الثلاثاء, 02-فبراير-2010
الميثاق نت - صورة من الارشيف لاعمال العنف في مديريات ردفان بمحافظة لحج جنوب اليمن ‬عارف‮ ‬الشرجبي -
أكد الدكتور خالد الحنشي عميد كلية التربية بردفان ان الأعمال الإجرامية والتقطع وقتل الأبرياء التي تقوم بها عناصر الحراك القاعدي لاتعبر عن أبناء ردفان ولحج الذين لهم تاريخ مشرف في الدفاع عن الثورة وتحقيق الوحدة اليمنية وإنما تعبر عن النفوس الحاقدة على الوطن‮ ‬واستقراره‮..‬

وقال في حوار لـ«الميثاق»: إن عناصر الحراك تعمدت تشويه التاريخ النضالي لأبناء ردفان الأبطال وجعلت من لحج ساحة لأعمال القتل والتقطع والتخريب بعد أن جندت الإرهابيين والقتلة والمخربين وأرسلتهم إلى لحج لترويع المواطنين ونهب ممتلكاتهم وايقاف حركة التنمية في المحافظة‮.. ‬حول‮ ‬هذا‮ ‬وغيره‮ ‬في‮ ‬الحوار‮ ‬التالي‮:‬

‮{ ‬كيف‮ ‬تقرؤون‮ ‬المشهد‮ ‬الراهن‮ ‬في‮ ‬محافظة‮ ‬لحج‮ ‬خاصة‮ ‬والوطن‮ ‬عامة؟

- لاشك أن المشهد السياسي يعاني جملة من الاشكاليات والتعقيدات الصعبة ولابد من البحث عن اسبابها ومسبباتها الحقيقية لاظهارها لأصحاب القرار بدرجة رئيسية وللرأي العام لوضع استراتيجية عمل واضحة وآلية لتنفيذها لمعالجة تلك المشاكل مادام هناك متسع من الوقت لتلافيها وتجنيب البلد أي مكروه قد يحدث اذا ما استمر الوضع كما هو عليه اليوم وأن المسئولية التاريخية أمام مايحدث لاتقع كما يعتقد البعض على الحزب الحاكم فقط بل على الحاكم والمحكومين أي علينا جميعاً أفراداً واحزاباً ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات وهيئات رسمية وشعبية لاننا جميعاً نعيش في مركب واحد اذا تلاطمت به الأمواج العاتية سنغرق كلنا ولن يُستثنى احد منا، واذا ساعدنا بعضنا وساهمنا كلنا في تحديد الطريق الأفضل والأمثل للسير بمركبنا الى بر الأمان وتجنيبه صدمات الأمواج نكون قد انقذنا انفسنا لذا علينا ألا نقف موقف المتفرج الذي يرى الأمواج تتقاذفه وتهدده بالفناء دون ان يقدم مالديه ولو حبلاً أو قماشاً يساعد به الربان في شد شراع المركب وتحويل مساره ليصل الى بر الأمان أو ان يقف موقف المتربص الذي يتمنى فناء الربان متناسياً بأنه على نفس المركب وسيلاقي نفس المصير.

وضع‮ ‬أمني‮ ‬غير‮ ‬سوي

‮{ ‬لماذا‮ ‬تتركز‮ ‬أعمال‮ ‬التخريب‮ ‬والتقطع‮ ‬والقتل‮ ‬في‮ ‬لحج،‮ ‬وما‮ ‬نتائج‮ ‬ذلك‮ ‬على‮ ‬غيرها‮ ‬في‮ ‬المحافظات؟

