الميثاق نت/ حوار - توفيق عثمان الشرعبي - أكد الدكتور مهدي عبدالسلام عضو مجلس النواب في اليمن عن الدائرة(25) بمحافظة عدن أن مواقف المشترك التأزيمية تكشف سوء نيتها وما تبيته للوطن من شر.. وقال في مقابلة مع »الميثاق« إن أحزاب اللقاء المشترك تسعى جاهدة لإيصال البلاد إلى فراغ دستوري وهذا ما يجب أن يتنبه له المؤتمر الشعبي العام حتى لا يكرر خطأ فبراير 2009م.
وبخصوص ما يجري في بعض المناطق في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية من فوضى وتخريب نوه النائب مهدي إلى أن سكوت الدولة وتساهلها كان سبباً رئيسياً في ذلك وشجع عليه.. وقضايا أخرى تحدث عنها في محتوى هذا اللقاء:
كيف تقيم ما يدور في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية؟
- الوضع الراهن وضع معقد ويعود ذلك لأسباب كثيرة أهمها التساهل منذ البداية وعدم معالجة القضايا المطلبية أولاً بأول، ما أدى إلى تحول ذلك الى قضايا استغلها الذين فشلوا في صيف 1994م، هؤلاء دفعوا بالمواطنين أصحاب الحقوق الى عمليات التخريب والفوضى ورفع الأعلام الشطرية والقتل بالهوية.
أشرت الى التساهل.. من قِبَلْ منْ كان هذا التساهل؟
- من قبل الدولة، لقد سكتت وأدى سكوتها إلى الخروج على القوانين والتمادي على الثوابت الوطنية وظهور الانفصاليين الداعين لما يسمى بـ»فك الارتباط« .. سكوت الدولة أدى الى صراخها اليوم بعد أن وجدت القتلة يسرحون ويمرحون ويعيثون في الأرض فساداً، وإذا استمر هذا الصمت وهذا الانفلات سيتحول القتلة إلى قياديين لفصائل مسلحة تناشد بالتدخل الدولي.. يجب على أجهزة الدولة أن تعي تماماً أن للديمقراطية حدوداً، وأن واجبها يتمثل في الضرب بيد من حديد وإخماد أي تمرد أو فوضى أو تخريب.
مشروع عدائي
كم تقدر عدد الداعين لما يسمى بفك الارتباط؟
- قلة قليلة تسعى لاستغلال الدولة وتمرير مشاريع تخدم الاطراف الانفصالية في الخارج الذين فقدوا مصالحهم بعد تحقيق الوحدة المباركة.. الذين كانوا يعيشون على المجازر و القتل.
يعني هم من قاموا بالتصالح والتسامح؟
- بالطبع .. هم أصحاب هذا المصطلح »المطاط« فعندما يستخدم شخص قاتل.. مجرم بحق القانون اسلوب خداع مع المواطنين وأبناء من قام بقتلهم سابقاً ويدعوهم للتصالح والتسامح تجد في أسلوبه هذا تبييتاً للقيام بمجازر مشابهة لما قام به سابقاً.
لماذا يسعون للتصالح والوحدة قد أغلقت ملفات الماضي وجبّت ما قبلها؟
- كما قلت لك سابقاً أعداء الوحدة لا يطيقون الأمن والاستقرار ولمّ الشمل ولذلك لا يؤمنون ولا يذعنون لشيء جاءت به الوحدة.. التصالح والتسامح ابتكروه ليناصبوا العداء للوحدة، وهذا ما لم يستوعبه المواطن العادي الذي فقد أباه في مجازر أولئك السفاحين.
هل تعتقد بأن ما يحصل في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية هو استغلال لأخطاء وفساد بعض المسؤولين؟
- نعم.. كل ما يحصل الآن كان منشأه مطالب حقوقية واستياء من بعض التصرفات الإدارية والممارسات والمظالم، وكثير ممن يخرج الى الشارع للقيام بالفوضى لديه قناعة بأن قياداته انفصالية منبوذة ولا يطيقها الشعب بأكمله.. ولكن الضرورة أخرجته وجعلته يلتحق بهم.
