الميثاق نت/ حوار - يحيى علي نوري - ثلاثة أيام قضيتها في مدينة مأرب لم تكن كافية لأن احيط بمختلف القضايا والموضوعات المرتبطة بحياة تلك المحافظة على المستويين الآني والمستقبلي. لكن حاولت بقدر المستطاع استغلال هذه الفترة الوجيزة في إجراء العديد من الاستطلاعات الصحفية الوقوف امام العديد من المشكلات بل والغوص في ثناياها في محاولة لتقديم الصورة الكاملة لطبيعة الواقع الراهن الذي تعيشه مارب.
وكان لــ"الميثاق" ان اجرت في هذا الصدد لقاءات واستطلاعات شملت العديد من الجوانب الحياتية التي تهم تلك المحافظة وتعبر عن متطلبات ابنائها.. وهي محصلة ايجابية اذا ما نظرنا لها من حيث الفترة القصيرة لإنجازها وجميعها تحاول الاسهام قدر الامكان في تسليط الأضواء على تلك المحافظة وتصحيح بعض المفاهيم المأخوذة عنها او بالاحرى عن ابنائها وهي محاولة من »الميثاق« تهدف في الاساس الأول الى ازالة بعض العوائق التي تقف أمام عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والناتجة بفعل تضخيم الاعلام لطبيعة المشكلات التي تعاني منها مأرب وكيف يشعر ابناء تلك المحافظة بالامتعاض من التضخيم الاعلامي ويعتبرونه عائقاً أمام تطلعات محافظتهم على طريق التنمية الشاملة.. وعموماً نقدم للقارئ المحصلة الأولى لزيارة »الميثاق« لمأرب وهي هذا اللقاء الذي اجرته مع الاخ ناجي الزايدي محافظ المحافظة الذي حرصت »الميثاق« ان تطل من خلاله على الكثير من الموضوعات التي تهم تلك المحافظة وابناءها المتطلعين الى غدٍ أكثر اشراقاً خالياً من كافة المنغصات.. والى حصيلة هذا اللقاء :
ما الجديد على صعيد الإنشاءات التابعة لسد مارب باعتباره من أبرز المشروعات الاستراتيجية بالمحافظة ويعول عليه كثيراً في تحقيق التنمية الزراعية للوطن؟
- كما تعلمون إعادة سد مارب كان بمثابة محطة تحول مهمة في تاريخ المحافظة والوطن، وباعتبار هذا المشروع يمثل استعادة لواحدة من أبرز اشراقات الحضارة اليمنية المتمثلة في الزراعة والري.
وحقيقة أن فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يولي هذا المشروع ومتطلبات تطويره جل اهتمامه والتي منها استكمال المرحلة الثانية من قنوات تصريف المياه، والعمل جارٍ من قبل وزارة التخطيط مع دولة الإمارات العربية المتحدة والذي كان لرئيسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الدور الكبير في إعادة بناء سد مارب الى الوجود كصرح تنموي يذكر بالماضي الحضاري العظيم لليمن السعيد وذلك من أجل استكمال هذه المرحلة.
استفادة ضعيفة
{ لكن الاستفادة من سد مارب تكاد تكون متواضعة جداً في ظل عدم استكمال المرحلة الثانية التي أشرتم اليها؟
- الاستفادة من السد كبيرة وتتمثل في خزن المياه الجوفية بكميات كبيرة وهذا بحد ذاته يؤسس لأرضية خصبة للتنمية الزراعية وهي تنمية سوف تتعاظم مع استكمال مشروع القنوات.
{ بالنسبة لمشروع القنوات الى أين سوف تمتد وهل صحيح سوف تنتهي في إطار محافظة الجوف؟
- القنوات مرسوم لها أن تنتهي في الجهة الشرقية لمديرية الوادي بالمحافظة وهناك عوائق واجهت هذا المشروع مثل وجود الحقول الزراعية السابقة وتقاعس المقاولين ولكن هناك لجنة مشكلة لتصفية الاعمال السابقة على المقاول المتعثر، وسوف يبدأ قريباً إن شاء الله العمل في المشروع من قبل جهة أخرى.
