الميثاق نت/ حوار - عارف الشرجبي -
طالب الشيخ وعضو البرلمان اليمني عن محافظة صعدة الدائرة (263) عثمان مجلي بمحاسبة ومحاكمة تجار السلاح ومعرفة الكميات المباعة وأين ذهبت محملاً السلطة المحلية بمحافظة صعدة -حيث يدور قتال شديد بين قوات الجيش والأمن ضد جماعة الحوثي المتمردة- المسئولية عن كثير من جوانب الفشل وغياب الدولة و"التستر" حسبما قال على الحوثيين.
وأكد مجلي في حواره مع «الميثاق» أن المواجهات العسكرية في صعدة تتجه نحو الحسم لصالح قوات الجيش والأمن مشيراً إلى أن المتمردين فقدوا 07% من عتادهم ومؤنهم.
وتطرق إلى أوضاع النازحين ومعاناتهم.. متهماً المشرفين على المخيمات والسلطة المحلية بالمتاجرة بالمساعدات والإعانات.. وهذا نص الحوار:
- بداية نريد أن تحدثنا عن الوضع الراهن في صعدة ؟
تعد صعدة منطقة حرب والوضع فيها يسير نحو الحسم لصالح قوات الجيش والأمن خاصة بعد الضربات الموجعة التي وجهت مؤخراً لأوكار الارهاب والتمرد الحوثي وقتل فيها اعداد كبيرة من قيادات وعناصر التمرد رغم تكتمهم على تلك الخسائر الفادحة فقد ضربت العديد من المخازن والورش ومصانع تصنيع السلاح والمتفجرات والمؤن التابعة للتمرد، وفي تصوري خسارتهم اكثر من 70٪ من العتاد.
- لماذا لم يتم الحسم حتى اليوم رغم تلك الخسائر؟
علينا ألاّ ننسى اننا لانقاتل جيشاً نظامياً ولكن عصابة تعتمد على الفر والكر والتحصن بالمواطنين واتخاذهم دروعاً بشرية وهذا جعل امر الحسم يحتاج الى وقت ولو لم يكن كذلك لتم الحسم منذ فترة ولاننسى ان الهدن وإيقاف الحرب خلال الفترات السابقة قد اعطت المتمردين فرصة لعمل التحصينات الكبيرة في المواقع المختلفة ناهيك عن تكديس الاسلحة بهذا الشكل الكبير، وكانوا كلما سعت الدولة لحقن الدماء ووقف الحرب سعوا لترتيب اوضاعهم وتجنيد الشباب الصغار المغرر بهم وجمع الدعم الخارجي والداخلي ومعاودة الحرب، ولكن رغم ذلك فالحسم اصبح قاب قوسين او ادنى بعد تعاون الشرفاء من ابناء صعدة وخارجها مع الجيش والامن.
تستر
- اشرت الى ان الحوثي تمكن من التغرير بالشباب وجرهم للقتال.. كيف تمكن من ذلك؟
لقد ركز الحوثيون على صغار السن من الشباب فهم لايدركون ابعاد مخططاته القذرة التي كان يخفيها تحت عباءة المذهبية والدين والدعوة بالموت لامريكا وإسرائىل.. ايضاً غياب أجهزة الدولة في المحافظة والمديريات ناهيك عن تستر السلطة المحلية عليهم وعدم وجود ادارة قوية داخل المحافظة والمديريات فتح المجال للتمرد ان يرعب المواطن ويجعله يتصور انه اصبح لقمة سائغة ولايحظى باي حماية من الدولة.
كما أن لجان السلام السابقة لم تقم بدورها المطلوب واعتمدت على التسويف ومبدأ «مشي حالك» وتحقيق سلام كاذب صب اخيراً لمصلحة التمرد.
- هل يمكن التوضيح أكثر؟
لقد تركت هذه اللجان الحبل على الغارب للتمرد وافرغت المديريات من تواجد الدولة وتسليمها للتمرد الحوثي بحجة السعي لتحقيق السلام وهذا خلق لدى المواطن نظرة عكسية في الوقت الذي استمر التمرد الحوثي في بث واشاعة الاخبار التي تخدم مقاصده وإحكام سيطرته على تلك المناطق واستقطاب الشباب والخارجين عن القانون.
دعم
- اشرت إلى الدعم الذي يتلقاه الحوثي من الخارج.. ما أبرز مظاهره؟
الدعم الخارجي معروف للجميع سواء من قبل ايران او غيرها وقد تحصل الحوثي على مبالغ مالية طائلة ايضاً التدريب والتأهيل وارسال الخبراء العسكريين ومصنعي المتفجرات والالغام.. والشيء المخزي هو عندما يدعي المتمرد الحوثي انه مواطن يمارس حقه في حماية نفسه فأي مواطن يمتلك مثل كل تلك التحصينات والاسلحة الكبيرة اذا لم يكن يتلقى الدعم- خارجياً أو داخلياً- للاضرار بالوطن وثوابته.
