬بنيران‮ ‬الارهابيين‮.‬
وتوقع كهذا يمثل رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها ان اليمن قادر على القيام بدوره الفاعل في مواجهة الارهاب دون الحاجة الى اي تدخل عسكري من شأنه ان يصعب المشكلة ويجعل من الساحة مفتوحة على مصراعيها امام الارهاب ومبرراته مثل التدخل الخارجي.. الخ من التقولات التي‮ ‬تهدف‮ ‬الى‮ ‬استفزاز‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬العزف‮ ‬على‮ ‬وتر‮ ‬الوطن‮ ‬والاستقلال‮.. ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬المفردات‮ ‬الكفيلة‮ ‬بتهييج‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮.‬
خلاصة‮.. ‬ان‮ ‬اليمن‮ ‬مازالت‮ ‬بحاجة‮ ‬الى‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬الدعم‮ ‬الفني‮ ‬واللوجستي‮ ‬الذي‮ ‬من‮ ‬شأنه‮ ‬ان‮ ‬يرفع‮ ‬من‮ ‬مهارة‮ ‬ومعارف‮ ‬وكفاءات‮ ‬عناصر‮ ‬اجهزته‮ ‬الامنية‮ ‬بما‮ ‬يمكنها‮ ‬من‮ ‬رفع‮ ‬سقف‮ ‬نجاحاتها‮ ‬في‮ ‬مكافحة‮ ‬الارهاب‮.‬
وتلك مطالب اساسية وضرورية ينبغي على مؤتمر لندن دعم اليمن.. والمقرر عقده نهاية الشهر الجاري ان يقدم الصورة الكاملة لطبيعة هذا الدعم لتجاوز تحديات الارهاب والبعد عن كل ما من شأنه ان يعرض جهود اليمن بل والمجتمع الدولي للفشل على صعيد مكافحة الارهاب، وان شاء الله يكون لمؤتمر لندن من النتائج والقرارات الكفيلة بتعزيز المسيرة الاقتصادية والتنموية لليمن حتى تكتمل الصورة لمكافحة الارهاب بكل ابعادها خاصة وان التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي القاعدة الاساسية والقوية للدفع بالجهود الحثيثة نحو مكافحة الارهاب الى آفاق أكثر‮ ‬رحابة‮ ‬لما‮ ‬فيه‮ ‬خدمة‮ ‬استقرارها‮ ‬واستقرار‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮.‬
وذلك‮ ‬هو‮ ‬الطريق‮ ‬الوحيد‮ ‬والأمثل‮ ‬لمواجهة‮ ‬الارهاب‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13385.htm