الأربعاء, 21-أبريل-2010
الميثاق نت - د.عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم في اليمن أ.د عبدالسلام محمد الجوفي -
.د/عبدالسلام محمد الجوفي لا شك أن هذه الفعالية الاحتفالية الرائعة التي حرصت وزارة التربية والتعليم على إقامتها كل عام تكريماً للمعلم واعترافاً بفضله وتتويجاً جميلاً لعطاءاته المتميزة وبذله السخي ووفائه لواجباته النبيلة تجاه أبناء هذا الوطن الحبيب، بناة الحاضر وأجيال المستقبل، لاشك أنها تمثل جزءاً من مشروع يهدف إلى تطوير التعليم، باعتبار أن المعلم هو محور عملية التطوير الذي لا تكتمل حلقاته إلا بوجود المعلم المؤهل علمياً وتربوياً والذي يعمل في بيئة تربوية نفسية مناسبة، في محيط اجتماعي يقدر مسؤولياته ويعلي مكانته ويبرز دوره ويمنحه حقوقه.

وإذا كان من اللائق أن يكون التكريم حلقة ناصعة في كافة ميادين العمل والبناء من منطلق أن كل إنسان في الوجود يسعى إلى التحفيز والتشجيع والشعور بالتقدير من قبل الآخرين حتى يتمكن من أن ينجز ويعطي في مجال عمله ويطور من قدراته، فكيف بمهنة التعليم التي ترتبط بالمجتمع بصورة وثيقة، ونحن اليوم عندما نكرم المعلم فإننا نكرم المجتمع بكل فئاته وشرائحه، فلولا مهنة التعليم ما تخرج أصحاب المهن الأخرى في شتى المجالات والعلوم، كما أنه لا يمكن تصور نهضة حضارية بدون الاهتمام بالتعليم والمعلم، اللذان يفتحان أبواب المستقبل للحاق بركب الحضارات الإنسانية الحديثة.

وإذا كانت العملية التربوية تقوم على ثلاث ركائز أساسية هي الطالب والمعلم والمنهج، فإن المعلم هو في صدارة هذه الركائز جميعاً فهو الذي يمثل العنصر النشط الذي يبعث الروح في المناهج ويكسب أبناءنا التلاميذ بفطنته الواعية وتجربته الثرية زاداً للروح وصحة للفكر ودرباً للمستقبل بحيث يصبح أبناؤنا مصابيح متألقة في سماء الفكر والمعرفة، وسواعد قوية وداعمة ترفع ركائز التقدم وتعلي صروح العطاء إلى آفاق تليق بأمة رائدة سطرت أروع صفحاتها يوم الثاني والعشرين من مايو 90م.

إن تكريم المعلم اليوم ممثلاً بنخبة طيبة من معلمينا المخلصين يمثل بحق ترسيخاً ثابتاً لمسيرة التعليم والمضي به نحو آفاق أوسع، كما يعد تتويجاً نبيلاً للأهداف العظيمة وترجمة دقيقة وواعية للمعاني السامية التي تسير على هديها وزارة التربية والتعليم مترسمة خطى حكومتنا الرشيدة وقيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة بابن اليمن البار فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي يسعى بطموحاته وتطلعاته الثاقبة نحو بناء الإنسان اليمني المتطلع للمساهمة في تشييد صروح الوطن العملاق وصناعة أركان نهضته الباسقة.

ونحن إذ نكرم اليوم نخبة من صناع الثقافة وبناة الأجيال فإننا في الوقت ذاته نحرص على إمداد المعلم بكل ما يساعده على تنمية ذاته وتطوير مهاراته في المجالات التربوية والتعليمية والعلمية والبحثية عن طريق خطط التدريب وبرامج التأهيل الواسعة والتي شملت أكثر من 90 ألف معلم ومعلمة على المناهج العلمية وطرق وأساليب التدريس الحديثة القائمة على أسلوب الإدراك وتمكين الطلاب من استنتاج المعلومات وتنمية قدراتهم على الاستنباط والتخطيط والتقييم والابتكار، إلى جانب برامج التدريب في مجال تقنية الحاسوب والبرمجيات التربوية التي تستوجب إلمام المعلم بكيفية إدخال المعرفة ودمجها في الصف الدراسي بالإضافة إلى برامج الإشراف والإدارة المدرسية والتوجيه والإرشاد والأنشطة الصفية واللاصفية.

وحرصاً على مواجهة متطلبات النمو الكمي والكيفي وبما يسهم في تحسين مخرجات التعليم العام بجودة عالية، بدأت الوزارة بتنفيذ استراتيجيات التعليم الأساسي والتعليم الثانوي والتحاق الفتاة والتي تستهدف تحقيق فرص المساواة وردم الفجوة بين الذكور والإناث في الريف والحضر للوصول إلى تعليم نوعي يخدم أهداف الألفية ومتطلباتها والوفاء بالتزامات بلادنا أمام المجتمع الدولي وشركاء التعليم بما يضمن توفير التعليم للجميع بحلول عام 2015م.

فقد أضحى تطوير المنظومة التعليمية والارتقاء بها مجالاً وعنصراً مهماً في التنافس الدولي ومدخلاً للاستقطاب العالمي في عالم يتسم بالمعرفة النوعية، توجهه وتتحكم في مساره العولمة بكل أدواتها وآلياتها وتجلياتها، وبناءً عليه فإن دور المدرسة، وفقاً لهذا المفهوم، يجب أن يتحول من عملية التلقين إلى إكساب المهارات اللازمة لعملية التعلم الذاتي المتفاعل والمستمر، وتشجيع التفكير الإبداعي والابتكاري الناقد، وتعزيز العمل الجماعي وتنمية الثقة بالذات والقدرة على اتخاذ زمام المبادرة وتحمل المسؤوليات والوصول للمعلومات وعرضها وتحليلها وتوظيفها والتفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى واحترامها وتعظيم الاستفادة من الاكتشافات الجديدة واستخدامها في تحسين الانتاجية مع مراعاة لخصوصيتنا الدينية والثقافية والاجتماعية.

وعلى المعلمين تقع مسئولية تحصين الجيل في مجابهة التحديات الفكرية والثقافية بترسيخ قيم المواطنة والولاء والانتماء وقيم الوسطية والاعتدال واحترام الآخر والتدريب على الحوار والمناقشة عن طريق استخدام وسائل التعليم الحديثة بما يحقق الجمع بين التعليم والتدريب ويربط النظري بالتطبيق العملي وينمي مهارات استخلاص المعلومة إلى جانب تنمية القدرات الذاتية للطلاب من خلال تشجيع النشاط اللاصفي والعمل على إشراكهم في بناء المستقبل باعتبارهم قادة العمل المستقبلي ومن يعول عليهم إحداث نهضة تنموية في شتى المجالات وبما يفضي إلى رفاهية المجتمع برمته.

ختاماً أهنئ إخواني المعلمين والمعلمات والتربويين والتربويات من كل المحافظات المكرمين لهذا العام على المستوى المحلي والمركزي وأحث الجميع على بذل المزيد في سبيل الارتقاء بالرسالة التربوية إلى جانب المهارات المهنية المتعلقة بإيصال المعلومات وتحفيز عقول الطلاب على التفكير والإبداع، ولأن أثمن الجوائز لا تضاهي جهود المعلمين والمعلمات في الحقل التربوي إلا أن التكريم في حد ذاته يشعرنا جميعاً بالرضا انطلاقاً من قوله تعالى "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا" صدق الله العظيم.

* وزير التربية والتعليم

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 06:49 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15134.htm