الإثنين, 22-فبراير-2010
الميثاق نت -  المحرر‮ ‬السياسي -
أعمال القتل للأبرياء وقطع الطرقات واخافة السبل الآمنة والاعتداء على المواطنين ومصادر أرزاقهم واثارة أعمال الشغب ورفع العلم الشطري تحت يافطات الدعوات الانفصالية والشعارات الجهوية المناطقية التي تقوم بها عناصر تمزيقية ارهابية تربت في أوحال التطرف وكبرت في مستنقعات دماء الصراعات العبثية على السلطة في فترة الحكم الشمولي منطلقة بذلك من نظرة مناطقية وقروية كانت في كل دورة عنف تضيق وتصغر لتتناسب مع مخططي مؤامراتها والأدوات المنفذة لها حتى اصبحت تمارس التصفية الجسدية بالهوية والانتماء المناطقي والقروي زارعين الأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن في المحافظات التي ابتليت بحكمهم الأرعن حتى تم تجاوز تلك الأوضاع باعادة وحدة الوطن في الــ22 من مايو عام 1990م وكان الاخذ بالديمقراطية كخيار وطني لبناءالدولة اليمنية المؤسسية الحديثة يهدف الى مواجهة موروثات ذلك العهد بكل مخلفاته المتسمة بالولاءات الضيقة القائمة على ثقافة الكراهية والتي ملأت النفوس والعقول أحقاداً لايمكن الخلاص منها إلا باشاعة التسامح والمحبة بين كل أبناء الوطن وحل التباينات والخلافات على أسس جديدة مغايرة تجسد الروح الحضارية لشعبنا القائمة على احترام الرأي الآخر والقبول به والتعاطي معه مادام الجميع محكوماً بثوابت وطنية ملتزماً بالدستور والقانون وأي خلافات أو اشكاليات تدار عبر الحوار وتحل على طاولته منطلقين من الحرص على مصلحة الوطن ونهوضه وتقدمه ورقيه وازدهاره، وكان واضحاً منذ البداية ان اولئك الذين ادمنوا على سفك الدماء وعاجزون عن مغادرة الاقبية المظلمة لتفكيرهم السياسي التآمري الذي تجلى في افتعالهم الأزمات سعياً منهم الى اعادة الوطن الى عهود الفرقة والتمزق ولتحقيق هذه الغاية لم يتوانوا عن الارتماء في احضان الشيطان ولكن شعبنا كان لهم بالمرصاد مسقطاً بانتصاره لوحدته ونهجه الديمقراطي مشروعهم البائس والحقير فكان ذلك بمثابة الدرس الذي يتوجب عليهم ان يستوعبوه ويستخلصوا منه العبر لكن روح العمالة والخيانة والارتزاق كان داؤها قد استفحل وسكن عقولهم واصبحوا غير قابلين للتعلم ومكتسبين مناعة ضد فهم ان الزمن قد تغير وان الوحدة قد ترسخت واصبحت حقيقة ابدية والمساس بها دونها الموت بالنسبة لشعبنا الذي قدم من أجلها أغلى التضحيات وقوافل الشهداء في مختلف المراحل والمنعطفات التاريخية التي مر بها على طريق الخلاص من عهود التخلف والطغيان الامامي الاستعماري السلاطيني التشطيري منتصراً لثورته 26سبتمبر و14أكتوبر بنيل الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري وتثبيت اسس ومداميك وحدته ليصبح من سابع المستحيلات العودة باليمن الى الخلف، إلا ان هذا لايعني ترك هؤلاء الاقزام يتمادون في ممارسة أعمالهم المنحطة والدنيئة النابعة من نفسية اجرامية وضيعة على ذلك النحو‮ ‬الذي‮ ‬عبرت‮ ‬عنه‮ ‬أعمالهم‮ ‬التي‮ ‬تستهدف‮ ‬الابرياء‮ ‬ولاتتوانى‮ ‬عن‮ ‬اعمال‮ ‬السلب‮ ‬والنهب‮ ‬وانتهاك‮ ‬الحرمات‮ ‬وقتل‮ ‬النفس‮ ‬التي‮ ‬حرم‮ ‬الله‮.. ‬
على أولئك الذين مازالوا يدافعون عن من يقترف تلك الجرائم بحق الوطن وابنائه ان يدركوا ان استمرار تحججهم قد سقطت ذرائعه بما اقترفته أيادي تلك العصابات الطفيلية التي افرزتها ثقافة الكراهية.. والخطوة الأولى بهذا الاتجاه هي القطيعة مع اولئك المناطقيين الانفصاليين‮ ‬ومن‮ ‬يقف‮ ‬وراءهم‮ ‬والاصطفاف‮ ‬مع‮ ‬الوطن‮ ‬وأبنائه‮ ‬ونعني‮ ‬هنا‮ ‬احزاب‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬لديها‮ ‬مساحة‮ ‬للمناورة‮ ‬بعد‮ ‬ان‮ ‬باتت‮ ‬الذرائع‮ ‬والمبررات‮ ‬ساقطة‮ ‬وتضعهم‮ ‬في‮ ‬خانة‮ ‬هؤلاء‮..‬
وهذا يوجب عليهم العودة الى الحوار وفقاً لما التزموا به في اتفاقية 23فبراير التي ينقضي عامها الأول وتلك الاحزاب تتهرب من تنفيذها واليوم باتت أكثر وجوباً من أي وقت مضى بعد ان سقطت كل حججها للهروب من الحوار وطاولته هي المحك لكي يثبتوا حقاً أنهم مع هذا الوطن وحريصون‮ ‬على‮ ‬وحدته‮ ‬وأمنه‮ ‬واستقراره‮ ‬ونهجه‮ ‬الديمقراطي‮ ‬ويسعون‮ ‬الى‮ ‬نمائه‮ ‬وتطوره‮.‬
اما بالنسبة لاولئك الذين يتوهمون ان جرائمهم ضد الوطن وأبنائه ستوصلهم الى مآربهم في تدمير الوطن وتشظيه فإننا نقول لهم ان يد العدالة ستطالهم وسينالون العقاب الذي يستحقونه على ما ارتكبوه من جرائم بحق الوطن والمواطن.. وسوف يكونوا عبرة لكل من يحاول النيل من وحدته‮ ‬وأمنه‮ ‬واستقراره‮ ‬ومسيرة‮ ‬تنميته‮ ‬ونهوضه‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-14132.htm