استطلاع / يحيى نوري - عارف الشرجبي - أكد عدد من السياسيين ان كلمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر قد مثلت حجر الزاوية في القمة العربية المنعقدة حالياً في مدينة سرت الليبية، وقالوا لــ»الميثاق« وإن كلمة فخامة الرئيس والمبادرة اليمنية قد وضعت المجتمعين أمام رؤية واضحة وعملية للعمل العربي المشترك، وبات عليهم السير نحو التضامن العربي الحقيقي للخروج من دائرة القول الى مضمار الفعل..
> بدايةً يقول الدكتور احمد باسردة -نائب رئيس جامعة صنعاء: لاشك ان صانع القرار اليمني فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يتواجد على خارطة الفعل السياسي العربي، فلقد شهدنا مبادرات عدة لإصلاح ذات البين في فلسطين ولبنان والصومال وحل الخلاف بين اريتريا وجيبوتي وهاهو اليوم يقدم لنا مشروعاً حيوياً يلملم الشتات العربي ويخلق حالة من الانسجام لصالح المواطن العربي، فمشروع الرئيس ذو أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية، بعبارة اخرى التكيف مع الممكن في هذا العصر الذي طغت فيه الذاتية على العمل العربي المشترك.. وفي هذا السياق يؤكد الدكتور باسردة ان التمعن في مضامين مشروع فخامة الرئيس يعالج برفق الحالة العربية السائدة ويضع الحلول الممكنة في سياق واطار الحاجة العربية الراهنة التي لم يشهد التاريخ المعاصر لها مثيلاً ضعفاً وتمزقاً وهواناً وارتباطاً بالخارج.. وقد تابعنا مؤتمرات القمم السابقة وكان الأمل يعلو جباهنا ولكن لم نخرج إلا بخُفَّي حنين.. واذا كان المواطن في عموم الوطن العربي لايتوقع كثيراً من القمة إلا ان مبادرة الممكن نتوقع ان يحدث حولها التفاف لانها أدرجت ضمن أعمال القمة الحالية في سرت.
واذا اتفق الزعماء من حيث المبدأ على قبول هذه المبادرة فسوف يفكرون بالآلية المناسبة التي تؤدي الى تحقيق الغاية من انجاح هذا المشروع التي تنطوي عليه ترقيع عملي للفجوات السياسية التي تخلقها هذه الخلافات العربية- العربية.. وكمراقب ارى ان الجانب الاقتصادي في اطار المبادرة اليمنية يأخذ المرتبة الأولى مما سينعكس ايجاباً على البعد السياسي والاجتماعي والعسكري ثم نتدرج في العوامل الاخرى.. وقد شاهدت الكلمة المسئولة للأخ الرئيس عبر التلفاز مما اعطاني املاً اضافياً بأن العرب قد يجدولون اجندتهم حسب الاولويات والمخاطر التي تواجه الكيان العربي برمته.
ويحق لنا في اليمن أن نفخر بأن صانع القرار اليمني ينتقل دائماً من الخارطة المحلية الى مساحة أوسع نكمل بها بعضنا البعض كعرب ونقفز على المعطيات الصغيرة التي تواجه مستقبل الأجيال القادمة.القضية الفلسطينية 60 عاماً لم ترَ حلاً، وأُضيف جرح آخر في العراق، وكل قطر عربي مشغول بمشاكله وهمومه ولا حل أمامنا على المدى القريب والمنظور إلا الاتحاد المطروح في المبادرة اليمنية يطبق على مراحل وفي فترات زمنية محددة حتى نسجل مكاناً لنا كعرب في هذا العالم المتغير الذي تسيره مصالحه بالدرجة الاولى.. ونحن نقسم في اليمن بان الاتحاد هو مصلحة شاملة لكل عربي ولكل زعيم عربي ولكل وحدة سياسية صغرت أم كبرت بل حقنة اضافية لنشاط الجامعة العربية المتعثر.
