الميثاق نت - عبدالكريم الارياني

الخميس, 04-فبراير-2010
الميثاق نت -
اذا زرت صنعاء ولم تتمكن من زيارة الدكتور عبدالكريم الارياني، فان زيارتك تكون ناقصة... ولهذا يحرص العديد من الصحافيين والمفكرين والناشطين السياسيين وحتى الشعراء والادباء على زيارة الدكتور الارياني في منزله او مجلسه.
لأن في زيارته فائدة للزائر.. يخرج منها بحصيلة من الاخبار والمعلومات وتكتشف ان الدكتور الارياني موسوعة معلومات في كل المجالات حتى إن سألته في الفن او الهندسة او الموسيقى العالمية تستمتع بإجاباته اذ يمتلك قدرة عجيبة على اختزال العبارات القصيرة التي تحمل معانٍ كثيرة.. فهو يمزج السياسة دائماً بالسخرية ويرى ان العبارة الساخرة يمكن ان توصل المعلومة بوضوح بعيداً عن المصطلحات الايديولوجية والعبارات المقعرة.
شخصيا اجد متعة في الجلوس الى الدكتور عبدالكريم الارياني فقد عرفته وزيراً للخارجية ورئيساً للحكومة اليمنية وهو الآن يشغل منصب المستشار السياسي لرئيس الجمهورية.
ولكنه مستشار غير... فأنتم تعلمون أن رئيس دولة أي دولة عربية عندما "يزهق" من أحد معاونيه يمنحه وظيفة "مستشار" أو سفير في إحدى دول العالم.. ونظرة سريعة إلى بعض الرؤساء العرب ستجد قائمة من المسؤولين السابقين في منصب "مستشار" الذي لا عمل لهم أي لا أحد يستشيرهم بل ان غالبية مستشاري الرئيس لا يلتقون بالرئيس إلا في المناسبات الوطنية!
.. إلا عبدالكريم الإرياني إنه مستشار قول وفعل فهو على مقربة شديدة من الرئيس علي عبدالله صالح وهو حاضر في كل التحركات السياسية للقيادة اليمنية يعتمد عليه الرئيس في المشورة ويستأنس إلى أفكاره ورؤيته للأحداث والكثير من الإجراءات السياسية أو الاقتصادية التي اتخذها الرئيس اليمني تكون في موقع التنفيذ بعد استشارة الإرياني فهو - كما أرى - مستشار سياسي من الطراز الأول يتمتع بخبرة مكنته من أن يكون واحداً من أهم رجال السياسة ليس في اليمن وحده وإنما في العالم العربي.
.. ذهبت إليه في بيته في وقت القيلولة.. واكتشفت بعد ذلك أنه امتنع عن »مضغ.. القات شأنه شأن بعض كبار المسؤولين الذين أدركوا أخيراً ان "عيدان" القات بلاء ابتلي به اليمن وحول سعادته إلى تعاسة نال من تقدمه وأضعف من قوة وطموح شبابه!
.. وبدأنا الحديث على طريقته الودية المحببة في الحوار:

* المشهد اليمني بارز وفي صدارة اخبار العالم والوكالات هل معنى ذلك ان المشهد يشكل خطرا على السلم - على الاقل - على منطقة الخليج ومنطقة الجوار والمنطقة الاقليمية لأن هناك اهتماما غير طبيعي يؤشر الى شيء ما؟
- حقيقة ان المشهد او المتابع من الخارج مضخم كثيرا هناك مشهد لا احد يستطيع ان يقول انه غير موجود المسرح موجود واللاعبون فيه موجودون بعضهم معروف وبعضهم غير معروف لكني اقول إن الإعلام الغربي وتبعه الاعلام العربي هذه المرة عادة ان الإعلام العربي يسبق الاعلام الغربي في التضخيم اقصد تضخيم الامور لكن هذه المرة فالإعلام الغربي ضخم الامور ومع ذلك فإن الذي ينكر ان ليس في اليمن ما يهدد امن واستقرار اليمن اولا وامن واستقرار اليمن من امن جيرانه ليس بالضرورة صحيحاً فالقاعدة تخرج إلى السعودية أو إلى الكويت لكن هذا الخطر هو خطر امن واستقرار اليمن في رأيي اولا قبل ان نجيره على العالم او على أطراف خارجية وهذا يعني ان على اليمن ان يتحمل المسؤولية اولا ولا اقول آخرا قد يحتاج الى مساعدة الى دعم الى غير ذلك لكن المسؤولية الاولى تقع على اليمن وعلى القيادات اليمنية وما لم يتعاملوا مع هذا الخطر بما يستحقه اليوم فأخشى ان يعجزوا عن التعامل معه غدا لا يمكن انكار ان هذا خطر وهو خطر ينمو واذا تركته فسيتحول الى سرطان واضرب مثالا قضية الحوثيين صراحة كلنا قصرنا كلنا نلاحظ شيئا ما ولكن كنا نعتبر ان هذا ليس ذا اهمية بينما كانوا وهذا هو التقصير المعلوماتي خلينا نقول بدل ما نقول استخباراتي التقصير في المعلومات عندما كانوا ينحتون الجبال ويحولونها إلى خنادق مخفية ويستعدون استعدادا حقيقيا لمعركة عسكرية قادمة يستغرب الواحد لماذا ما في احد حذر من هذا الخطر وانتبه له عندما كان صغيرا اكتشفنا خطورته عندما تصدينا له شوف التقصير إلى اين وصل لم نكتشف خطورة الحوثي الا لما تصدينا له وعن هذه الإمكانيات وحصن نفسه بهذا الشكل فالآن نجد ان المشهد اليمني في رأيي فتح المسرح في وقت مازال من الممكن التصدي لهذا الخطر قبل ان يستفحل وهذا النوع من الاخطار انت ما تضربها مرة وتقول خلاص ولا تستعمل دائما البطش لكن لازم تكون الاعين مفتحة والآذان صاغية لكل ما يعملونه وما يستعدون له والتصدي لهم قبل ان يعملوه هذا هو المشهد اليمني وهو غير مطمئن!

