الأحد, 18-أبريل-2010
الميثاق نت - قيادات أحزاب المشترك المعارضة في اليمن..صورة من الارشيف محمد انعم -
اختارت‮ ‬قيادات‮ ‬أحزاب‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك‮(المعارضة في اليمن) ‬اتفاق‮ ‬ضحيان‮ ‬مع‮ ‬الحَوَثة‮ ‬بديلاً‮ ‬عن‮ ‬اتفاق‮ ‬فبراير‮.. ‬مؤمنين‮ ‬بأن‮ ‬العنف‮ ‬هو‮ ‬الخيار‮ ‬السهل‮ ‬للوصول‮ ‬إلى‮ ‬السلطة‮.‬



إن اتفاق ضحيان الذي توصلت إليه قيادات تلك الأحزاب مع المتمردين الأسبوع الماضي- والذي لم تعلن عن كافة تفاصيله حتى الآن- يُعد تحالفاً خطيراً لا يهدد أمننا واستقرارنا ومكاسب النظام الجمهوري والسلم الاجتماعي لبلادنا فحسب، وإنما يستهدف أمن واستقرار الأشقاء في دول الجوار ومنطقة الجزيرة العربية برمتها.. حيث يكشف اتفاق ضحيان بين المشترك والحَوَثة أنه موجَّه أيضاً ضد الأشقاء في دول الخليج الذين أعلنوا مواقف واضحة وشجاعة لدعم وحدة اليمن وأمنه واستقراره ودانوا أعمال التمرد ورفضهم التدخل في شؤون اليمن..



تلك المواقف العظيمة للأشقاء والأصدقاء مع شعبنا لم تَرُق بالطبع لقوى اقليمية خاصة بعد فشلها في تنفيذ مخططاتها الخبيثة عبر عناصر التمرد الذين حاولوا استهداف أمن المملكة انطلاقاً من جبل النار وكذلك ضرب العلاقات اليمنية السعودية، باعتبار الدولتين تمثلان خط الدفاع‮ ‬الأول‮ ‬الذي‮ ‬يحول‮ ‬دون‮ ‬تحقيق‮ ‬اطماع‮ ‬قوى‮ ‬اقليمية‮ ‬تسعى‮ ‬للهيمنة‮ ‬على‮ ‬دول‮ ‬الجزيرة‮ ‬العربية‮..‬



لقد بات واضحاً أن لقاء ضحيان هو لقاء مضاد للقاءات الداعمة لبلادنا وشعبنا والتي كان أخرها لقاء أبوظبي، وهذا مفهوم لكل لبيب.. ولهذا أتخذت أحزاب المشترك قرارها ولم تضع لنفسها خطوط رجعة أو تتخذ أساليب الخداع والمراوغة والنكث بالعهود كما دأبت على ذلك في حوارها مع المؤتمر، معتقدةً ان الذهاب إلى ضحيان أكثر دسماً من أي مكاسب تجنيها من وراء تنفيذ بنود اتفاق فبراير مع المؤتمر.. ومهما كانت مبررات قيادات المشترك من وراء الهرولة إلى ضحيان، فإنها ستظل غير مقنعة وبعيدة عن المنطق، حيث أنها تعكس صورة قبيحة لمخطط شرير يستهدف المنطقة برمتها، ولم تعد مشكلة أحزاب المشترك تكمن في تغيير النظام الانتخابي أو إعادة تشكيل لجنة الانتخابات أو غير ذلك من المزاعم التي ظلت تلوكها لتأجيل الانتخابات النيابية بتوقيع اتفاق فبراير2009م..



ولعل‮ ‬رفض‮ ‬قيادات‮ ‬المشترك‮ ‬التوصل‮ ‬إلى‮ ‬اتفاق‮ ‬مع‮ ‬قيادة‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬المعروفة‮ ‬بإيمانها‮ ‬المطلق‮ ‬بالحوار‮ ‬وحرصها‮ ‬على‮ ‬تعزيز‮ ‬الممارسات‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وترسيخ‮ ‬التعددية‮ ‬السياسية‮.‬