{ إذاً الاستفادة من سد مارب .. ما نسبتها حالياً؟
- قد تصل حالياً الى 30٪ فقط، وسوف تتزايد علماً بأنه تم قطع أشواط إيجابية وكبيرة على صعيد تنفيذ المرحلة الثانية.
{ السد قبل هذا اللقاء ولم ألمس أية منشآت خدمية أو سياحية قد يستفاد منها من قبل الزوار من السياح.. هل ذلك يمثل إهمالاً أم ماذا؟
- في الحقيقة لقد وضعت خطة وخاصة منذ تحملي مهام منصب المحافظ وتهدف الى تحسين موقع السد بالعديد من الخدمات التي يحتاج اليها الزوار وتحدثنا حول ذلك مع مسؤولين في إدارة هيئة المناطق الشرقية بضرورة بناء بعض المشاريع الخدمية التي يحتاج اليها السياح والزائرون عموماً، لكن هذا المشروع تأجل بعد صدور قرار الغاء الهيئة، وإن شاء الله قريباً سوف نبدأ بالعديد من الاعمال الانشائية على جانب السد أو تحته والأماكن التي توجد فيها قنوات الري.
اضرار فادحة
{ الإرهاب إلى أي مدى أضر بالسياحة في مارب.. وما جهود المحافظة في سبيل القضاء على هذه الآفة؟
- نحن نأسف للضرر الكبير الذي مُني به القطاع السياحي في المحافظة جراء العمليات الارهابية وجراء حالة التهويل الاعلامية التي تحاول أن تقدم صورة مأساوية لواقع الحياة في مارب وتصويرها على عكس حقيقتها.
وخاصة عندما تطال الدعاية أبناء محافظة مارب رغم علمنا أن العمليات الارهابية التي وقعت لم يكن منفذوها من أبناء المحافظة كحادث الاعتداء على السياح الاسبان وغيرها من الجرائم.
ومع ذلك لابد على الدولة وكل الخيرين الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الارهاب أياً كان مصدره باعتباره عدو الجميع ويهدد حاضر ومستقبل الوطن ولا أحد يستطيع أن يتخلص من آثاره وتداعياته.
عناصر خارجية
{ وماذا عن الاختطاف؟
- الاختطافات التي حدثت في إطار مارب تمت من قبل عناصر من خارج مارب وهناك اختطافات تمت من محافظة صنعاء مثل بني ضبيان ويقولون إنها من مارب.
{ لكنها تتم في إطار محافظة مارب؟
- هذا صحيح، وهو أمر لابد له أن يخلق حالة اصطفاف من قبل السلطة المحلية وجميع الخيرين من أبناء المحافظة حتى نضع حداً لممارسات تلك العناصر وما تحدثه من ضرر كبير تدفع ثمنه المحافظة بل والوطن عموماً.
{ ما الذي أنتم بصدد القيام به لمواجهة كل تلك التحديات؟
- نحن بصدد إعداد آلية تهدف الى تفعيل السياحة في إطار المحافظة والاستغلال الامثل لكافة المواقع السياحية التي تزخر بها مارب ويتطلب ذلك إعداد الكادر المؤهل والمتخصص في الخدمات السياحية وهي متنوعة وتحتاج من القائمين عليها الى مهارات ومعارف عالية حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه وعلى مستوى كافة متطلبات السياحة ابتداء من لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.،بالإضافة الى أن هذه الخطة لابد لها من أن تتمتع بأرضية قوية تقوم على توفير الأمن للسياح وان تضع حداً لكافة الاختطاف والاعمال الارهابية.
نقاط التفتيش
{ .. الزائر لمارب يشعر بالخوف خاصة عندما يجد أكثر من 19نقطة تفتيش بالاضافة الى مراكز امنية منتشرة على طول طريق مارب- صنعاء.. ماذا يعكس هذا الانتشار؟ وهل يخدم السياحة؟
- محافظة مأرب مهمة وحساسة وتعتبر طريق نفطي وحيد خاصة وأنها تمد مختلف المحافظات بالمشتقات البترولية والغاز.. الخ، ونتيجة لهذه الأهمية فلابد من تأمين الحماية لمختلف المركبات المحملة بالمواد البترولية خاصة وان عدم تأمين الامدادات النفطية لا يؤثر على مارب فحسب وإنما على مختلف المحافظات.