* هل يعني من هذا المشهد ان هناك تعاليا ونوعا من الغرور والتكبر والترفع من القيادة اليمنية بأن كل ما يحدث من حراك او من أوضاع انما هي مسائل بسيطة وسحابة صيف تنقشع بحيث عندما حدثت حرب الانفصال في 1994 كانت هناك بوادر معركة ولكن كانت القيادة تنظر لها على انها سحابة صيف وتعبر وانا شخصيا كنت في قلب الصورة متواجدا وقد اخبرت المسؤولين من خلال استنتاج مراقب عن قرب ان الحرب قادمة لانفصال الجنوب عن الشمال؟
- لا.. لا نعبر عنها بالتعالي سوء التقدير في بعض الاوقات سوء التقدير يحصل وهذا وارد فسوء التقدير يؤدي الى تقليل المخاطر ولكني اعتقد ان نواقيس الخطر قد دقت بصوت مسموع لدى الجميع واي تجاهل لهذه المشكلات انما هو تقصير في اداء الواجب واداء الواجب مرة اخرى ليس بالضرورة انه عنف او بطش ولكن الواجب يمكن تأديته بالذات في الاوقات المبكرة بأرخص الاثمان تنازلات.. تصحيح اخطاء.. تحسين اوضاع.. هذا ارخص بكثير من ان احنا نهمله الى ان يتحول الى صراع!

* هل تدرك القيادة السياسية والمؤتمر الحاكم ان ما يحدث الآن يشكل خطورة وليس مجرد سحابة صيف؟
- لا. بالتأكيد اصبح الادراك واضحا ما في شك!

* طيب اليمن يعاني مشكلة الفقر وهي معاناة ابدية الآن امامه جبهات عدة تتحداه، مشكلة القراصنة الصوماليين القاعدة وقربهم من الحوثيين الحراك في الجنوب جبهات من العيار الثقيل؟
- ربما ان الحالة النفسية عند اليمنيين قد اصبحت في حاجة يسمونها في علم النفس "كونديشنيك" بمعنى تعود الانسان اما على العذاب او التعب او المعاناة التاريخ اليمني خلينا نقول خلال الخمسين سنة الماضية كله معاناة فربما انك تدرك حجم المعاناة وانت خارج الساحة اكثر من واحد داخل الساحة لكن تستطيع القيادة بدعم ومساعدة ومعاونة دولية وإقليمية ان تتعامل مع هذه القضايا كلها فالانفجار يصبح اقوى من ان تتحمله القيادة السياسية الى حد الآن فالقيادة السياسية متحملة لهذه الظروف تتعامل معها وان شاء الله تعالى تتمكن قريبا - مثلا - من انهاء قضية الحوثي، والقاعدة لا تموت في اي بلد دخلته هي غير ميتة في السعودية هي نائمة فقط اهم شيء في الامر ألا تعطيهم الفرصة لكي ينظموا انفسهم ويحضروا نفسهم!

