الخميس, 22-أبريل-2010
الميثاق نت -     فيصل‮ ‬الصوفي -
في العام الماضي خُفّضت موازنة الدولة الى النصف، مع ذلك بقي الدعم المخصص للمشتقات النفطية.. وفي موازنة هذا العام والتي تزيد قليلاً عن سبعة مليارات دولار سيذهب ربعها لدعم المشتقات النفطية.. مبرر هذا الدعم الذي كان يتعين إلغاؤه عام 2004م هو عدم الجمع بين عسرين،‮ ‬وان‮ ‬علينا‮ ‬ان‮ ‬ننتظر‮ ‬تحسن‮ ‬الظروف‮ ‬فإذا‮ ‬تحسنت‮ ‬تم‮ ‬إلغاء‮ ‬الدعم‮.. ‬وما‮ ‬يحدث‮ ‬بالضبط‮ ‬ان‮ ‬الدعم‮ ‬يرتفع‮ ‬والظروف‮ ‬الاقتصادية‮ ‬العامة‮ ‬تزداد‮ ‬سوءاً‮.‬

كان‮ ‬الدعم‮ ‬عام‮ ‬2005م‮ ‬نحو‮ (‬280‮) ‬مليار‮ ‬ريال،‮ ‬وزاد‮ ‬في‮ ‬السنوات‮ ‬التالية‮ ‬حتى‮ ‬بلغ‮ ‬عام‮ ‬2008م‮ ‬الى‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ (‬700‮) ‬مليار‮ ‬ريال،‮ ‬وفي‮ ‬هذا‮ ‬العام‮ ‬حصته‮ ‬ربع‮ ‬الموازنة‮ ‬العامة‮ ‬للدولة‮.‬

في منتصف شهر أغسطس 2005م قررت الحكومة رفع جزء كبير من الدعم عن هذه المشتقات، وفي اليوم التالي خرجت مظاهرات احتجاجية غير منظمة على مايبدو فتحولت الى أعمال عنف ونهب وسلب وتخريب، وبعدما حدث تم التراجع عن القرار جزئياً بخفض الزيادة التي كانت مقررة في اسعار المشتقات النفطية، ولم يتم بعد ذلك رفع أي جزء من الدعم إلا في فبراير الماضي حيث تم رفع سعر اللتر الواحد بزيادة خمسة ريالات تقريباً الى السعر السابق، بينما المانحون الدوليون يريدون رفع هذا الدعم نهائياً، اذ يقولون ان لديكم ثروة نفطية، وبينما يتعين ان تستخدموها لمصلحتكم اذا بكم تدعمونها وتبيعونها بأسعار متدنية، وفي الوقت نفسه تريدون من العالم ان يساعدكم.. استخدموا ما لديكم أولاً، ونحن سوف »نوفّي ما نقص«.. الحكومة ترغب في رفع الدعم، والخبراء العقلاء يقولون ان هذا ضروري..

ولكن الجميع يتخوف من الآثار الاجتماعية التي ستنتج عن رفع هذا الدعم، لأن رفع الدعم يعني ان تباع هذه المشتقات بأسعارها الحقيقية، فسعر لتر البنزين حالياً هو (65) ريالاً، فإذا رفع الدعم سيصير سعره الحقيقي موازياً لسعره في السوق العالمية وهو نحو مائتين وعشرين ريالاً تقريباً للتر الواحد، وذلك يعني -مرة اخرى‮ - ‬ارتفاع‮ ‬الاسعار‮ ‬بصورة‮ ‬عامة‮ ‬شاملاً‮ ‬كل‮ ‬السلع‮ ‬والخدمات‮ ‬وهو‮ ‬ارتفاع‮ ‬يفوق‮ ‬قدرة‮ ‬مجتمعنا‮ ‬الفقير‮ ‬على‮ ‬الاحتمال‮.‬

طيب ياجماعة.. هل بالضرورة أن تقترن عملية رفع الدعم بكوارث؟ بلدان عربية وغير عربية رفعت الدعم عن النفط ومشتقاته بما في ذلك المستوردة وليس فقط المنتجة، ومع هذا لم يترتب على ذلك أي خطر سياسي او اجتماعي، لأنها قامت بذلك ضمن مجموعة من التدابير الاقتصادية التي جعلت رفع الدعم أقل كلفة وأكثر فائدة بالنسبة للحكومة وللناس ولو على المدى الطويل.. بينما نحن أمضينا أكثر من عشر سنين نتخوف من رفع الدعم ونعترف بأن الدعم يخدم فئة قليلة من الأغنياء ويصب في مصلحة المهربين والفاسدين.. لماذا لدينا خياران فقط إما استمرار الدعم لصالح‮ ‬من‮ ‬لايستحقه‮ ‬او‮ ‬رفع‮ ‬الدعم‮ ‬لتقع‮ ‬الكارثة؟‮ ‬أليس‮ ‬هناك‮ ‬خيارات‮ ‬أخرى؟‮!



تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-15140.htm