{ هذا الحشد من نقاط الحماية لم تضع حداً لحالة التقطع التي تتم من وقت لآخر سواء لمركبات مواطنين أو حكومية لماذا؟
- مشكلة التقطع تؤرقنا بصورة يومية وتسيئ ليس للمحافظة وإنما للوطن وتعرض مصالح الناس للضرر.. ونحن مع كل عملية تقطع نتحرك بصورة سريعة ونعمل على إزالتها بالاستعانة بكافة الشخصيات الاجتماعية والمجالس المحلية.
جهود متواصلة
{ لكن كل هؤلاء لم يضعوا حداً للمشكلة.. ما السبب .. ولماذا المعالجات آنية وليست جذرية؟
- ما تواجهه البلاد عموماً من مشكلات وخاصة منها المسيئة والتي يعد التقطع واحدة منها لها تأثير كبير على عملية التنمية، لكننا مع ذلك نحاول جاهدين معالجتها.. وتتطلب من ان يقوم الجميع بمسؤولياتهم على خير وجه.
{ وهل قوة الأجهزة الأمنية والضرب بيد من حديد إحدى المعالجات للقضاء على هذه الظاهرة؟
- هذه واحدة من المعالجات إضافة الى أن هناك سبلاً أخرى كما أشرت سلفاً منها الشخصيات الاجتماعية والمجالس المحلية ، وحقيقة أن الجميع في محافظة مارب وكل المناطق التي تعاني من هذه الظاهرة باتوا في حاجة إلى إيجاد المعالجة الناجعة لها وبالصورة التي تضع لها حداً حاسماً.. خاصة وأن تأثيراتها ليس على المشتقات النفطية فحسب وإنما على المنتجات الزراعية بالاضافة الى التنمية السياحية وهذا يعني أن المتضررين أصبحوا الاغلبية وهذا بحد ذاته يمثل مؤشراً على أن هناك اجماعاً شعبياً على ضرورة وضع حد لهذه المشكلة.
{ .. هل نستطيع القول إن مارب أصبحت محافظة منتجة زراعياً؟
- إذا وضعنا التقييم لمحافظة مارب فسنجدها ذات أهمية من نواحٍ اقتصادية عدة، فبالاضافة الى كونها محافظة منتجة نفطياً هي أيضاً تمتلك مقومات سياحية غير عادية وذلك معيار اقتصادي مهم، إضافة الى كل ذلك هي اليوم وفي إطار ما تمتلكه من مقومات زراعية تعد محافظة منتجة.. حيث تمتد في إطارها الجغرافي المزارع المنتجة وهي مزارع تجذب إليها من يوم لآخر الكثير من ابناء المحافظة الذين يفضّلون العمل في مجال الانتاج الزراعي.
المزارع في تزايد
{ هل لديكم إحصائية عن عدد المزارع الموجودة حالياً في مارب؟
- المزارع كثيرة وعددها في تصاعد بالرغم من ان هناك العديد من المشكلات المرتبطة بالمعدات الزراعية وارتفاع الأسعار وضعف التسويق الزراعي، وتدني مستوى الخدمة الكهربائية، وهذه مشكلات نحاول في المجلس المحلي إيجاد المعالجات الناجعة لها بما يضمن للتنمية الزراعية المزيد من الحركة الانتاجية وجعل المنتج الزراعي في صدارة المنتجات التي يحتاج اليها المستهلك سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي ونحن في الأساس كنا قد دشنا بداية موسم الحصاد وان شاء الله يكون هذا الموسم أكثر خيراً عن سابقيه.
{ هل القمح من ضمن المنتجات التي تم تسويقها إلى دول الجوار؟
- خطة الدولة لاتسمح بتصدير القمح ويتطلب الاحتفاظ به من قِبل المؤسسة الاقتصادية ولكن يتم السماح بتصدير الفواكه مثل المانجو وهو من أكثر المنتجات المطلوبة من قبل السوق السعودية ويتم تصديره عن طريق العاصمة صنعاء.
{ ماذا عن التعليم الجامعي بمارب.. وهل يستجيب لمتطلبات المحافظة؟
- توجد في مارب نواة مهمة للتعليم الجامعي والمتمثلة في كلية التربية والعلوم وتحتوي على عشرين قسماً تقريباً، وهناك إقبال من أبناء المحافظة ذكوراً وإناثاً على الدراسة فيها.
