الميثاق نت - عباس الديلمي- الميثاق نت

الخميس, 01-أبريل-2010
عباس الديلمي -
تلبية لدعوة كريمة من سمو الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني السعودي للمشاركة في فعاليات ومناشط اليوبيل الفضي لمهرجان الجنادرية واحياء أمسية شعرية.. توجهت إلى الرياض منتصف الشهر الماضي مصطحباً مجلدين وكتاب.
المجلدان هما موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين.. لأهدي احدهما لسمو الامير متعب كرئيس للمهرجان.. وارجو ان يكون قد وصله عبر مكتب استقبال ضيوف المهرجان بفندق الماريوت.. وأهدي الآخر لصديقى وزميلي الأستاذ سعد الجريس مدير عام اذاعة الرياض وقد سلمته إياه عند زيارتي له بمبنى الإذاعة.. وأما الكتاب فكان مختارات من قصص يمنية. لأتسلى به، وأقضي على ساعات من الملل في صالات أو (لوبي) فنادق الخمسة نجوم الفواحة بروائح القهوة و(الكيك) والحلويات التي لا أتناولها الا للمجاملة.
في رحلتنا من صنعاء إلى الرياض عبر عدن حملني صديقي وزميل دراستي الأستاذ مصطفى أحمد محمد نعمان سفيرنا بجمهورية الهند بحديثه الشائق وتعليقاته الطريفة وكأننا على ذلكم المقعد الدراسي الذي جاورنا بمدرسة الثورة الثانوية بتعز.
كنت أتوقع طول الوقت والملل الذي استعديت له.. ولكني وجدت نفسي مستغرقاً في عالم من الندوات والمحاضرات والأنشطة الثقافية والحوارات واللقاءات المتعاقبة مع الكثير من الشعراء والأدباء والصحافيين من ضيوف المهرجان الذين بلغوا الأربعمائة وكذلك الزوار من الاخوة السعوديين أدباء وإعلاميين، إضافة الى اللقاء بجلالة الملك عبدالله والغداء معه بقصره الملكي، واللقاءات بسمو الأمير متعب في مآدب الغداء والعشاء التي أقامها لضيوفه.
لا ملل كما توقعت.. بل صار الوقت لا يكفي.. وإن تجاوزنا منتصف الليل بساعتين وثلاث من صباح اليوم الجديد وبما يحمله من جديد متنوع كتنوع الاطياف التي حواها ضيوف المهرجان والمدعوون الى المشاركة في فعالياته التي تجلت جمالياتها في الانفتاح على الكل يساراً ويميناً وسنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، أفارقة وأوروبيين وكان العالم ممثلاً في المهرجان وندواته ومحاضراته التي عكست توجه جلالة الملك عبدالله في الانفتاح على الآخر وان نستمع اليه ويسمعنا وان يتحاور الجميع على مائدة التقارب ويتم التعارف بطريقة الفيلسوف أفلاطون العظيم عندما قال لمن دخل عليه في أكاديميته: «تكلم حتى نعرفك» وتتضح الأمور ويزول الخوف من مفهوم أن المخيف هو ما يبدو غامضاً وغير معروف.
هذه الأجواء عكست نفسها في الأمسية الشعرية التي شاركتُ في إحيائها بنادي الرياض الأدبي مع زملاء من المغرب العربي ومصر وعمان والعراق والسعوية، حيث وصفتها الصحافة السعودية بأنها أمسية جريئة بصورة غير مسبوقة.
أبارك لرئيس نائب الحرس الوطني رئيس المهرجان وكل القائمين على المهرجان ما وصلوا إليه خلال ربع قرن وعلى ما لمسناه من نجاح وكرم ضيافة وحسن إعداد وترتيب ودقة وجُرأة جعلتني أتساءل قائلاً هل يعود ذلك الى الانضباط والدقة والصرامة التي يمتاز بها العسكريون قد يكون ذلك، ولكن لا ننسى الاهتمام والرعاية الشخصية لهذا المهرجان لابن الملك ومن قبله والده الذي ينسب اليه تأسيس هذا الانجاز الثقافي العربي.
وهنا أسجل الشكر للعزيز ابراهيم الصعقوب وكيل وزارة الاعلام والثقافة السعودية والصديق مسعد الجرس مدير إذاعة الرياض على حفاوتهما واستضافتي في أمسية شعرية خاصة لتكريمي بدرع وزارة الاعلام والثقافة.. كما أسجل الشكر لسفيرنا الخلوق محمد علي الاحول ورئيس ونائب رئيس الجالية اليمنية على تكريمهم لي وزميلي الاستاذ الشاعر محمد الشرفي بدرعي السفارة والجالية في حفل أقامته السفارة والجالية لهذا الغرض.. الذي ترك في نفسي أبلغ الأثر، وقلت: إن هذا التكريم من جاليتنا يحيي في نفسي ما أحستته عند تكريمي من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بوسام الاستحقاق في الآداب والفنون.. فالتكريم من اليد التي رفعت راية الوحدة في ال22 من مايو 90م لا يساويه سوى هذا التكريم من اليد العاملة التي لم تمتد إلى حرام قط.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 21-يونيو-2024 الساعة: 08:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-14796.htm