الأحد, 24-يناير-2010
الميثاق نت -   الميثاق نت - متابعات -
تعرض ثلاثة أطفال أشقاء مساء أمس في وسط قطاع غزة إلى اختناق بدخان "عادم" مولد كهربائي ، أثناء نومهم داخل منزلهم في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث كانت الكهرباء مقطوعة عن منطقتهم ، فقام والد الأطفال بتشغيل مولد الكهرباء، وعندما حان وقت نوم الأطفال أدخل المولد إلى صالون داخل المنزل بالقرب من غرفة الأطفال التي كانت مغلقة ولا يوجد بها أي منفذ بسبب برودة الشتاء.
وكلما تعقدت الحياة المعيشية في قطاع غزة، فإنّ أزمة جديدة تطالها، فيسقط معها الضحايا دون انتباه أو اخذ حذر للمصائب القادمة، خاصة أن الواقع المعاش يرشح إلى المزيد من التضييق والحصار . فمن أزمة السياسة إلى أزمة الكهرباء إلى الغاز ونقص الوقود إلى أزمة المولدات الكهربائية وأزمات متشابكة ومتشابهة تختلف في الوقت والزمان، ولكنها تتشابه في لون الضحايا الذين يحاصرهم الموت والفقد بكل اتجاه، وتعصف بهم رياح السياسة والصراع إلى طرق لم يألفوها.
الأطفال عبيدة (عامان) وملك (4 أعوام) وخضر(7 سنوات) لم تدرك أسرتهم أن نومهم سيطيل كثيرًا هذه المرة، وان أحلامهم الصغيرة سوف يقتلها دخان "موتور"، استنجدت به أسرتهم من اجل صنع الحليب لهم، ووجبة العشاء، ومواجهة العتمة والظلام الذي يسدله الحصار على أحلامهم، ويوجه وجهتها إلى كوابيس واقعية .
ولقي الأطفال الثلاثة مصرعهم في حادثة بدت شبه عادية في ظروف غزة التي أصبح فيها الموت عادي جدًا، فيما يصارع اثنين من أشقائهم ممن نجوا من الحادثة " محمد (6 أعوام) وشهد (5 أعوام) البقاء في مستشفيات غزة.
وتعرض الأطفال الأشقاء مساء أمس في وسط قطاع غزة إلى اختناق بدخان "عادم" مولد كهربائي ، أثناء نومهم داخل منزلهم في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث كانت الكهرباء مقطوعة عن منطقتهم ، فقام والد الأطفال بتشغيل مولد الكهرباء، وعندما حان وقت نوم الأطفال أدخل المولد إلى صالون داخل المنزل بالقرب من غرفة الأطفال التي كانت مغلقة ولا يوجد بها أي منفذ بسبب برودة الشتاء.
ويعتمد أهالي القطاع على المولدات الكهربائية للحصول على الكهرباء التي تنقصهم بسبب عجز الشركة عن إمدادهم بالتيار جراء الحصار الإسرائيلي الذي يسمح فقط بإدخال كميات محدودة من السولار الصناعي المخصص لتشغيل الشركة.
حادثة موت الأطفال ليست الوحيدة فمنذ حصار غزة توالت حوادث الاختناق والاحتراق بأشكال مختلفة ويدفع الغزيون من أرواحهم فاتورة الحصار الذي فرض عليهم ويدخل عامه الرابع بمزيد .
وقبل 3 أشهر فقدت المواطنة "هيام الفرا" جنوب القطاع زوجها "ياسر" بسبب احتراقه جراء تشغيل المولد الكهربائي لإنارة البيت جراء انقطاع الكهرباء وتروي الفرا لإيلاف الحادثة قائلة :" عقب صعود زوجي لسطح المنزل لتشغيل المولد بسب انقطاع التيار الكهربائي، عكف على تنظيف " أجزوز المولد ", وبسبب العتمة قام بإشعال النار بقطعة من الورق على مقربة من جالون البنزين الذي نستخدمه للمولد ، حتى طالت النيران هذا الجالون ،,وامتدت لجسد زوجها بشكل سريع ". بعد نصف ساعة حضرت الطواقم الطبية ، ووصل المستشفى بحالة صعبة وهناك حول إلى المستشفيات الإسرائيلية ونظرًا لخطورة حالته توفي على الفور.