معاناة ومجازر
لماذا لا تذكرون هؤلاء بما عانوه قبل الوحدة علّهم يرعوون ويعودون الى رشدهم؟
- معك حق بهذا، فالذكرى تنفع المؤمنين، فنحن أبناء الجنوب عانينا حكماً شمولياً ظالماً قام بالإقصاء والقتل والسحل والتصفيات بالهوية والتفرقة.. كانت تحكمنا فئات من بعض المديريات، كنا نعايش كل 5-8 سنوات مسلسلاً دموياً إجرامياً تنتج عنه تصفية كاملة واستعباد للمهزومين.. حتى جاءت الوحدة لتفتح كل الآفاق ولو تذكَّر المغرر بهم والفوضويون تلك المآسي لعادوا الى رشدهم أو لفضلوا الانتحار بدلاً عن معادة الوحدة.
العيش المجهول
دعاة الانفصال .. ماذا يريدون بالتحديد من وجهة نظرك؟
- ليس لديهم مشروع محترم.. هم يسعون للابتزاز.. للانتقام من أنصار الوحدة يحبون أن يُعيِّشوا المواطنين في المجهول كما كان ديدنهم أيام الحكم الشمولي..
{ هل يعقل بأن من لديه مظلمة أو حق أن يلجأ إلى التشطير إذا لم يجد من يصغي إليه؟
- أي وحدوي وطني غيور لا يمكن أن يعلّق أية قضية بالوحدة مهما كانت القضية وهؤلاء كثير في المحافظات الجنوبية، أما الذين يعلقون مشاكلهم هم قلة لم ترق لهم الوحدة من بدايتها، والحقوق والقضايا المطلبية استغلوها لذلك العداء..
{ بماذا تنصح أولئك؟
- أقول لهم صحيح أن هناك فساداً.. ظلماً.. فقراً .. مسؤولين متنفذين فاسدين.. تصرفات وممارسات غير مقبولة، لكن كل هذا يجب أن نواجهه بالتمسك بالوحدة والمطالبة في ظلها والاتجاه نحو المؤسسية.
ثلاثي الشر لماذا بدأ يظهر في بلادنا ويهدد أمننا واستقرارنا؟
- بسبب الانفلات الامني والتسيب والتساهل والاتكالية.. وكذلك ضعف وجود الخدمات والتنمية في المناطق التي يتواجد فيها أي من ثلاثي الشر.. الانفصال، التمرد ، القاعدة.. فمثلاً عندنا في وادي »رفض« تكاد تكون التنمية والبنية التحتية منعدمة وهذا ما جعل تنظيم القاعدة يتخذ سبيله الى المواطنين هناك.. وللتأكيد فإن عندنا في »رفض« مدارس ولكن بدون مدرسين ما جعل عناصر القاعدة تتطوع بالتدريس في تلك المدارس، فكان لهم ذلك ما أدى الى تواجدهم هناك، ولولا الضربة الاستباقية الموفقة للأجهزة الأمنية في ذلك الوادي، لتكاثرت عناصر القاعدة.
من يقف وراء الانفلات الأمني؟
- وزارة الداخلية بشكل خاص والحكومة بشكل عام، فإذا وجدنا الجنود ما وجدناش الامكانيات والعكس، الخطوط والطرقات الطويلة أصبحت مسرحاً للمتقطعين ولا ندري لماذا لا يتم تأمينها..
يجب أن نخاف
هل يساورك القلق على الوحدة؟
- بالتأكيد.. هناك خوف على الوحدة وإذا قلنا غير ذلك نضحك ونكذب على أنفسنا .. يجب أن نخاف ونقلق على الوحدة ويجب أن تتخذ إجراءات أمنية صارمة في الأماكن التي ترفع فيها شعارات التشطير.. ويفترض أن يعزز الأمن هناك بألوية كبيرة ورجال أمن مسؤولين وليس مؤججين للفتنة.. يجب أن نعترف أن المشكلة أمنية بحتة.