- أعتقد أن محافظة لحج بتاريخها الطويل لم تعرف أعمالاً تخريبية كهذه ولا تقطعات إلاّ عندما بدأ وضعها الأمني يتدهور بصورة غير متوقعة بسبب ظهور تيارات الحراك الانفصالي المختلفة.. وبالمناسبة عندما شكلت جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين التي كانت تقيم الاعتصامات والمسيرات السلمية، ليس فقط في محافظة لحج وإنما في كثير من المحافظات الجنوبية والشرقية مطالبة بحقوقها المشروعة كان الجميع متفهماً لذلك.. وكانوا سنداً لهم في تحقيق مطالبهم وأقاموا معهم المظاهرات والمسيرات دون ان يلجأوا الى اي أعمال تخريب أو تقطعات وفعلاً استجابت الحكومة لمطالبهم، وحققت الجعميات بذلك انجازاً كبيراً في استعادة اغلب الحقوق ان لم نقل معظمها، ولو كانت استمرت على تلك الطريقة وبنفس النهج السلمي لكانت اليوم قد ساهمت في حل بقية المشاكل التي يعاني منها بعض المواطنين وحققت ايضاً مطالب بعض المناطق المحرومة من المشاريع التنموية والخدمية في المحافظات الجنوبية وحلت قضايا الاراضي وغيرها وأصبح وضع الجميع أفضل بكثير مماهم عليه اليوم خاصة وان الاستجابة قد بدأت بفضل المظاهرات والمسيرات والاعتصامات السلمية.. فلماذا لم يجعلوا منها وسيلتهم المثلى في تحقيق بقية مطالبهم المشروعة، فتخلوا عنها واصبحوا يطالبون بما هو مستحيل تحقيقه أو الوصول اليه فتارة يطالبون بالجنوب وكأنه ملكهم، وتارة اخرى يطالبوا بجمهورية اليمن الديمقراطية، وغيرها من الأوهام السرابية وبهذا اصبح البساط مسحوباً من تحت أيديهم رغم أننا نعلم أن المحافظات الجنوبية والشرقية لم تكن تعيش الرفاهية في تلك العهود الغابرة بل على العكس كانت تعاني ويلات الظلم والقهر والجهل والحرمان.. وهنا اسألهم ألم تتحقق لكم انجازات في بداية حراككم السلمي النابع من ارادتكم انتم ومعاناتكم في أول قضية تتبنونها وهي قضية المتقاعدين؟.. فالاجابة بكل تأكيد نعم حتى وإن لم تكن الانجازات 100٪ ولكنه انجاز، فلو انكم استمريتم بنفس الطريقة في كل قضية لحلها مع الحكومة لحللتم كافة مشاكلكم ووقف معكم كل الشعب اليمني لكنكم للأسف اتخذتم طريقاً خاطئاً باللجوء إلى اساليب خاطئة في نشر ثقافة الكراهية بين أبناء الشعب واستخدام العنف والتقطع للأسر البريئة والقتل بدون حق والتخريب ونهب المصالح الحيوية التي انتم وأبناؤكم المستفيدون منها وغيرها من الأعمال والسلوكيات الممقوتة التي ترتكبونها باسم الحراك وباسم تحرير الجنوب.. وهنا اسأل مرة اخرى هل تحقق لكم أي شيء بارتكاب تلك الجرائم لنقول مثلاً ان هذا الأسلوب قد حقق انجازاً لكم؟.. أبداً بل على العكس سبب ضرراً فادحاً بكم وبسمعة وتاريخ- ردفان وبقية المناطق، ضف إلى ذلك انكم رفعتم في المسيرات والمظاهرات صور علي سالم البيض وعلم جمهورية اليمن الديمقراطية التي كان يحكمها الحزب الاشتراكي برمزه الموجود في ذلك العلم، أي انكم اصبحتم تطالبون بمالا يريده معظم اخوانكم الجنوبيين وأجزم أيضاً ان معظم من هم في الحراك لايريدون عودة الحزب الاشتراكي لا في دولة الوحدة ولا في الجنوب لكن للأسف معظم من يقوم بذلك لايعلم ما الفرق بين المطالبة بجنوب‮ ‬عربي‮ ‬وأنت‮ ‬ترفع‮ ‬في‮ ‬نفس‮ ‬الوقت‮ ‬صورة‮ ‬البيض‮ ‬وعلم‮ ‬جمهورية‮ ‬اليمن‮ ‬الديمقراطية‭..‬