- وكيف يصل هذا الدعم للتمرد؟
لقد مرت صعدة بحالة من الانفلات والتسيب الشديد الذي اتاح للحوثي جمع كل تلك الاسلحة التي تدخل عبر التهريب بل ان هناك قاطرات تدخل على مرأى ومسمع من السلطة المحلية التي عجزت عن عمل شيء.. اما الدعم الداخلي الذي يتلقاه الحوثي فهو من قِبل فئة حاقدة على الدولة والنظام الجمهوري يريدون الانقضاض على كل شيء ويتحينون الفرصة ولذلك فهم يدعمون التمرد بالمال والتستر عليهم وايضاً شكلوا لوبياً لبث الاشاعات الكاذبة التي تخدم التمرد، ناهيك عن المبالغ التي يجنيها التمرد من تجار السلاح والمخدرات والممنوعات ممن يسهل مرورها للمناطق المجاورة بالتنسيق مع عصابة التمرد الحوثي.
تجار سلاح
- أشرت الى ان تجار الاسلحة على علاقة بالتمرد.. اين دور السلطة المحلية لمنع ذلك؟
بكل اسف.. قيادة السلطة المحلية هم من اكبر تجار السلاح في البلد، وكل تاجر يحاول ان ينمي تجارته بأي شكل.
- ألا ترى ان تجار السلاح هم سبب اطالة فترة الحرب؟
هذا اكيد هو من السلبيات الكبيرة التي يجب ان تنتهي ويجب ان نحاسب التجار الذين صرح لهم في وقت سابق اين ذهبوا بالسلاح وكم كميته ثم يخضع الجميع لمحاكمة عادلة اذا كنا حريصين على الوطن وامنه لانه لايوجد احد فوق القانون أو اهم من الوطن وثوابته.
- كيف يتم دخول الدعم الخارجي والمدربين وخبراء السلاح؟
نعرف ان اليمن بلد مفتوح وبامكان اي شخص أن يدخلها سواء بالتصريح المسبق باسم زائر او عبر التهريب براً وبحراً سواء الصوماليين او الايرانيين او العراقيين واللبنانيين الذين لهم علاقة بايران سواء في حزب الله او غيره حسب المعلومات.. ولذلك لابد على الدولة ان تتحرى الدقة عند إجراءات دخول اي شخص واسباب دخوله ومدة بقائه ومتابعة نشاطه اثناء الاقامة لان السكوت على مثل هذا قد يسبب الكثير من الكوارث في المستقبل.
فوق الحصر
- ما أبرز مظاهر اعمال التخريب والتمرد الحوثي؟
لا استطيع حصر كل الأعمال الاجرامية التي قام بها المتمرد الحوثي نظراً لكثرتها وبشاعتها كقتل الانفس واستحلال الدماء البريئة وقطع الطريق واحراق المزارع وبث الرعب وتدمير المنازل والممتلكات والمرافق العامة والخاصة ناهيك عن قتل افراد النقاط الامنية والعسكرية الذين يعملون على حماية الوطن والمواطن في صعدة.. فضلاً عن تكفيرهم ووصفهم بأنهم عملاء مع امريكا رغم ادراكهم ان امريكا ليست موجودة..
ولابد من الاشارة الى ان التمرد الحوثي يعمل على فرض مذهب معين بالقوة والذي لايوافق على ذلك يقوم بقتله وهدم بيته والتنكيل به ولهذا فهم من المفسدين في الارض وممن ينطبق عليهم حد الحرابة ولابد من تطبيق القانون عليهم بل ومحاسبة كل من يتساهل معهم كون الحوثي ومن يتساهل معه وجهين لعملة واحدة.
- ذكرت ان الحوثي يقوم بجمع الإتاوات من المواطنين.. كيف..؟
هذا الأمر- للاسف الشديد- يتم بالاكراه والاجبار بقوة السلاح خاصة وان السلطة المحلية لم تقم بالدور الايجابي في حماية الناس في مركز المحافظة أو المديريات الاخرى بل ان السلطة المحلية كذبت على القيادة السياسية في هذا الجانب والا كانت عملت ضوابط لمنع حدوث اي جريمة، ولو كانت السلطة المحلية موجودة وقادرة على حماية المواطن وامنه لما تجرأ الحوثي الخارج عن القانون على ممارسة تلك الأعمال.
وجاهات
- وماذا عن دور الوجاهات وانت واحد منها في صعدة لمواجهة التمرد؟
لقد أخذ الكثير من الوجاهات بمبدأ كل راعٍِ مسئول عن رعيته وكل شخص يعمل مايقدر عليه سواء في نصح الناس للوقوف ضد اي اختلال امني وهذا واجب يلزمنا به الدين والشرع واقل واجب للحفاظ على الامن والاستقرار والسكينة العامة.
