الثلاثاء, 14-نوفمبر-2006
تحقيق‮/ ‬توفيق‮ ‬عثمان‮ ‬الشرعبي
< لقد أصبح التعليم الركيزة المهمة التي أثرت بفاعلية في احداث تغييرات جمة من أسلوب الحياة لدى كافة المجتمعات المعاصرة.. ولأن كثيراً من مؤسساتنا العامة والخاصة تكاد أن تكتفي من استيعاب الدرجة الوظيفية لمخرجات التعليم الأكاديمي بمختلف التخصصات.. مما أدى إلى انتشار البطالة لدى الخريجين ما جعل فخامة الرئىس علي عبدالله صالح- حفظه الله- يشدد على إيجاد المعاهد الفنية والتدريبية وكليات المجتمع بما يكفل إيجاد فرص عمل لهؤلاء الأجيال المتدفقة نحو التعليم.. فكان وجود عشرات المعاهد التدريبية في مختلف المحافظات مع وجود كليات المجتمع أيضاً.. ومازال فخامة الرئىس يؤكد على أهمية هذا النوع من التعليم ويوجه بإنشاء المعاهد والكليات.. إلاّ أنه زاد على ذلك بتوجيه إنشاء مشروع الصالح للمعاهد الذكية بهدف زيادة كمية ونوعية المهارات الفنية في مجال تقنية المعلومات وخلق مصدر جديد من مصادر‮ ‬الدخل‮ ‬القومي‮ ‬والذي‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬التعاون‮ ‬المشترك‮ ‬بين‮ ‬بلادنا‮ ‬وجمهورية‮ ‬كوريا‮ ‬الجنوبية‮.‬
ما‮ ‬المعاهد‮ ‬الذكية؟
> ولمعرفة ما المعاهد الذكية وما الهدف منها؟ كان لابد من خلال وما وصلت إليه بعض الدول ان نوضح ان هذا النوع من التعليم جاء مواكباً لما وصلت إليه حياة الإنسان من تطور علمي مذهل والذي استدعى مدارس أو معاهد تحمل مواصفات معينة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحديث العملية التعليمية ووسائل الشرح والتربية وبالتالي تخرج أجيالاً أكثر مهارة واحترافية- بحسب سلمى الصعيدي الخبيرة التربوية المصرية- ومن هنا ظهر مفهوم المدارس والمعاهد الذكية لتطوير التعليم وخلق مجتمع متكامل..
أهميتها
> وتأتي أهمية هذه المعاهد الذكية من تقديمها لوسائل تعليمية وطرق تدريبية أكثر تقدماً وتعمل على تطوير مهارات وفكر الطالب من خلال البحث عن المعلومة واستدعائها باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والانترنت في أي مجال أو مادة تعليمية وتطوير فكر ومهارات المعلم وكذلك أساليب الشرح لجعل الدروس أكثر فاعلية وإثارة لملكات الفهم والإبداع، والعمل على الاتصال بين أولياء الأمور والمعلمين وبين المدارس بعضها البعض والاتصال الدائم بالعالم من خلال الانترنت وغيرها من المزايا ذات الأهمية للواقع المعاصر.
ومثل هذه المشاريع لاتقتصر على تزويد المعاهد بالأجهزة الحاسوبية وملحقاتها بل الأهم من ذلك تطوير المناهج وإبداع البرامج التعليمية وتزويد المدرسين بالبرامج التدريبية في التكنولوجيا مما يدعم انتشار تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها بشكل يعمل على تطوير منظومة التعليم‮ ‬ونجاح‮ ‬هذه‮ ‬المعاهد‮ ‬الذكية‮.‬
وتأتي خطوات إنشاء الشبكات اللازمة لربط الأنظمة الداخلية للمعاهد المختلفة والربط بين المعلمين والآباء والطلبة والمجتمع بالإضافة للربط بين المعهد وشبكة معهد آخر بل والجهات الإشرافية وفق الاحتياجات لتيسير ترابط أطراف العملية التعليمية وتعاونهم الناجح فضلاً عن‮ ‬الاستفادة‮ ‬من‮ ‬موارد‮ ‬الكمبيوتر‮ ‬المتاحة‮ ‬في‮ ‬المعاهد‮ ‬الذكية‮ ‬لخدمات‮ ‬المجتمع‮ ‬في‮ ‬ساعات‮ ‬ما‮ ‬بعد‮ ‬الدراسة‮ ‬مما‮ ‬يجعل‮ ‬المعهد‮ ‬مجتمعاً‮ ‬تقنياً‮ ‬متكاملاً‮ ‬لخدمة‮ ‬المجتمع‮.‬
وقد أكد خبراء التعليم أن هذا النوع من التعليم لابد أن ينقسم إلى شقين إداري وتعليمي لايتسع المجال هنا لتوضيحهما.. و»إذا كان الاختلاف والجدل حول الفائدة من هذه المدارس والمعاهد في التعليم لم يحسم بعد إلاّ أن التحدي الكبير الذي يواجه مدارسنا اليوم لتواجه متطلبات المستقبل لايختلف عليه اثنان« يقول البروفيسور لاري كيوبان »إن التقنيات الجديدة لاتغير المدارس، بل يجب ان تتغير المدارس لكي تتمكن من استخدام التقنيات الجديدة بصورة فعالة« أي بما يواكب الواقع التكنولوجي وليس مجاراته.
