الميثاق نت/بانكوك - قائد محمد قائد - قال الشيخ سلطان البركاني رئيس الوفد البرلماني اليمني في المؤتمر الثاني و العشرين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حاليا في العاصمة التايلاندية بانكوك إن اليمن انتهجت منذ وقت مبكر الديمقراطية وتوسيع قاعدة الممارسة للتعددية الحزبية والسياسية و حرية الرأي والتفكير و إقامة الحكم الرشيد.
وقال البركاني : يتزامن انعقاد هذا المؤتمر البرلماني الدولي مع قرب حلول مناسبة يعتز بها الشعب اليمني , بل و انتم أيها الأشقاء والأصدقاء متمثلاَ بالعيد الوطني العشرين، لإعادة تحقيق الوحدة , وإعلان قيام الجمهورية اليمنية المباركة,في 22 مايو 1990.والتي مثلت بمضمونها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني والتاريخي احد أهم أحداث و منجزات القرن العشرين ، انتصر لها الشعب اليمني بارادته الحرة في ظل قيادة زعيمه الوحدوي فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية .
وأضاف :" مع حلول هذا الحدث العظيم تترسخ دعائم الوحدة اليمنية ، لأنها تمثل ضمير الإنسان اليمني وتشكل مصدر تنمية قدراته و مرتكز ازدهار حياته في الحاضر والمستقبل ، وتعد قاعدة أساسية لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة" .
وقال رئيس الوفد البرلماني اليمني : لقد تعرضت الجمهورية اليمنية خلال العشرين عاما من عمرها وهي تمضى نحو المستقبل إلى بعض الصعوبات و التحديات استهدفت العودة بالنظام الجمهوري و الوحدة الوطنية خطوات إلى الوراء، والحنين إلى الماضي الشمولي المتخلف.
مؤكداَ أن عزيمة جماهير الشعب اليمني تصدت مع قواته المسلحة و الأمن بكل بسالة و إقدام لكل مخططات الخارجين عن الدستور و القانون، و في مقدتهم عناصر تنظيم القاعدة الإرهابيين من خلال مختلف الوسائل الدستورية والقانونية و توجيه الضربات الاستباقية المركزة للقضاء على مخططاتهم التدميرية في المهد لتجنيب المجتمع مخاطرها العدوانية.
معتبراَ أن الإرهاب ظاهرة مستجدة على مجتمعاتنا ليس لها دين و لا مبادئ و لاقيم و لا وطن عدا الإضرار لمصالح الناس و أمنهم و استقرارهم و تنميتهم ، داعياَ الى توحيد الجهود لتجفيف منابع هذه الظاهرة و التفكير في ذات الوقت بكيفية معالجة أسبابها.
وقال إن اليمن تواجه اليوم أعباء تدفق اللاجئين من القرن الأفريقي و الذين يزيد عددهم عن مليون شخص، و يتضاعف هذا الرقم بصورة يومية.، ومع ذلك تتحمل اليمن مسؤليتها الإنسانية تجاه هؤلاء، و لكنها هنا تطالب المجتمع الدولي أن يتحمل هو الآخر مسؤليته الإنسانية و الأخلاقية تجاه هذه الظاهرة و يعمل على دعم اليمن للتخفيف من معاناته في هذا الاتجاه، و تمكينه من الإيفاء بالمتطلبات الأساسية الإنسانية للاجئين، ليس هذا فحسب، بل و البحث و التعاون من أجل معالجة الأسباب التي تؤدي إلى بروز هذه الظاهرة وتفاقمها.
كما تواجه اليمن تحديات أعمال القرصنة الجارية في البحر الأحمر أمام السواحل الصومالية و خليج عدن الأمر الذي يؤثر سلبا على حركة الملاحة الدولية و الحركة التجارية في هذا الممر المائي الهام،فضلا عن الصعوبات الإقتصادية الناتجة عن شحة الموارد و تزايد نسبة السكان بصورة ملفتة.