تحكم‮ ‬من‮ ‬الخارج

‮ ‬فماذا‮ ‬يريدون‮ ‬بالضبط؟‮!‬

لايعلمون هم انفسهم ماذا يريدون لأنه كما قلت قد سحب البساط من أيديهم كلياً وأصبح المتحكم بالأمر قوى الخارج ولها أجندة وأهداف مختلفة تماماً عما قام من أجله الحراك.. انني أتساءل كيف يجهلون حقيقة انهم يُستغلون من الآخرين الذين استطاعوا تغيير اهداف هذا الحراك الذي نبع من معاناتهم ووضعهم الذي يعشوه ويضعون لهم أهدافاً سرابية وبهذا تصبح قواعد الحراك وقوداً لتحقيق أهداف لاتخدمهم ولاتحقق طموحهم بل تخدم من يعيشون في الخارج بالفنادق والأبراج الأوروبية الذين تخلوا عن الشعب وحقوقه ومطالبه منذ قيام ثورة اكتوبر وحتى تحقيق وحدته المباركة فهم مطالبون أمام اهلنا في الجنوب ليحاسبهم عن دماء وأرواح أبنائه الشرفاء والمناضلين الذين تم تصفيتهم في مراحل حكمهم المشؤوم للجنوب.. والغريب في الأمر كيف استطاعوا ان يغرروا مرة اخرى ويجعلوا أبناء ردفان ويافع والضالع ولحج وأبين وشبوة وغيرها يسيئون إلى تاريخهم وتاريخ آبائهم العظيم الذي سُطر بأحرف من نور ضد الإمامة والاستعمار البغيض خاصة وانهم أول من ناضل وكافح من أجل تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وهم من يتحلون بالشجاعة والرجولة والاخلاق الكريمة.. فكيف بأحفادهم اليوم ينسفون كل ذلك التاريخ العريق،‮ ‬ارضاءً‮ ‬لأُناس‮ ‬تخلوا‮ ‬عنهم‮ ‬وعن‮ ‬وطنهم‮ ‬بهروبهم‮ ‬الى‮ ‬الخارج‮ ‬مع‮ ‬حفنة‮ ‬من‮ ‬الأموال‮ ‬لتأمين‮ ‬عيشهم‮ ‬الرغيد،‮ ‬واليوم‮ ‬يخدعونهم‮ ‬مرة‮ ‬اخرى،‮ ‬لكن‮ ‬المرء‮ ‬المؤمن‮ ‬لايلُدغ‮ ‬من‮ ‬جحر‮ ‬مرتين‮.‬

تاريخ‮ ‬أسود

‮{ ‬لماذا‮ ‬نلاحظ‮ ‬حديث‮ ‬ادعاء‮ ‬الوصاية‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬على‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬والشرقية؟

- من المضحك أن نسمع كلاماً كهذا، فالحزب الاشتراكي يركب موجة ستؤدي به إلى القضاء على ما تبقى من هيكلة الهش، إن تاريخ هذا الحزب معلوم لنا جميعاً اكثر من غيرنا، فبتاريخه الاسود المشؤوم قبل الوحدة المباركة نبذه اليوم معظم كوادره وقياداته، وأنا هنا أتحدى قيادة الحزب الاشتراكي إذا سلَّمت مجازاً بأن الحزب يعتبر نفسه وصياً على المحافظات الجنوبية والشرقية- أن يقدم مشروعاً وطنياً يخدم أبناءها لكي يصطف حوله ولو ربعهم وليس جميعهم، لا يستطيع ذلك إطلاقاً لأن همَّ بعض قياداته كيف تحافظ على بقائها.