* يعني نقطع انفاسهم؟
- ايوه. لا نتركهم واقفين على اقدامهم، زي ما يقولوا بالانكليزي "أون ذا رود" هذا هو الحل الوحيد ما نيش جبهة قتال ولا جدوى مع ان الرئيس - علي عبدالله صالح - قال لو وضعوا السلاح يمكن الحوار معهم انا دائما وسبق وقلت هؤلاء اصلا يكفرك لم تكن معه حتى لو حاوروك فهم يخادعون!

* سلاح او من دون سلاح؟
- نعم. هؤلاء مكفرون، انت كافر امامه يقول لك خلاص محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم صبر على المشركين في مكة وما حاربهم الا لما راح المدينة وهو يحاورك لأنك تحت ضغط لأن هذا يسهل له (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه)؟ وبعدين... هذه حقيقة مؤسفة!

* اعدت قصة موضوع الحوثيين، هؤلاء كيف يتم التعامل معهم عندهم فكر سياسي ويرون ان الحكم لهم دون سواهم؟
والله شوف. ما عليش عندهم فكر سياسي يظل فكرا لاشك لكن النقاط الخمس التي وضعها الرئيس - علي عبدالله صالح - والسادسة تخص السعودية لكن الاخوان في السعودية مقتنعون في رأيي انه اذا حل اليمن مشكلته مع الحوثيين، فإن مشكلتنا محلولة هذا شيء طبيعي لكن بالضرورة فالحديث الآن عن النقاط الست هي اولا خطوة لمنع هذا الفكر من ان يكون فكرا محاربا هذا شيء العقيدة بأنها جزء من المذهب الزيدي وان الامامة في البطنين ابناء الحسن والحسين لكن قدرته على الانتشار في رأيي واقناع عامة الناس حتى يصبحوا هم الحكام انا شخصيا اقول انها قدرة ضئيلة ليش لأن الشعب اليمني قد تغير المجتمع اليمني قد تعلم المجتمع اليمني اصبح 23 مليونا كان الامام اذا اقنع ألفي قبلي راح يفتح اليمن كلها بهم فالأمور قد تغيرت كون الفكر هذا في رأسه اهم شيء ألا تسمح له ان يستعد لمحاربة الظالم للخروج على الظالم لأن هذا احد مبادئ المذهب الزيدي الخروج على الظالم وان تخرج على الظالم متى عندما تحس بقوتك انا اقول اذا احسنت الدولة التصرف وقبلوا بالنقاط الخمس الاستمرار على الرقابة في ألا تخالف في اي بند من بنودها سيكون كافيا لمنع العودة الى الخروج على الظالم بمذهبهم كما تقول!

* قضية الحوثي... قربت على النهاية ام انها مسألة طويلة؟
- لا اعتقد اتنبأ انها قريبة الانتهاء.

* تنتهي بصلح؟
- لا حرب تنتهي إلا بصلح الذي يقول ان الحوثيين سينقرضون بين عشية وضحاها هذا كلام غير صحيح لكن قد يكون لهم مطالب مذهبية تخص مذهبهم وعلاقتهم بالناس على اساس أنهم زيديون وصراحة ولو مش عايزين نزعل قل انت انك حصلت على المعلومة من مصادر اخرى لأنهم لو سمعوها راح يجو يضربوا بالبازوكا!
ثم يوضح الدكتور الارياني: ان نواة الفتنة هو معهد "دماج" الذي اسسه الوادعي في الثمانينات ومقبل الوداعي لعلمك قد اعتقل في حركة جهيمان وظل في سجون السعودية سنة وبعد ان خرج من السجن تصالح مع الآخرين واعطى مالا كبيرا واسس معهد (دماج) لماذا في صعدة؟ لأنه قيل له الآن كفِّر عن سيئاتك روح اسلم من الاسلمة اسلمة الزيود صراحة هم اساس الفتنة بدأت من هناك لأنه كان يكرههم كل يوم جمعة كان ينتقدهم ويهاجمهم وهم يسمعوه في الوقت الذي كانت الدولة يفترض ان تقول له لا تكفر الناس واستمر هذا المعهد في تكفيرهم واروي لك هذه الحكاية لقد كان احد الزوار يتحدث الى احد الطلاب في المعهد وبجوارهم على مسافة بسيطة جامع زيدي فقال له: قم واذن فقال له: هذا مش اذاننا هذا اذان الكفار هذه الحكاية حدثت في العام الماضي اذان اذان يا جماعة قد هو علامة الاسلام كيف يؤذن وهو كافر؟ وقد روى لي هذه الحكاية شاهد جاءني وهو من صعدة وقال لي: لقد كنت في المعهد ولما جاء وقت الصلاة قلت للطالب اذن اقصد ربما نقوم نصلي قال: لا لا هذا مش أذاننا هذا أذان الكفار فهذه حكاية من الحكايات الغريبة.

