الثلاثاء, 02-فبراير-2010
الميثاق نت -  ‮الميثاق نت -
‬يتخذ‮ ‬تنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬من‮ ‬خطف‮ ‬الطائرات‮ ‬المدنية‮ ‬وتفجيرها‮ ‬ورقة‮ ‬رابحة‮ ‬يستطيع‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬تحقيق‮ ‬أهدافه‮ ‬واستراتيجياته‮ ‬الإرهابية‮ ‬في‮ ‬العالم،‮ ‬خاصة‮ ‬عندما‮ ‬يكون‮ ‬متأكداً‮ ‬من‮ ‬نجاح‮ ‬عملياته‮ ‬الانتحارية‮.‬
فاختراق‮ ‬المطارات‮ ‬المجهزة‮ ‬بأحدث‮ ‬الأجهزة‮ ‬الأمنية‮ ‬والكوادر‮ ‬البشرية‮ ‬المؤهلة‮ ‬ليس‮ ‬بالأمر‮ ‬السهل‮ ‬سيما‮ ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬كانت‮ ‬تلك‮ ‬المطارات‮ ‬في‮ ‬الدول‮ ‬المتطورة‮ ‬التي‮ ‬تمتلك‮ ‬إمكانات‮ ‬متطورة‮ ‬وحديثة‮.‬
لا يمكن للعالم ان يتناسى مأساة الـ11 من سبتمبر 2001م والتي كانت سبباً لزجّ العالم في دوامة الصراع والحرب المجنونة مع اشباح القاعدة والتنظيمات الإرهابية والتي مازالت مستقرة، بدليل ان عام 2009م كاد ان ينتهي بسيناريو مماثل للعام 2001م لم ينقص منه شيء سوى أنه لم يكتمل عند التنفيذ فقط ذلك الحادث الذي يقف عمر الفاروق النيجيري محوره أعاد العالم بأسره إلى المربع رقم واحد رغم مضي 9 سنوات على ذلك الحادث الفاجعة التي هزت العالم وجرت مأساتها داخل مدينة نيويورك..
فمحاولة النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب تفجير طائرة في سماء مدينة ديترويت الأمريكية لم تكن مجرد عملية انتحارية إرهابية عادية، بل انه كان مخططاً لها وتحمل في طياتها مدلولات الصراع المعلوماتي والاستخباراتي التقني بين تنظيم القاعدة والاستخبارات الغربية والأمريكية‮ ‬في‮ ‬الدرجة‮ ‬الأولى‮ ‬لتفرض‮ ‬على‮ ‬العالم‮ ‬تحديات‮ ‬جديدة‮ ‬ومزيداً‮ ‬من‮ ‬الضحايا‮ ‬ومزيد‮ ‬من‮ ‬الكراهية‮ ‬الدينية،‮ ‬واستمرار‮ ‬المواجهة‮ ‬يبدو‮ ‬أنها‮ ‬لن‮ ‬تنتهي‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬تطور‮ ‬الإمكانات‮ ‬لدى‮ ‬الطرفين‮ ‬وبشكل‮ ‬لا‮ ‬محدود‮.‬
انتهاكات‮ ‬لحقوق‮ ‬الانسان
مؤخراً سارعت عدد من الدول الغربية إلى تشديد إجراءاتها الأمنية بالمطارات في محاولة وصفت بأنها خطوة انتهاك لحقوق الانسان وفرز عرقي وديني وعقاب جماعي ضد مواطني العديد من الدول بدعوى وجود عناصر ارهابية في بلدانهم، على الرغم ان عناصر القاعدة الخطرين يعيشون في الدول‮ ‬الغربية‮.. ‬
بريطانيا‮ ‬وأمريكا‮ ‬والهند‮ ‬ودول‮ ‬أخرى‮ ‬قامت‮ ‬بتعزيز‮ ‬إجراءاتها‮ ‬الأمنية‮ ‬في‮ ‬المطارات‮ ‬خاصة‮ ‬تلك‮ ‬المتعلقة‮ ‬باستقبال‮ ‬المسافرين‮ ‬القادمين‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬التي‮ ‬يشتبه‮ ‬بوجود‮ ‬عناصر‮ ‬إرهابية‮ ‬فيها‮.‬
فقد أصبح المسافرون يتعرضون لضغوطات أمنية أكثر من ذي قبل، حيث يخضعون لتفتيش يدوي لا يستثني المناطق الحساسة وكذلك لأجهزة فحص إشعاعية تعريهم تماماً، إضافة إلى معاملات قاسية وإجراءات إلزامية أخرى تقيد حرية المسافر وتمس كرامته حسب ما وصفتها الخارجية السعودية ومواطنو‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮.. ‬مؤكدة‮ ‬أنها‮ ‬تقوم‮ ‬بإجراءات‮ ‬أمنية‮ ‬مشددة‮ ‬بدعوى‮ ‬منع‮ ‬تسلل‮ ‬الإرهابيين‮ ‬واستخدامهم‮ ‬للطائرات‮ ‬في‮ ‬تنفيذ‮ ‬العمليات‮ ‬الإرهابية‮.‬