مدرسة فاشلة
{ هناك شكوى مريرة من واقع الكلية الراهن وهو واقع وصفه عميدها بأن لا يرقى الى مستوى مدرسة فاشلة.. ما تعليقكم؟
- هناك سلبيات وايجابيات ونحن نحرص على أن نساهم في دعم الكلية بالصورة التي تتفق مع طموح أبناء المحافظة من أجل تعليم جامعي مناسب.. وأجدها فرصة أدعو فيها رئاسة جامعة صنعاء الى ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام بالكلية في مارب ومعالجة المشكلات التي تعيق سير العملية التعليمية فيها.
{ لكن مشكلات الكلية حسب ما عرفته عويصة ولاتحتمل الإرجاء خاصة مع تزايد المنتسبين إليها في ظل هذا الواقع الذي تمر به الكلية؟
- نحن بصدد التحقيق والتعرف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه المشكلات وسوف نتفاعل معها بدرجة أكبر من المسؤولية لكون التعليم مسألة مهمة لا ينبغي أن نجعله أسيراً للمشكلات والمناكفات وسوف نعاقب كل من يثبت أنه قد عمل على إعاقة سير نشاط الكلية، وإذا كان هناك حديث وهي أحاديث تعبر عن الانشاءات والمباني وطموحات كبيرة في هذا الجانب الا أنني أؤكد أن مايهمنا حالياً هو المضمون والتحصيل العلمي وإذا وجدت العزيمة من قبل إدارة الكلية وهيئة التدريس فذلك كفيل بتجاوز المشكلات مهما كان حجمها.
ولو عدنا الى ما قبل ثلاثين عاماً سوف نجد أننا في مارب لم تكن لدينا مدارس وأنا واحد من الجيل الذي درس تحت ظلال الخيام والشجر، وكنا نعاني من نقص شديد سواء على صعيد المدرسين أو المنهج المدرسي وعندما أتيحت للعديد من أبناء مارب الدراسة في صنعاء اثبتوا قدرتهم على تحقيق التفوق وتأكيد وجودهم واللحاق بالركب الحضاري.
{ حديثكم عن الإنشاءات الخاصة بالكلية لا يعكس التطور المنشود؟
- بالعكس أنت زرت الكلية ولاشك أنك قد وجدت العديد من الإنشاءات والقاعات التي تم بناؤها واستطيع القول انه تم تنفيذ ما كان مخططاً له.. ولعلك قد شاهدت قاعة القردعي والتي تستوعب أكثر من أربعمائة طالب.
هذا بالاضافة الى طموحات أخرى كإنشاء جامعة مارب، وهناك الارض المخصصة لها باعتبار إنشائها سيمثل التتويج الحقيقي لطموحات أبناء مارب في بلوغ التعليم الجامعي الذي يتفق مع متطلبات محافظتهم وكذلك التعليم الفني.
معهد الصالح
{ على ذكركم للتعليم الفني ماذا تقول مؤشراته في محافظة مارب؟
- التعليم الفني مهم جداً وسوف يساعدنا في القضاء على البطالة في المحافظة.
ويوجد اليوم في مارب معهد الصالح وهو أحد الصروح الجديدة التي تضاف الى التنمية في مارب ، حيث يجري الاستعداد حالياً لتدشين نشاطه وسيعمل على تدريس مدخلاته في العديد من الجوانب مثل النفط، وقد أعطي موضوع النفط اهتماماً اكبر باعتبار المحافظة نفطية، بالاضافة الى كلية المجتمع حيث يجري العمل فيها حالياً.
مأرب مظلومة
{ ما دور شركات النفط في دعم مسيرة التنمية في مارب؟
- سؤال مهم وحقيقة هناك في الشركات من يحاولون المغالطة وهناك اتفاقات مع شركات النفط والغاز في التعاون في مجال التنمية وقد تكرم فخامة الاخ الرئيس ووجه باعتماد مبلغ لصالح التنمية في المحافظة لكن للاسف الشديد لم تستكمل إجراءات الاعتماد وتنزيله.