‮{ ‬وما‮ ‬آثار‮ ‬ذلك‮ ‬الادعاء؟

- لا أريد أن أكون مكابراً كبعض عناصر الحراك في التعامل مع الآخر.. عندما بدأ الحراك بتقديم مطالب مشروعة كنا فعلاً مع تلك المطالب، لأننا متفهمون لمعاناتهم التي يعيشونها على أن يستمر النضال من أجل تحقيقها سلمياً وبصورة متدرجة ومقبولة حتى لو أخذ منهم ذلك وقتاً كون الحكومة كانت ايضاً متجاوبة معهم وهذا شيء طيب حتى تحل كافة المشاكل التي يعانون منها، ومعظم تلك المشاكل موجودة في الواقع ويعاني الجميع منها وليس فقط أصحاب الحراك باستثناء قضية المتقاعدين العسكريين والمدنيين، لأن تلك المشاكل لم تكن مقصورة على فئة معينة أو حزب معين من الأحزاب المعارضة، لكن عندما تخلوا عن تلك المطالب المشروعة ورفعوا سقف مطالبهم لتصل إلى المطالبة بإعادة عجلة التاريخ الى الوراء ونسف كل ما تحقق من إنجازات عظيمة للشعب، فهذا ما لا نستطيع فهمه لأن كل ما رافق مسيرة الوحدة حتى الآن من إخفاقات هنا أو هناك أو سلوكيات خاطئة أو سياسات تنموية غير مدروسة أو مخططة بصورة جيدة لا تعني بحد ذاتها أن الخطأ في تحقيق الوحدة اليمنية، فهذا فهم خاطئ تماماً، لأن الخطأ والعيب الذي حدث هو في السياسة التي اتبعتها الحكومة بعد 1994م والتي سمحت من خلالها للكثير من المتنفذين أن يعملوا ما يشاءون سواءً بإقصاء الناس أو ظلمهم وأخذ أراضيهم أو عدم الاهتمام بالتنمية وتوفير المشاريع الخدمية اللازمة لبعض المناطق وغيرها من السلبيات، وهذا أمر طبيعي أن يحدث من قبل أي بشر لأنهم غير معصومين من الخطأ إذا كان بدون قصد، وإذا كان مقصوداً فإن الشعب بنفسه قد وقف ضد تلك السياسات والأخطاء لتغييرها واصلاح كل ما حدث لكي ينال كل ذي حق حقه بصورة سلمية ودون أن تراق قطرة دم واحدة.. وأنا متأكد أن تلك المطالب الوهمية المبالغ فيها لإعادة عجلة التاريخ ليست مطالب عامة أبناء الجنوب بل هي لأشخاص محددين لهم مصالحهم‮ ‬الشخصية‮.‬

والذين استغلوا جماهير الحراك لرفع سقف المطالب أقول إن من حقهم أن يطمحوا برئاسة الدولة ولكن بطرق دستورية وقانونية وليس عبر استغلال معاناة الناس والتضحية بهم وبالشعب والوطن من أجل تحقيقها، فهذا لا نقبله ولن يقبله شعبنا، لأنه عاجلاً أم آجلاً سيكتشف الحقيقة وسيكون عقابه عليهم عسير.. ثم إذا كانت قيادات الحراك مكونة من تيارات متناقضة فيما بينها من حيث النشأة والفكر على الأقل لم تتوحد على رؤية واحدة حتى الآن، فهذا يعني بدهياً أن من هم في الحراك نفسه كل منهم يريد الوصاية على الآخر .. فكيف بمن ليس معهم، هل سيسمحون‮ ‬لهم‮ ‬بأن‮ ‬يكونوا‮ ‬أوصياء‮ ‬عليهم؟‮ ‬مستحيل‮ ‬بكل‮ ‬تأكيد‮.‬

لحج‮.. ‬تاريخ‮ ‬مشرف

‮{ ‬لماذا‮ ‬اختيرت‮ ‬لحج‮ ‬لتكون‮ ‬مسرحاً‮ ‬للعمليات‮ ‬التخريبية‮ ‬ضد‮ ‬الوطن‮ ‬ودعوات‮ ‬الانفصال؟

