عدن: أحمد العقربي- أبين: نائف زين -
عبر عدد من الصيادين القاطنين في الشريط الساحلي لمحافظة عدن عن استيائهم وغضبهم وإدانتهم للاعتداء الذي قامت به البارجة الحربية الهندية على صيادين يمنيين، وكذلك التصرفات غير المسؤولة لبعض البارجات البحرية التي تجوب المياه الاقليمية في البحر العربي وخليج عدن بذريعة مكافحة القرصنة فيما هي تعتدي على الصيادين اليمنيين.
وطالب الصيادون بإجراءات حاسمة ورادعة تجاه الاعتداءات التي أدت إلى تدمير قواربهم والاستحواذ عليها من قبل بعض البوارج الحربية الاجنبية وخصوصاً البارجة الحربية التي تحمل رقم 593 على بعد 70 ميلاً من شواطئ قصيعر بمحافظة حضرموت- بحسب أقوال الصيادين- في تلك المنطقة.. مناشدين الحكومة اليمنية بعدم التهاون مع تلك الاعمال التي استهدفتهم وانتهكت المياه الاقليمية والمنافية لكل القوانين الدولية التي تحترم سيادة الدول ومياهها الاقليمية جاء ذلك في لقاءات ميدانية أجرتها «الميثاق» مع عدد من الصيادين القاطنين على الشريط الساحلي بمحافظات «عدن، أبين، شبوة، حضرموت» تفاصيلها فيمايلي:
مصدر قلق
{ الصياد أحمد علي- مديرية البريقة كان أول المتحدثين عن معاناة الصيادين حيث قال: البوارج الحربية- للأسف- أصبحت مصدر قلق للصيادين وأولى بها أن تكافح القرصنة وليس الاعتداء على الصيادين والاستحواذ على قواربهم، فهذه الاعمال التي تقوم بها تلك البوارج في مياهنا الاقليمية تهدد الصيادين ومصدر رزقهم ويجب على الدولة أن تحمي مياهنا الاقليمية وتحمينا، لأن ما تقوم به تلك البوارج من أعمال غير مسؤولة لم نألفها ولم نواجهها منذ امتهاننا مهنة الاصطياد.
ومضى يقول: إذا تهاونت الحكومة تجاه هذه الاعتداءات فمعنى ذلك ان الاعمال العدائية والاستفزازية من قبل تلك البوارج ستستمر وسيحرم الصيادون من مصدر رزقهم وسيصبح بحرنا تتحكم فيه تلك البوارج.
ما حدث يوجع القلب
{ الصياد عوض أمعافي قال: ما حدث للصيادين المساكين في جمعية قصيعر التعاونية السمكية من عملية تدمير لقواربهم من قبل إحدى البارجات الحربية الأجنبية يوجع القلب، وسيدب الخوف في قلوب الصيادين، وعلى الدولة أن تتحرك وتتخذ إجراءات صارمة تجاه تلك البوارج المخترقة لقوانين البحر والملاحة وتهدد أمن وسلامة صيادينا في بحرنا الاقليمي.
إلى من نلجأ
{ فيما الصياد عوض مصلح قال باستغاثة: أين نذهب؟ وماذا نأكل؟ إذا تغلقت الأبواب أمامنا في البحر بسبب أعمال القرصنة والأعمال الاستفزازية وغير المسؤولة لتلك البوارج الحربية التي تنتهك سيادة الدول والقوانين البحرية والدولية وتساءل الى من نلجأ؟، إذا لم نحصل على الحماية من حكومتنا.. وأقولها بصراحة: على الدولة أن تضع حداً أمام ما يتهدد الصيادين اليمنيين وأرزاقهم، وإذا تكررت تلك الأعمال دون رادع، فإن بحرنا وصيادينا معرضون للانتهاك، وطالب الاتحاد التعاوني السمكي بالتحرك باعتباره منظمة من منظمات المجتمع المدني بحماية الصيادين من أي انتهاكات تهدد حياتهم ومصادر رزقهم.
انتهاكات كثيرة
{ أما الأخ عبدالله صالح من أبناء منطقة شقرة محافظة أبين تحدث قائلاً: دون أدنى شك هذه الانتهاكات كثيرة ونتعرض لها بين الحين والآخر، كان آخرها قبل أسابيع قليلة حين توجهنا في عرض البحر لصيد السمك، وفجأة أقبلت نحونا باخرة عملاقة مكتوب عليها كلمات غير عربية، وعندما أصبحت على مقربة منا أخذ عدد من المتواجدين عليها يطلقون أعيرة نارية في الهواء.. طبعاً نحن فهمنا أن تلك تحذيرات واستفزازات تطلب منا الابتعاد، ولم نكن نمتلك خياراً آخر سوى الابتعاد، فابتعدنا بأقصى سرعة ، وعبر منبركم هذا نطالب جهات الاختصاص بعمل اللازم وحماية مياهنا الاقليمية من التدخلات غير المسؤولة.