وحقيقة ان الشركات النفطية يجب أن تولي مارب اهتماماً أكبر وتعكس تنميتها حالة الخير الذي تدلل على ما يحمله باطنها من خير للوطن وأقولها بكل صراحة إن مارب مازالت مظلومة من شركات النفط وغالبية الشركات لا وجود لها في مارب وكأن وجودها على برشوت في حقول النفط ويكون تعاملها مركزياً دون أن تلتزم بالإطار الجغرافي من حولها ومدى حاجته من الدعم لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي ننشدها.
{ لكن اتفاقات التنقيب مع هذه الشركات تنص على إعطاء مارب أهمية من حيث الدعم، وهذا أمر ملزم؟..
- نعم هناك اتفاقات ونصوص واضحة تقول ذلك وكنت قد عقدت في صنعاء اجتماعاً مع شركة النفط والغاز وسيأتي وفد من شركة الغاز وقد اتفقنا على وضع خطة لزيارة عدد من المديريات لتلمس احتياجاتها من الخدمات والمشاريع وقد تم جمع بعض الامكانات التي سيتم توظيفها قريباً لإنشاء مشاريع تهم المحافظة ونطمح الى أن تكون هناك مشاريع استراتيجية تعم فائدتها جميع أبناء المحافظة وليس بصورة محدودة.
{ المجلس المحلي بالمحافظة ما واقعه وما أبرز القرارات التي تم له اتخاذها؟
- المجلس المحلي مازال بحاجة الى المزيد من التجربة والخبرة والتعامل الايجابي مع كافة جوانب التنمية مثل التخطيط للمشاريع ودراسات الجدوى الاقتصادية والاحتياجات علاوةً على فهم نصوص وقواعد القانون المنظم لأنشطة السلطة المحلية عموماً، وان شاء الله يتعاظم دور المجلس، أما بالنسبة للقرارات التي اتخذها المجلس فلا يوجد قرارات كبيرة وإنما هناك رغبات وتطلعات كبيرة للعب دور اكبر وأشمل للمجلس يكون له تأثير على واقع الحياة في محافظة مارب والسير بها نحو المزيد من التنمية والبناء.
قصور الأداء
{ هناك شكوى من سوء أداء المكاتب التنفيذية.. ما تعليقكم؟
- اطمح الى أن يكون الأداء ذا فاعلية وقدرة، ولكن هناك أخطاء ومع ذلك يتحملها البعض وليس كل المكاتب.
وأؤكد أننا لن نسمح بتعثر الأداء لدى أي مكتب ويجب أن يعمل الجميع في إطار بوتقة واحدة تصب جميعها في خدمة المحافظة وتنفيذ مختلف الخطط والبرامج التي نطمح الى تحقيقها.
{ الى أي مدى تطمحون أن يكون المواطن في مارب عاملاً مهماً من عوامل الدفع بالتنمية الى الأمام؟
- هناك مشاكل واعتبرها مغرضة من قبل البعض بهدف إحباط مشاريع التنمية ومع ذلك أؤكد أن أغلبية أبناء محافظة مارب متعاونون مع السلطة المحلية وحريصون على تنفيذ المشاريع لكن هناك البعض كما قلت يحاولون عبثاً التأثير بدفعهم إلى ذلك الجهل وبصورة عفوية، ونجدهم يتخذون مواقف غير منطقية بصورة تجعلهم يقدمون أنفسهم كإحدى عوائق للتنمية.
عوائق التنمية
{ من عوائق التنمية المعروفة في محافظة مأرب الثأر.. ماالذي تعملونه كسلطة محلية من أجل القضاء على هذا الظاهرة؟
- منذ توليت قيادة المحافظة دعيت الى إجراء صلح بين القبائل، والحمد لله تم التعاون من قبل الجميع وإنجاز الصلح العام وبذلنا جهوداً ناجحة في ذلك، وتم لنا إنجاز هذا الصلح بصورة تصل الى 70٪ بين شخص وآخر وأسرة وأخرى وإذا ما تواجدت معي اليوم في ديوان المحافظة ستلاحظ أن هناك قضايا ثأر نعمل بصورة يومية على إيجاد حلول لها لما يمثله ذلك من أهمية بالغة بالنسبة للمحافظة وتهيئة المزيد من مناخات البناء والتنمية.