- لوحظ وجود تقصير من تلك الوجاهات.. لماذا؟
فعلاً هناك تقصير من البعض وذلك لاسباب كثيرة منها: الدولة نفسها كما ان المصالح والمنافع عندما دخلت مسألة التمييز وعملية فرز وإقصاء للعديد من الوجاهات وهذا الامر اوجد تقاعساً من قبل البعض وهناك وجاهات غلبت على امرها من قبل اللوبي الذي يعمل داخل المحافظة لاقصاء الناس الشرفاء ومع ذلك لابد على الجميع عمل كل ما بوسعهم لخدمة الوطن لان التاريخ سوف يحاسب اي مقصر ومع ذلك أريد التأكيد أن هناك مواطنين شرفاء وشخصيات وطنية ووجاهات قامت بالدور الجيد في مواجهة التمرد.
- هل يوجد تنسيق بين السلطة المحلية والوجاهات؟
لايوجد اي تنسيق خاصة خلال الفترة السابقة وذلك لعدم وجود ادارة ناجحة في المحافظة وكذلك الاخطاء الادارية والتراكمات والتهميش اوجدت فجوة بين الشرفاء والسلطة المحلية.
القاعدة
- يقال ان هناك تنسيقاً بين التمرد الحوثي وبين القاعدة؟
هذا الأمر صحيح وموجود وقد وجدت العديد من عناصر القاعدة لدى التمرد الحوثي يقاتلون معه ويتبادلون الخبرات والمنافع كما ان خطف الاجانب في صعدة يؤكد ان هناك تنسيقاً معيناً بين القاعدة والحوثيين الذين يسيطرون على المنطقة التي اختطف فيها الاجانب وقد اعترف احد عناصر القاعدة في المملكة العربية السعودية ان هناك تنسيقاً كبيراً بين القاعدة والحوثيين وكشف بعض جوانب التنسيق.
المعارضة
- كيف تقيم اداء احزاب المعارضة في مواجهة التمرد؟
بكل اسف لايوجد اي دور وطني للمعارضة وخاصة المشترك في مواجهة التمرد والحفاظ على الثوابت فالمشترك يعتبر أن حرب صعدة احد اهم الاشياء التي تضعف الحزب الحاكم وتسهل له المهمة في الوصول الى السلطة بعد ان عجز المشترك في كسب تأييد المواطنين عبر صندوق الاقتراع ولذلك فاني عبر صحيفة «الميثاق» اوجه دعوة صادقة للمشترك والمعارضة عموماً ان يتخلوا عن المكايدة السياسية وان يكون هم الجميع هو مصلحة الوطن اولاً واخيراً لاننا على سفينة واحدة هي اليمن اذا غرقت غرقنا جميعاً لا سمح الله.
- الدعوة لوقف الحرب في صعدة من قبل المشترك.. ما تعليقكم عليها؟
نحن لسنا من دعاة الحرب ولكن الذين يريدون الآن وقف الحرب بعد كل هذه الخسارة من قبل الدولة وبعد ان اصبح النصر وشيكاً فانا اعتبره يخدم مصلحة التمرد الحوثي ووقف الحرب لن يخدم إلاَّ الحوثيين فقط لانهم لايؤمنون بالسلام والاستقرار ولكنهم ينفذون اجندة خارجية تعمل على زرع مذهب معين في الوطن تحت مسميات واهية واعذار كاذبة ولن يهدأ لهم بال إلا اذا تحقق لهم حلمهم الذي لن يتحقق ابداً طالما وهناك اناس شرفاء ومخلصون لهذا الوطن تحت رعاية فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح ومعه الشرفاء.
النازحون
- وماذا عن اوضاع النازحين جراء الفتنة؟
النازحون يعيشون حالة مأساوية وخاصة الذين لم يتمكنوا من النزوح خارج صعدة وهذا الوضع هو بسبب الذين يشرفون على اوضاعهم والذين لايتحلون بأي مسئولية ولا ضمير مع الاسف بل لقد قام المسئولون عن توزيع الاعانات سواء في السلطة المحلية او الجمعيات بالمتاجرة بالمساعدات الخاصة بالنازحين ..كثير من المساعدات التي تأتي من الدولة تصل الى أيدي العابثين في السلطة المحلية والموظفين مع المنظمات الاجنبية ولذلك لابد من محاسبة المقصرين والعابثين اذا كنا نخاف الله فعلاً ونخشى ان يحاسبنا على معاناة هؤلاء الناس الذين اصبحوا فريسة سهلة وكأن واقع حالهم يقول انهم: «كالمستجير من الرمضاء بالنارِ».
- الدعوة للحوار التي وجهها فخامة الرئىس.. كيف تنظر لها؟
هذه الدعوة صادقة تريد تضميد الجراح والخروج بالبلد من حالة الشد والجذب والمكايدة السياسية التي تلعب عليها بعض القوى السياسية في الساحة.. واذا تمت الدعوة ودخل الجميع في حوار صادق بعيداً عن المكايدات فان الأمور سوف تسير نحو الأفضل ولابد ان ينظر الجميع الى مصلحة البلد اولاً واخيراً، لا المكاسب والمصالح الشخصية التي ستجلب الدمار للوطن بكل من فيه، وهذا ما لانريده.{
مجلي يطالب الدولة بمحاسبة "تجار السلاح" ويتهم محلي صعدة بتستر على الحوثيين