* حالة عدم الاستقرار وغياب الدولة؟
- شوف هناك تضخيم نحو اليمن. وهيلاري كلينتون قالت الذي يحدث في اليمن هو خطر اقليمي ثم اضافت بأنه خطر دولي. يا جماعة افقر بلد احنا صحيح فقراء زي افغانستان لكن صراحة الافغان بدون الافيون والخشخاش ما يقدروش يعيشوا احنا عندنا قات ما حد يقبله قات ما يتصدر فتضخيم الأمور بأن اليمن خطر على العالم كما قالت هيلاري اعتقد انهم ادركوا بعد ذلك بأنها غلطة وزادوها حبتين وانا أقولها بصراحة ان عدم استقرار اليمن هو الاهم من »القاعدة« او بغير القاعدة او بالحراك عدم استقرار اليمن خطر اقليمي وهذا الشيء الذي يجب ان نعيه وعدم الاستقرار هذا يتحول الى مرتع خصب لـ"القاعدة" يساعدها في ان ترتب نفسها ان تجند وتحضر الأعمال الارهابية حالة عدم الاستقرار وغياب الدولة هو الشيء الذي يجب ان نركز عليه لأن هذا خطر اقليمي. وبلد عربي واحد يضر جميع الدول العربية قربت ام بعدت!

* الحراك في الجنوب هو الآخر يتصدر اخبار العالم والمشهد الخارجي يوحي بأن الوحدة دخلت غرفة الانعاش وسقف المطالب الجنوبية تطور من الاصلاحات الى دعوة لفك الارتباط؟
- صحيح مع الاسف المشكلة في الحراك بدأ بمطالب كنا صراحة نعتقد اننا نستطيع ان نتبناها فجأة رفعوا السقف الى درجة انه لم يكن بالامكان ان نقول الآن تعالوا نتفاهم او نتفاوض على الانفصال!
وأنا في اعتقادي انهم سيعون عاجلاً ام آجلاً وأتمنى عاجلاً لأن فيها مصلحة للجميع ومطالب الانفصال بعيدة المنال العالم كله لا يقر لهم بهذا المطلب ولكن كون ان ليس لديهم لا قيادة معروفة ولا قادة واذا قلنا ان هناك قادة من امثال فلان وفلان وانت تعرفهم قد جربهم الناس وبالتالي اندفعت بغوغائية الى ان حولوا الحراك الى مطالبة بالانفصال.
في رأيي ان الانفصال حتى لو بدأ في محافظة الضالع ماذا يدري المواطن في الضالع وما يضمن له ان حضرموت لن تنفصل، وبعدين نحن نجلس في الجبال مافيش مانع او على رأي المثل السيء "قرود في الجبال....".
كلمة الانفصال تتكرر دليل على قيادة غير مجربة ويقودهم غوغائيون لا يدركون ان المسألة لا يمكن ان تعود الى كرش او مكيراس انت لا تضمن هذا الكلام سيصبح اليمن- فيما بعد- كيانات عدة ومن هذا المغفل الذي يريد اليمن ان يصبح كيانات عدة يعني ايش له من مصلحة فأنا اعتقد ان قضية الوحدة في غرفة الانعاش كلام بعيد جدا القضية ان في من يطالب بالانفصال هذا نسمعه كل يوم وسيأتي الوقت الذي يدركون فيه ان مطلب الانفصال بعيد المنال وان سقف المطالب لابد ان يخفض بحيث يسمح سواء للدولة او للوسطاء انهم يأتون ليتوسطوا لكن الآن نرى عدم الحكمة في ذلك اغلقوا على انفسهم الأبواب أبواب الوسطاء ومن أغلقها هم عندما قالوا بالانفصال وهذا عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية كان اول واحد صرح بقوله انا لست وسيطا مش ممكن أكون وسيط في موضوع الانفصال وهذه علامة عدم بلوغ الرشد في المطالب السياسية فأنا على كل حال متأكد انه سيأتي اليوم الذي يتخلون فيه عن هذا المطلب!

* لحالهم وبدون مقدمات؟
- مش لحالهم لم يصلوا الى نقطة حالة اليأس وسيدركون انهم لم يتوصلوا لأي شيء!