{ كيف تقيمون دور احزاب المشترك في دعم مسيرة التنمية؟
- هناك احزاب تحاول للاسف الشديد احباط المشاريع بدافع المزايدة والمناكفة السياسية الموغلة فيها الى حدود لا تطاق معتقدة أنها بذلك ستجني فرصة ثمينة تزايد بشأنها وتحاول ان تملأ فراغها، وهناك بالتالي أطراف حزبية جيدة ومتفاعلة ومهتمة ويهمها ان تعمل من أجل مصلحة المحافظة وخدمة المديريات.
وكنت على اتصال مع قيادات تلك الاحزاب قبل يومين عندما اتصلنا بها.
سمعنا عن نيتهم القيام باعتصامات ومسيرات على غرار ما تقوم به فروع احزاب المشترك في العديد من المحافظات.. وقلنا لهم نحن على استعداد للاستماع لمشكلاتكم ومناقشتها سوياً بروح عالية من المسئولية الوطنية وان نعمل جميعاً في اطار بوتقة واحدة هدفها خدمة المواطن والوطن.
{ ما مطالبهم؟
- كانت مطالبهم تركز على مشاريع خدمية وتنموية في اطار مديرياتهم وقد أكدنا لهم ان المحافظة تسير بخطى حثيثة نحو تنفيذ جملة من المشاريع المرسومة في خطتها وأن تمويلها اصبح في المتناول وأنها في طريقها للتنفيذ وأننا مسؤولون عن التمويل وكان طلبنا الوحيد منهم هو ان تكونوا كأحزاب وكأفراد عاملاً مساعداً مع السلطة المحلية لتنفيذ خطتها وان تتخذوا مواقف قوية وحاسمة ضد كل الممارسات التي تسيئ للمحافظة او تحاول اعاقة المشاريع ومنها مشكلة التقطع وقتل النفس المحرمة والتخلي عن اساليب الاثارة والزوبعة وتضافر الجهود في انهاء كافة المشكلات وعلى رأسها الثأر الذي يمثل كما اشرنا عائقاً امام مسيرة التنمية بالمحافظة.
ايضاً كانت معظم المطالب تتمثل في تخصيص مبلغ مالي من شركات لدعم تنمية المحافظة وهو أمر نتفق معهم عليه بل وكان لنا خطوات باتجاه بلورته كما اشرت سلفاً.
{ ما أبرز تلك المشاريع المحققة؟
- المحافظة مازالت بحاجة الى المزيد من المشاريع خاصة انها محافظة مترامية الأطراف ولايجب ان ننظر الى معيار التعداد السكاني فأبناء المحافظة ولكونها مجاورة لثلاث محافظات تتطلب امكانات اكبر مع العلم ان التعداد السكاني في اطار مارب لم تكن أرقامه ومؤشراته موضوعية خاصة ان هناك الكثير- لم يتعاونوا مع عملية التعداد نتيجة الجهل العائق الاكبر لعملية التنمية.. أما ابرز المشاريع ففي مجال الطرق لدينا حالياً طريقان استراتيجيان هما طريق مارب البيضاء وطريق مفرق هبلان المحجزة- حريب القرامش -بني حشيش - الحتارش وهي طرق رئيسية سريعة فطريق البيضاء ستكون مختصرة لمسافات كبيرة وستخدم التنمية في كافة المناطق الواقعة عليها او المؤدية اليها.
مطار مأرب
{ وماذا عن مشروع مطار مأرب؟
- تدشين مشروع المطار سيكون قريباً كون مأرب ارضاً صحراوية يسهل تشييد المطارات فيها وان شاء الله عملية التنمية السياحية والاقتصادية.
{ تعاون السلطات المركزية معكم كيف تقيمونه؟
- شأننا في ذلك شأن المحافظات فهناك مشكلات مركزية تسري على جميع المحافظات وهناك توجهات مركزية لاتكترث بخصوصيات المحافظات فمثلاً هناك تعميمات تساوي بين محافظة مارب والحديدة او مارب وتعز وهو امر يترك مشكلات والناتجة بفعل التخطيط المركزي، واجدها مناسبة ايضاً ان ادعو الحكومة ورئيس الوزراء لزيارة المحافظة فالنزول الميداني يثمر كثيراً كونه يقدم الواقع بكل تفاصيله امام المسئولين وهو واقع من شأنه ان يدفعهم رويداً رويداً الى تغيير نظرتهم او اساليبهم المتبعة في التعامل مع المحافظة ومشكلاتها.
