الميثاق نت -

السبت, 20-مارس-2010
الميثاق نت/ تريم(حضرموت) -
في إطار فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الجاري وضمن أنشطته الأسبوعية أقام مركز ابن عبيد الله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون مساء أمس محاضرة هامة تحت عنوان ( نحو دراسة أعمق لآثار مدينة تريم ) ألقاها الباحث الأستاذ عبد الرحمن بن حسن السقاف المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف بوادي بحضرموت , استعرض فيها أهم وأبرز المعالم الأثرية في هذه المدينة العريقة الغنية بمخزون كبير من الآثار المادية والتي تحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث العلمية المنظمة.

وركز السقاف في محاضرته الحديث على الآثار المادية الموجودة في تريم ومنها المعالم القديمة لبقايا ومسارات الأسوار لتي كانت تحصن المدينة عبر العصور كما كشف عن معلومات هامة بشأن تحري موقع أول مسجد أسس في مدينة تريم بعد عودة الوفود التي بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعتنقت الدين الإسلامي , وكذا تاريخ مقابر تريم التي قبر فيها العديد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من شهد معركة بدر الكبرى و رجالات تريم عبر التاريخ , منوهاً إلى أهمية دراسة مقابر تريم التي تحتوي على شواهد حجرية تحمل أسماء المتوفين وتواريخ وفياتهم عبر مئات السنين والتي تعود إلى قبائل عربية استقرت فروع منها اليوم في مختلف البقاع العربية والإسلامية.

ودعا إلى استكشاف المزيد من الآثار والمعالم التاريخية التي تعبر عن تاريخ الإنسان القديم الذي استوطن هذه المدينة العظيمة , مشيرا إلى أنه في ثلاثينيات القرن الماضي تم العثور على تمثال حجري مجنح يعود تاريخه إلى عصور وحضارات موغلة في القدم كما وجدت بقايا أثرية لأنماط معمارية من البناء الحجري يعود إلى ما قبل الإسلام.

وتطرق السقاف في محاضرته إلى الجوانب الجغرافية لمدينة تريم مبيناً أن تريم تعتبر آخر ألمناطق الواسعة في وادي حضرموت , وهي امتداد لحضارات متعاقبة كانت تهتم بالسيول وبناء السدود و تريم تقع بين واديي دمون وعيديد فهما بمثابة رئتيها التي تتنفس بهما مشيراً إلى أن تريم سميت بأسماء متعددة منها الغناء و بلاد الطب كما اشتهرت بلقب الخير والمحروسة وقد ورد اسم تريم في كثير من المؤلفات , كما ذكر الأستاذ عبد الرحمن بن حسن السقاف في محاضرته التي حضرها وأثراها بالمناقشات جمع كبير من المختصين ومن رواد مركز ابن عبيدالله السقاف أسماء مواضع عديدة من الآثار والمعالم والمساجد والمباني والقصور لم تكن معروفة من قبل لدى الكثير , كما أطنب في ذكر خصائص وسمات خاصة تشتهر بها مدينة تريم في تاريخها وفي نمط حياتها اليوم , مستخدماً أحدث التقنيات في وسائل العرض.

الجدير بالذكر أن الباحث عبدالرحمن بن حسن السقاف من أبرز الناشطين في هذا المجال ومرجع بحثي متخصص في تاريخ حضرموت و قد خرج الحضور بتوصية تطالب المركز و المحاضر بمحاضرات مشابهة لمناطق ومدن حضرمية أخرى وكذا مطالبة الجهات المختصة والمهتمين بتكثيف أنشطتهم في خدمة وإبراز أثار مدينة تريم التاريخية والحفاظ عليها خاصة أنها أصبحت هذا العام عاصمة للمسلمين.


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-14598.htm