الإثنين, 22-فبراير-2010
الميثاق نت -      فيصل الصوفي -
مدينة تريم العريقة اختارتها المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم لتكون عاصمة للثقافة الاسلامية هذا العام، وقد سبقتها عواصم مثل حلب السورية والقيروان التونسية والاسكندرية المصرية، وستليها أخريات مثل نواكشوط والنجف ومكة والمدينة.. والموريتانيون قد بدأوا قبل عام الإعداد لنواكشوط التي ستكون العاصمة التالية بعد تريم عام 2011م..فهل نحن جاهزون لتدشين تريم في شهر مارس المقبل؟ الكلام الذي نسمعه ونقرأه للمعنيين عندنا مطمئن ..لكن على الأرض الأمور غير مطمئنة، وقد تحتاج تهيئة المدينة بعض الوقت، هذا لو تعاملت وزارة‮ ‬المالية‮ ‬بمسؤولية‮ ‬مع‮ ‬هذه‮ ‬الفعالية‮ ‬المهمة‮ ‬التي‮ ‬تتطلب‮ ‬إقامتها‮ ‬مالاً‮ ‬كثيراً‮ ‬وإدارة‮ ‬حرة‮ ‬وفعالة‮.‬
الشعار الخاص بتريم عاصمة الثقافة الاسلامية 2010م لا يبدو انه قد استقر بدليل أن هناك شعارين مختلفين تماماً، وانظروا مثلاً الشعار الموجود على شاشة التلفزيون والشعار الآخر في موقع الوكالة الرسمية للأنباء، أو ما نراه في صحيفة رسمية وأخرى رسمية أيضاً.. وهذا الاختلاف‮ ‬يعطي‮ ‬المرء‮ ‬من‮ ‬الوهلة‮ ‬الأولى‮ ‬الحق‮ ‬في‮ ‬التشاؤم‮ ‬من‮ ‬قدرة‮ ‬المعنيين‮ ‬على‮ ‬إنجاز‮ ‬هذه‮ ‬المهمة‮ ‬بروح‮ ‬الفريق‮ ‬الواحد‮.‬
قبل أعوام كانت صنعاء عاصمة للثقافة العربية، ولأن الفعالية لم تعطَ حقها من التمويل والإعداد اقتصرت مظاهرها على إصدار مجموعة كتب ومجموعة حفلات، ولم يحدث أي تقدم، أو تغيير في أي مجال يتعلق بالثقافة، فلم يتم تشييد أي مشاريع تتعلق بالسينما أو المسرح مثلاً.. بينما‮ ‬الغرض‮ ‬من‮ ‬فعاليات‮ ‬أو‮ ‬عواصم‮ ‬ثقافية‮ ‬هو‮ ‬النهوض‮ ‬بالثقافة‮ ‬وُبناها‮ ‬التحتية‮ ‬في‮ ‬البلد،‮ ‬وليس‮ ‬مجرد‮ ‬مظاهر‮ ‬دعائية‮.‬
عندما اختارت المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم مدينة تريم لتكون عاصمة للثقافة الاسلامية لهذا العام، كانت تدرك أهميتها التاريخية والدور الذي لعبته ولعبه أهلها في نشر الاسلام، وتوافرها على معالم تاريخية تدل على أنها كانت مركز إشعاع حضاري، وقد كانت كذلك بالفعل، واليوم وقد صارت مهوى الافئدة والعقول ينبغي أن تعامَل معاملة »عاصمة« ثقافية جديرة بالاهتمام.. وان يسخَّر لها المال الكافي لإقامة مشاريع ثقافية وكذلك تنموية ، إضافة الى ما يتطلبه الجمال والنظافة واستقبال الزوار، وتنظيم المهرجانات العامة والندوات الفكرية‮ ‬والأيام‮ ‬الثقافية‮ ‬والفنية‮ ‬على‮ ‬مدار‮ ‬العام‮.‬
وستكون مناسبة »تريم عاصمة للثقافة الاسلامية 2010م« فرصة مواتية في هذا الوقت لإحياء مبادئ وثقافة الرجال الحضارمة الكبار من أمثال ابن خلدون وباكثير والمحضار وبامخرمة وأضرابهم.. وإذا لم يؤخذ هؤلاء في الاعتبار فلا عام لتريم وعامها.{
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-14118.htm