رؤىة ناضجة
إلى ذلك تقول الدكتورة خديجة الهيصمي عضو اللجنة العامة :
لقد شكلت كلمة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حجر الزاوية لأعمال القمة العربية الــ22 المنعقدة في الجماهيرية الليبية، ولم تكن كلمة نمطية كغيرها وإنما جاءت لتلامس تطلعات المواطن العربي من الماء الى الماء وعلى مختلف الصعد.. واضافت: المتابع لكلمة فخامة الرئيس سيجد انها تضمنت رؤية ناضجة وشاملة لمعالجة المشكلات المعقدة التي تجثم على واقعنا العربي منذ عدة عقود في ظل تراخي كثير من الأنظمة العربية عن ايجاد موقف عربي موحد لمواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد كياننا كمنظومة عربية أو كأقطار، فهناك تحديات اقتصادية وسياسية واخرى اجتماعية وعسكرية وهو الأمر الذي يوجب على القيادات العربية وصانعي القرار العمل على تقريب وجهات النظر واتخاذ مواقف موحدة من شأنها تضميد الجراح ونبذ الخلافات الهامشية التي لا داعي لها خاصة وانها أي (الخلافات العربية -العربية) تعمل على اضعاف القدرات وتبديدها في مواجهة الأخطار الخارجية.. وأشارت الى انه لولا التخاذل العربي لما تمكن الكيان الصهيوني الغاصب ان يتحدى القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ولما تمكن من احتلال فلسطين واجزاء من سوريا ولبنان، وأكدت الدكتورة خديجة ان مبادرة بلادنا التي أكدت عليها كلمة فخامة الرئيس في القمة قد وضعت الآلية المناسبة لتوحيد الجهد العربي لمواجهة التحديات والغطرسة الصهيونية التي طال أمدها واشتد ضررها على الاشقاء في تلك الدول وغيرها من دول المنطقة، وقالت: في تصوري ان المبادرة قد وضعت آلية مناسبة لايجاد اللحمة العربية والعمل العربي الفاعل ولذلك لا أتصور أن يكون هناك من يعترض او يتحفظ على بنود المبادرة اليمنية من قبل الزعماء العرب في القمة الحالية وقد لاحظنا التأييد والاجماع عليها من خلال التصفيق المؤيد للاخ الرئيس أثناء إلقائه الكلمة ما يعطي مؤشراً قوياً على الموافقة والتأييد للمبادرة اليمنية وهو ما أعلنه الزعيم الليبي في تعقيبه على كلمة فخامة الرئيس..
فكلمة الرئىس والمبادرة اليمنية شكلت بعداً جديداً لأعمال القمة والدفع بها نحو اتخاذ جملة من القرارات المهمة التي يتطلع اليها المواطن العربي وبما يمكن الحكومات العربية من اتخاذ خطوات عملية نحو التضامن والاتحاد العربي الذي سيضع العرب في مكانهم اللائق بهم كأمة حية صانعة للتحولات..
واختتمت الهيصمي : إذا كان لي من كلمة في هذا المقام فهي الدعوة الصادقة لكل الزعماء العرب ان يعملوا على تناسي الخلافات البسيطة التي قد توجد بين هذا القطر وذاك وان يعمل الجميع كفريق واحد من أجل لم الشمل والشتات لأن الاتحاد قوة والتجزؤ ضعف وهوان خاصة وان الوطن العربي يمتلك الكثير من عوامل القوة والعزة.
نقطة مضيئة
الدكتورة وهيبة فارع عميدة المعهد الوطني للعلوم الإدارية قالت: المبادرة اليمنية لإصلاح البناء المؤسسي للعمل العربي المشترك جاءت في وقتها المناسب، فقد كنا نترقب كافة التفاعلات التي أحدثتها مبادرة فخامة الأخ الرئىس سواءً على صعيد الوطن أو على الصعيد العربي، وتابعنا باهتمام بالغ في هذا الصدد الندوة التي نظمت أخيراً حول المبادرة وما خرجت به من استنتاجات وهي استنتاجات اتفقت تماماً مع مطلب الشارع العربي بمختلف فعالياته، بالإضافة إلى ما حظيت هذه المبادرة من اهتمام ايجابي من قبل العدد من الكُتّاب والمحللين السياسيين في الوطن العربي ومحاولاتهم الوقوف أمام ما تحمله من مدلولات ومعاني.وإذاء ذلك لم يكن من المستغرب أن تجد هذه المبادرة اهتماماً أكبر من قبل القادة العرب خلال انعقاد قمتهم في مدينة سرت الليبية وما تشكيل القمة للجنة معنية بدراسة المبادرة واثرائها تتكون من خمسة من القادة العرب إلاّ دليل حي على أن المبادرة قد استطاعت أن تمثل نقطة مضيئة في إطار قمة العرب الـ22 وأن تتمكن هذه القمة من بعث رسالة مهمة إلى الجماهير العربية مفادها أن عهداً جديداً سيواجه العمل العربي بصورة أكثر فاعلية تخدم العمل العربي وتعزز أدواره المهمة في خدمة الوطن والانتصار لقضاياها..
