فيصل الصوفي -
*هل تنتظر الحكومة من أولئك الذين يتفننون في قتل الأبرياء أن يشبعوا قتلاً ويرتووا دماً حتى يكفوا؟ لن يكفوا عن ذلك بل يزدادون وسيزدادون شراسة ما دامت قوة القانون لا تطالهم وسوف تزداد أعدادهم يوماً بعد يوم وهذا ما تظهره الأيام وما تشهده من وقائع سود.
في الماضي كانت أهدافهم محصورة في مواطنين ينحدرون من محافظات شمالية، والآن توسعت دائرة الاستهداف لتشمل مواطنين من محافظات جنوبية، وخاصة الذين يتقلدون وظائف عمومية.
في الماضي كانوا يركزون على التخريب والنهب، واليوم يركزون أكثر على التهديد والضرب والاختطاف والقتل وكلها أساليب تستهدف أمن الناس وحرياتهم وحياتهم بقصد إثارة الهلع العام في بعض المحافظات الجنوبية.. هل هؤلاء مجرمون غامضون لا أسماء لهم ولا عناوين، أم محميون بقوة رادعة تجعل الحكومة غير قادرة على الوصول إليهم؟
* إذا كان هؤلاء ينتمون إلى ما يسمى الحراك.. فهل استنفدوا مهامهم فلم يبق أمامهم إلا القتل والاعتداء وصلم الآذان وإحراق أجساد الباعة البسطاء بالأسيد وهم نائمون، وتعذيب إنسان بقطع عضوه التناسلي؟ ما هذا.. ومن أين جاءت هذه البشاعة التي لم يعرف مثلها في الجنوب عبر تاريخه كله؟ وإذا كان الحراك بريئاً من هذه الأفعال البشعة ويدعي أن آخرين يقومون بها لتشويه صورته فماله ساكتاً عنها..؟ إذ أنه لو كان ادعاؤه صحيحاً فمصلحته تكمن في المساعدة على كشفها وتعرية أصحابها انتصاراً لنفسه وإنصافاً للضحايا الأبرياء الذين تطالهم هذه الأفعال كل يوم.. إنه لأمر صعب أن نصدق ذلك الإدعاء في حين أن الحراك يحسب أصحاب تلك الأفعال ضمن صفوفه، ويفهم ذلك على الأقل من خلال الذود عنهم إما نكاية بالسلطة أو استقواء بهم أو عصبية لهم، وفي كل الأحوال الأمر يمثل لطخة سوداء في جبينه.
* على أنه ينبغي الاعتراف أن بعض المحافظات الشمالية مثل صنعاء وعمران وحجة والجوف وإب تسجل فيها أكثر الجرائم يومياً.. اختطاف.. قتل.. عصابات نهب وتقطع.. اغتصاب.. قتل أبناء لآبائهم.. قتل آباء لأبنائهم.. سرقة.. زنا محارم.. وتوصف كجرائم جنائية تماماً كما توصف الجرائم التي تقع في بعض مناطق الجنوب.. وهي تستفز الآدمية، ولكن ما يقع في الجنوب أكثر استفزازاً لأنها تصدر عن تمييز ومناطقية وكراهية في الغالب.
أخيراً.. نقول للأجهزة الأمنية.. نحن نؤمن أن المجرم وإن كان قوياً وإن طال فراره فلابد أن يقع يوماً، تماماً مثل من سبقوه.. ونثق أن المجرمين موضع رصد ومتابعة من قبل أجهزة الأمن ولن يفلتوا من العقاب.. لكن لا ينبغي أن يقال إن المسألة مسألة وقت.. فلابد من المثابرة والاستعجال في ضبط المجرمين حتى لا يستشري شرهم وحتى لا يشعر الضحية وأهله بالخذلان ويندفع إلى مقابلة الجرم بجرم مثله.. وفي الوقت نفسه يتعين على الأجهزة الأمنية أن تجد وتبتكر أساليب فعالة في إزالة أدوات الجريمة وفي مقدمتها الأسلحة الخفيفة والأخف من الخفيفة التي تستعمل وتفتك بالمجتمع أكثر مما تقوم به (ميج 27) و (إف 16).