الميثاق نت - زعماء الدول العربية في صورة تذكارية في قمة سرت بليبيا

الإثنين, 29-مارس-2010
محمد علي سعد -
ثمة إشكالية لابد من الاعتراف بها، وإلا سنكون كالمثل القائل مثل النعامة التي تدفن رأسها في التراب..هذه الاشكالية مردها أن المواطن العربي لم يعد يثق ثقة أكيدة بالنظام العربي الرسمي وبحكوماته على أنها بالإمكان أن تحقق له وللشعوب العربية آمالها وأحلامها واحتياجاتها، لهذا كله فإن انتظام عقد القمة العربية في مارس من كل عام صار هو الموعد الأكيد لالتمام الشمل العربي الرسمي الذي عانى ويعاني من حالة تمزق ما عرفت عافية منذ حرب الخليج الأولى في يناير 1991م حتى الساعة.

وعليه فإن القمة العربية التي انعقدت في مدينة سرت بالجماهير الليبية وأياً كان مقرراتها، فإن العبرة في تحويل تلك القرارات الى أفعال وحقائق تعيش الواقع، لأن المواطن العربي قد مل من كثرة ما اتخذته القمة من قرارات دونما القدرة على التنفيذ وسئم بيانات الإدانة والتنديد‮ ‬والشجب‮ ‬والاحتجاج،‮ ‬ويحتاج‮ ‬اليوم‮ ‬لقرارات‮ ‬اتخاذ‮ ‬المبادرة‮ ‬بالفعل‮ ‬قبل‮ ‬رد‮ ‬الفعل‮.‬

المواطن العربي يعيش أزمة ثقة مع نظامه الرسمي.. أزمة امتدت من الخطاب الاعلامي الى الخطاب السياسي الى خطط التنمية الى الحلم بأن الغد سيكون أفضل، ووصلت أزمة الثقة للحد الذي صار فيه المواطن العربي يستقي أخبار وطنه من خارج وطنه.

من‮ ‬هذا‮ ‬كله‮ ‬فإننا‮ ‬كشعوب‮ ‬عربية‮ ‬نحتاج‮ ‬الى‮ ‬عقد‮ ‬قمة‮ ‬عربية‮ ‬استثنائية‮ ‬تبحث‮ ‬في‮ ‬موضوع‮ ‬واحد‮ ‬هو‮ ‬كيف‮ ‬يعيد‮ ‬النظام‮ ‬العربي‮ ‬الرسمي‮ ‬ثقة‮ ‬الشعوب‮ ‬العربية‮ ‬به‮ ‬وبخطاباته‮ ‬وسياساته‮ ‬وخططه‮ ‬للحاضر‮ ‬والمستقبل‮.‬

الشعوب العربية تحتاج اليوم لأن تستعيد ثقتها بحكامها وقادتها وساستها حتى تستطيع أن تعمل معهم لا لأجلهم من أجل يوم جيد وغد أفضل.. نقول ذلك لأن تاريخ القمم العربية كان مثار فرقة عربية، وعرفنا كثيراً من القمم العربية وبدلاً من أن تعزز التضامن العربي رأيناها فرقت‮ ‬ومزقت‮ ‬بين‮ ‬الأنظمة‮ ‬العربية‮ ‬بسبب‮ ‬سياسات‮ ‬تلك‮ ‬الأنظمة‮ ‬بعضها‮ ‬ضد‮ ‬بعض،‮ ‬ولذا‮ ‬فإن‮ ‬أزمة‮ ‬الثقة‮ ‬بين‮ ‬المواطن‮ ‬العربي‮ ‬والنظام‮ ‬العربي‮ ‬ازدادت‮ ‬بُعداً‮.‬

نخلص في الاخير للقول إن مقررات قمة سرت وغيرها من القمم العربية مسألة إيجابية، لكن ما نحتاجه كشعوب عربية ليس القرارات الصادرة أو المزيد من القرارات الصادرة، لكننا نريد أن تجد تلك القرارات القديمة والجديدة الصادرة في اختتام كل قمة عربية، طريقها للتنفيذ وتحويلها‮ ‬من‮ ‬كلمات‮ ‬وسطور‮ ‬على‮ ‬الورق‮ ‬لواقع‮ ‬معيش‮.‬

ونكرر ونقول اننا كشعوب عربية محتاجون لاستعادة الثقة بالنظام العربي الرسمي حتى نعمل معاً شعوباً وحكاماً لمصلحة قضايانا ومصالحنا العليا ونواجه معاً تحديات التنمية والتطور وتحقيق آدمية الآدمي كامل الحقوق والواجبات.. وكل قمة والعرب بألف خير.

للتأمل:
دعني‮ ‬أرَ‮ ‬مرة‮ ‬خيراً‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬تحدثني‮ ‬مائة‮ ‬مرة‮.‬



تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 03:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-14728.htm