- كما قلت بأن لحج لها تاريخ مشرف في النضال ضد الإمامة والاستعمار مع بقية المحافظات دفاعاً عن الوحدة اليمنية المباركة وبما أن هذا التاريخ العظيم هو رأسمالها الذي تتفاخر به أصبحت مستهدفة من قبل الحاقدين عليها وعلى أبنائها الذين سطروا أروع الملاحم البطولية وقدموا التضحيات الكبيرة في سبيل الوطن واستقلاله ووحدته فجعلوها هي المسرح الذي يجب أن تعرض فيه هذه الاعمال المشينة دون أن يدرك أبناؤها المنتمون للحراك حقيقة هذه المؤامرة عليها وعلى أبنائها.. ألم يفكروا ولو لمرة واحدة لماذا هذا الاهتمام المبالغ الذي توليه قيادات حراك المحافظات الاخرى المختلفة اصلاً مع قيادات حراك لحج من حيث الاسلوب في التعامل والنهج الذي تتبعه لتحقيق أهدافها وتقوم بإرسال المخربين والخارجين على القانون والمليشيات المسلحة إلى مديريات ردفان لتحدث فيها الفوضى والشغب والرعب والإرهاب للأهالي والأسر القاطنة فيها وتخل بأمن المواطنين، ناهيك عن التقطع والتخريب وقتل الابرياء ليحسب كل ذلك على أبناء ردفان ولحج تاريخهم .. إنني أسأل كل من ينتمي للحراك في لحج لماذا يستهدف في هذه المحافظة عابر السبيل ولا يحدث مثل ذلك في محافظة جنوبية أخرى قيادة حراكها اكثر تشدداً من قيادة حراك لحج، أليس هذا استهدافاً للحج، ثم لماذا تحرق دكاكين أناس أبرياء وسياراتهم بلحج ، لأنهم شماليون ولا تحدث مثل تلك الاعمال الهمجية في غيرها من المحافظات، لقد وصل الامر في لحج إلى أكثر من ذلك بأن يتم تصفية اشخاص أبرياء ساكنين في محافظة لحج منذ ما قبل الوحدة لأنهم من الشمال.. فهل هذه هي صفات وأخلاقيات أبناء لحج ردفان ويافع أو تلك؟ كلا وألف كلا.. إن أولئك النفر الذين يقومون بمثل الجرائم إما أن يكونوا غير طبيعيين إطلاقاً أو أنهم فقدوا قيمهم وأخلاقهم.. إننا لا نقبل أن تشوه محافظاتنا بهذه الصورة المزرية التي نشاهدها اليوم مهما كان الظلم الواقع على أبنائها، لان ضحايا تلك التصرفات الرعناء ناس أبرياء، فكيف بالله عليكم أن تدّعوا أنكم تناضلون بحراككم هذا كي يرفع الظلم عنكم وتعطى لكم حقوقكم وأنتم أنفسكم تمارسون الظلم على الأبرياء فهذا ما لاينبغي أن يحدث في محافظة‮ ‬لحج،‮ ‬وعلى‮ ‬كل‮ ‬أبنائها‮ ‬أن‮ ‬يفيقوا‮ ‬من‮ ‬سباتهم‮ ‬لوقف‮ ‬ما‮ ‬يجري‮ ‬فيها‮ ‬من‮ ‬ممارسات‮ ‬تسيئ‮ ‬لهم‮ ‬ولتاريخ‮ ‬محافظتهم‮ ‬العريق‮.‬

‮{ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يقول‮ ‬ان‮ ‬ذلك‮ ‬انتقام‮ ‬من‮ ‬لحج‮ ‬وأبنائها‮ ‬وطمس‮ ‬دورهم‮ ‬النضالي؟