واعتقد ان هذه الزيارة الميدانية من شأنها ان تجعل الحكومة تعفي المسئولين من الاكتفاء بالتواصل الهادف مع قيادة المحافظة هو تواصل وان كان شبه مستمر إلا انه لايقدم الواقع كما هو.
تنمية حضرية
{ نعود الى التنمية الحضرية لعاصمة المحافظة ما الجديد؟
- هناك مشروعات نعكف على التهيئة والاعداد لها وبالصورة التي تخدم مدينة مارب..
{ لكن هذه المدينة مازالت دون مدخل حضاري لها مثلما تتمتع به غيرها من عواصم المحافظات؟
- هذا المشروع في القريب ان شاء الله سيتم تنفيذه وسيكون هناك مدخل يليق بمارب كمدينة تمتلك موروثاً حضارياً عظيماً كما ان هناك مشروع الدائري بالاضافة الى رص شوارع داخل المدينة وانت في الامس كنت معي خلال اشرافنا على رص وسفلتة الشارع المؤدي الى مستشفى الرئيس العام.
{ احتفلت المرأة في مارب بيوم المرأة وحضرنا جزءاً من افتتاحكم لمعارض المشغولات.. مامستقبل المرأة في مارب؟
- حقيقة المرأة في مارب وهي حفيدة الملكة بلقيس تحاول اليوم ان تجد لنفسها مكاناً في الحياة العامة، واشعر بارتياح لكونها تمثل اليوم نسبة كبيرة من مدخلات عملية التربية بالاضافة الى وجودها الفاعل في اطار المنظمات النسوية والحكومية وان شاء الله يتعزز دورها بصورة أكبر فحفيدات بلقيس لن يألون جهداً في سبيل ان يقدمن اشراقات حقيقية في خدمة الوطن والشعب.
{ لكنهن يحتجن الى امكانات.. تبدو ضعيفة اليوم؟
- هذا أمر يجعلنا نحرص دائماً على البحث ما من شأنه ان يعمل على تعزيز النشاطات النسوية وهي فرصة لأن ادعو جميع الفعاليات لبذل المزيد من الجهود من أجل خدمة المرأة وتعزيز دورها.
تهريب النفط
{ زرتم فرع شركة النفط والتقيتم بكوادر الفرع ونتساءل عن صحة ما يشاع من اخبار عن تهريب النفط ماصحة ذلك؟
- لقد اكدنا على ضرورة ان يقوم الفرع بدوره الفاعل في عملية الرقابة الهادفة وفي التعاطي مع مختلف المشكلات باعتبار دور الشركة جوهرياً في الحفاظ على المال العام خاصة بعد ان تأكد ان هناك شركات تقوم بشراء النفط المدعوم من قبل الحكومة الأمر الذي يؤثر على الدخل الوطني ويسبب اختناقات ولن نتهاون في اتخاد اجراءات رادعة لكل الممارسات غير المسئولة الهادفة اهدار هذه الثروة.
{ كمحافظ ما تقييمكم لأدوار الهيئة التنفيذية للمؤتمر؟
- انا راضٍ عن أداء بعض المكاتب وغير راضٍ عن أداء البعض الآخر، ولن اتهاون مطلقاً مع المقصرين، وسنقدم الشكر والتقدير لكل من يقوم بواجبه، والهيئة التنفيذية للمؤتمر مطالبة العمل بكل جد واهتمام على ان بلورة البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية باعتبارها تمثل الحزب الحاكم، كما يجب على فرع المؤتمر ان يرفع من وتيرة نشاطه بالصورة التي تتفق مع عظمة التحديات التي تواجهها المحافظة.
كلمة أخيرة..
- اشكر كل ابناء المحافظة المتعاونين واشكر كل إعلامي يزور مارب ويحرص على خدمة المحافظة وتقديم حقائق عنها تخدم توجهاتها نحو بلوغ المستقبل الأفضل الذي وعد به فخامة الرئيس.
|