عباس الديلمي - لا أحد يستطيع الانتقاص من الأحجار الكريمة، وإن تفاوتت في درجاتها.. والنظر إليها في اطاراتها يساعد على التعريف بها والتعرف عليها بصورة أوضح، ومثلما قيل: ينظر إلى الحجر الكريم في إطاره، فإن الرجل كذلك ينظر إليه في إطاره، والاجابة على من يقول: وما إطار الرجل؟ هي كالتالي: ابداعاته ان كان شاعراً او فناناً موسيقياً او تشكيلياً.. وعقلانيته ومصداقيته إن كان مثقفاً أو ادبياً أو صحفياً أو مفكراً.. وإنجازاته وإسهاماته ونزاهته واحترامه للدستور والقوانين إن كان سياسياً أو قائداً أو رجل دولة وهكذا..
وإذا قيل : وهل هناك في الرجال من يتسم بكل تلك الصفات ، فإن إجابتنا تقول: يوجد في الرجال من يتسم بسمات عدة ويمتاز بخصائص ومواهب متنوعه.. وهو من تصدق النظرة إليه في إطار كل ميزة يمتاز بها بأنه كذلك.
وإذا ما طلب مني مثلاً أو شاهداً على ما أقول فإني أشير بكل ثقة الى واحد ممن تفخر اليمن بإنجابهم وهو الأستاذ عبدالقادر باجمال.. الرجل المتميز بكل ما تعنيه الكلمة، عرفته وزيراً.. عرفته رئيساً للوزراء.. عرفته شاعراً مثقفاً.. فناناً عاشقاً للفنون ومتذوقاً لها فوجدته رجل الدولة وصاحب القرار والمبدع القادر علىالخلق المتجدد، ومن يتطابق سلوكه مع ثقافته ومن يحكم الكلمة باقتدار أينما وجهها.
يتمثل مايقرأ وما يشاهد كما يتمثل النبات الضوء، ويجيد فنون الحوار، والإقناع، والاستماع، كما يجيد فن الصداقات والاختلاف في الرأي، بشجاعة تمكنه من كل ذلك.
كنت أعتقد أن إعجابي وتقديري للأستاذ عبدالقادر باجمال هو ما جعلني أنظر إليه إنساناً لم يكبر بالمواقع القيادية التي تبوأها.. بل يظل الأكبر منها، ورجل دولة وقيادي، لم تأتِ به المصادفات، أو تحمله ظروف معينة.. بل وصل إلى ما وصل إليه بعلم وكفاءة، ولكني سرعان ما عرفت أنها الحقيقة، وليس الإعجاب أو عين الرضا.. وذلك عندما سمعت فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يتحدث عن باجمال وقدراته وكفاءته ورجل دولة من الطراز الأول، ومما قاله فخامة الرئيس: لو وضع باجمال في إدارة عامة أو هيئة لجعل منها موقعاً هاماً يساوي وزارة بأكملها هكذا وصف الرئيس الأستاذ باجمال- وهو الأقدر على وصف وتقويم من يعملون معه- في إطار حديث تناول نظرة تقييمية عامة للقيادي ورجل الدولة، كما ورد في حديث فخامة الرئيس قوله: من الناس من يتسلم موقعاً قيادياً كبيراً فيجعل منه صغيراً.. ومنهم من يتسلم موقعاً صغيراً فيجعل منه شيئاً كبيراً، ومنهم من يتسلم موقعاً ما فيتركه على حاله دونما إضافة او نقص.
ومن ذلكم التقويم نجد أن فخامة رئيس الجمهورية يرى في شخص باجمال رجل دولة من الطراز الأول.. ورجل إبداع وتطوير وتحديث وهكذا نحن في اليمن- جميعاً- نرى الأستاذ باجمال الذي نقول له: عوداً حميداً، وإن لم أكن قد تمكنت من زيارتك إلى منزلك للتهنئة.. فبالقلوب وفي القلوب.
|