أحمد الرمعي -
- حسناً فعلت بلادنا حين قامت بسحب دعوتها لعقد قمة عربية طارئة لمناقشة العدوان الإسرائيلي البربري والغاشم على الشعبين الفلسطيني واللبناني وكذا مناقشة الأوضاع في العراق.
وإن كان ما يتعرض له الشعب العربي في فلسطين ولبنان والعراق يستحق أكثر من قمة وأكثر من وقفة عربية، إلاّ أن عقدها في ظل التباين والانقسام العربي الواضح لن يزيد الوضع العربي المتردي أصلاً إلاّ انقساماً.. وهذا ما ارتأته اليمن حين أعلنت- على لسان وزير الخارجية والمغتربين- سحب دعوتها مع تأكيدها مجدداً على التضامن الكامل مع الشعبين الفلسطيني واللبناني وحرصها على تقديم الدعم الممكن لهما للصمود أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم.
ثم ما الذي خرجت به القمم العربية السابقة حتى نحرص على عقد قمة جديدة، وما الذي طُبّق من قراراتها منذ أول قمة وحتى آخرها سوى بيانات الشجب والاستنكار التي لاتسمن الشعوب العربية المعتدى عليها ولاتغنيها من جوع، بل العكس فقد أسهمت هذه القمم بتوسيع شرخ الخلافات بين الدول العربية أكثر مما هي عليه؟!.
علاوة على أننا كشعوب عربية أصبحنا لانهتم بأن يجتمع القادة العرب أو لم يجتمعوا، لأننا نعرف النتائج مسبقاً..
ولكن هل نيأس كشعوب ونتخلى عن أخوتنا أسوةً ببعض قادتنا ..؟ قطعاً لا، فالمطلوب منا دعم صمود الشعبين الفلسطيني واللبناني بكافة الإمكانات المتاحة.
فعلى الأقل إذا كنا لانستطيع القتال معهم فلنمدهم بالمعونات الغذائية والطبية والمادية أو أن نخرج إلى الشوارع للاحتجاج وهذا أضعف الإيمان مثلما خرجت المظاهرات في أكثر العواصم الأوروبية بل وفي إسرائيل نفسها منددة بهذا العدوان.
فهل نفعلها أم أن هذه الأمة قد ماتت وأقيمت على نخوتها وعزتها المآتم منذ زمن.