* الا تعتقد ان حال الحراك في الجنوب فيه تعطيل للموارد واستنزاف للتنمية والاضرار في زيادة؟
- هذا حاصل والضرر حاصل زي ما ضرر القاعدة وضرر الحراك على التنمية زي ضرر القاعدة زي ضرر الحوثيين هناك عدم وعي وخبرة وعليهم ان يعرفوا ان الجنوب لن يكون الجنوب كاملاً بيدهم لازم يعملوا حساباتهم على دويلات وصراحة كلنا نعرف ان حضرموت ما لا تريد.. فهي طيلة تاريخها لم تشعر يوماً انها جزء من اليمن حكمتهم عدن 25 سنة وتمر السيارة في شوارع المكلا ويسألون سيارة من هذه فيقال لهم هؤلاء من أصحاب عدن- هذه حقيقة لكن لا يعني ان من مصلحتهم ان ينفصلوا لكن اذا تقسم اليمن له الله وانا مالي فالخطورة التي لا يدركونها ان عودة الجنوب كجنوب بحدوده بكيانه باعتراف الدول ليس باستطاعتهم حتى لو قال لهم الشمال هيا ورونا وانفصلوا حتى لو قال لهم يا الله انفصلوا لا يمكن ذلك ما يقدروش ولن يكون اليمن قطعة على الحدود!

* يا دكتور هل توافقني ان دولة الوحدة ارتكبت اخطاء جسيمة في كثير من محافظات الجنوب؟
- نعم هناك اخطاء ما في كلام وأنا قلتها في اكثر من مناسبة ودعوت الى تصحيحها لكن عندما ترفع المطالب فأنت تمنع من يقول ان هناك اخطاء تمنعه ان يتكلم انت تطالبهم الآن بالانفصال الخطأ الستراتيجي اذا افترضنا ان عندهم ستراتيجية انهم رفعوا المطالب الى ان أغلقوا الابواب وهذا يعني انك تغلق الابواب على نفسك يالله خلاص ستظل تعك وتلوك في النهاية.

* لقد غابت سيادة القانون.. احكام نهائية تصدر ولا تصدق أليس في ذلك ضعف هيبة القانون؟
- لا شك ان ضعف القضاء مش ضعفه فقط بل فساده ليت والله لو كان ضعيفاً فسوف نعمل على تقويته لكن المشكلة في فساده والفاسد لازم نقصه!

* هل لديك ارقام محددة عن عدد »القاعدة« في اليمن؟
- اعتقد انهم ما بين 300 الى 500

* وبماذا تفسر ظهورهم عبر وسائل الاعلام في بعض محافظات الجنوب؟
- شوف هم ظهروا بفعل ظهروا بسبب حادثة وانعكس ذلك على الاعلام الخارجي بانطباع ان القاعدة اصبحت بالالاف وايش اللي حصل بعد القصف ان بعض القبائل من ابين وشبوه تجمعوا للعزاء وكانوا في تلك الليلة مجتمعين في مكان للعزاء ظهر ابن عمير وخطب في الناس المجتمعين اثناء العزاء وراح الاعلام الخارجي يصور هذا المشهد على ان القاعدة تعمل في اليمن علانية هؤلاء الذين شاهدهم الناس ليسوا من "القاعدة" انهم جماعة جاءت لتقديم العزاء ولكنهم استغلوا الموقف وكانوا مرتبين انفسهم على التصوير كحركة اعلامية ثم ان خطورة القاعدة ليست في عددها الذين عملوا الكارثة في أميركا كانوا 19 واحداً.

* هل يستطيع الدكتور الارياني صاحب الرؤية الثاقبة ان يخبرنا بان اليمن بخير وهل هو متفائل؟
- اليمن يعاني ولا أحد ينكر ذلك وان امامه تحديات كبرى لكن انا متأكد ان من حول اليمن ومن هم ابعد ممن حوله لا يرون لليمن مصلحة في عدم الاستقرار وعندئد لازم نتفاءل وعلينا ان نتفاءل ونتفاعل فالتفاؤل دون ان نتفاعل ما يصير!

* نسمع من الدكتور كلمة موجهة الى دول الخليج؟
- اوجه كلمة الى دول الخليج وأقول ما فيش اكثر من ان مصيرنا واحد لكن اذا كان مصيرنا واحداً فليس بالضرورة ان نكون عضواً كامل العضوية في مجلس التعاون الخليحي.. انا في رؤيتي ان اهم شيء هو الشعور لدى الجميع بالتكاتف والتعاون من منطلق ان المصير واحد والمصير غير العضوية العضوية لها زمنها اما المصير فهو اليوم وهو غدا وهو بعد غد ما لوش زمن والمصير هو من اليوم والى ان يرث الله الأرض ومن عليها والعضوية تأتي لاحقاًً لها ظروفها لأنها ليست هي المصير فالمصير كما قلت وأقول شيء والعضوية في مجلس التعاون شيء آخر.
صحيفة السياسية + السياسة الكويتية
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13817.htm