الخميس, 28-يناير-2010
الميثاق نت -   -
مثّل نجاح اجتماع لندن الرفيع الذي عقد يوم أمس بمشاركة أكثر من واحد وعشرين دولة تتصدر الترتيب الدولي والعربي صفعة قوية للفاسدين من تجار السياسة في الداخل والخارج، الذين كانوا يراهنون على أن هذا الاجتماع سيشكل ثغرة للنيل من سيادة اليمن وتدويل قضاياه، والمساس بثوابته الوطنية.

وكان من الطبيعي أن يتلقى أولئك الواهمون تلك الصفعة المؤلمة وأن يحيق بهم الخزي والعار، بل وأكثر من ذلك لكونهم بنوا رهاناتهم على أوهامهم المريضة، التي عشعشت في عقولهم.

والمثير والغريب أن هؤلاء الذين تطبعوا على الزيف والخداع والعمالة والارتزاق، لم يتعلموا من كل خطاياهم في الماضي والانتكاسات التي منيوا بها ليعيدوا تقييم مواقفهم، بل أنهم استمرأوا السير عكس التيار ظانين أن ذلك سيوصلهم إلى أهدافهم وغاياتهم السيئة، فلم يجنوا من وراء ذلك سوى المزيد من الاحتقار والخيبة والسقوط المزري، ليؤكدوا بذلك أن من هان عليه وطنه هانت عليه نفسه.

وعلى العكس مما كان يتمنى تجار السياسة وفاسدوها في الداخل والخارج فقد عادت اليمن بقوة إلى واجهة الضوء، من باب اجتماع لندن والنجاحات التي حققها والحضور الرفيع الذي تميز به، والآليات التي تعامل بها، ليزداد أولئك الواهمون حسرة حينما أكدت هذه الدول التي تنادت من أجل دعم اليمن ومساندتها في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية أنها تتعامل مع دولة ذات مؤسسات دستورية تستمد مشروعيتها من إرادة أبناء شعبها، وليس مع (طراطير) السياسة الذين يتاجرون بقضايا شعوبهم ويعملون على استنزافها من خلال تغذية الأزمات وإشعال الحرائق بهدف التكسب من ورائها.

وإذا كانت هذه ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها هذا الصنف من طراطير السياسة في الداخل والخارج مثل هذه الصفعة الموجعة، إلاّ أن خيبتهم أكبر هذه المرة وهم الذين لم يكونوا يتوقعون أن تظهر اليمن بتلك المكانة الكبيرة والرفيعة والهامة التي عبر عنها أشقاؤها وأصدقاؤها في اجتماع لندن، والتي برهنت بالدليل القاطع على أن اليمن كبير بتاريخه وحضارته وثقافته ومبادئه ووحدته وديمقراطيته وتوجهات قيادته السياسية الحكمية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، الذي استطاع بحكمته وحنكته ورؤيته الثاقبة أن يؤسس شراكة حقيقية بين اليمن وأشقائه وأصدقائه في إطار من المصالح المتشابكة والمنافع المتبادلة، بما يخدم توجهات التنمية وتطلعات أبناء شعبنا.

ولا شك أن أولئك البلهاء من الطراطير الفاسدين قد انتابتهم حالة من الغيظ والشعور بالإحباط لما عبرت عنه مواقف الدول المشاركة في اجتماع لندن من حرص شديد على تقديم كل وسائل الإسناد لليمن للتغلب على معضلاته الاقتصادية والأمنية ومشكلات الفقر والبطالة، وتأكيد هذه الدول أيضاً أن اليمن ليس رقماً هامشياً، بل أنه، بالعام والمطلق، رقم مؤثر في المعادلة الإقليمية والدولية، وأن أمنه واستقراره وإن كان ضرورة بالنسبة لمجتمعه فإنه ضرورة أيضاً لأشقائه وأصدقائه على حد سواء.
وإزاء هذا النجاح الجديد الذي حققته اليمن فليس أمام أولئك البلهاء من طراطير السياسة في الداخل والخارج إلا أن يموتوا بغيظهم ويدفنوا رؤوسهم في الرمال.

كلمة الثورة
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13712.htm