في الوقت الذي نجد المشترك يبرم اتفاقاً مع قيادات الإرهاب والتخريب التابعة للحَوَثة في أيام، وتحديداً تلك القيادات التي ظلت تخوض معارك مدفوعة الثمن ضد شعبنا والأشقاء في السعودية ومارسوا أيضاً التحريض لتفجير صراع طائفي ومذهبي بين أبناء دول المنطقة، بالتأكيد قيادات‮ ‬المشترك‮ ‬تدرك‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬تماماً‮ ‬وتعي‮ ‬حتى‮ ‬أبعاد‮ ‬الرسالة‮ ‬التي‮ ‬أرادت‮ ‬إيصالها‮ ‬للجميع‮ ‬من‮ ‬وراء‮ ‬اختيارها‮ ‬ضحيان‮ ‬مكاناً‮ ‬لتوقيع‮ ‬اتفاقهم‮ ‬مع‮ ‬الحَوَثة‮..‬



ويبقى المثير للدهشة والاستغراب أن قيادات المشترك ترفض رفضاً قاطعاً التحاور مع أحزاب وتنظيمات سياسية تمارس العمل السلمي في الساحة، في الوقت الذي تبرم اتفاقاً مع عناصر ماتزال تحفر الخنادق وتستخدم العنف كطريق للوصول إلى السلطة ولا تؤمن بشرعية المؤسسات الدستورية‮ ‬أو‮ ‬بالتبادل‮ ‬السلمي‮ ‬للسلطة‮ ‬عبر‮ ‬الانتخابات‮ ‬الحرة‮ ‬والديمقراطية‮!!‬



ليس هذا فحسب بل إن قيادات المشترك حرصت على ان تهزأ وتسخر من كل التضحيات البطولية العظيمة التي اجترحها أبناء شعبنا من أبطال القوات المسلحة والأمن والمواطنين الشرفاء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الطاهرة رخيصة في سبيل القضاء على مؤامرة المتمردين، وعودة الأمن والسلام‮ ‬إلى‮ ‬ربوع‮ ‬صعدة‮.‬



للأسف لم تكترث قيادات المشترك لمشاعر الآلاف من أسر الشهداء والجرحى الذين استشهدوا وهم يؤدون واجبهم الوطني والديني في صعدة وسفيان، كما لم تضع لملايين الشعب أي اعتبار خصوصاً وأن اتفاق المشترك مع الحوثيين مثل مباركة لأعمال التمرد وفتوى تجيز المزيد من اراقة دماء أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين، خصوصاً والجميع يدرك أن لجان تنفيذ قرار وقف الحرب من مجلسي النواب والشورى- والتي معظمها من أحزاب في المعارضة- لم تنجح حتى اليوم في تنفيذ شروط وقف اطلاق النار بسبب عدم التزام الحوثة ومماطلتهم للجان، ورفض النزول من الجبال‮ ‬أو‮ ‬تسليم‮ ‬الألغام‮ ‬أو‮ ‬إطلاق‮ ‬الجنود‮ ‬والمواطنين‮ ‬المختطفين‮.. ‬الخ،‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬يجعل‮ ‬الكثيرين‮ ‬يشبهون‮ ‬اتفاق‮ ‬ضحيان‮ ‬بتحالف‮ ‬بيحان‮ ‬الجديد‮.‬



بدائل‮ ‬صعبة



إن المؤتمر الشعبي العام والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني أمام تحدٍّ تاريخي، ويدرك الجميع أن النقاط الخلافية التي تحول دون توصُّل المؤتمر إلى اتفاق مع أحزاب اللقاء المشترك لتنفيذ اتفاق فبراير ومنها رفض المشترك الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية‮ ‬في‮ ‬موعدها‮ ‬المحدد‮ ‬2011م،‮ ‬واعتراضه‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬قضايا‮ ‬الحوار‮ ‬الوطني‮ ‬محكومة‮ ‬بالمادة‮ ‬الأولى‮ ‬من‮ ‬دستور‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية،‮ ‬ووقف‮ ‬أعمال‮ ‬التحريض‮ ‬وإثارة‮ ‬دعوات‮ ‬الكراهية‮ ‬وغيرها‮.‬





سيناريوهات‮ ‬وأجندة‮ ‬تآمرية‮ ‬لا‮ ‬تختلف‮ ‬في‮ ‬مضمونها‮ ‬عن‮ ‬تلك‮ ‬المؤامرة‮ ‬الفاشلة‮ ‬التي‮ ‬سعى‮ ‬إلى‮ ‬تنفيذها‮ ‬المتمردون‮..‬



إذاً لقد استبدلت قيادات المشترك مشروعها بمشاريع الخراب في ضحيان.. وعلى المؤتمر الشعبي العام أن يواصل بنى مشروعنا الوطني الديمقراطي، وأن يذود عن الوطن من تآمرات الأحزاب الشمولية وعصابات التمرد والانفصال..



تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15060.htm