وأضاف رئيس الوفد البرلماني اليمني :" لا شك أن الجهود التي تبذل من قبل الحكومة اليمنية في مختلف المجالات لمواجهة تلك التحديات و مواصلة عملية الاصلاحات في المجالات السياسية و الاقتصادية و الإدارية والمالية، و التي قد سبق لها أن بدأت هذه الخطوات منذ وقت مبكر نحو توسيع قاعدة الممارسة الديمقراطية و التعددية الحزبية والسياسية و حرية الرأي والتفكير و إقامة الحكم الرشيد" ، وهذا التوجه للدولة اليمنية يحظى بدعم وتعاون أشقاء وأصدقاء اليمن من المانحين و ندعوهم إلى تعزيز هذا الدعم والتضامن الصادق.
و أردف البركاني قائلا : إن الشعار الذي ينعقد اجتماعنا في ظله : (البرلمانات هي قلب حل النزاعات السياسية والإدارة الجيدة) يمثل جوهر مهماتنا ولمرحلة استراتيجية طويلة من الزمن, تستدعي من الجميع بذل جهود مضاعفة , ورسم سياسات سليمة واجراءت عملية ومدروسة لتحقيقها . ولاشك أننا سائرون على هذا الدرب.
مؤكدا:" لكن الواقع المعاش يتطلب تحديد الأولويات الملحة لمعالجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الراهنة.
وتطرق الشيخ البركاني الى ما يجري في منطقة الشرق الأوسط , من أحداث وتداعيات ساخنة, بفعل السياسة العدوانية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، و الحصار المستمر على حياته اليومية و استمرار تشريد و اعتقال الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني و في مقدمتهم أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني الذين يفترض أن يكونوا طليقي الحرية، و إنه لعار على البرلمانيين الإسرائيليين أن يتواجدوا في هذه القاعة و يدعون الحرية والديمقراطية و حكومتهم تعتقل البرلمانيين من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونها.
وتساءل البركاني :" أية حرية أو ديمقراطية أو حقوق للإنسان يتحدث عنها الصهاينة وهم يغتصبون الأرض و ينتهكون الحقوق و يعبثون في الأرض فساداً، إنه لمن العجائب في هذا الزمن؟
مضيفاَ :" إنهم يستهدفون المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة, و إذا كان مندوب إسرائيل يدعي أنها ثقافة مشتركة فلماذا يزورون تاريخها و يواصلون احتلالهم للأراضي السورية واللبنانية. و يرفضون قرارات الشرعية الدولية و مبادرات السلام، وإذا كانت اسرائيل ديمقراطية و إنسانية فلماذا حاول الموساد الإسرائيلي المساس بأمن و استقرار و تنمية دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة من خلال القيام باغتيال أحد القادة الفلسطينيين على أرضها .
و أشار الى أن ذراع الإرهاب الإسرائيلي وصل إلى المساس بسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة و ممارسة جريمة القتل فيها و القيام بأعمال تزوير جوازات السفر لعملاءه باسم بعض البلدان التي كانت تمنحهم ثقتها دون خجل.
مؤكداَ أن هذا الوضع يستدعي وقفة جادة ومسؤولة من قبل الجميع حتى ترضخ إسرائيل لإرادة المجتمع الدولي ، وتلتزم بقرارات الشرعية الدولية ، وبمبادرات السلام ذات الصلة بالقضية الفلسطينية , وبتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط وجعلها منطقة خالية من كافة الأسلحة النووية و أسلحة الدمار الشامل .
و لفت سلطان سعيد البركاني إلى أن مناطق عديدة من العالم تشهد حروبا و توترات وعدم استقرار في أوضاعها الداخلية , وتزايد أعمال الإرهاب وارتكاب الجريمة المنظمة. وكلها أفعال مخالفة للقوانين وتضر بمصالح الشعوب والدول على حد سواء.
وشدد على أن من واجب البرلمانيين مسؤولية الإسهام بالبحث عن أسباب تلك الظواهر لمساعدة الحكومات على طرق معالجتها.، ومن المعلوم أن ظاهرة الفقر و البطالة وتدني مستوى المعيشة وانخفاض نسبة التعليم , مع شحة موارد التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدى العديد من البلدان، وتأثير نظام العولمة والأزمة الاقتصادية والمالية العالمية ، واختلال توازن النمو والتقدم الاقتصادي والعلمي، لعب كل ذلك دورا سلبيا في إذكاء تلك الظواهر .
