الثلاثاء, 14-نوفمبر-2006
يحتفل الشعب العماني الشقيق في الثامن عشر من نوفمبر بالعيد الوطني السادس والثلاثين المجيد، وهو في غمرة المنجزات التي تحققت في عهد النهضة العمانية التي انطلقت في العام 1970م بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد، والتي نقلت السلطنة إلى آفاق التطور والاقتدار في‮ ‬كافة‮ ‬المجالات‮ ‬وعلى‮ ‬جميع‮ ‬الأصعدة‮..‬
> لقد شقت مسيرة النهضة العمانية طريقها بثقة كبيرة خلف قائدها جلالة السلطان قابوس بن سعيد، وانطلقت من واقع السلطنة لبناء الحاضر المزدهر والمستقبل المأمول، وبناءً على ذلك تم ترسيخ القوة الذاتية للسلطنة، وبناء اقتصاد وطني قوي على أساس التخطيط العلمي السليم، كما‮ ‬تم‮ ‬تعزيز‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار،‮ ‬وإدارة‮ ‬السياسة‮ ‬العمانية‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬الداخلي‮ ‬والخارجي‮ ‬بحنكة‮ ‬ودراية،‮ ‬حتى‮ ‬تحقق‮ ‬واقع‮ ‬السلطنة‮ ‬الراهن،‮ ‬حيث‮ ‬تكاملت‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬الواقع‮ ‬عمليات‮ ‬بناء‮ ‬الدولة‮ ‬العصرية‮.‬
وقد أولت مسيرة النهضة العمانية اهتماماً خاصاً لبناء الإنسان العماني إدراكاً لحقيقة ان الإنسان هو وسيلة التنمية وهدفها في أن معاً، وعملت على اكتشاف واستغلال الثروات العمانية وتحقيق المشاركة الشعبية، وبذلت الجهود من أجل تنويع مصادر الدخل القومي، والاهتمام بالبيئة‮ ‬والتراث،‮ ‬والعلم‮ ‬والتخطيط‮ ‬الاقتصادي،‮ ‬والانفتاح‮ ‬على‮ ‬العالم‮.. ‬وشكل‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬منظومة‮ ‬متكاملة‮ ‬من‮ ‬عمليات‮ ‬البناء‮ ‬الهادفة‮ ‬إلى‮ ‬النهوض‮ ‬بحاضر‮ ‬البلاد‮ ‬وضمان‮ ‬ازدهار‮ ‬مستقبلها‮.‬
وتسعى خطة التنمية الخمسية السابعة 2006-2010م إلى ترسيخ التحولات التي يشهدها الاقتصاد العماني وتحديد ملامح التنمية العمانية الوطنية في مختلف القطاعات في إطار التنمية المستديمة وتطبيق الرؤية المستقبلية للاقتصاد العُماني 2020م وهي تأتي في ظل الانفتاح الاستثماري‮ ‬والسياحي‮ ‬المتوازن‮ ‬الذي‮ ‬تسعى‮ ‬إليه‮ ‬السلطنة‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬الدخول‮ ‬إلى‮ ‬القرن‮ ‬الحادي‮ ‬والعشرين‮ ‬وقد‮ ‬حققت‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الإنجازات‮ ‬سواءً‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق‮ ‬بتطوير‮ ‬القوانين‮ ‬أو‮ ‬تحديد‮ ‬الاستراتيجيات‮ ‬المستقبلية‮.‬
علاقات‮ ‬نموذجية
> ويقول سعادة عبدالله بن حمد البادي سفير سلطنة عُمان بصنعاء »ان احتفالات السلطنة بعيدها السادس والثلاثين المجيد تجيئ والعلاقات العمانية اليمنية بأكثر عهودها تطوراً وازدهاراً، وتشهد يوماً بعد آخر المزيد من التطور والتقدم في كافة المجالات تحت رعاية قيادة الشعبين الشقيقين فخامة الأخ علي عبدالله صالح وشقيقه جلالة السلطان قابوس بن سعيد الذين برزت في عهدهما الميمون علاقات السلطنة واليمن كنموذج مشرق لما يجب ان تكون عليه علاقات الأخوة بين الأشقاء والجيران..«.
ويضيف: »لقد شهدت العلاقات اليمنية في هذا العهد الزاهر نمواً وتطوراً ونشاطاً واضحاً في مختلف المجالات.. وقد انعكس هذا النمو في شكل اتفاقيات تعاون بين البلدين في مجالات السياسة والعمل الديبلوماسي، والتجارة، والنقل، والصناعة، والثروة السمكية، والزراعة، والاستثمار، والإنشاءات، والسياحة، والشباب والرياضة، والبحث العلمي، والتدريب والإعلام، والصحة، والثقافة، والنفط والغاز والمعادن، والاتصالات، والتعليم العالي، والأمن.. ويجري العمل متواصلاً لتنفيذ هذه الاتفاقيات وغيرها والارتقاء بعلاقات البلدين ودفعها نحو الآفاق المنشودة‮.‬
وتولي السلطنة واليمن اهتماماً خاصاً بتطوير وتنمية علاقاتهما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.. وفي هذا الجانب حقق البلدان إنجازات ملموسة حيث تضاعف حجم التبادل التجاري بينهما عدة مرات.. وتم تأسيس مجلس مشترك لرجال الأعمال في البلدين وتوثقت علاقات التعاون ونشطت حركة التواصل بينهما، وقامت في اليمن عدة ا ستثمارات عُمانية في مجالات: النفط، والاتصالات، والاسمنت، والمصارف، والصناعات الطبية، والتجارة وغيرها.. ويتوقع ان يشهد المستقبل القريب زيادة في حجم الاستثمارات المتبادلة، وتوسيع حجم التبادل التجاري بين‮ ‬البلدين‮ ‬وصولاً‮ ‬إلى‮ ‬تحقيق‮ ‬الشراكة‮ ‬الكاملة‮ ‬بينهما‮.‬
مبادئ‮ ‬السياسة‮ ‬الخارجية
> لقد كان لحكومة السلطنة رؤيتها الواضحة في انتهاج سياستها الخارجية بفضل الأرث التاريخي وصلاتها القوية وتفاعلها الحضاري مع مختلف شعوب العالم وحضارته، حيث امتدت جسور الصداقة وترسخت العلاقات الطيبة والوثيقة بين السلطنة والدول الشقيقة والصديقة على امتداد العالم، واستطاعت السلطنة في عهد النهضة منذ عام 1970م ان تنطلق لبناء علاقات قوية ومثمرة مع العديد من الدول والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، على نحو استعاد لعمان دورها واسهامها الملموس في كل جهد طيب لصالح دول المنطقة وشعوبها في العالم من حولها.
وتستند السياسة الخارجية لسلطنة عمان إلى مبادئ راسخة ومحددة ارساها السلطان قابوس بن سعيد كثمرة للتفاعل بين التقاليد العمانية، وبين معطيات الموقع الجغرافي والدور التاريخي لعمان.. ويؤكد السلطان قابوس على أن »سياستنا الخارجية هي قائمة على ثوابت ومبادئ أساسية معروفة لا حياد عنها، تتمثل في مناصرة الحق والعدل، والعمل المتواصل مع بقية دول العالم المحبة للسلام على تسوية النزاعات الدولية بطرق الحوار والمفاوضات لكي يعم الأمن والاستقرار على الجميع وتنعم بخيراته كافة شعوب الأرض..«.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 12:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1467.htm