يحيى علي نوري -
في هذه المساحة وكمواطن يمني أحب أن أعرب عن تشاؤمي من قرار وقف اطلاق النار في المنطقة الشمالية الغربية.
ليس لأني من دعاة الحرب ومحبي الدمار والخراب وليس لأني أنطلق هنا من ايديولوجيا وأفكار متشددة تناضل في سبيل النيل من الآخر، ومنهم -الحوثي- وفكره ومعتقده العنصري، وليس لأني أيضاً من اصحاب الأفكار العلمانية المناضلة في سبيل ازالة كل تيار فكري عن الوجود، لكن تشاؤمي هذا ينطلق من حيثيات منطقية وموضوعية أراها كذلك بالنسبة لي.
فأنا كمواطن تعلم كثيراً من دروس الحروب الستة السابقة التي خاضتها قواتنا المسلحة والأمن ودفع في سبيلها شعبنا الكثير من مقدراته وامكاناته وأهمها بالطبع هنا من رجالاته العظماء الأشاوس الذين يعيشون اليوم جوار ربهم يرزقون كما وعد سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم.
فأنا أدرك تماماً كأي يمني وكأي متابع ومهتم بما يحدث في المنطقة الشمالية الغربية منذ بداية الحرب الأولى بأن الحوثيين مهرة في استغلال الفرص وتجييرها لخدمة أجندتهم وأهدافهم ومآربهم، فهم الأولون في الدرجات من الذين ينقضون العهود ويسجلون بأعلى درجات التشدد والتصلب مواقفهم المناهضة والمعادية لكل اشراقة أمل يعيشها الوطن وينشدها الشعب في سبيل بلوغ المستقبل الأفضل المفعم بالأمن والاستقرار والتنمية.
ونظراً لهذا الرصيد الحافل للحوثيين في النيل من الوطن وفي الضرب عرض الحائط بكل بارقة أمل لإحلال الأمن والسلام، بل وتهميش كل المواقف الوطنية والشريفة التي اتخذها فخامة الرئيس من أجل وقف نزيف الدم فإننا اليوم نزداد تشاؤماً فيما لو استمر الحوثيون في غيهم هذا وحاولوا هذه المرة عبثاً ان يضربوا عرض الحائط بقرار الاخ الرئيس القاضي بوقف اطلاق النار، او محاولة الاساءة الى هذا القرار من خلال تفسيرهم المراوغ لكل مضامينه وأبعاده وأهدافه الوطنية والإنسانية على المستويين القريب والبعيد.
وآمل كمواطن يأمل أن يجد هذا القرار طريقه إلى البلورة والتنفيذ على الواقع.. وأسأل الله في ذات الوقت ان يلهم الحوثيين الى فهم وأبعاد هذا القرار، وان يدفعهم بالتالي الى تنفيذ كل بنوده، ومن ثم يجعلهم يبحثون بموضوعية ومنطقية عن مكان لهم في اطار اليمن الجديد الديمقراطي الموحد بأساليب ديمقراطية وبالتزام عظيم بأسس وقواعد الدستور والقانون.
وخلاصة اقول : سيدي الرئيس أنا كمواطن أنتظر بشغف كبير ما الذي سوف يؤول اليه قراركم بوقف اطلاق النار، وهو شعور لايقل أهمية عن مشاعركم وعن حرصكم الشديدين من أجل حاضر ومستقبل اليمن المشرق الذي تنشدونه دائماً والذي وعدتم به شعبكم في برنامجكم الانتخابي.
ولعل الشيء الوحيد الذي يجعلني هنا اتشبث بقراركم هو انكم قائد مجرب وخبير بكل قضايا الوطن وما يصلح شأنه، فإنني اثق بقراركم.. وبأنكم الأكثر حرصاً كقائد له رصيد تاريخي ووطني عظيم.. وخير اللهم أجعله خير.. ويا حجاب الله عليكم.
سيدي الرئيس..