الأربعاء, 31-مارس-2010
الميثاق نت -      حسن‮ ‬عبد‮ ‬الوارث -
لدينا‮ ‬بلد‮ ‬سياحي‮ ‬من‮ ‬الطراز‮ ‬الأول،‮ ‬أو‮ - ‬بالأصح‮- ‬بيئة‮ ‬سياحية‮ ‬من‮ ‬النمط‮ ‬الطبيعي‮ ‬الفريد‮ ‬للغاية‮..‬

وقلَّما‮ ‬وُجِدَ‮ ‬بلد‮ ‬اجتمعت‮ ‬فيه‮ ‬الفصول‮ ‬الأربعة‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬ذاته‮ .. ‬مثلما‮ ‬اجتمعت‮ ‬فيه‮ ‬كل‮ ‬ملامح‮ ‬المشهد‮ ‬السياحي‮ ‬المتميز‮ ‬،‮ ‬من‮ ‬بحار‮ ‬وجبال‮ ‬وسهول‮ ‬وأودية‮ ‬وصحارى‮.‬

غير أن ما وهبه الله وجسَّدته الطبيعة - في هذا البلد- من مقومات سياحية نفيسة ، باتت "جوهرة في يد فحَّام ".. فإن سياحة البيئة لا قيمة لها ، مثلما لا قيمة لبيئة السياحة ، في ظل انعدام العقلية والإرادة اللازم توافرهما لكي تغدو السياحة الدجاجة التي تبيض ذهباً..

إن‮ ‬النفط‮ ‬ينضب‮ ‬في‮ ‬جوف‮ ‬الأرض‮ .. ‬والأسماك‮ ‬تنفق‮ ‬في‮ ‬أعماق‮ ‬البحار‮.. ‬لكن‮ ‬لمسة‮ ‬الله‮ ‬على‮ ‬وجه‮ ‬الطبيعة‮ ‬خالدة‮ ‬لا‮ ‬تموت‮ .. ‬وهذه‮ ‬اللمسة‮ ‬على‮ ‬وجه‮ ‬طبيعة‮ ‬هذا‮ ‬البلد‮ ‬هي‮ ‬الخلود‮ ‬ذاته‮..‬

قبل شهر ، كنتُ في أثيوبيا .. ويومها زرتُ بعض المواقع السياحية التي تجذب ملايين السياح سنوياً ، وأبرزها "ويندو جنّات " و" لو نجانو" .. وزائر هذه المواقع سيرى بوضوح أن الدولة أو المستثمر لم يتدخل هناك على نحو جذري أو مكلف مالياً بشكل باهظ.. فقد كانت القاعدة‮ ‬المادية‮ ‬أو‮ ‬البنية‮ ‬التحتية‮ ‬للازدهار‮ ‬السياحي‮ - ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المناطق‮ - ‬أساسهاالنعمة‮ ‬الإلهية‮ ‬التي‮ ‬أغدق‮ ‬بها‮ ‬على‮ ‬بلاد‮ ‬الحبشة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تقل‮ ‬اليمن‮ ‬جمالاً‮ ‬وفتنة‮ ‬عنها‮ ‬البتة‮..‬

وذات يوم بعيد، كنت أتحدث مع نائب وزير السياحة البلغاري - الذي كان في زيارة لبعض المحافظات الجنوبية حينها فإذا به يتحدث بحسرة بالغة عمَّا حباه الله للبلد من مقومات طبيعية من شأنها أن تزدهر بالبلد سياحياً ، غير أن عقلية الإنسان وإرادته أنعدمتا قبالة هذا الكنز‮ ‬الملطخ‮ ‬بالسُّخُام‮ !!‬ ‬


تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-14771.htm