إساءة وغياب
هل للإعلام دور بما يحصل على الساحة اليوم؟
- تستطيع تقول : إن الاعلام إذا لم يسئ يغب.. فهناك إعلام يروج للانفصاليين ويسيئ للوحدة وللنظام.. وهناك إعلام رسمي ومناصر يكاد يكون غائباً عما يحدث من بعض المحافظات الجنوبية والشرقية وإذا وجد فعلى استحياء، وهذا له دور فيما يحصل، فالناس بحاجة الى توعية إلى تذكير بمآسي الحكم الشمولي وبالمجازر والتصفيات، الناس هناك بحاجة إلى المقارنة بين ما كان وما هو حاصل الآن من تنمية وخدمات، وهذه التوعية مفقودة في إعلامنا.
وماذا عن دور السلطات المحلية؟
- كان يفترض التدقيق في مسألة اختيار المحافظين المنتخبين.. فهناك محافظون واجهوا مشاكل كانت أكبر من مقدرتهم على مواجهتها أو احتوائها، المرحلة حساسة وهناك سوء اختيار لبعض المحافظين المنتخبين، ولكننا نعدها تجربة إيجابية ستتحسن في المراحل القادمة.
تجرد
هل البرلمان يقوم بدوره تجاه ما يحصل في الساحة السياسية؟
- مجلس النواب تجد فيه التجرد اكثر من أية جهات أخرى ولعل الجميع أدرك ما تحتويه التقارير الامنية وغيرها التي تقدمها اللجان البرلمانية.
حدثنا عن استفادة المواطن من التقارير وليس ما تحتويه؟
- البرلمان يعمل بجدية وبصورة عاجلة والتسويف يحصل من الحكومة وهذا التسويف غير مقبول وخصوصاً في التقارير الامنية أو ما يتعلق بالثوابت الوطنية.. يفترض على الحكومة أن تضع لها برامج لتنفيذ التوصيات البرلمانية كونها تخدم الوطن والمواطن ولا تضر بالمسؤولين.. وأنا أرى أنه في حال سوفت الحكومة في مثل هذه القضايا أن يتخذ البرلمان موقفاً جاداً تجاهها وفقاً لما خول له الدستور.
ضعف.. وموسمية
ما تقييمك لوضع المؤتمر الشعبي العام؟
- لا يمارس دوره بالشكل المطلوب، نشاطه ضعيف وموسمي، صحيح أن قيادات المؤتمر تمارس عملها في المؤسسات التنفيذية وتنشغل عن المؤتمر الشعبي العام لكن هذا لا يعفيها من قيامها بدورها التنظيمي ولو عن طريق التواصل والاتصال.
ما هو الحل إذاً؟
- الحل أن يكون هناك وقفة تنظيمية جادة تقييمية للخروج من هذا الركود المؤتمري الحاصل ووضع برامج عمل مستقبلية كوننا سنقابل خصوماً أقوياء في الانتخابات يشتغلون من تحت لتحت يجب ألا نركن على الانتخابات السابقة ونعوّل على نتائجها.
تقصد أن المؤتمر مهدد في الانتخابات القادمة؟
- يعني هذا الوضع سيؤثر إذا لم يكن هناك عمل ميداني من الآن.
مزايدة
كيف تقيم وضع المشترك؟
- هذه الاحزاب أصبحت مرتبكة.. أثرت عليها الانتخابات السابقة وأوجعتها النتائج.. وهي ضعيفة جداً في المحافظات الجنوبية والشرقية، لذا تجد هذه الاحزاب تزايد كثيراً بما يجري على الساحة في بعض المناطق من بعض المحافظات الجنوبية لتتقرب من الميدان وتدس رأسها هناك.. المشترك ينشط ويتصيد الاخطاء ويحاول التقرب من المواطنين وهذا قد يساعده لدى البسطاء والأميين التي يمكن أن يتلاعب بعواطفها..