‮- ‬بالضبط‮ ‬هذا‮ ‬ما‮ ‬يحدث،‮ ‬وإذا‮ ‬لم‮ ‬يفيقوا‮ ‬ويتصدى‮ ‬أبناؤها‮ ‬لهذا‮ ‬الاستهداف‮ ‬فعليهم‮ ‬أن‮ ‬يقرأوا‮ ‬على‮ ‬الدنيا‮ ‬السلام،‮ ‬لأنهم‮ ‬قضوا‮ ‬على‮ ‬إرثهم‮ ‬العظيم‮ ‬الذي‮ ‬صنعه‮ ‬آباؤهم‮ ‬وأجدادهم‮ ‬لهم‮ ‬وللشعب‮ ‬بأكمله‮.‬

‮{ ‬هناك‮ ‬معلومات‮ ‬عن‮ ‬وجود‮ ‬علاقة‮ ‬بين‮ ‬الحراك‮ ‬والقاعدة‮.. ‬ما‮ ‬خطر‮ ‬ذلك‮ ‬على‮ ‬الوطن؟

- وفي تقديري أن الحراك حالياً أصبح مكوناً من عدة تيارات مختلفة في الأيديولوجية والفكر العقائدي، وعلى الرغم من ذلك فإن كلاً منها يعتبر مكوناً أساسياً من مكونات الحراك على الواقع، والقاسم المشترك بين تلك التيارات هو استهدافها للنظام الحالي، ضف الى ذلك ما تقوم به عناصر القاعدة من استهداف للنظام والعمل على اسقاطه، أيضاً لإقامة إمارات باليمن بمثابة مراكز الانطلاق الآمن لها بتوسيع نشاطها محلياً وإقليمياً ودولياً على اعتبار أن اليمن يحتل موقعاً استراتيجياً مهماً لخطوط الملاحة الدولية البحرية والجوية، وتمتلك تضاريس وعرة مناسبة لنشاطها، وبالتالي فإن العلاقة بين الطرفين هي أن نشاط الحراك كما هو معروف يقوض الامن والاستقرار في معظم المحافظات الجنوبية مما يوفر أجواءً ملائمة لأنشطة القاعدة وتحركاتها وفي الوقت نفسه عندما يقوم الأمن باستهداف مواقع تواجد القاعدة نجد الكثير من عناصر الحراك تشجب وتندد بذلك وتصدر بيانات الاستنكار لما قام به الأمن أو القوات المسلحة، ولا يحدث مثل هذا الامر إذا تعرضت عناصر الحراك لأية عمليات اعتقال أو مواجهات أو سقوط ضحايا، وهذا في اعتقادي يعطينا انطباعاً بأن بعض قيادات الحراك بتعاطفهم مع القاعدة يحاولون‮ ‬إيجاد‮ ‬علاقة‮ ‬وروابط‮ ‬مشتركة‮ ‬بينهم‮ ‬يستفيد‮ ‬منها‮ ‬الطرفان‮.‬

‮{ ‬ثقافة‮ ‬الكراهية‮ ‬والمناطقية‮ ‬كيف‮ ‬يمكن‮ ‬مواجهتها؟

- هذه ثقافة دخيلة على مجتمعنا وعلى ديننا الاسلامي الذي كرم الإنسان وحماه من كل أصناف التمييز العنصري أو الطائفي أو المناطقي.. وهذه الظاهرة الخطيرة تحتم علينا أن نوعي أبناءنا وشبابنا بخطورتها ليس بين شمالي وجنوبي بل بين يافعي ولحجي أو ردفاني وصبيحي أو عدني‮ ‬وحضرمي،‮ ‬وهكذا،‮ ‬وعلى‮ ‬الحكومة‮ ‬ايضاً‮ ‬تقع‮ ‬المسؤولية‮ ‬الاكبر‮ ‬في‮ ‬توعية‮ ‬الناس‮ ‬والعديد‮ ‬من‮ ‬المنابر‮ ‬الرسمية‮ ‬المتخصصة‮ ‬التي‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬تدرك‮ ‬خطورة‮ ‬انتشار‮ ‬تلك‮ ‬الظاهرة‮.‬