وبالطبع ان هذا النوع من التعليم لايقتصر على الحاجة إلى تغيير المدارس أو المعاهد بل يصل إلى الاهتمام الكامل بدور المعلم في ظل استخدام التقنية التعليمية لذا تقول ريل: »إننا بحاجة إلى زيادة استثماراتنا في الموارد البشرية وفي التنمية المهنية للتربويين لا في المناهج‮ ‬التقنية‮ ‬مثل‮ (‬التعليم‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬المناسب‮) ‬بوصفه‮ ‬مفهوماً‮ ‬مفيداً‮ ‬لأهداف‮ ‬محددة‮«.‬
مشروعاً‮ ‬مهماً
> وتبقى المعاهد الذكية في بلادنا مشروعاً مهماً لمواكبة الواقع ولتأهيل السوق اليمنية ودول الخليج بل والمنطقة المجاورة بحسب الدكتور علي بن سفاع وزير التعليم الفني والتدريب المهني الذي أكد عدم تنفيذها في شهر أكتوبر راجع إلى الأصدقاء في كوريا الجنوبية.. مؤكداً ان المجتمع اليمني بحاجة ماسة لهذه المعاهد كون العالم يمشي بسرعة غير معقولة.. مضيفاً بأن من يقول ان الشعب اليمني شعب متخلف ولا تناسبه هذه المعاهد التي تعد- بحد قولهم مجاراة للآخرين- ماهي إلا اطروحات واهمة وخاطئة تطلق من قبل محدودي النظرة لم يعد الإيمان بما‮ ‬يقولون‮ ‬يجدي‮ ‬ويفيد‮ ‬لأن‮ ‬العالم‮ ‬في‮ ‬سرعة‮ ‬تكنولوجية‮.‬
وقد أشار الدكتور بن سفاع انه ليس من الضروري ان تطبق هذه الرؤية على كل المعاهد ولكن سيتم اختيار المعاهد النموذجية التي تتوافر فيها التجهيزات والكماليات والكادر التدريبي الطيب والفني والطلاب المتميزين.
وأضاف الوزير ان مثل هذه المعاهد من شأنها العمل على تطوير بل الانتقال بالتعليم الفني في بلادنا من الأسلوب التقليدي إلى التعليم الالكتروني عن طريق اعتماد الحواسيب والانترنت كأداة تعليم أساسية تعتمد على البحث عن مصادر وأساليب جديدة في هذا المجال.
الواقعية
> ولأن الواقعية- كما يقولون- في التطوير التعليمي »لاتعني الانجذاب إلى الواقع الفعلي وعدم استشراف المستقبل أو الرقي بمعايير التعليم« ولكنها تعني أن »يكون المخططون واقعيين في تصوراتهم المستقبلية، بحيث تعكس مايمكن عمله في ضوء الموارد المتاحة والمحتملة ويجب ألاّ‮ ‬تبنى‮ ‬على‮ ‬تفاؤلات‮ ‬مطلقة،‮ ‬بحيث‮ ‬تكون‮ ‬حبراً‮ ‬على‮ ‬ورق‮ ‬يصعب‮ ‬تحقيقها‮ ‬في‮ ‬ضوء‮ ‬التحليل‮ ‬والتنبؤ‮ ‬الواقعي‮«.‬


تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1466.htm