الخميس, 02-نوفمبر-2006
ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد -
مع تصاعد عدد قتلى الجنود الأمريكيين في العراق ليتجاوز 100 خلال شهر أكتوبر، وموافقة الرئيس الأمريكي المصادقة على تخفيض الالتزامات بمقدار 40%، تكون إدارة بوش قد أخذت تكافح بقوة لكسب تأييد الرأي العام في انتخابات نوفمبر الحالي. كما ويظهر أنها تُعيد التفكير في استراتيجيتها بالعراق.
ويظهر، حسب قول الخبراء السياسيين، أن الرئيس الأمريكي قد تخلى عن زعمه تحقيق "الديمقراطية" في العراق، وبدلاً من ذلك فهو يبحث عن استراتيجية تحقق له الخروج المشرّف من البلاد.
صدر أمس الأول تقرير عن واشنطن بوست أن أكتوبر ربما سيكون ذكرى تاريخية لشهر "بلغت فيه الأوضاع الأمريكية القمة في العراق، عندما انتشر العنف وهزّ كلاً من قيادة الجيش والبناء السياسي في البلاد وأعادتهما إلى واشنطن."
في حديثه مؤخراً اعترف مستشار البيت الأبيض دان بارتليت بهذا التقييم، وأضاف "أصبح أكتوبر شهراً ثقيلاً من ناحية العمليات على الأرض وبالتأكيد أعادت أحداث هذا الشهر الأوضاع إلى واشنطن."
ذكر بارتليت يجب على الحكومة العراقية "النهوض وتحمل المزيد من المسؤولية" في مجال أمن البلاد. لكنه أنكر في نفس الوقت أن السياسة العسكرية لـ بوش تلغي استراتيجية "الاستمرار في نفس الطريق،" بقوله "ما لا نفعله هو الجلوس هناك ووضع رؤوسنا في الرمال."
يظهر أن تصريح بارتليت يسير بنفس خط الإعلام الأمريكي، حيث يدعي أن قائد القوات المتعددة الأطراف والسفير الأمريكي في العراق على وشك إنجاز خطة تتضمن جدولة نزع سلاح المجموعات المسلحة في البلاد وتحقيق بعض الأهداف السياسية والاقتصادية.
بدأت الأحاديث الخاصة بالاستراتيجية الأمريكية في العراق ووضع خطة لجدولة الانسحاب من البلاد بعد ظهور نتائج عدد من الدراسات واستطلاعات الرأي العام مؤخراً، إذ كشفت كافة هذه الدراسات احتمالات تراكم عدم رضا الأمريكيين بشأن قيادة بوش والحرب في العراق وبأنها قد تكلف الجمهوريين خسارة أغلبيتهم البرلمانية في الانتخابات القادمة.
"تُشكل هذه الظروف أكبر تحد يواجه الجمهوريين منذ فضيحة ووترغيت عام 1974،" قالها سياسي جمهوري للصحفيين، مشيراً إلى خسارة 48 مقعد بعد استقالة الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون. كما بدأ بعض الجمهوريين يعترفون بالأخطاء التي اُرتكبت في العراق.
ذكر رئيس لجنة الشؤون العسكرية في الكونغرس السيناتور جون وارنر- جمهوري من فرجينيا- بعد زيارته للعراق "إن هذا الوضع ينحرف شزراً." بينما أعلن سيناتور جمهوري آخر أن العراق يقف "على حافة الفوضى."
كما أقرّ الرئيس الأمريكي نفسه بالمقارنة بين ورطة المستنقع العراقي (العالق فيه) وبين الحرب الفيتنامية، إذ عبّر في الأسبوع الماضي، ولأول مرة، عن عدم رضاه بشأن الحرب في العراق.
في مؤتمره الصحفي هذا الأسبوع، عبّر بوش عن قلقه بسبب حمامات الدم الجارية في العراق، قائلاً أنها مصدر "قلق عظيم."
"أعلم أن العديد من الأمريكيين ليسوا راضين عن الوضع في العراق، أنا أيضاً لست راضياً." حسب بوش أثناء مؤتمره الصحفي الذي استمر ساعة واحدة في البيت الأبيض.
أخذت إدارة بوش تواجه ضغوطاً متزايدة من قبل القيادات السياسية في الولايات المتحدة، حيث وضع جميعهم اللوم على الحكومة لفشلها في الضغط على القيادات العراقية في حكومة الاحتلال لبذل المزيد من الجهد لإنهاء العنف الجاري الذي تصاعد مؤخراً في العراق.
يأتي حديث بوش الأخير على نحو يُعاكس بحدة الموقف المبكر للجمهوريين الذين اعتادوا تأييد رئيسهم في سياق استراتيجية "الاستمرار في نفس الطريق." ولكن في إطار تحذيره بقسوة وبطريقة غير اعتيادية للقادة العراقيين، إذ أخبرهم بوش "أن لا يتوقعوا من الأمريكيين أداء واجباتهم (حكومة الاحتلال) العسكرية إلى الأبد.
"نحن نُعلنها صراحة أن صبر الأمريكيين ليست غير محدودة،" قالها بوش، في محاولة لنقل اللوم بشأن الانتشار اللولبي للعنف في العراق من قوات الاحتلال الأمريكية ووضعه فوق رأس حكومة الاحتلال- الفاقدة للكفاءة- في العراق.
يظهر أن الغرض من الدعاية الإعلامية لإدارة بوش والتركيز على ترويجها هو إيصال رسالة للناخبين الأمريكيين الذين سيدلون بأصواتهم هذا الشهر، أن لدى هذه الإدارة استراتيجية جديدة وجدول للانسحاب في سياق تحقيق "النصر" النهائي.
ولكن الفعل على أرض الواقع فقط سيكشف كم أن هذه الدعاية الإعلامية الترويجية الجديدة في العراق قابلة للنجاح.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1378.htm