الميثاق نت - د. علي مطهر العثربي

الثلاثاء, 09-فبراير-2010
د. علي مطهر العثربي -
يبدو ان تداعيات جنون العظمة وهوس الشهرة قد تحول إلى حُقن يتداولها الراغبون في أذية الوطن، ومن كثرة الاحتقان الذي أدمنت عليه بعض العناصر الشريرة والباحثون عن لعب أدوار مجنونة زاد التيه السياسي لدى الذين كنا نظن أنهم عقلاء، بل ان الحالة قد ازدادت سوءاً لدى المدمنين على أذية الوطن والطامعين في تخريبه وتمزيقه، ونتيجة لسوء حال التائهين سياسياً الناقمين على اليمن الأرض والانسان والدولة والتاريخ والهوية الوطنية أخذ كل عنصر منهم يبحث عن حليف استراتيجي، فقام الحوثي- مجنون صعدة- برفع علم الفتنة الطائفية، وجنح مجنون أبين الى رفع علم الولايات المتحدة الأمريكية مدعياً بأنها حليفه الاستراتيجي بل ويصر على توجيه الشكر والتقدير للجهات الأمريكية التي منحته هذه الثقة وهكذا أخذ كل عنصر من هذه العناصر يرفع أعلاماً في انتهاك صارخ لسيادة الوطن بل ان أصحاب التيه السياسي حاولوا نقل الحالة المرضية برمتها الى أحزاب اللقاء المشترك الذي امتنع عن أي فعل وطني أو التزام بالدستور والقانون مالم يكن الشيطان حاضراً ومشاركاً مشاركة فعالة في اشعال الحرائق وصب الزيت على النار.

إن‮ ‬الحالة‮ ‬التي‮ ‬وصلت‮ ‬إليها‮ ‬أحزاب‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮ ‬من‮ ‬الارباك‮ ‬وعدم‮ ‬التركيز‮ ‬قد‮ ‬خلقت‮ ‬حالة‮ ‬من‮ ‬شك‮ ‬اليقين‮ ‬في‮ ‬بعضهم‮ ‬البعض‮.‬

الأمر الذي جعلهم يصرون على الحوار مع المؤتمر في سرية تامة لايعلم فائدتها إلا هم والضالعون في التيه السياسي الذين ركبوا موجة رفع الأعلام غير الوطنية في تصرف ينم عن حالة الغباء السياسي الذي ظهر في تصرفات أحزاب اللقاء المشترك، وهذا الغباء جعلهم يتنازلون عن وجودهم‮ ‬الدستوري‮ ‬والقانوني‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬القبول‮ ‬بإلغاء‮ ‬أنفسهم‮ ‬أرضاً‮ ‬لطرف‮ ‬هم‮ ‬يعرفونه‮ ‬حق‮ ‬المعرفة‮ ‬مقابل‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬الاساءة‮ ‬الى‮ ‬الوطن‮.‬

لقد حاول اللقاء المشترك تمرير الغاء نفسه وإنهاء وجوده الدستوري والقانوني في هدوء ماكر، لكي لا تدرك قواعد تلك الأحزاب - إن بقي منها شيء- حجم المؤامرة والعدوان على شرعية القواعد، واعتقد أنها كانت تريد في نهاية المطاف أن تقول لتلك القواعد إن شرعيتكم قد سقطت باستحداث كيان يحاول اكتساب شرعيته من خلال اتفاق لا يمكن ان تفي تلك القيادات به بعد توقيعه مع المؤتمر الشعبي العام لأن الهدف من التوقيع مجرد احتفاظ شرعية قواعد احزاب المشترك واكتساب شرعية الكيان غير الدستوري والقانوني الجديد، ولذلك أصرت أحزاب اللقاء المشترك على أن يجري الحوار في سرية تامة حتى تتم العملية ومن ثم إعلان المماطلة من جديد والتسويف باسم الكيان الجديد، فإن تمت الامور وفق أجندتهم القائمة على الرغبات الشخصية والنفعية والا فبإمكانهم التنكر والتملص وإعلان التخلي عن ذلك الكيان الجديد باعتباره غير شرعي، وهكذا‮ ‬يظل‮ ‬القائمون‮ ‬على‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮ ‬يلعبون‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬الحبال‮ ‬بهدف‮ ‬إيصال‮ ‬البلاد‮ ‬والعباد‮ ‬الى‮ ‬مرحلة‮ ‬الفراغ‮ ‬الدستوري‮.‬

إن بإمكان القارئ الكريم ان يكتشف الاسلوب التآمري لأحزاب اللقاء المشترك من خلال المطالبة المستمرة أمام المنظمات والهيئات الدولية بضرورة الشفافية في الحوار، ومن اسلوب مطالبتها للمؤتمر الشعبي العام بعدم إعلان الحوار معه، ألا يعد ذلك تناقضاً مفضوحاً وتآمراً ملغوماً؟، ألم يدرك أولئك المغالطون بأنهم يتحاورون مع أمناء الأمة الذين تحملوا مسؤولية الوطن ومن واجبهم إيضاح الحقائق ووضع النقاط على الحروف؟ وألا يدرك أولئك المتآمرون بأن الشرعية لا تكتسب إلا عبر صناديق الاقتراع الحر المباشر؟

ثم لماذا كل هذه المحاولات اليائسة، ألا يدل ذلك على أن هذه الاحزاب قد وصلت الى درجة الافلاس؟ وأن سياساتها العدوانية على الشعب قد جعلتها تبحث عن الشيطان طالما أنه يحقق أجندتها المتمثلة في الانتقام من الشعب الذي حجب عنها الثقة في الانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية؟ نعم أنها تسير في اتجاه الانتقام من الشعب، ولو كانت لديها القدرة على التخاطب والتحاور مع الشعب لما لجأت الى كل هذه الافعال الشيطانية ولجعلت الصندوق حكماً وطالبت بالانتخابات وهو الطريق الدستوري الصحيح الذي يمكن من خلاله الوصول الى السلطة، وليس المكر والابتزاز والتحالفات المشبوهة والهروب من الكيانات الشرعية الى الكيانات غير الشرعية، ولذلك حسناً فعل المؤتمر حين أعلن للشعب والعالم بأسره كل تلك المكائد التي يدبرها المشترك ضد الشعب ليكون ذلك بياناً شافياً للناس كافة ليعرفوا حقيقة الأمر ولتتجه الحكومة صوب‮ ‬تنفيذ‮ ‬برامجها‮ ‬الدستورية‮ ‬والقانونية‮ ‬وتستمد‮ ‬الثقة‮ ‬من‮ ‬الشعب‮ ‬بعد‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13913.htm