عبدالله الصعفاني -
تعزيز العمل العربي المشترك.. صفة ملازمة لمواقف فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.
وأهم ما يميزها عن غيرها أنها مواقف تنطلق من إحساس عميق لدى الرئيس بمخاطر هذا التشظي العربي الذي نقل العرب من زمان السيادة إلى هامش صفحة سقطت هي الأخرى من كتاب التاريخ المشرق إلى شرنقة هوان هذه الأمة على الناس.
< لدينا جامعة عربية نعم.. وبلادنا العربية تجمع بين ثروة النفط والمساحات الصالحة للزراعة.. وثروة البشر.. لكن لا النفط خدم استراتيجية الأمة فغادرنا الأنماط الاستهلاكية ولا نحن اكتفينا من الغذاءولا تمثلنا أخلاق الاسلام وتوجهاته التي تحثنا على التعاون والحب في الله فتغلبنا على الفقر كأحد أبرز شرارات الفتن.
فضلاً عما يلحق بنا من الهوان منذ تتويج فترات الإنحطاط بإضاعة فلسطين والقدس وما أعقب ذلك من العقود التاريخية التي تعرضت فيها اكثر من عاصمة عربية للسقوط وليس ما حصل لبيروت وبغداد ببعيد.
< ومما يزيد الاوضاع العربية تعقيداً وبؤساً هو تعالي ثقافة الإحساس بأنه لا فائدة ولا مجال لعودة القدس ولا مفر من التسليم بأن تكون البلدان العربية مجرد أوراق في مهب الرياح الدولية التي تعصف بالضعفاءولا تسمع الا صوت القوة.. ومنطق التكتل.
< ومن الواضح بعدما كان من فشل الجامعة العربية في القيام بدورها على أي مستوى حقيقي وجاد أن ثمة مشكلتين تعيقان قيام الجامعة بدورها.. الأولى تتصل بالشكل وبالنظام الأساسي الذي يشترط في القرارات الاجماع الذي يصعب تحقيقه والثاني يرتبط بالمضمون القومي والأخلاقي لمواقف الدول.
< وسيكون رائعاً لو جرى الأخذ بالمبادرة اليمنية وتحويل الجامعة إلى اتحاد عربي مشابه في الشكل والجوهر للاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الإفريقي، والثانية إدراك أن الجامعة العربية فشلت أيضاً لأنها مجرد أداة معطوبة بمواقف سلبية من الدول الأعضاء حيث تنعكس المزايدات والمناقصات والتوترات والإرتهانات وألعاب الكراسي على فرص الاتفاق حول القضايا المركزية.. علاوة على تخصص أنظمة بعينها في خلق الأحقاد والحزازات هروباً من المسئولية.
< وإذاً فإن مواقف اليمن وقائده من العمل العربي المشترك جدير بالتعاطي معه بإحساس عالٍ وثقة مطلقة بأن الهدف ليس المزايدة وليس الإدعاء وليس البحث عن أدوار وإنما هو موقف بلد جرّب التمزق ونعمّق إيمانه بأنه حيث يكون التعاون وتكون الوحدة يكون الخير للجميع.!!