ويهيئ بالتالي هذا النظام أرضية قوية وصلبة تتمكن من خلاله مختلف الفعاليات العربية من تحقيق الانطلاقة الكبرى صوب تحقيق المزيد من التكافل والتعاون والتنسيق ولاريب أن الفترة القادمة ستشهد وفي إطار اللجنة المشكلة من القادة العرب الخمسة تفاعلات مهمة لإثراء المبادرة وهو ما يجعلنا نأمل أن تعمل اللجنة على فتح الباب أمام مختلف القضايا العربية للمساهمة في تحقيق هذا الهدف المنشود وبالصورة التي تجعل من وحدة النظام الرسمي العربي الجديد يتم في إطار رسمي وشعبي بما يؤكد قطعياً شوق وتطلعات العرب للتغيير.
وخلاصة إن الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية وبمبادرته هذه سوف يكتب له التاريخ العربي المعاصر بأحرف من نور عظمة جهده الجبارة من أجل خدمة العمل العربي المشترك ولمبادراته العديدة والهادفة إلى تطوير العمل العربي المشترك من خلال مبادرته التي هدفت إلى تحقيق الانعقاد السنوي الاعتيادي للقمة العربية وكذا البرلمان العربي وهي مبادرات توجت أخيراً بمبادئه التاريخية الايجابية الهادفة إلى تحقيق طموح أكبر يتمثل في إيجاد اتحاد عربي لايقل أهمية عن الاتحادات المماثلة التي تتباهى بها العديد من الشعوب.
مجابهة الاخطار
ويقول الدكتور صالح السلامي رئىس جامعة عمران: لقد تعودنا من فخامة الرئىس علي عبدالله صالح روح المبادرة ليس من اليوم ولكن منذ مدة طويلة فهو الذي أسس للحوار ولم شمل الأسرة اليمنية منذ الثمانينيات ثم عمل على المصالحة بين الأشقاء في الصومال وفلسطين وعمل على تقريب وجهات النظر ونجح في ذلك رغم صعوبته.وما مبادرته الأخيرة لإنشاء الاتحاد العربي إلاّ واحدة من حسناته التي اثمرت في جمع كلمة العرب ولم الشمل وتوحيد الصفوف ولا ننسى أنه صاحب المبادرة بإنشاء البرلمان العربي وأيضاً انتظام انعقاد القمم العربية منذ عدة سنوات وحتى اليوم.
مضيفاً: لقد كانت كلمة فخامة الرئىس في القمة الحالية المنعقدة في ليبيا عبارة عن دستور وأجندة من شأنها وضع القرار العربي موضع التنفيذ جعله قادراً على مجابهة الأخطار المحدقة بالعرب في وجه الصلف الإسرائىلي المحتل.. ولذا على الأشقاء العرب ان يلتقطوا ما جاء في كلمة فخامته وان يضعوه موضع التنفيذ في العمل العربي المشترك خلال الفترة المقبلة لاسيما وأن ما قاله الرئىس لم يخرج عن الحاجة الملحة للمواطن والحكومات العربية.
وختم قائلاً:
لقد قال الأخ الرئىس أننا لسنا أقل من غيرنا من دول العالم سواءً الأوروبية التي أعلنت ميلاد الاتحاد الأوروبي والأفارقة الذين أعلنوا عن الاتحاد الأفريقي ولذلك يتوجب على القادة العرب ألا تأخذهم العزة بالإثم بخصوص المبادرة اليمنية وأن يسعوا إلى تأييدها..
|