اليمن بدورها ألغت منح تأشيرات السفر للأجانب في المطارات اليمنية والتي كانت تقوم بمنحهم إياها بغرض تشجيع السياحة لتصف تلك الخطوة بأنها ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها في اطار جهود مكافحة الإرهاب ومنع العناصر الإرهابية من التسلل إلى البلد ومعززة من إجراءاتها الأمنية في المطارات وبطرق مختلفة خاصة بعد أن أعلنت بريطانيا تعليق رحلات طيران «اليمنية» المباشر الى لندن خوفاً من قدرات القاعدة في اختراق الأجهزة الأمنية للبلدين، حيث اشترطت بلداً ثالثاً تتم فيه الإجراءات الأمنية المختلفة والضامنة سلامة وأمان الرحلات اليمنية،الى‮ ‬اراضيها‮..‬
القرار‮ ‬البريطاني‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬حكيماً‮ ‬لأنه‮ ‬جاء‮ ‬يخدم‮ ‬المخططات‮ ‬التي‮ ‬تسعى‮ ‬القاعدة‮ ‬إلى‮ ‬تنفيذها‮ ‬ومن‮ ‬ذلك‮ ‬عزل‮ ‬اليمن‮ ‬عن‮ ‬العالم‮..‬
ان تنظيم القاعدة بالعملية الفاشلة للنيجيري قد حاول ان يدشن بها حرباً عالمية ضد اليمن بتفجير الطائرة في سماء مدينة ديترويت محاولاً بذلك ادخال اليمن في صراع الأجندة المختلفة خاصة بعد أن بنت القاعدة أحلامها وأوهامها بجعل اليمن الدولة التي ستنقل إليها أعمالها ‮ ‬واستراتيجياتها‮ ‬الإرهابية‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬استطاعت‮ ‬أن‮ ‬تحقق‮ ‬نجاحاً‮ ‬باهراً‮ ‬في‮ ‬تدمير‮ ‬افغانستان‮ ‬والعراق‮ ‬والصومال‮.‬
فعناصر القاعدة عملت جاهدة على استدراج بعض الدول الأجنبية إلى مربع توتر العلاقات الثنائية مع اليمن بغية جر باقي دول المنطقة إلى ذلك المربع بكل سهولة، لكن اليمن كانت لهم بالمرصاد وافشلت مخططهم لأنها ستظل هي الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها أحلام وطموحات القاعدة في المنطقة، والمتتبع لتحركات القاعدة وتحالفاتها المختلفة مع الحراك الجنوبي القاعدي والمتمردين الحوثيين يجد أن القاعدة تعمل وفق استراتيجية تدميرية واضحة ولكن رغم تلك التحالفات التآمرية فقد حصدت القاعدة في اليمن حصاداً مراً تمثل في تكبيدها خسائر فادحة بشرية‮ ‬ومادية‮ ‬لقيادات‮ ‬تلك‮ ‬العناصر‮ ‬الإرهابية‮.‬
تلك العمليات الاستباقية والنوعية للأجهزة الأمنية اليمنية تعتبر دليلاً قوياً على أن التخلص من القاعدة والجماعات والعناصر المستهدفة للأمن والاستقرار في المنطقة ليس أمراً صعباً بل ممكناً في ظل وجود إمكانيات مساندة للدول التي تواجه المشاريع التآمرية على أمنها واستقلالها كاليمن، لكن في ظل اتخاذ عقاب جماعي ضد الشعوب وممارسة اضطهاد مواطنين ابرياء في المطارات الغربية فذلك يصب لخدمة العناصر الإرهابية فلايوجد دين أو قانون في العالم يجيز معاقبة شعب بسبب ان لديهم أفراداً في تنظيم القاعدة أو غيرها.. إذ لابد من إعادة النظر‮ ‬في‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬العقوبات‮ ‬التي‮ ‬تذكرنا‮ ‬بعقل‮ ‬النازي‮ ‬أو‮ ‬تفكير‮ ‬الصهيوني‮ ‬أو‮ ‬العنصريين‮ ‬أو‮ ‬الشوفينين‮ ‬لأن‮ ‬إجراءاتها كهذه تجعل الشباب لا يعانون من الفقر والمطالبة.. وانما من حرب عنصرية ودينية ووحشية بدعوى لا تهضم ابدا.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13791.htm