وحملت الفرا المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع الوقود عن القطاع وقالت متسائلة :" لماذا علينا أن نعيش في الظلمة والعتمة ما ذنبنا وذنب صغاري أن ييتموا ويفقدوا والدهم وهم في اشد الحاجة إليه ، أليس من حقهم أن يعيشوا كأطفال العالم ".
وفي ظروف مشابهة، قتلت المواطنة الغزية عفاف معمر " 28 عامًا لدى اشتعال النيران بجسدها بسبب إشعال شمعة بالقرب من مولد كهربائي كان رب الأسرة يسكب الوقود داخل مولد الكهرباء عقب انقطاع التيار الكهربائي عن منطقتهم ، وفي ظل استمرار الحصار فان أزمة الكهرباء والغاز ستبقى متواصلة لحصد المزيد من الضحايا .
وتعتمد شركة الكهرباء الوحيدة في غزة على "إسرائيل" في توريد السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطتها من أجل تزويد سكان قطاع غزة بنحو 25% من حاجتهم للتيار الكهربائي.
ونظرا للعجز الذي تعانيه الشركة جراء تقليص إسرائيل لإمداد الوقود اللازم لتشغيل المحطة الوحيدة في القطاع، فان شركة توزيع الكهرباء بغزة لجأت إلى فصل التيار الكهربائي عن مناطق مختلفة في القطاع بمعدل أربع مرات أسبوعيًّا لمدة ثماني ساعات في كل مرة. وفق جدول لتوزيع الطاقة ، خاصة مع تزايد احتياجات المواطنين في فصل الشتاء .
ويشهد قطاع غزة إقبال شديد على شراء المولدات الكهربائية بعد أن باتت أزمة الكهرباء مزمنة ،واستنفد الغزيون كل الوسائل للتكيف معها حتى عادوا إلى عصورهم القديمة دون أفق لحل الأزمة التي تتفاقم معها معاناتهم بشكل كبير وسط صمت عربي ودولي ولا مبالاة داخلية.
ويشير أبو جهاد شراب صاحب محلات شراب للأجهزة الكهربائية أن هناك إقبال كبير على شراء المولدات الكهربائية التي تأتي عبر الأنفاق المترامية على الحدود الفلسطينية المصرية ويرجع ذلك إلى استمرار أزمة الكهرباء وانخفاض أسعار الوقود. وقال:" الإقبال زاد في شهر رمضان وبعد الحرب على غزة حيث لم تعد الوسائل البدائية تكفي وتستهلك الكثير من مال المواطنين يمكن وضعها في سعر مولد يستمر معهم طيلة الأزمة التي يطول عمرها ولا يقصر.
ويقول مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية د. معاوية حسنين :" لوحظ ما بعد انتهاء الحرب ازدياد حالات الكوارث الناتجة عن الحرائق التي تسببها اشتعال اسطوانات الغاز أو البوابير وأخيرًا المولدات الكهربائية" ،
وأضاف حسنين أنه :"بلغ إجمالي عدد الضحايا بسبب الحرائق خلال العام 2008، 25 قتيلاً، و113 جريحًا، 47 حالة حروق شديدة ". ، لافتًا إلى أن الكثير من الحوادث التي أودت بحياة العشرات كان سببها شعلة صغيرة ، مثل عود ثقاب أو ورقة صغيرة ، وحمل حسنين المواطن الذي يستهتر بحياته المسؤولية الكاملة عن حدوث تلك الحرائق ".
وذكر حسنين أن وزارتي الداخلية و الصحة أهابت كثيرًا بالمواطنين بضرورة إبعاد المواد القابلة للاشتعال مثل البنزين وأنابيب الغاز عن تجمعات السكنية، حفاظًا على حياة المواطنين
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13621.htm