مؤكداَ أهمية الارتقاء بأشكال التعاون , في سبيل إيجاد المعالجات اللازمة لتلك العوامل , ومنها التسريع في انجاز المهمات والأهداف التنموية للألفية .
وقال الشيخ البركاني في المؤتمر الثاني و العشرين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حاليا في العاصمة التايلاندية بانكوك :" نثق أن الدول الشقيقة والصديقة ، ذات القدرة الاقتصادية و التقدم العلمي و التكنولوجي ستؤدي دورها المأمول منها في هذا المنحى. وبما يعزز من التكافل والتضامن والأخوة والصداقة بين الشعوب" .
و كان المؤتمر الثاني و العشرين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي قد بدأ أعماله مساء يوم أمس الأول بحضور وفد اليمن البرلماني برئاسة سلطان سعيد البركاني أعلنت مساء يوم أمس سمو الأميرة مهاجاكري سيرنتهور باسم ملك المملكة التايلاندية الصديقة افتتاح أعمال المؤتمر الثاني و العشرين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي، والذي تشارك فيه أكثر من مائة و واحد وثلاثين دولة و 6 منظمات دولية و 40 منظمة بصفة مراقب.
وقد ألقيت في حفل افتتاح المؤتمر الكلمات بهذه المناسبة من قبل رئيس البرلمان التايلاندي شاي شيد شوب و رئيس مجلس الشيوخ برأسوب سوك بونديش و نائب رئيس الوزراء تايرونج سوانخيري و ممثل الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة بانكيمون سوباشاي بانيشاباش و رئيس الاتحاد البرلمان الدولي، وقد عبرت الكلمات عن أهمية هذا المؤتمر و دور البرلمانيين في دعم القوى الخيرة المحبة للسلام في العالم و محاربة الجريمة بأشكالها المختلفة، و في مقدمتها مناهضة جرائم الإرهاب المنظمة و غير المنظمة.
ودعت تلك الكلمات إلى تعزيز دور البرلمانيين في مجال تمتين عرى الأخوة و الصداقة بين الشعوب والحفاظ على الأمن الدولي و الاستقرار الداعم الذي يخلق البيئة المناسبة لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشاملة و تعزيز الحوار بين الحضارات.
فيماكان رئيس وفد بلادنا البرلماني برئاسة سلطان سعيد البركاني وفي إطار المجموعة البرلمانية العربية و الإسلامية قد تقدم بطلب إدراج بند طارئ في جدول أعمال المؤتمر الثاني و العشرين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي، تضمن وقف الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية و المسيحية في القدس و كذا وقف التوسع الاستيطاني في مدينة القدس.
و دعى رئيس الوفد البرلمان اليمني سلطان سعيد البركاني المجموعة البرلمانية العربية و الإسلامية في اجتماعها التنسيقي المنعقد في إحدى قاعات المؤتمرات الدولية بالعاصمة التايلاندية بانكوك، إلى تقديم الدعم الممكن للبرلمان الصومالي بما يمكنه من تسديد المتأخرات عليه من الالتزامات المالية كاشتراكات سنوية للاتحاد البرلماني الدولي و كشكل من أشكال التعبير عن التضامن بين البرلمانات العربية و الإسلامية.
و كانت المجموعة البرلمانية العربية و الإسلامية قد ناقشت في اجتماعها التنسيقي كلا على حدة إلى جانب ذلك مجموعة من الموضوعات المدرجة على جدول أعمالهما ومنها مناقشة القضايا البرلمانية ذات البعد العربي و الإسلامي و خاصة مسألة بحث الشكل الجديد للاتحاد البرلماني الدولي. بما يرقى به إلى منظمة برلمانية تشكل جزء لا يتجزأ من منظمة الأمم المتحدة تتولى مهمة المسائل التشريعية إلى جانب تحسين العمل البرلماني في جميع أنحاء العالم، و بما يحقق الأهداف النبيلة لهذه المؤسسة البرلمانية الديمقراطية الشعبية والأمم المتحدة كتعبير عن توحيد لرؤية الإجماع الدولي و بما يحقق مصالح الإنسانية جمعاء.
|