لعبة سياسية
بما أنك أحد النواب التكميليين.. ماذا تقول حول طعن المشترك بشرعية انتخابكم؟
- أحزاب المشترك قدمت الطعن وغيَّبت كتلتها عن مجلس النواب، لكنهم عادوا وبعودتهم ألغوا طعنهم.. حضورهم مرة أخرى دليل على قبولهم بشرعية الانتخابات التكميلية .. المسألة لعبة سياسية ألفها المشترك ليتجنب الانتخابات ، فهو المطالب بتمديد فترة مجلس النواب لسنتين.. والمؤتمر وافق واتضح له مؤخراً حجم الخطأ الذي ارتكبه بموافقته.
ماذا عن اتفاق فبراير؟
- ذلك الاتفاق كان مماطلة ومراوغة وكسب للوقت من قبل المشترك.. فالمشترك يسعى في كل حواراته مع المؤتمر الى التلاعب بالزمن المحدد حتى يصل الوطن الى فراغ دستوري.
إذاً ما الذي يفترض أن يقوم به المؤتمر الشعبي حالياً؟
- البدء بتنفيذ اتفاق فبراير والمضي نحو الانتخابات مع بقية القوى السياسية الأخرى وان كنا نتمنى على اخواننا في المشترك أن يحكموان العقل في تصرفاتهم ويسعون باتجاه تنفيذ الاتفاق بعيداً عن الاشتراطات التي لم ينص عليها ذلك الاتفاق. وما يستوقف أي سياسي هو ذلك الإصرار والمواقف التي تتمترس خلفها أحزاب المشترك وتنسى أنها معارضة يفترض أن تغلب مصالح الوطن على ما سواها.. أحزاب اللقاء المشترك تؤكد يومياً بما لا يدع مجالاً للشك عقم تفكيرها وقصور وعيها.. يا أخي المعارضة في العالم تعترف بالايجابيات للآخر الا عندنا وكأنها متخصصة في السلبيات والمشاكل.
طرف آخر
من وجهة نظرك من المستفيد من كل هذه المناكفات والمماحكات الحزبية؟
- الطرف المتربص بالوحدة والجمهورية والديمقراطية .. الطرف الذي يسعى لانهيار الدولة..
أمن وتنمية
ما الحلول التي تقترحها لحل هذه الاشكاليات؟
- ايجاد قوات أمن في المناطق الملتهبة تقوم بواجبها بالمعنى الصح.. لا تتساهل ولا تتغاضى ولا تتعاطف ولا تتباطأ.. أيضاً على الحكومة توفير مقومات الحياة الأساسية من خدمات وتنمية في كل المناطق النائية.
القبض على المخربين والانفصاليين والارهابيين وملاحقة من يقف معهم وتقديمهم إلى القضاء ومحاكمتهم بصورة عاجلة ليأخذوا جزاءهم ويكونوا عبرة لغيرهم.
بالإضافة الى إيجاد إعلام محترف يقدم للرأي العام فظائع وجرائم المخربين ويقدم الصورة الحقيقية لما شهدته المحافظات من نقلة نوعية في البنى التحتية.. وكذلك عودة الاحزاب الى جادة الصواب وتغليب الوطن على ما سواه، وتفويت الفرصة على الأطراف التي تتخذ من المناكفات السياسية وسيلة لتنفيذ مخططاتها التآمرية على الجمهورية والثورة والوحدة والديمقراطية والامن والاستقرار.
كلمة أخيرة؟
- أقول لأبناء اليمن بشكل عام وأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية بوجه خاص: إن الوحدة هي خيارنا ومصيرنا ولا يجب أن نسمح لأحد التشكيك أو المساس بها.. يجب أن يعي الجميع أن هناك أعداء للوحدة فقدوا مصالحهم عندما تحققت هذه الوحدة فلا تنجروا وراءهم، فمشاريعهم تدميرية.. وادعو أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية إلى تذكر المآسي والمشاكل التي حصلت لهم من قبل الحكم الشمولي.{
|