الإثنين, 11-يناير-2010
الميثاق نت - محمد انعم - الميثاق نت محمد انعم -
توالي الضربات الموجعة التي تلقتها عناصر »القاعدة« في بلادنا مؤخراً لم تؤلم ذلك التنظيم الإرهابي فقط، بل أعادت خلط العديد من الأوراق الاقليمية والدولية في اتجاه إعادة تنظيم المواجهة ضد الإرهاب لضمان اجتثاث بؤر الشر التي تهدد عالمنا..
إن اليمن تدرك ان الإرهابيين يتأبطون شراً بها.. وأن ثمة تحالفاً شيطانياً آخر إلى جانب تنظيم »القاعدة« يستهدف أمن اليمن واستقراره ويسعى إلى تفجير أحزمته الناسفة شمالاً لإشعال حرائق في آبار النفط، ومثلها حرائق حروب طائفية ومحاولات إعادة ترسيم الحدود وفقاً لأهداف‮ ‬تلك‮ ‬القوى‮ ‬الداعمة‮ ‬لعناصر‮ ‬القاعدة‮ ‬والحراك‮ ‬جنوباً‮.‬
لقد دخلت المواجهات ضد عناصر »القاعدة« مرحلة جديدة من الشراسة والقوة، ووحدهم يقف اليمنيون يحملون رؤوسهم على أكفهم لمواجهة فتيان الأحزمة الناسفة.. ودائماً في الصفوف المتقدمة للمعارك لايبحث المقاتلون والمدافعون عن أوطانهم وشعوبهم عن أموال أو كلمات إطراء أو إشادات‮ ‬وإنما‮ ‬عن‮ ‬الحياة‮ ‬بالانتصار‮ ‬على‮ ‬العدو‮ ‬الذي‮ ‬يهدد‮ ‬الجميع‮.‬
‮> ‬لقد‮ ‬فُرض‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬ان‮ ‬تتحول‮ ‬إلى‮ ‬جبهة‮ ‬متقدمة‮ ‬لمواجهة‮ ‬عناصر‮ ‬القاعدة‮ ‬وأصحاب‮ ‬المشاريع‮ ‬التوسعية‮ ‬والتمزيقية‮ ‬ومرتزقة‮ ‬الحروب‮ ‬الاقليميين‮ ‬والدوليين‮..‬
وأمام معركة خطيرة جداً كهذه، فإن الباحثين عن كراسٍ في صفوف المتفرجين سيجدون أنفسهم محاصرين بأحزمة ناسفة إذا لم يتحركوا سريعاً لدعم ومساندة اليمن في كافة الجوانب وبصورة عاجلة، وأي مماطلة أو تسويف لن يكون في مصلحة الجميع..
اليمن تواجه تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية.. وتتحمل تكاليف حروب القرن الأفريقي والتصدي للمطامع الاقليمية، والحرب ضد الإرهاب، بمعنى أوضح تكاليف حروب لم تتوقف في البر والبحر.. ولابد ان يتحمل الأشقاء والأصدقاء مسؤولياتهم، وان يقفوا إلى جانب الشعب اليمني بحق ويدركوا أن اليمن بموقعها الاستراتيجي لخط الملاحة الدولية وتحكمها بأهم منفذ بحري في العالم، وقُربها من بحيرات النفط تعد هدفاً استراتيجياً للقاعدة ومخططات قوى الشر الأخرى.. وذلك يوجب على المجتمع الدولي ان يدعم اليمن بسخاء لتجفيف بؤر الفقر والبطالة وسوء الأوضاع‮ ‬الاقتصادية‮ ‬التي‮ ‬يعتبرها‮ ‬تنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬أرضية‮ ‬خصبة‮ ‬لتنفيذ‮ ‬مخططاته‮ ‬التي‮ ‬يسعى‮ ‬من‮ ‬ورائها‮ ‬لتحويل‮ ‬جزيرة‮ ‬العرب‮ ‬إلى‮ »‬تورا‮ ‬بورا‮« ‬جديدة‮ ‬لمعاركه‮ ‬وحروبه‮ ‬التي‮ ‬لاحدود‮ ‬لها‮.‬
> إننا نعيش أياماً مهمة ولابد أن تدوَّن أحداثها في صفحات التاريخ، بما ستسفر عنه من قرارات مهمة لتحديد مستقبل معركة المجتمع الدولي ضد الإرهاب والتي هي معركة اليمنيين أولاً.. وإذا ظلت بعض الدول الغربية تعتقد انها ستنهك القاعدة بإغلاق سفاراتها أو منع مواطنيها‮ ‬من‮ ‬السفر‮ ‬إلى‮ ‬اليمن‮ ‬فهي‮ ‬لاتختلف‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬الأحمق‮ ‬الذي‮ ‬ذهب‮ ‬ليصطاد‮ ‬السمك‮ ‬في‮ ‬البحر‮ ‬الميت‮..‬
> إن الشعب اليمني يشعر أنه يقف وحيداً في حرب دائمة مع الإرهاب والفقر والقرصنة والفساد والتمرد وغير ذلك، وأنه يقدم تضحيات جسيمة دفاعاً عن مبادئه الدينية والإنسانية، ومهما كانت تضحياته فهو لايربط ذلك طمعاً في وعود مؤتمر المانحين الذي سبق أو الآتي.
> نقول إن رخاء وتطور مستوى معيشة الشعب اليمني هو الاستثمار الحقيقي الناجح لدول المنطقة والدول الغربية أيضاً.. وبإمكان هذه الدول ان تنتصر على إرهاب القاعدة بتكلفة أقل بدعمها لليمن اقتصادياً وحل مشاكل البطالة والفقر والأمية والتخلف وغير ذلك من المشاكل التي تحتاج‮ ‬إلى‮ ‬دعم‮ ‬دولي‮.‬
‮> ‬بالتأكيد‮ ‬يمكننا‮ ‬الانتصار‮ ‬على‮ ‬القاعدة‮ ‬انتصاراً‮ ‬تاريخياً‮ ‬عبر‮ ‬هذه‮ ‬المعركة‮ ‬الاقتصادية‮ ‬والتعاون‮ ‬المعلوماتي‮ ‬فقط‮.. ‬لأن‮ ‬تجارب‮ ‬المغامرات‮ ‬السابقة‮ ‬قد‮ ‬فشلت‮..‬
ولابد على الجميع ان يتوقفوا قليلاً بمسؤولية أمام مجازر الفقر والبطالة التي تطال الشباب اليمني، ويمكنهم ان يسألوا أنفسهم: أليس من حقهم وسط هذا الموت الذي يحاصرهم من كل اتجاه ان يبحثوا عن الحياة.. ولو كان ذلك عن طريق ارتداء الأحزمة الناسفة..؟!{
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13386.htm