‮{ ‬أين‮ ‬دور‮ ‬المجالس‮ ‬المحلية‮ ‬والوطنيين‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬الاخطار‮ ‬التي‮ ‬تحيق‮ ‬بالمحافظة‮ ‬خاصة‮ ‬والوطن‮ ‬عامة؟

- بحكم عضويتي في المجلس المحلي لمحافظة لحج عن مديرية الملاح لدورتين متتاليتين ترسخت لديّ قناعة في تجربتي الشخصية بأن مساوئ المجالس المحلية أكثر من منافعها، وهذا ليس بسبب القصور الموجود في قانون السلطة المحلية إطلاقاً، فالقانون الحالي على الرغم من وجود بعض الملاحظات عليه إلا أنه لو طبقت مضامينه وتحملت المجالس المحلية مسؤولياتها المحددة فيه بكل أمانة لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم، فالعيب ليس في القانون بل فينا نحن الأعضاء ، القانون أعطى للمجالس المحلية صلاحيات كبيرة بما فيها محاسبة أي مسؤول كان على مستوى المحافظة والمديريات، لكنها للأسف لم تقم بهذا الدور وأصبحت مهمشة ولا تلعب أي دور إيجابي على الإطلاق، بل أصبحت تغذي المناطقية والعنصرية في التعامل مع قضايا الناس ومشاكلهم واحتياجاتهم واصبح بعض قيادات المجالس المحلية لا يهتمون بمعالجة كل القضايا على مستوى المديرية بل اصبحوا يهتمون فقط بحل وتلبية احتياجات المديرية التي انتخب منها أو المركز الانتخابي الذي فاز فيه، وهذه النزعة عادة توجد عند قيادات المجالس المحلية وهيئاتها الإدارية بصورة ملفتة للنظر اكثر منها عند الاعضاء، لأنهم لايستطيعون التصرف بشيء وصارت عضويتهم غير مجدية ، هذه حقيقة موجودة في الواقع، أوردتها لكم لتعلموا أن دور المجالس مفقود تماماً بسبب تهميش قيادتها لها.. من فوضى وتخريب وتهديدات وتقطعات منذ اكثر من عام تقريباً، لم يظهر إزاءه أي دور للمجلس المحلي بالمحافظة، فاسألني كم مرة دعينا كأعضاء مجلس محلي لمحافظة لحج للوقوف أمام ما يحدث فيها من فوضى، صفر ولا مرة وفي المديريات نفس الشيء لا أحد يهتم بما يحدث من قياداتها ولا أحد يقوم بحل مشاكل الناس بمسؤولية وأمانة وطنية نهائياً، وإلا ما وصلت أحوال المحافظة الى هذا المستوى من التدني والانفلات الأمني والفوضى والفساد‮ ‬المستشري‮.‬

‮{ ‬الحوار‮ ‬القادم‮ ‬الذي‮ ‬دعا‮ ‬اليه‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس‮.. ‬هل‮ ‬يمكن‮ ‬له‮ ‬الخروج‮ ‬بنتائج‮ ‬جيدة؟

- بكل تأكيد ما من حوار يتم بين طرفين أو عدة أطراف سيكون ناجحاً إذا توافرت القناعة عند المدعوين الى الحوار بأنه لا مجال لحل المشاكل والخلافات الا عن طريق الحوار، والحوار وحده هو الكفيل للخروج بنتائج تخدم الوطن أولاً ينبغي توافر إرادة لاتخاذ قرارات صعبة لكنها ستحافظ على الوطن وتحل مشاكله خلال فترة محددة، لا أن تصبح معاناة الشعب ومشاكله والأخطار المحدقة بالوطن موضع مناورات أو ابتزازات ومصالح شخصية أو حزبية، فمن يستخدم مثل تلك الاساليب فإنه يساعد على الانزلاق إلى المجهول.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13792.htm