اعتداء سافر
{ الأخ خالد الناصري «صياد» تحدث عن هذا الموضوع بالقول:
- الاعتداءات والاستفزازات التي يتعرض لها الصيادون كثيرة ومتعددة وتطل بين الحين والآخر لتطرح مشكلة يجب الوقوف عندها ووضع الحلول المناسبة لها.. قبل أسابيع كان عدد من الصيادين في رحلة صيد في منطقة الشيخ عبدالله، ودخلوا عدة أميال من الأميال البحرية لصيد السمك وبعد أن نصبوا شباكهم أقبلت نحوهم بارجة بحرية توقفت على بعد حوالى 10امتار تقريباً، أقبل من تلك البارجة زورقان سريعان على متنه عدد من الاشخاص المدججين بالسلاح وقاموا بالاعتداء السافر على أولئك الصيادين بالضرب ومزقوا شباكهم.. وهناك حوادث كثيرة مماثلة لتلك الحادثة حصلت في أبين.. وكل ما نأمله هو الوقوف العاجل والسريع أمام تداعيات مثل تلك الحوادث التي لا يجب السكوت عنها خصوصاً وأن تلك البوارج والسفن تنتهك مياهنا الاقليمية بشكل سافر ومتواصل.
وإضافة إلى ذلك التقينا الأخ أبوبكر سالم مكلوس نائب رئيس الجمعية التعاونية السمكية في محافظة أبين والذي تحدث بدوره قائلاً:
- كثيرة هي الحوادث والانتهاكات التي حصلت وتحصل من قبل البوارج والبواخر والسفن التي تتوغل الى مياهنا الاقليمية، وحقيقة تلك الاعتداءات والانتهاكات والاستفزازات أخذت تتزايد بشكل ملفت وخطير في الآونة الأخيرة وأخذت تهدد حياة وأرزاق كثير من الصيادين والذين تعرض ويتعرض عدد منهم لمثل هذه الاعتداءات والانتهاكات والتي كان واحد منها هو ذلك الحادث المؤلم والمؤسف الذي حصل يوم 7 / 4 / 2010م حين تعرض قارب صيد صغير لحادثة في منطقة صيرة حيث كان خمسة من الصيادين يستقلون هذا القارب حين فاجأتهم باخرة كبيرة اصطدمت بالقارب ودمرته ونتج عن ذلك الحادث فقدان ثلاثة من الصيادين يعتقد أنهم توفوا ونجا الاثنان الباقيان .. طبعاً هذه مشكلة يجب أن يتم الوقوف عليها من قبل الحكومة وجهات الاختصاص.
حادثة مؤسفة
واحدة من الحوادث المؤسفة والمؤلمة التي حصلت في أبين هي حادثة في منطقة صيرة لخمسة من الصيادين من أبناء أبين .. ولاتزال الى اليوم حديث الشارع في محافظة أبين، وتغطية لهذه الحادثة توجهت «الميثاق» والتقت الأخ عبدالرحمن ناصر منصور المرقشي شقيق المفقود مهدي ناصر منصور المرقشي والذي تحدث بحسرة وحزن قائلاً:
- نزل أخي ومعه أربعة في منطقة صيرة كالمعتاد للصيد وفاجأتهم بارجة عملاقة وشطرت القارب الى نصفين وظل الخمسة فوق بقايا القارب لمدة يومين، وبعدهاقام أخي واثنان من أولئك الصيادين بالسباحة باستخدام « الدبب» في محاولة للبحث عن قارب نجاة أو زورق، بعد ذلك جاء قارب وأنقذ الاثنين اللذين ظلا فوق القارب المدمر، أما أخي ومن معه فقد فقدوا ولا ندري شيئاً عن مصيرهم حتى اللحظة.. طبعاً عقب الحادثة توجهنا الى جهات الاختصاص والى خفر السواحل محافظة عدن وقدمنا بلاغات حول الحادثة الا أن جهودنا لم تلقَ الاستجابة خصوصاً وان مدير خفر السواحل ويدعى البرطي طلب منا حق الديزل لتحريك زوارق بحث، وبعد أن توفر حق الديزل ادعى مدير خفر السواحل أن القوارب عاطلة..
ومنكم نناشد عبر «الميثاق» جهات الاختصاص وننقل مأساتنا شاكرين الاخ أحمد سالمين وكيل المحافظة على جلوسه معنا.. كما نشكر «الميثاق» لجهودها ودورها الاعلامي ونأمل أن يتم التفاعل مع موضوعنا ومأساتنا.
أسماء الصيادين الذين تعرضوا
لحادثة 7 / 4 / 2010م
- مهدي ناصر منصور المرقشي - مازال مفقوداً
- منصور سعيد لصمع - مازال مفقوداً
- زياد فرتوت - مازال مفقوداً
سامي سعيد لصمع - نجا من الحادثة
فؤاد حسن علي - نجا من الحادثة.{
تجار الحوطة لـ«الميثاق»:
| 
«الميثاق» تابعت مأساتهم من عدن إلى حضرموت:البوارج الأجنبية تمارس قرصنة ضد الصيادين