الإثنين, 22-مارس-2010
الميثاق نت -    ‬محمد‮ ‬علي‮ ‬سعد -
‮ سعدت مثلما سعد المئات من أبناء عدن بخبر إحياء جبهة التحرير وتأسيسها حزباً سياسياً يشارك كل الأحزاب السياسية القائمة في البلاد في ظل الحياة الديمقراطية التي تحققت في زمن دولة الوحدة.. ومرجع سعادتي له عدة أسباب أهمها: ان جبهة التحرير بكل فصائلها كانت شريكاً فعلياً في مرحلة الكفاح المسلح لنيل الاستقلال الوطني بعد احتلال بريطاني لجنوب الوطن استمر زهاء 129 عاماً.. فجبهة التحرير ناضلت بكل ما في الكلمة من معنى وحملت السلاح وقاتلت الاستعمار وقدمت طابوراً طويلاً من الشهداء الذين سقطوا في معارك الشرف حتى تحقق لشعبنا الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م، كما شاركت جبهة التحرير برجالها الشرفاء في معارك الدفاع عن صنعاء في حصار السبعين يوماً.. ولها ولرجالها أدوار مشرفة يحفظها تاريخ الثورة السبتمبرية، ذلك لأن طلائع جبهة التحرير كأفراد قد شاركوا في الدفاع عن الثورة السبتمبرية بعد ايام قليلة من انتصار الثورة في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.. لهذا نجد أن جبهة التحرير بكثير من قياداتها وكوادرها قد تشبعوا بالفكر الوطني الوحدوي منذ زمن مبكر جداً وسبقوا بانتمائهم لليمن الواحد الموحد بأكثر من عقدين من الزمن.

وعموماً فإن إعادة إحياء جبهة التحرير بتاريخها الوطني المشرف وبأدوارها الكبيرة وبحقها الشرعي في التواجد كأحد أهم الاحزاب الوطنية السياسية في اليمن يمثل اليوم انتصاراً للحقيقة وانصافاً عادلاً للجبهة قيادة وقواعد بعد أكثر من أربعة عقود من الاهمال والإنكار والإبعاد وطمس الحقائق، فالذي نعرفه ويعرفه القاصي والداني هو أن جبهة التحرير بكل قياداتها وكوادرها قد تعرضوا منذ الايام الاولى للاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م وبعد تسلم الجبهة القومية زمام الدولة في جنوب الوطن تعرضوا للاعتقال والسجن والتشريد ولقوا مضايقات في لقمة عيشهم واستقرار حياتهم مما دفع الكثير منهم للهجرة كرهاً ، حيث وصل أولهم مدينة تعز فيما وصل آخرهم الى كندا وهي أبعد بقاع الأرض وليس هذا فقط بل امتد ظلمهم الى اعتبارهم ثورة مضادة للنظام القائم في الجنوب وصارت جبهة التحرير مادة من مواد التربية الوطنية‮ ‬تدرس‮ ‬في‮ ‬المدارس‮ ‬بأنهم‮ ‬النموذج‮ ‬الحي‮ ‬للثورة‮ ‬المضادة‮ ‬لثورة‮ ‬الرابع‮ ‬عشر‮ ‬من‮ ‬اكتوبر،‮ ‬كما‮ ‬تم‮ ‬انتزاع‮ ‬ممتلكاتهم‮ ‬الشخصية‮ ‬من‮ ‬منازل‮ ‬وسيارات‮ .. ‬الخ‮.‬

واليوم‮ ‬وبإحياء‮ ‬جبهة‮ ‬التحرير‮ ‬وقيامها‮ ‬كحزب‮ ‬سياسي‮ ‬له‮ ‬كامل‮ ‬حقوق‮ ‬الاحزاب‮ ‬وعليه‮ ‬ما‮ ‬عليها‮ ‬من‮ ‬واجبات‮ ‬فإننا‮ ‬ندعو‮ ‬الاخوة‮ ‬في‮ ‬جبهة‮ ‬التحرير‮ ‬إلى‮ ‬الاهتمام‮ ‬بالنقاط‮ ‬التالية‮:‬
أولاً‮: ‬ان‮ ‬تخطو‮ ‬قيادة‮ ‬جبهة‮ ‬التحرير‮ ‬خطوات‮ ‬عملية‮ ‬للاسراع‮ ‬في‮ ‬استكمال‮ ‬القضايا‮ ‬القانونية‮ ‬والتنظيمية‮ ‬لتأسيس‮ ‬الحزب‮.‬
ثانياً‮: ‬الإعداد‮ ‬الفاعل‮ ‬لعقد‮ ‬المؤتمر‮ ‬العام‮ ‬للحزب‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬إعداد‮ ‬الوثائق‮ ‬الاساسية‮ ‬للحزب‮.‬
ثالثاً‮: ‬تشكيل‮ ‬هيئة‮ ‬للخطاب‮ ‬الاعلامي‮ ‬والسياسي‮ ‬للحزب‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬كوادر‮ ‬صحفية‮ ‬احترافية‮ ‬تعرّف‮ ‬بحزب‮ ‬جبهة‮ ‬التحرير‮ ‬وسياساته‮ ‬خاصة‮ ‬وان‮ ‬تغييباً‮ ‬قد‮ ‬جرى‮ ‬بحق‮ ‬الجبهة‮ ‬لأكثر‮ ‬من‮ ‬ثلاثين‮ ‬عاماً‮.‬
رابعاً‮: ‬الحرص‮ ‬كل‮ ‬الحرص‮ ‬على‮ ‬عدم‮ ‬انجرار‮ ‬جبهة‮ ‬التحرير‮ ‬للماضي‮ ‬أو‮ ‬التعامل‮ ‬بردود‮ ‬الأفعال‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬أصاب‮ ‬كوادرها‮ ‬من‮ ‬مظالم‮ .‬
خامساً‮: ‬الاهتمام‮ ‬بالانتخابات‮ ‬البرلمانية‮ ‬القادمة‮ ‬والحرص‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬حزب‮ ‬جبهة‮ ‬التحرير‮ ‬موجوداً‮ ‬وفاعلاً‮ ‬لا‮ ‬مشاركاً‮ ‬فحسب‮.‬
الخلاصة: تلك النقاط المتواضعة هي اجتهاد متواضع نقدمه مع علمنا ان جبهة التحرير بقياداتها وكوادرها تملك الكثير منها.. لذا نتمنى أن تشكل جبهة التحرير إضافة حقيقية في المشهد الوطني والسياسي والحزبي في البلاد.
للتأمل ‬قدر‮ ‬الحقيقة‮ ‬ان‮ ‬تطفو‮ ‬على‮ ‬سطح‮ ‬الماء‮ ‬مهما‮ ‬حاول‮ ‬البعض‮ ‬إغراقها‮..:{‬


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-14643.htm