الإثنين, 25-يناير-2010
الميثاق نت - منصور‮ ‬الغدره منصور‮ ‬الغدره -
يبدو أن أعضاء حكومتنا- للأسف- يتصورون أنهم قد حلوا كافة التحديات والمشاكل الماثلة في الساحة الوطنية لينتقلوا إلى ماهو أبعد- إلى سباق التسلح- وتخصيص الحكومة الاجتماع الأسبوعي لمناقشة وإقرار مشروع قانون يحظر انتاج وصناعة الأسلحة البيولوجية والكيماوية في بلادنا، وكأن قضية سباق صناعة التسلح في السوق اليمنية قد بدأت فعلاً.. بينما لم تستطع الحكومة والحكومات السابقة أيضاً تمرير أو إخراج مشروع قانون تنظيم حيازة وحمل السلاح من أروقة مجلس النواب، والذي مضى عليه سنوات أسير الأدراج..
حقيقة هذا الخبر يؤكد أن وزراء حكومتنا يتخاطبون مع الناس من أبراج عاجية عالية، ويتعاملون مع قضايا ومشاكل وهموم ومعاناة المواطنين باستعلاء أو باستخفاف، أو أنهم يلبسون نظارات سوداء تحول دون رؤيتهم للمشاكل والقضايا التي يعيشها المواطنون؟!
شيء مؤسف أن يتم تجاهل معاناة المواطن اليومية والتحديات والأزمات التي تواجهها بلادنا، فهناك تمرد وحرب طاحنة أكلت الأخضر واليابس، وانفلات أمني وأعمال تخريبية، وجوع مدقع في الوسط، وفوضى خلاقة يتم فيها التلاعب بقوت المواطن..
إن المواطن لايحتاج إلى صناعة الأسلحة البيولوجية ولا الكيماوية، لأن مسألة سباق التسلح وتجارتها لاتعني له شيئاً، لا في الوقت الحاضر ولا المستقبل القريب أو البعيد، فما يعنيه ويؤرق نومه ويقلق حياته واستقراره- ومشاكل كثيرة بمقدور الحكومة ان تحلها.. ولم يفكر بعد بصناعة الأسلحة الكيماوية لأنه مايزال يحتاج إلى كسرة خبز يسد بها رمقه، وأمنٍ على حياته، واسطوانة غاز يصنع من لهبها رغيفاً، وعمل يؤمّن من خلاله قوته ويكون مصدر رزق لأسرته ويكفيه ذل السؤال.. المواطن يحتاج إلى قضاء عادل يحمي حقوقه ويعيد للقانون هيبته.
> ا لمواطن المطحون يظل أسبوعاً كاملاً ينتظر مجيئ يوم الثلاثاء- يوم اجتماع حكومتنا - على أمل أن يسمع قرارات ومعالجات حقيقية تلامس همومه وتحل مشاكله، وتكون الطبيب والدواء لإخراجه من دائرة المعاناة، والحياة المضطربة وغير المستقرة على الدوام وبعد أن يظل يجري وراء‮ ‬لقمة‮ ‬العيش‮ ‬التي‮ ‬أصبح‮ ‬الحصول‮ ‬عليها‮ ‬غاية‮ ‬في‮ ‬الصعوبة‮..‬
فأغلب المواطنين هكذا هو حالهم إما عاطلاً عن العمل ضمن طوابير طويلة من البطالة المنتشرة في جولات شوارع الحضر ومدرجات الأرياف، وإما طريح الفراش يصارع الأمراض والأوبئة المتفشية، وأمية ضاربة، وغياب الدواء، والتعليم والكهرباء والصحة، وأخيراً اضيف إلى ذلك أسطوانة‮ ‬الغاز‮..!!‬
فهل‮ ‬تستطيع‮ ‬الحكومة‮ ‬التفريق‮ ‬بين‮ ‬الأساسيات‮ ‬الضرورية‮ ‬لحياة‮ ‬المواطن‮ ‬وبين‮ ‬الكماليات‮ ‬التي‮ ‬لاتعني‮ ‬إلاّ‮ ‬المتخمين‮ ‬من‮ ‬قوت‮ ‬الشعب‮.{‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13631.htm