الأحد, 18-أبريل-2010
الميثاق نت -     عبدالملك الفهيدي -
الحملة التي قادتها منظمة (هود) برئاسة المحامي ورئيس المكتب القانوني لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) محمد ناجي علاو مع القضية التي سمتها (مهجري الجعاشن) يمكن وصفها بالحملة السياسية بامتياز لأسباب كثيرة لعل أبسطها استغلال الموضوع و(يهودته) على طريقة (هود) ليصبح موضوعاً سياسياً تكال عبره التهم للنظام والسلطة والحكومة والحزب الحاكم.

والحقيقة التي لا مراء فيها أن ما تسمى بقضية ( مهجري الجعاشن ) ليست القضية الأولى ولن تكون الأخيرة في سلسلة القضايا ( المسيسة) التي دأبت المنظمات المدنية التابعة لحزب الإصلاح ومن خلفه المشترك على اختلاقها ومحاولة تحويلها إلى قضايا سياسية مساندة لسياسة افتعال الأزمات وإشعال الحرائق التي تنتهجها أحزاب المشترك وبالتحديد حزب الإصلاح منذ ما بعد الانتخابات الرئاسية والمحلية في سبتمبر 2006م والتي منيوا فيها بهزيمة كبيرة .

ومع أن الجميع وفي المقدمة جماهير الشعب اليمني باتت أكثر إدراكاً لأهداف ومرامي هذه الأفعال، إلا أن ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن هذه المنظمات التي تقف وراء تبني واستغلال مثل هذه القضايا تنكشف سوءاتها بسرعة حين نجد أنها تتعاطى مع القضايا الحقوقية بمعايير مزدوجة ،فتحرم بعض الانتهاكات وتحلل أخرى.

وبعبارة أخرى فإن تبني منظمة (هود) لما سمى بقضية مهجري الجعاشن وتسييسها إلى أقصى حدود التسييس تكشف عورة عمل هذه المنظمة التي نجدها تغض الطرف عن سبق إصرار تجاه قضايا حقوقية حقيقة مثل قضية الانتهاكات التي تعرض لها الزملاء الصحفيون في صحيفة العاصمة الناطقة باسم فرع حزب الإصلاح ( الإخوان المسلمين في اليمن ) في العاصمة صنعاء والذين انتهكت حقوقهم المادية والمعنوية والمهنية وحتى السياسية من قبل قيادة حزبهم على مرأى ومسمع الجميع وفي المقدمة هذه المنظمات وتحديداً منظمة هود .

كصحفي أشعر بالأسى لما تعرض له زملاء الحرف في صحيفة العاصمة ( الإخوانية ) وأبدي تضامني الكامل معهم من منطلق مهني بحت ،ويزداد أسفي حسرة حين أشاهد صمت منظمة هود إزاء هذه الانتهاكات وعدم تحريكها ساكناً معهم لا لشيء إلا لأن ( هود ) والقائمين عليها ينتمون سياسياً لنفس الحزب الذي انتهك حقوق الزملاء في العاصمة وتناسى بين عشية وضحاها جهودهم الجبارة في تنفيذ سياسة الحزب بشكل نحن أول من يعارضه .

العمل الإعلامي للزملاء في العاصمة رغم اختلافنا معه كلياً.. وصل حد استغلال وتسييس مشروع جامع الصالح أثناء افتتاحه رسمياً، وتناوله بشتى أنواع الإساءات والأكاذيب كان يفترض أن يواجه بدعاوى قضائية من قبل السلطة إلا أن الأخيرة غضت الطرف عن ذلك وتعاملت معه وفقاً لقاعدة ( أدفع السيئة بالحسنة تمحها ) بل ليس مبالغة القول إن السلطة التي أسيء لها من قبل الزملاء في العاصمة لم تكن تتوقع أن يصل الأمر لدى قيادات سياسية في أعلى هرم حزب الإصلاح ( الإخوان المسلمين في اليمن ) ليمارسوا ديكتاتوريتهم المعتادة وينفذون أوامر خلافتهم الإسلامية على الصحفيين في صورة تجسد أبشع صور الانتهاك لحقوق الإنسان ،بل ان السلطة أيضاً لم تكن تتوقع صمتاً شبيهاً بصمت المنظمات الحقوقية وفي مقدمتها منظمة هود مع قضية الزملاء في العاصمة .

ولا أخفيكم قولاً أنني تمنيت أن أشاهد المحامي علاو- والذي يتشدق ليل نهار بالدفاع عن حقوق الإنسان ومن خلفه منظمته ( هود ) -وهم ينصبون خياماً أمام مقر حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن) دفاعاً عن حقوق الزملاء الصحفيين في العاصمة على غرار خيامهم (السياسية) التي نصبوها دفاعاً عن ما سموه مهجري الجعاشن .

ألم يكن حرياً بهود علاو أن تتبنى حقوق مهجري صحيفة العاصمة الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها خارج إطار ومفهوم الحقوق الإنسانية أسوة بتبنيها لقضية مهجري الجعاشن.. وأن تتبرع ببعض الدولارات لشراء خيم لصحفيي العاصمة، وتعينهم بمبالغ مالية كتلك التي صرفتها على مهجري الجعاشن والتي شملت نقلهم عبر ثلاث محافظات، والتكفل بإيوائهم ومتطلبات بقائهم في العاصمة لأشهر لقاء رفعهم لـ"اللافتات التي تحمل شعارات سياسية" -أشك أن معظم حامليها لا يعون مضامينها وأهدافها – والأحاديث التي أدلوا بها لوسائل الإعلام .

ألم يكن من حق مهجري صحيفة العاصمة على المنظمات الحقوقية وهود أولها تبني قضيتهم على الأقل من باب رد الجميل على مساندتهم وتبنيهم لحملتها الإعلامية السياسية الخاصة بمهجري الجعاشن، أم أنهم لا يستحقون أن يكون لهم حقوق على غرار الحقوق التي تزعم هود أنها صودرت من مهجري الجعاشن

والمخزي حقاً أن قيادات هذه المنظمات لم تكتف بالنواح على الحقوق والحريات التي تزعم أن السلطة تصادرها ،بل وصل بها الأمر إلى تحريض بعض مسئولي السفارات الأجنبية في اليمن وعلى رأسها سفارة واشنطن أن تساعدهم في نضالاتهم المزعومة من اجل حقوق الإنسان،ولو كان ذلك بقطع المساعدات التنموية لليمن ،في حين أن هذه القيادات تصم أذانها، وترمد عيونها في الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها إخوانهم في الله وزملائهم في مهنة الحرف والكلمة في صحيفة العاصمة .

ختاماً أود أن أطرح سؤالاً على قيادة منظمة هود وأمثالها من المنظمات المدعية للدفاع عن الحقوق والحريات سيما التي تقودها قيادات إصلاحية – مفاده هل مهجري صحيفة العاصمة ليسوا مواطنين لهم حقوق كمهجري الجعاشن .. أم أن انتهاك حقوق ( جعاشن الإصلاح) مباحة طالما كان وراءها مشائخ – وليس شيوخ – الدين .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15085.htm